ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض النصوص من مجموعة حارة حرنكش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ
سمر
ـــــــــــــــــــــــــــ
اكتظت ثلاجة المشرحة
لم أجد لجثتي موضعاً
اصطحبني صديقي الراحل
جلسنا في ظل شجرة
نتسامر... نضحك
و كأننا أحياء!.
ــــــــــــــ
مآب
ــــــــــــــ
في الصباح:
لملم همومه و ألقاها في البحر؛
تلقفتها سمكة،
في المساء:
انتظرته على مائدة عشائه؛
كي يأكلها!.
ــــــــــــــ
طموح!
ــــــــــــــ
حلم الفأر أن يصبح قطة،
في الصباح؛
دخل بطنها، و ارتدى جسدها؛
فتحقق حلمه!.
ــــــــــــــ
إيصاد
ــــــــــــــ
كعادتي كل صباح، أنفح الجزار قيمة
اللحم،
في الطريق يرافقني كلب،
أحاول التخلص منه؛
ينبح...
أركله؛
يمزق بنطالي؛
أستغيث بالمارة...
يكاد أحدهم يفتك به،
أوصدت باب بيتي بإحكام،
جاري الذي يتضور جوعا؛
أوصد النافذة التي كان يستقبل منها
رائحة الشواء،
فقد أنتنتها رائحة كلب ميت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الستار الحجري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عجوز يسكن منذ صباه تلك الحجرة
تكاثرت الشقوق:
شق يضع فيه كسرات الخبز المغموس
بملح...
و شق فيه قنينة ماء...
و آخر تتوه بين ثناياه بضعة نقود،
تعينه على أبسط متطلبات الحياة.
اليوم سقط البيت
أخرجوه من بين الأنقاض سالماً
هلل مراسل القناة الفضائية:
ـ مبروك على النجاة؛ ما شعورك الآن
بعد أن عدت إلى الحياة؟
طفرت من عينيه الدموع، و هو ينظر
بفزع نحو ستره الذي انكشف.
ـــــــــــــــــــــــــــ
ابتسامة ثقة
ـــــــــــــــــــــــــــ
بلغت قمة الجبل؛
جذبني البعض عنوة إلى السفح،
بعد سنوات طوال؛
عدت إلى حيث كنت؛
فوجدتني هنا:
أرمقني بإعجاب،
و أبتسم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
حارة حرنكش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نصل سكين حاد
وجه شرير
سيدة عجوز تعيش بمفردها
صرخة واحدة، و بركة دماء
يبحث عن مبتغاه
فلا يجد سوى بطاقة الضمان الاجتماعي.
ـــــــــــــــــــــ
أضداد
ـــــــــــــــــــــ
يسير في طريق الحارة المتعرج على
خط مستقيم؛
يصطدم بالحائط...
يكرر المحاولة...
فلا الطريق يستقيم
و لا هو يتنازل عن مساره!.