مفهوم الترقب
والانتظار عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم أن ندوتنا (الافتراضية)
اليوم لا تتعدى مفهوم الترقب والانتظار؛ إلا أن الشاعر ابن الرومي يبشرنا خيرا؛
فيقول:
البشرُ بالبدء الهنِّي
مبشِّرٌ *** والبدء بالعَود السنِّي رهين
ـ فيقول عنه الشاعر ابن شهاب:
له بلطيف الروح في كل حضرة *** حضور وإن كنا (لم) نشاهده جسما
ـ ويكمل الشاعر إبراهيم ناجي:
غاشياً كلَّ منتدىً *** عاليَ الرأسِ محترمْ
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
أمَرْتَ بأنْ أُقِيمَ عَلى انْتِظَارٍ *** لرَأيِكَ، إنّهُ الرّأيُ
الأصِيلُ
ـ ويؤكد المعنى الشاعر ابن المعتز:
وإنّي لمُنْتَظِرٌ رأيَهُ، *** كما انتظرَ العاشقون الصّباحا
ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:
فكم فرَّجَتْ ألفاظُك الغُرُّ ضيِّقاً *** وما فرجوه بالقنا والمناصلِ
ـ فيقول الشاعر حيدر بن سليمان الحلي:
هذه الأفناءُ أفناءُ الشرف *** مُنتدى الآدابِ فيها والظرف
ـ ويقول الشاعر إبراهيم ناجي:
ذراعيَّ في انتظارٍ، وصدري *** فيه بالضيف فرحةٌ واحتفاءُ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
وإن توارى رقدت مغتبطا *** بملتقى للغداة منتظر
ـ ويكمل الشاعر البحتري:
لي أمَلٌ دائِمُ الوُقُوفِ عَلى *** مُنتَظَرٍ مِنْ جَداكَ، مَرْقُوبِ
ـ فيقول الشاعر بدر شاكر السياب:
طال انتظاري كأن الزمان *** تلاشى فلم يبق إلا انتظار
وكان انتظار لهذا الهوى *** جلوسي على الشاطيء المقفر
ـ فيكمل الشاعر الأبيوردي
فالعَذولُ مُنْتَظِرٌ *** أنْ تخيِّبي أملي
ـ فيضيف الشاعر بدر شاكر السياب:
رباه لو أن في طول انتظار غد *** جدوى لما أسمعتك الريح شكوانا
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
لي جفونٌ من البلوى مسهدة ٌ *** لا تعرفُ الغمضَ مما ترقبُ الصبحا
ـ فيرد الشاعر ابن المعتز:
طالَ النهارُ، فأينَ الليلُ والسهرُ ، *** إنّي لبَدري وبَدرِ اللّيلِ
مُنتَظِرُ
ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:
وبِتُّ مراقباً نجمَ الثريّا *** مراقبة َ المُخالِسِ للرقيبِ
ـ ويضيف الشاعر الأحوص:
أرقبُ النَّجمَ كالحيرانِ مرتقباً *** وقلَّصَ والنَّومُ عنْ عينيَّ
فانشمرا
ـ فيرد الشاعر بهاء الدين زهير:
لا تَرْقُبِ النّجمَ في أمرٍ تُحاوِلُهُ، *** فالله يَفعَلُ، لا جَديٌ وَلا
حَمَلُ
ـ ويكمل الشاعر الحكم بن أبي الصلت:
العود أحمد والأيام ضامنة *** عقبى النجاح ووعد الله منتظر
ـ ويضيف الشاعر لسان الدين الخطيب:
والعزم باد وصنع الله مرتقب *** والفتح منتظر إن لم يحن فقد
وعادَةُ النّصْرِ لا تَسْتَبْطِ مَقْدَمَها *** إنْ لمْ تُوافِكَ في سبْتٍ
فَفي أحَدِ
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
نعم الجزاء لمن ترقب ربه *** في صون أعراض وأمن عباد
ـ فيضيف الشاعر الشريف الرضي:
ما نظرت إلى الأيام معتبرا *** إلاّ وَأعطاكَ كَنزَ العِبرَة ِ النّظَرُ
كَمْ مَطْلَبٍ مُنتَظَرٍ خَدمْتُهُ *** وَمَطْلَبٍ جَاءَ وَلَمْ أنْتَظِرِ
ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:
العيدُ منتظرٌ في العامِ واحدة ً، *** وَجُودُ كَفّكَ عيدٌ ليسَ يُنتَظَرُ
ـ ويضيف الشاعر الشريف المرتضى؛ ناصحا:
لا تعداني الشّرَّ قبلَ نزولهِ *** فإنّ انتظارَ الشّرّ أدهى وأعضلُ
ـ ويكمل الشاعر مهيار الديلمي:
ولا تفرِّطْ جلوساً في انتظارِ غدٍ *** فخيرُ عزميكَ امرٌ لمْ يكنْ فرطا
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
سأنتظر الدهر ما دام لي *** بوَعْدٍ وَأسْأرُ عِندِي انْتِظَارَا
ـ فيرد الشاعر إبراهيم ناجي:
فلمنْ لفتةٌ وفيم ارتقابٌ *** ليس بعد الذي انتظرت انتظارُ
ومنتظرٌ بأبصاري وسمعي *** كما انتظرتكَ أيامي جميعا
ـ ويقول الشاعر ابن المعتز:
وَجّهَتْ نَفسي الرّجاءَ إليهِ، *** فاقامتْ على انتظارِ نوالهِ
ـ فيضيف الشاعر أبو نواس:
أتمنّى، وما بكفّيَ منهَا *** غيرُ مَطْلٍ وغَيرُ سوءِ انتظارِ
ـ ويكمل الشاعر الشريف المرتضى:
وما أنا إلاَّ في انتظارٍ لزائرٍ *** قَدومٍ على رغمِ الألُوفِ طَلوعِ
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي؛ مستنكرا:
قَالُوا انتَظِرْها عَلى بُطْئِها *** وَمَنْ ضَامِنُ العُمْرِ
للمُنْتَظِرْ
ـ ويقول الشاعر الشريف المرتضى:
وما زلتُ أرجوها ومنتظراً لها *** كمنتظرٍ من حاملٍ لتمامِها
ـ فيرد الشاعر عبد الله بن المبارك:
إذا تمَّ أمرٌ بدَا نقصهُ *** ترقبْ زوالاً إذا قيل تمْ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
مِنِّي الهجاءُ ومنك الصبر فاصطبرِ *** لِشرِّ منتظَرٍ يا شرَّ منتظِرِ
ـ ويضيف الشاعر ابن القيسراني:
كم قد أمات الهوى شوقي وأنشره *** عن يأس منتظر أو وعد منتظر
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
شمر إزارك إن الأمر منتظرٌ *** والدهر ويحك ذو ريبٍ وحدثان
تأهبوا إن أمر الله منتظر *** وليس بنفعكم أن تأخذوا الأهبا
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
يمشي السقاة علينا بين منتظرٍ *** بلوغَ كأسٍ ووثابٍ فمستلبِ
مرقعا بالمنى أرجو غدا فغدا *** تأتي الحظوظُ وحظي بعدُ منتظرُ
ـ فيضيف الشاعر الأبيوردي:
العَبْدُ مُنْتَظِرٌ وَهُنَّ مَواطِلٌ *** وَمِنَ العَناءِ إِطالَة ُ
التَّسْويفِ
ـ فيقول الشاعر عبد الله الخفاجي:
خفضْ عليكَ فإنَّ العمرَ مخترمٌ *** والموتُ منتظرٌ والحرُّ ممتحنُ
ـ ويضيف الشاعر صريع الغواني:
إِنَّما كُنّا كَأَرضٍ مَيتَةٍ *** لَيسَ لِلزائِرِ فيها مُنتَظَر
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
حلَّ البلاء وبان العزاء *** فعند التناهي يكونُ الفرجْ
ـ وتقول الشاعرة علية بنت المهدي:
لا تعيبنّ من محبِّ ذلَّة ً *** ذِلَّة ُ العاشق مِفتاحُ الفَرَجْ
ـ ويضيف الشاعر لسان الدين الخطيب:
لعل فارس تحييني مكارمه *** إن الشدائد يأتي إثرها الفرج
ـ فيقول الإمام الشافعي:
ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها *** فرجت، وكنتُ أظنُّها لا تفرجُ
ـ ويختتم الشاعر النابغة الشيباني ندوتنا (الافتراضية)؛ بقوله:
الدَّهرُ حالانِ: هَمٌّ بعدهُ فرجٌ *** وفَرْجَة ٌبعدَها هَمٌّ بتعذيبِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر