تقرير عن محاضرتي في مدرسة مصطفى حكم الإعدادية
بالدراكسة (الاثنين 17 ديسمبر 2018) بعنوان: (تطوير المناهج الدراسية و التحولات في المشهد
الأدبي المعاصر) إعداد/ مجدي شلبي
ـ وجهت تحية للحضور
الكريم من الطالبات و الطلاب و أعضاء هيئة التدريس بمدرسة (مصطفى حكم)
ـ قلت: نسعد أن
نلتقي معكم اليوم في معقل من معاقل العلم و المعرفة (مدرسة مصطفى حكم)؛ ثم وجهت
سؤالا إليهم: هل فيكم أحد يعرف من هو (مصطفى حكم) الذي سميت المدرسة باسمه؟:
ـ لم يُجب أحد!
ـ ألقيت الضوء على
دور (مصطفى حكم) الذي سميت المدرسة باسمه، و أشدت بدوره الذي أفاد و يفيد الأجيال من
طلاب العلم في الماضي و الحاضر و المستقبل، و ذلك من خلال تبرع أسرته لإنشاء هذه
المدرسة، ثقة منهم في صدق الحديث الشريف: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من
ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (صدق رسول الله صلى
الله عليه و سلم)
ـ انتقلت من
التعريف باسم منشئ المدرسة (مصطفى حكم) إلى التعريف باسم القرية التي ينتمون لها و
يقيمون فيها (الدراكسة)، و وجهت سؤالا لهم عن أصل اسم بلدتهم و علاقته بأصلهم
العريق؟:
ـ فلم يُجب أحد!
ـ أوضحت لهم أن
قريتهم (الدراكسة): كان اسمها في الماضي (منية قراقوس و الشراكسة) و أكدت على حقيقة
أن أبناء (الدراكسة) يحملون عن أجدادهم (الشراكسة) جينات النبوغ و التميز و
التفرد، و عرجت على لمحة تاريخية عن (الشراكسة) باعتبارها: مجموعة عرقية أوروبية كانوا
يسكنون بشمال غرب القوقاز، و كنتيجة للحروب التوسعية التي شنتها الإمبراطورية الروسية
في المنطقة التي كانوا يسكنون فيها؛ هاجر كثير منهم إلى بلدان مختلفة منها مصر، و
قد استطاع شركس مصر بفضل نبوغهم الفكري و تميزهم و تفردهم أن يحكموا البلاد في عصر
المماليك الشركس؛ و كان آخرهم السلطان ("طومان باي" ابن شقيق السلطان
"الغوري"/ و هو الذي شنقه السلطان العثماني الغازي "سليم
الأول" على باب زويلة، و بموته انتهى حكم المماليك الشراكسة و بدأ حكم
السلطان العثماني "سليم الأول")...
ـ عدت مرة أخرى
للتأكيد على حقيقة نبوغ و عبقرية أبناء الشراكسة (الدراكسة) الذين رغم تعاقب
الزمن، و اختلاط الأعراق من خلال المصاهرات، وصولا للأجيال الحالية المصرية
الخالصة؛ إلا أن جينات النبوغ تتوارثها تلك الأجيال جيلا بعد جيل
ـ ثم أوردت أسماء
شخصيات أخرى مشهورة تنتمي لذلك الأصل الشركسي العريق، في مجالات أخرى (فن التمثيل)؛
مثال: (نجلاء فتحي، زبيدة ثروت، مريم فخر الدين، هند رستم، رشدي أباظة، حسين
فهمي...)... (المصدر: موسوعة ويكيبيديا)
ـ بدا واضحا عليهم
مدى اندهاشهم لتلك المعلومات، و شغفهم لمعرفة المزيد
ـ غير أني اعتذرت
عن الإطالة بتلك المقدمة التعريفية بتاريخ مدرستهم، و تاريخ بلدهم، و عراقة أصلهم،
إيمانا بحقيقة المثل القائل: (الذي ليس له ماض؛ ليس له حاضر، و لا مستقبل)، و طلبت
منهم ضرورة الحرص على أن يكون حاضرهم و مستقبلهم إضافة لماضيهم العريق و ليس خصما
منه...
ـ ثم قلت: إننا ما
جئنا اليوم لنضيع أوقاتكم فيما لا يفيد؛ بل جئنا لنتكلم معكم حول موضوع محدد كلاما
مفيدا (كلام جديد لنج)
ـ و أعدت العبارة:
(كلام جديد (لنج))، ثم طرحت سؤالا عن معنى كلمة (لنج)؟
ـ انتظرت الإجابة؛
فقالت إحدى الطالبات: Language
ـ فشكرتها و
أوضحت: إن كلمة Language ترجمتها بالعربية: (لغة)، Help Lang:
المساعدة بشأن (اللغة)
ـ إذن ـ طبقا
لترجمة كلمة (لنج) الواردة في اللغة الإنجليزية؛ تصبح عبارة (كلام جديد
"لنج"): تعني (كلام "بلغة" جديدة)
ـ ثم أضفت: لو انتقلنا
من الانجليزية إلى العربية بحثا في معاجم لغتنا عن كلمة (لنج) سنجدها في معجم شهير
من تلك المعاجم، ثم وجهت سؤالا: هل أحد منكم يذكر لنا أسماء بعض المعاجم العربية
الشهيرة؟:
ـ لم يجب أحد!
ـ أشرت إلى أن
هناك عشرات من معاجم اللغة العربية منها: مختار الصحاح ـ الوسيط ـ الغني ـ معجم
اللغة العربية المعاصر ـ (لسان العرب) الذي توقفت عند معنى كلمة (اللنج)
الواردة فيه: عود نبات طيب الرائحة يُقَالُ عُودٌ أَلَنْجُوجٌ، وقال ابن السكيت:
هو الذي يُتَبَخَّرُ به. (عود بخور) ومن هنا تصبح عبارة: (كلام جديد لنج) طبقا
للسان العرب معناها (كلام طيب محبب، بليغ الأثر)
ـ عرجت على
التعريف بـ(ابن السكيت) الوارد اسمه في لسان العرب، و طرحت سؤالا: من هو ابن
السكيت؟:
ـ لم يُجب أحد!
ـ قلت: ابْنُ
السِّكِّيتِ: إمام من أئمة اللغة العربية و عالم نحوي و أديب شهير (802 – 858 م). تعلم
عن أبيه الذي كان أديبا, وبرع في النحو واللغة, وأدب أولاد الأمير محمد بن عبد
الله بن طاهر, ثم ارتفعت مكانته، وانتشرت سمعته, فطلب إليه المتوكل العباسي تأديب
و لديه المعتز و المؤيد، فأدبهما خير أدب...
ـ أوشى البعض
للمتوكل وشاية، هنا وجهت سؤالا: هل أحد منكم يعرف معنى كلمة (وشاية)؟:
ـ أجاب أحد الطلاب
على استحياء: (ضرب زومبا) هههههه
ـ شكرته موضحا أن
التعبير الأفضل: (دقوا إسفينا بينهما)، ليوقعوا بين المتوكل و بين (ابن السكيت)؛
فقالوا للمتوكل: إن ابن السكيت قد (تشيع)؛ ثم طرحت سؤالا: هل منكم من يعرف معنى
(التشيع)؟:
ـ بادر أحد الطلاب
فقال: اتبع المذهب الشيعي
ـ شكرته و أوضحت
أن المذهب الشيعي غير المذهب السني، و أردفت قائلا: أن الحديث في هذا الأمر يحتاج
إلى محاضرات أخرى ليس مجالها هنا الآن...
ـ ثم عدت إلى أثر
تلك الوشاية التي بلغت المتوكل، الذي أراد أن يتيقن من مدى صدقها؛ فأتى بابن السكيت
و سأله سؤالا: من أحب إليك: المعتز و المؤيد, أم الحسن والحسين؟ فقال: بل (قنبر)؛
و وجهت سؤالا: من هو قنبر هذا؟:
ـ لم يُجب أحد!
ـ قلت: (قنبر):
كان خادما لأول الأئمة عند الشيعة.
ـ ثم أكملت: هنا
اغتاظ المتوكل بعد أن تأكد له تشيعه، و تفضيله خادم على ابنيه؛ فأمر حراسه أن
يستلُّوا لسانه، فسلّوه فمات من فوره.
ـ نخلص مما سبق
إلى: أن الأدباء كان لهم الدور المهم في تعليم و تهذيب أبناء الأمراء و علية القوم،
و أن الأديب الحق هو من يقول الحق، حتى لو أدى هذا لحتفه، و الأديب الحق: هو من
يلتزم بتعريف كلمة أدب: كل ما يُتأدب به؛ فينهانا عن المقابح، و يحثنا على المحامد...
ـ من هذا المنطلق:
ليس غريبا أن يأتي أديب مثلي اليوم لأتحدث معكم كأديب عن أمور العلم و الأدب معا؛ فالعلاقة
جد وثيقة بين (الأدب بمعنييه: العلمي و الأخلاقي)، و ما اسم وزارتكم إلا تعبيرا عن
هذا وزارة (التربية و التعليم) و إذا كانوا قد قالوا: (الأدب فضلوه على العلم)
فذلك (لأن الأدب يحمل معنى الأدب العلمي و الأدب السلوكي أيضا) و من هذا المنطلق
فهو أفضل من العلم وحده.
ـ تأكيدا على تلك
العلاقة الوثيقة فقد جاء عنوان محاضرة اليوم: (تطوير المناهج الدراسية و التحولات
في المشهد الأدبي المعاصر)
ـ و لأننا في
مدرسة مصطفى حكم التي تخرج فيها أعلام الفكر و العلم و الثقافة بقرية الدراكسة (بلد
العباقرة)؛ فقد ذكرت لأحد أبناء قريتكم العريقة ـ و هو خريج هذه المدرسة و أكمل
دراسته إلى أن حصل على ليسانس تربية قسم لغة عربية ـ قلت له أنني سأكون ضيفا عليكم في مدرسة مصطفى
حكم يوم الاثنين 17 ديسمبر الجاري؛ لإلقاء محاضرة؛ فسألني عن عنوانها؟ ذكرت له
العنوان (تطوير المناهج الدراسية و التحولات في المشهد الأدبي المعاصر)
فتعجب و قال: طيب
كانوا يخلوها: "أثر التحولات في المشهد الأدبي المعاصر على تطوير المناهج
الدراسية"
ـ ثم وجهت سؤالا: تعرفوا
من هذا الشاب النابه الذي لم يعجبه هذا العنوان و اقترح تعديلا له؟:
ـ أوضحت لهم على
الفور: إنه (أ/ أحمد حافظ طه المرسي) ـ وهو يعمل بمحل ألبان بجواز مسجد أبو حلاوةـ
و هو أحد عباقرة الدراكسة النابهين
ـ ثم أضفت: من أجل
هذا لا ينبغي أن ينخدع المبدع في الكلام (المكعبر) الكبير الذي يفرضه البعض عليه،
بل أن يناقشه و يظهر الأخطاء الواردة فيه؛ فكلام البشر ليس قرآنا منزلا؛ بل هو
لبشر يخطئ و يصيب؛ فعلى العاقل المبدع أن يُعمل فيه عقله، و (يغربله) و ينقيه و
(يفلتره) و (يفصصه) كلمة كلمة...
ـ و هذا ما سوف
نفعله الآن معا: نأخذ عبارة (مناهج دراسية)
ـ إيه معنى (مناهج
دراسية)؟:
ـ لم يجب أحد!
ـ (المناهج
الدراسية) ببساطة: هي المعلومات الواردة في الكتب المدرسية.
ـ طيب سؤال كاشف: هل
وزارة التربية و التعليم تقوم بتأليف المناهج الدراسية (الكتب المدرسية)؟:
ـ لم يجب أحد!
ـ طبعا لا تقوم
الوزارة بتأليف المناهج و المواد الدراسية، و يؤكد هذا ما ذكرته الدكتورة نوال
شلبي (مدير مركز المناهج والمواد التعليمية بوزارة التربية و التعليم و التعليم
الفني) في تصريح لها: "إن مركز المناهج و المواد التعليمية في الوزارة لا
يؤلف المناهج، ولكن نستقي المناهج من الكتب التي تم تأليفها والوثائق العلمية
المعتد بها للأخذ منها...»
ـ أشرت إلى أن ما
بين اسم الدكتورة/ نوال شلبي و اسمي/ مجدي شلبي هو مجرد تشابه ألقاب، و إن كان
يسعدني و يشرفني أن أكون قريبا لها.
ـ عدت إلى التأكيد
على أن المناهج الدراسية: هي المعارف و العلوم
التي تستقيها الوزارة من مصادر المعرفة، و تقدمها جاهزة للطلاب، الذين عليهم
الاكتفاء بما ورد فيها، بما يعني أن: دور الوزارة (إعداد المنهج الدراسي من خلال
الكتاب المدرسي) و مهمة المعلم (التلقين) و دور الطالب (الحفظ)، و إفراغ ما حفظ في
ورقة إجابة الامتحانات.
ـ من هنا يأتي
السؤال: هل الوزارة معنية الآن (بتطوير المناهج الدراسية) أم (بإحلال منهج تعليمي
مختلف عن المنهج التعليمي التقليدي)؟:
ـ لم يجب أحد!
ـ السؤال بطريقة
أخرى: هل تعنى الوزارة حاليا بتطوير المناهج الدراسية بإضافة معلومات جديدة إلى
المناهج (أي الكتب المدرسية) الحالية، أم هي معنية بإنشاء نظام تعليمي جديد؟:
ـ أجابت إحدى
الطالبات: نظام تعليمي جديد
ـ شكرتها و قلت:
بالفعل الوزارة معنية بإنشاء (نظام تعليمي جديد)، و ما عبارة (تطوير المناهج
الدراسية) إلا عبارة خاطئة روج لها البعض عن جهل، و رددتها جميع وسائل الإعلام
بقلة وعي، حتى الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة أوردتها في عنوان هذه المحاضرة،
عندما صدرت العنوان بعبارة (تطوير المناهج الدراسية)!
ـ و من أجل التأكيد
على صحة و دقة ما اكتشفناه الآن من خطأ؛ تعالوا نبحث في كلمة (تطوير) التي تسبق المصطلح
الخطأ (المناهج الدراسية).
ـ إيه معنى كلمة
تطوير؟ ـ و إيه الفرق بين تطوير و تطور؟:
ـ لم يجب أحد!
ـ تطور
بالإنجليزية Development مفردها Develop
(طور): مرحلة
ـ ثراء اللغة
العربية أن تفرق بين تطور (طبيعي) زي ما بنقول: تطور العمر، سألت أحد الطلاب: كم
عمرك الآن؟:
ـ أجاب: 13 سنة؛
فأردفت: العام القادم كم سيكون عمرك؟: ـ أجاب 14 ثم بعدها بعام 15 و هكذا هو (تطور
العمر) بما يعني أن كلمة (تطور): معناها: التغير المرحلي الذي يتم دون تدخل منا
(بدون إرادتنا)؛ ثم وجهت لهم سؤالا: توجد آية قرآنية فيها وصف لـ(تطور) عمر
الإنسان (خلقكم أطوارا) أي طورا بعد طور "من مرحلة إلى مرحلة تالية" (
نطفة - علقة - مضغة ...إلخ) و (من طفولة ـ صبا ـ مراهقة ـ شباب... إلخ) هل أحد
منكم يعرف اسم السورة التي وردت فيها هذه الآية و رقمها؟:
(سادت حالة صمت؛
تحفيزا لهم ذكرت أنهم أبناء الدراكسة التي أنجبت حفظة كتاب الله، الذين تتلمذ على
أياديهم شيوخ و علماء أجلاء في مختلف أرجاء محافظة الدقهلية...)
ـ قال أحد الطلاب:
سورة نوح
ـ شكرته و ذكرت
أنها بالفعل وردت في الآية 14 من سورة نوح (خلقكم أطوارا): طورا بعد طور "من
مرحلة إلى مرحلة تالية" دون تدخل منا، هذا هو معنى (تطور)
ـ أما كلمة تطوير:
فهي (فعل إرادي): تطوير: تحديث، مثلما نفعل في: (تطوير الصناعة): بقيامنا بتحسين و
تحديث وسائل و طرق الإنتاج، من خلال إضافة آلات و معدات جديدة لزيادة الإنتاج و
تقليل التكلفة و من ثم زيادة الأرباح، كذلك (تطوير الزراعة): كيف نقوم بتطوير
الزراعة؟:
ـ أجابت إحدى
الطالبات: بالميكنة الزراعية
ـ شكرتها و أضفت
بالفعل الميكنة الزراعية وفرت الكثير من الوقت و الجهد و ساعدت الفلاح في عمله،
أيضا هناك تطوير في المنتج الزراعي ذاته من خلال استخدام وسائل حديثة تجعلنا نتمكن
من إنتاج محاصيل شتوية في الصيف و محاصيل صيفية في الشتاء، هل يعرف أحد منكم ما
الوسائل التي تحقق ذلك؟:
ـ أجاب عدد من
الطلاب في وقت واحد: الصوب الزراعية
ـ شكرتهم جميعا و
قلت: تحدثنا عن (تطوير الصناعة) و (تطوير الزراعة) فماذا يعني (تطوير التعليم)؟:
ـ لم يجب أحد!
ـ قلت (تطوير
التعليم) مثلما قلنا في تطوير الصناعة و الزراعة: تحسين و تحديث وسائل و طرق
التعليم.
ـ تم وجهت سؤالا:
هل وزارة التربية و التعليم تعمل حاليا على (تطوير المناهج الدراسية): يعني تطوير
في المعلومات ذاتها؟ أم في طرق و وسائل
الحصول على المعلومة؟
ـ أجاب أحد
الطلاب: الوسائل
ـ شكرته و أوضحت
مقصده: (وسائل و طرق الحصول على المعلومة)، و من ثم فهو ليس تطويرا للمناهج، بل هو
انتقال (من أسلوب و نظام التعليم المعتمد على التلقين و الحفظ "عبر كتب
مدرسية مقررة" إلى المتعة و الفهم من خلال اعتماد الطالب على البحث في
المراجع و بنوك المعرفة و تنوع مصادرها، و عدم الاعتماد فقط على الكتاب المدرسي
الذي سيختفي تدريجيا من الكتاب الورقي إلى سيديهات وصولا لعدم وجود الكتاب المدرسي
بشكله التقليدي و الاكتفاء بالمنهج كمؤشر للبحث)
ـ إذن ما تسعى
إليه الوزارة ليس تطويرا للمناهج الدراسية، بل هو نظام تعليمي جديد (اختلاف في طرق
التدريس، و إلغاء الاعتماد على الكتاب المدرسي، و استحداث وسائل و طرق لتقييم
المهارات و الامتحانات)
ـ ثم أكدت و كررت
العبارة: هو ليس مجرد (تطوير للمناهج الدراسية) بل هو (نظام تعليمي جديد) يهدف إلى
تنمية مهارات التفكير.
ـ طالبت الوزارة و
وسائل الإعلام أن يتحروا الدقة في استخدام عبارة (تطوير المناهج الدراسية) ليصبح
(تحول المنهج التعليمي) و (إحلال نظام تعليمي جديد) محل (النظام التعليمي
التقليدي).
ـ و هذا سينعكس
إيجابا على تطوير طرق التدريس، و وسائل الحصول على المعلومات، و على شكل
الامتحانات و طرق التقييم.
ـ ما دمنا قد
خلصنا إلى تصويب الشطر الأول من العنوان الذي أوردته الهيئة العامة لقصور الثقافة،
ليصبح (النظام التعليمي الجديد) بديلا عن (تطوير المناهج الدراسية)؛ فلنكمل
العنوان بالشطر الثاني على نحو ما ورد دون تعديل؛ فيصبح: (أثر النظام التعليمي
الجديد على التحولات في المشهد الأدبي المعاصر)
ـ ثم سألتهم: ما
علاقة (النظام التعليمي الجديد) بالتحولات في المشهد الأدبي المعاصر؟:
ـ لم يجب أحد!
ـ لو أدركنا حقيقة
أن (النظام التعليمي الجديد) يعتمد على تنمية مهارات البحث و المعرفة و إعمال
الفكر وصولا إلى (الإبداع)؛ لوجدنا العلاقة جد وثيقة بينه و بين (الإبداع) في شتى
مجالات الحياة و ليس في الأدب فقط، و من هنا يبرز السؤال: ما معنى كلمة (إبداع)؟:
ـ أجاب أحد
الطلاب: الابتكار
ـ شكرته و قلت: الإبداع
معناه: الإتيان بشيء ابتكاري غير مسبوق. بمعنى أن (النظام التعليمي الجديد) سوف ينمي مهارات الفكر
و الإبداع، فيتحول المشهد كله ـ في كل مجال من مجالات الحياة من التقليد و المحاكاة،
إلى التفرد و التميز و الابتكار و الإبداع (إبداع يؤدي إلى إبداع)... و من هذا
المنطلق يجدر بنا أن نسأل هل هناك علاقة بين (النظام التعليمي الجديد) و بين
(الثقافة) بوجه عام؟:
ـ أجاب عدد من
الطلاب و الطالبات معا: نعم يا أستاذ
ـ وجهت لهم سؤالا
آخر: ماذا تعني كلمة (ثقافة)؟:
ـ أجاب أحدهم:
معرفة
ـ شكرته و أوضحت الثقافة
العامة: أن تعرف شيء عن كل شيء من خلال البحث و إعمال الفكر، و هي مرحلة مهمة قبل
التخصص الذي يعني أن تعرف كل شيء عن شيء بعينه. و وردت كلمة الثقافة في معاجم
اللغة بمعنى: (تمكُّن من العلوم والفنون والآداب، غنى فِكريّ ومَعرِفة واسعة).
ـ و من هنا وجب
عليكم ضرورة الاهتمام بالثقافة الاقتصادية، الثقافة السياسية، و الثقافة
الاجتماعية و البيئية، و الثقافة الفنية، و الثقافة الأدبية...
ـ و عدت مرة أخرى
للتأكيد على الأثر الإيجابي (للنظام التعليمي الجديد) على التحولات المنشودة في
المشهد الأدبي المعاصر، لكون النظام التعليمي الجديد مثلما ذكرت من قبل سيحث
الطالب على البحث و المعرفة، و ينمي مهارات الفكر و (الإبداع) الذي هو أساس الأدب
الراقي و المتفرد و المتميز، بعيدا عن التقليد و المحاكاة و السرقات الأدبية التي
تكاد تمثل ظاهرة و تشكل تشوهات في المشهد الأدبي؛ نأمل في ظل النظام التعليمي
الجديد أن تختفي و ينمحي أثرها...
ـ و ما دمنا في
مجال الحديث عن الإبداع و تشجيعا للمواهب الأدبية الشابة، وجهت اقتراحا للهيئة
المصرية العامة لقصور الثقافة ـ و هي المؤسسة المعنية باكتشاف المواهب و تشجيعها،
و تنمية المهارات الإبداعية في مجالات الأدب و الفن ـ أن يتم تخصيص مسمى وظيفي
جديد في كل موقع من مواقع الهيئة يُطلق عليه (كشاف مواهب) تكون مهمته البحث عن
المواهب الأدبية و الفنية في كافة المؤسسات (مدارس، معاهد، جامعات، أندية، مصانع،
ورش، محلات...) على أن يقدم تقريرا شهريا بما تم إنجازه خلال الشهر؛ و أن يُستعان
بكبار الأدباء و الفنانين لتشجيع المواهب و صقل مواهبهم...
ـ ثم طلبت من
الطالبات و الطلاب الذين لديهم مواهب أدبية أن نستمع إليهم؛ فتقدمت ثلاث طالبات
بإلقاء قصائد شعرية ليست لهن؛ معبرات عن تمكن جيد في فن الإلقاء...
ـ و قبل أن أنهي
محاضرتي قلت: هل لديكم أسئلة خاصة بموضوع المحاضرة؟
ـ لم يجب أحد!.
ـ وجهت الشكر لجميع
الطالبات و الطلاب، و لإدارة مدرسة مصطفى حكم، و أعضاء هيئة التدريس، و لقصر ثقافة
منية النصر، و لفرع ثقافة الدقهلية، و للهيئة العامة لقصور الثقافة... مع خالص
التمنيات الطيبة للجميع بالتوفيق، و نلتقي على خير دائما بإذن الله.