مجدي شلبي... ومضات قصصية لا تنطفئ
بقلم الكاتب و الروائي و الناقد/
محمود قنديل:
يبادئنا الأديب مجدي شلبي بعنوان
لافت (دموع و شموع) لمجموعة ومضاته القصصية التي بين أيدينا، و هو عنوان ينم عن
علاقة ضدية بين دموع / ماء، و شموع / نار، ليبين لنا مدى ما يثيره الواقع من مأساة
و حزن )دموع)، و مدى ما نعانيه من ألم و احتراق (شموع).
و كاتبنا ــ في ومضاته القصصية ــ
هذه يجيد العزف على أوتار اللغة ليموسق الكلمات بألحان تنسجم و أجواء عوالمه .إنه يلتقط مواقف إنسانية مآلوفة،
لكنه بمهارته الفنية يحيلها إلى نصوص أدبية لها القدرة على
جذب المتلقى بما تحمله من مراوغات، و مفارقات، و صور بلاغية راقية .
إن مجدي شلبي يشوقنا, فما أن ننته
من قراءة ومضة، حتى نرانا نهرول إلى أخرى فأخرى، نفعل ذلك في شغف شديد، و دهشة
قوية.
إنه يرينا ذواتنا دون تزيُّن، و
أعماقنا بغير تجَمُّل بفهمه القوى لصراعات الواقع بأسبابها، و نتائجها، و نفوس
صانعيها .
إننا لا نريد - هنا – أن نفسر
نصوصا، أو نشرح سردا، أو نفصح عن مراد كاتب خطت حروف كلماته نحو أفكار خلاقة،
وضعها بمحض بوتقته الإبداعية.
و هاهي سنوات عمره تهرول نحو
الستين، و هى هرولة تعلن إدانتها لواقع ثقافى متدنٍ تحكمه الشللية، و ينأى نقاده
عن مواكبة إبداع جاد و جديد...
إن ومضات أديبنا مجدي شلبي لا تنتظر
وساما من أحد، لأنها تؤمن بأن الوسام الحقيقي يتمثل في قراءة المتلقى لها، و
إعجابه بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر