ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة الومضة في اتحاد كتاب الدقهلية ودمياط بالمنصورة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير
مختصر عن أمسية (القصة الومضة) في اتحاد كتاب الدقهلية و دمياط مساء السبت 24 أكتوبر
2015 (استمرت الأمسية ثلاث ساعات كاملة): حرص الأديب مجدي شلبي على أن يتم هذا اللقاء
في موعده، رغم حدوث حالة وفاة ابن عمه و حضوره تشيع الجنازة بالقاهرة، ثم العودة في
ذات اليوم للالتقاء بالزملاء أعضاء اتحاد كتاب الدقهلية و دمياط بالمنصورة، متأخرا
ساعة واحدة فقط
في
البداية عبر الحضور الكريم عن خالص تعازيهم، و تقديرهم للالتزام بالموعد رغم هذا الظرف
الطارئ...
ثم
بدأت الشاعرة فاطمة الزهراء (رئيس اتحاد كتاب الدقهلية و دمياط) إدارتها للمناقشة؛
موجهة التحية للضيف و للحضور الكريم، ثم عبرت بكلمات موجزة عن احتفاء الاتحاد بكل إبداع
جديد ( نصا و ابتكارا و نقدا ) مشيرة إلى أن المناقشة الموضوعية يجب أن تمر بمراحل
أربع:
1ـ
الاطلاع على تفاصيل الأمر المعروض للمناقشة بشكل دقيق من مصدره.
2ـ
إعمال العقل فيه.
3
ـ استجلاء ما خفي منه. ثم بعد هذا و ليس قبله
4ـ
إبداء الرأي فيه من منطلق (رأيي صحيح يحتمل الخطأ، و رأيك خطأ يحتمل الصواب).
و
طبقا لما ورد من أسس طلبت من الضيف بداية: التعريف بابتكاره الأدبي الذي أطلق عليه
اسم ( القصة الومضة ) ليستطيع الحضور الكريم تكوين فكرة عنه، و استجلاء حقيقة ما خفي
منه...
بدأ
الأديب مجدي شلبي بالحديث عن حتمية التطور في جميع مجالات الحياة، و منها الأدب، و
عرض جانبا من إسهاماته في هذا المجال ابتداء من ابتكاره ( المقال المقامي 1998) وصولا إلى ابتكاره ( القصة الومضة ) مرورا
بالعديد من التفاصيل التي أشار إليها في رحلته الإبداعية الابتكارية، معتبرا أن مشروعه
الأدبي هو: إحياء و تجديد الأجناس الأدبية المندثرة، عن طريق مزجها بالمعاصر من فنون
الأدب، و ذلك لخلق أجناس أدبية جديدة و غير مسبوقة، تواكب العصر، و تثري الساحة الأدبية،
و تشرع نوافذ جديدة للمبدعين، دون أن تكون منافسة للأجناس الأدبية التقليدية، أو بديلا
عنها...
ثم
أوضح كنه منجزه الأدبي ( القصة الومضة ) الذي استنبته من ( أدب التوقيعات ) أو ما يمكن
تسميته ( أدب الحكمة ) ( الومضة ) كفن تراثي، و مزجه بفن القص كفن حداثي، في عملية
مزاوجة؛ أنجبا من خلالها ( طفلا ) فنا أدبيا غير مسبوق...
موضحا
كيف أنه لم يستأثر بالإبداع النصي في هذا الفن الأدبي الذي ابتكره، بل أنشأ ( الرابطة
العربية للقصة الومضة 12/9/2013 ) للتعريف بهذا الفن، و التأكيد على استقلاليته و تفرده
و تميزه عن القصة القصيرة جدا، و نظم مسابقة يومية بين أعضاء الرابطة ـ الذين تجاوز
عددهم الأربعة آلاف كاتبا و ناقدا و عاشقا لهذا الفن الأدبي المبتكر من جميع أنحاء
العالم العربي ـ لحثهم على تجريب الكتابة في هذا الجنس الأدبي لأول مرة في تاريخ حياتهم
الإبداعية، و ذلك طبقا لما أرساه من أسس، و ما وضعه من معايير و ضوابط، و ما يساهم
به من تصويب و توضيح و تعديل لبعض النصوص قبل نشرها...
و
أكد على حقيقة التزام ( الرابطة العربية للقصة الومضة ) بالمحافظة على اللغة العربية،
بحيث يتم استبعاد أي نص فيه خطأ لغوي و الالتزام بعلامات الترقيم و دقة مواضعها، بل
زاد على هذا فقال: "يشترط في اسم المشارك أن يكون مدونا بحروف عربية..."
.
و
قد أشاد بالتزام الأعضاء بتلك الشروط و غيرها، معلنا وصول عدد النصوص التطبيقية التي
أبدعوا فيها إلى آلاف الومضات القصصية، و حرصا منه على الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية
لأعضاء الرابطة، أنشأ بلوجا خاصا على البلوجر لتوثيق جميع الومضات القصصية الفائزة
في المسابقة، من يوم تنظيمها و حتى الآن...
و
على طريق إرساء دعائم هذا الجنس الأدبي المبتكر و التعريف به، ذكر أنه حاول الانتقال
من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي، من خلال إعداده سلسلة كتب ورقية بعنوان (
كنوز القصة الومضة ) مشيرا إلى أن الكتاب الأول قد صدر بالفعل ( في شهر يونيو 2015) و يُعد حاليا لإصدار الكتاب الثاني، و ستتوالى
الإصدارات تباعا، دون أن تتوقف المسابقة اليومية على موقع التواصل الاجتماعي و الثقافي
( فيسبوك ) و البلوج التوثيقي لرابطتنا العربية للقصة الومضة على البلوجر...
عندئذ
أشادت الأستاذة الدكتورة/ أفكار أحمد زكي ( كلية التربية جامعة المنصورة ) بالدور الهام
و الجهد الكبير الذي يبذله الأديب/ مجدي شلبي في سبيل إرساء دعائم ابتكاره الأدبي،
و تنظيمه لمسابقة أدبية يومية، و هو أمر غير مسبوق على مستوى المسابقات الأدبية، فضلا
عن استقطابه لكبار النقاد و الكتاب للمشاركة في عملية التحكيم، و ذكرت أن بعض المجموعات
الأخرى طلبت منها لاحقا الانضمام إلى لجان التحكيم بها، لكنها رفضت، لقناعتها بأن
( الرابطة العربية للقصة الومضة ) ـ التي هي مشاركة فيها منذ تأسيسها ـ هي المجموعة
الرائدة في مجال جنس أدبي ابتكره مؤسسها و مديرها الأديب مجدي شلبي...
و
قبل أن يعرض الضيف نماذجا من النصوص التطبيقية للقصة الومضة، انطلقت من بعض الحضور
الكريم أسئلة مهمة حول: اسم ( القصة الومضة ) الذي سبق استعماله قبل إعلان الأديب مجدي
شلبي عن منجزه الأدبي بسنوات، ثم أتى سؤال آخر حول علاقة (القصة الومضة) بـ(القصة)
التي رأى السائل أنه طالما وجدت كلمة قصة في اسم (القصة الومضة) وجب أن يلتزم النص
بكافة عناصر القصة فيها...
و
في إجابته على السؤال أوضح نصا:
"منذ
سنوات و في بداية ابتكار (القصة القصيرة جدا) وجد النقاد أن طول الاسم لا يتوافق مع
المضمون؛ إذ كيف يتكون من ثلاث كلمات بينما النص الأطول (القصة القصيرة) يتكون اسمها
من كلمتين فقط؛ فابتدعوا أسماء بديلة منها: (ق. ق. ج) أو (أقصوصة) أو (قصة ومضة)...،
و من هذا يتضح أن (القصة الومضة) في اعتقاد هؤلاء هي ذاتها القصة القصيرة جدا، و هذا
هو ما يسبب الخلط بين اسم غير دقيق تم إطلاقه منذ سنوات على القصة القصيرة جدا، و بين
بنية (القصة الومضة) بحسب منجزي غير المسبوق، و المتوافق تماما مع الاسم؛ فالنص الومضي
يجب أن يتكون من شطرين بينهما مفارقة (الومضة معناها المعجمي: برقة) و البرقة: تنتج
عن اصطدام سحابة موجبة و سحابة سالبة... و هو ما لا يتوافق مع نصوص (القصة القصيرة
جدا) بل يتوافق مع منجزي غير المسبوق: ومضة (حكمة) في ثوب القص. لا علاقة لها بالقصة
القصيرة جدا التي هي: قصة ـ تلتزم بجميع عناصر القص ـ لكنها مكثفة جدا، قصة مختصرة،
مختزلة..."
ثم
أضاف: "طالعوا ما نشره النقاد المغاربة في هذا الشأن لتتأكدوا من هذا الخلط الواضح
بين اسم ( القصة الومضة ) و اسم ( القصة القصيرة جدا )؛ فعندما يقول أحدهم: ( الجيل
الجديد من كتاب القصة الومضة بالمغرب نقصد به سعيد منتسب جزيرة زرقاء... ) فلا ينبغي
أن يصيبك هذا بالشك و الريبة تجاه منجزي الأدبي غير المسبوق؛ فما كتبه سعيد منتسب
2003 و عبدالله المتقي 2005 ورد ضمن منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب".
ثم
كرر موضحا: "إن منجزي الأدبي لا علاقة له البتة بالقصة القصيرة، و لا القصة القصيرة
جدا؛ فهو جنس أدبي جديد و غير مسبوق يعتمد على فن الحكمة و ليس فن الحكي، القصة الومضة
عندي اسما على مسمى، حكمة (ومضة) في ثوب القص، و ليست اختصارا لقصة كما هو شأن القصة
القصيرة، و القصة القصيرة جدا" و أضاف: "إن إطلاقهم اسم القصة الومضة على
القصة القصيرة جدا؛ هو السبب في هذا الخلط، و هو اسم على غير مسمي؛ فلا علاقة للقصة
القصيرة جدا بالنص الومضي (خصائص البرقة ذكرتها آنفا) و هي منتفية تماما عن القصة القصيرة
جدا، و واضحة جلية في ابتكاري الأدبي (القصة الومضة) التي تستمد اسمها من بنيتها و
تكوينها و خصائصها و استقلاليتها و تفردها و تميزها عن غيرها من الأجناس الأدبية السابقة
عليها"...
بعد
هذا انتقل للإجابة على السؤال الثاني: ـ كيف أطلقت على ابتكارك اسم (القصة الومضة)
دون التزام كامل بعناصر القصة فيها؟
فقال:
"القصة الومضة وجودها يسبق ماهيتها؛ فلا ينبغي أن تربطها بماهية سابقة على وجودها"
و للتوضيح ضرب مثلا: "لو أن رجلا تزوج بامرأة؛ فأنجبا طفلا... رغم وجود جينات
وراثية من الأم و جينات وراثية من الأب في هذا الابن؛ أفلا يُعد الوليد خلقا جديدا
له استقلاليته و تفرده و تميزه عن والديه؟!... إن ما تطلبه من ضرورة وجود جميع عناصر
القصة في (ناتج المزاوجة بين القصة و الومضة) يشبه المطالبة باستنساخ الأبناء من والديهم،
و هو أمر لا علاقة له بناتج المزاوجة الذي يحمل تشابها بين الأبوين و الأبناء و ليس
تطابقا استنساخيا تاما"
ثم
قال مازحا: "أتعلمون أن الدراجة في بداية اختراعها، كان البعض يطلقون عليها (حمار
حديد) فهل يعقل ـ بنفس منطق السائل ـ أن نقول: كيف نطلق عليه إسم (حمار حديد) و هو
بلا ذيل و لا آذان و لا أرجل!... إن التسمية هنا جاءت معبرة بدقة عن التشابه في الأداء
الوظيفي، و ليست معبرة عن التطابق العضوي".
و
نظرا لمرور الوقت سريعا طلب الحضور الكريم من الضيف أن يعرض نصوصا من الومضات القصصية،
متمنين أن يتجدد اللقاء في مرات قادمة حول هذا الابتكار الأدبي الذي أطلقه أحد أعضاء
اتحاد كتاب الدقهلية و دمياط، إلى العالم العربي؛ فنال شهرة واسعة، و إعجابا متزايدا،
و جدلا لا ينقطع...
فالتقط
الأديب مجدي شلبي الخيط ليعلن عن حدوث اعتداء على حقوقه الأدبية من قبل بعض الأشخاص
الذين تقمصوا صفته الابتكارية، و انتحلوا اسم (الرابطة العربية للقصة الومضة) فأنشأوا
مجموعات مزورة، و زادوا على هذا أن تواصلوا مع شعبة المبدعين بالقسم الثقافي و الفني
التابع لجامعة الدول العربية، بصفتهم المزيفة!...
و
أعلن أنه لن يصمت إزاء هذه المهزلة التي شاركت فيها مؤسسة تابعة للجامعة العربية، و
سيتوجه لرئيس اتحاد كتاب مصر بمذكرة بهذا الشأن، باعتباره عضوا عاملا في نقابة مهنية
(اتحاد كتاب مصر) و هي بحكم القانون معنية بحماية حقوق أعضائها، و الالتزام القانوني
بتجريم مخاطبة غير الأعضاء للجهات الرسمية فيما تختص به من إبداع أو ابتكار أدبي لأحد
أعضائها...
فعلق
على هذا الأمر الأستاذ سعيد نجم (عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب الدقهلية و دمياط):
"فلتناضل من أجل إحقاق حقك؛ المجهود الذى بذلته و تبذله محسود عليه، مبارك ما
بذلته لابتكار و تثبيت هذا اللون..."
و
علقت الدكتور أفكار أحمد زكي: "آسفة على أن يكون هناك مثل هذه الشخصيات التي تلتف
لتأخذ حق غيرها وتنسبه لنفسها وتستمر دون رادع. وهناك غيرها أيضا و أرسلوا لي لأنضم
إليهم ولم أقبل. أعانك الله ووفقك ولن أوافق على الاستسلام."
و
عبرت مديرة اللقاء الشاعرة فاطمة الزهراء عن تأييدها للخطوة التي ينوي اتخاذها ضد هؤلاء،
مضيفة عبارات تقدير للدور الذي أداه الأديب مجدي شلبي تجاه زملائه الأدباء منذ سنوات
بتبنيه مشروع (موقع لكل أديب) و ما بذله من وقت و جهد في هذا السبيل...
و
في نهاية اللقاء قرأ مجموعة من الومضات القصصية مشيرا إلى أنها لكتاب الرابطة العربية
للقصة الومضة، و مسجلة و موثقة بإسم كل منهم في بلوج (الرابطة العربية للقصة الومضة)
على البلوجر...
و
في الختام قام الأديب مجدي شلبي بمنح جميع الحضور نسخا من الكتاب الأول من سلسلة (
كنوز القصة الومضة ) و شهادات تقدير، مهداة من الرابطة العربية للقصة الومضة، مؤكدا
على شعارها: "رائدة القصة الومضة على مستوى العالم العربي بلا منازع".
و
على أنغام عوده الرائع أمتعنا الموسيقار مجدي يوسف بمقطوعات موسيقية من الزمن الجميل.
حضر
هذا اللقاء: أ. فاطمة الزهراء/ أ. سمير بسيوني/ أ. السعيد نجم/ أ. فتحي البريشي/ أ.
مصباح المهدي/ أ. فرج مجاهد/ د. أفكار أحمد زكي/ د. آمال سعد/ أ. علي عبد العزيز/ أ.
هالة العكرمي/ أ. جمال عثمان/ أ. محمد عمار/ أ. علي نور الدين/ أ. مصطفى المنشاوي/
أ. مجدي يوسف... و المحاضر/ مجدي شلبي