الخميس، 26 يناير 2023

مفهوم (الكلمة) من منظور شعري ــ بقلم/ مجدي شلبي

 مفهوم (الكلمة) من منظور شعري

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ضيوف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ 26 شاعرا من فحول الشعراء العرب؛ وهم:

عبد الغفار الأخرس ـ ابن الرومي ـ إيليا أبو ماضي ـ جبران خليل جبران ـ ابن عبد ربه ـ مهيار الديلمي ـ ذو الرمة ـ أبو نواس ـ ابن القيسراني ـ المتنبي ـ الخبز أرزي ـ الشريف المرتضى ـ أبو العتاهية ـ بهاء الدين زهير ـ ابن مقبل ـ أبو فراس الحمداني ـ أبو العلاء المعري ـ جرير ـ محمد بن حازم الباهلي ـ عرقلة الكلبي ـ ابن الخياط ـ ابن حيوس ـ البحتري ـ السري الرفاء ـ ابن حيوس ـ البرعي.

من المدهش أن يبدأ ندوتنا الافتراضية عن (الكلام) الشاعر/ عبد الغفار الأخرس بقوله:

يزينُ كلامي وجوهَ الكلام *** ومن كلمِ المرءِ ما يبهر.

فيومئ برأسه الشاعر/ ابن الرومي؛ مضيفا:

كلامُك ما أُترجِمُ لا كلامي *** وإن أصبحتُ لي فيه نصيبُ

عساهم أن يُجيلوا الطرف فيه *** فإن سألوا أجابهمُ مجيبُ.

فيقول الشاعر/ إيليا أبو ماضي:

قالَت لِجارَتِها يَوماً تُسائِلُها *** عَنّي وَفي طَرفِها الوَسنانِ أَشجانُ

ما بالُ هَذا الفَتى في الدارِ مُعتَزِلاً *** كَما تَوَحَّدَ نُسّاكٌ وَرُهبانُ.

فيرد عليه الشاعر/ جبران خليل جبران:

أفما شعرتم أنه متكلم *** بلسان مفطور الفؤاد مكلم.

فيضيف الشاعر/ ابن عبد ربه:

مَنعَ الكلامَ سِوى إشارَة ِ مُقْلَة ٍ *** فبها يُكلِّمني وعنها يسمعُ.

فيقول الشاعر/ جبران خليل جبران؛ متأثرا:

يذكى الكلام لظى الكلام وإنما *** أشفى المواساة البكاء الصامت.

فيعترض عليه الشاعر/ ابن عبد ربه؛ قائلا:

تكلَّمْ ليسَ يوجعُكَ الكلامُ *** ولا يمْحو محاسِنَكَ السَّلامُ.

فيوضح الشاعر/ قيس بن الملوح؛ سبب عزلته وصمته:

خود إذا كثر الكلام تعوذت *** بحمى الحياء وإن تكلم تقصد.

فيضيف الشاعر/ مهيار الديلمي:

تكْلمُهُ الألحاظُ من رقَّة ٍ *** فهْوَ بلحْظِ العَينِ مَكْلومُ.

فيؤيده الشاعر ذو الرمة؛ قائلا:

تَدَاوَيْتُ مِنْ مَيٍّ بِتَكْلِيمَة ٍ لَهَا *** فما زادَ إلاّ ضعفَ دائي كلامُها.

فيقول الشاعر/ جبران خليل جبران:

وإذا أشجت المسامع مي *** بكلام فهل لمثلي كلام.

فيرد عليه الشاعر/ أبو نواس:

أيا مَنْ لا يُرامُ لَهُ كَلامُ، *** فكَيْفَ سوَى الكلاَمِ إذا يُرامُ.

ويضيف الشاعر/ ابن القيسراني:

كل دعوى شجاعة لم تؤيد *** بكلام الكلام دعوى محال.

فيقول له الشاعر/ المتنبي:

مِثْلُكَ مَن كانَ الوَسيطَ فُؤادُهُ *** فَكَلّمَهُ عَنّي وَلَمْ أتَكَلّمِ.

فيضيف الشاعر/ أبو نواس:

وداوِ كُلُومَ قَلْبِ أخيكَ لَيلاً، *** فإنّ فُؤادَهُ أبَداً كَليمُ.

فيقول الشاعر/ الخبز أرزي:

لا بدَّ من نفثة المصدور ينفثها *** لولا الكلام لكان القلب مكلوما.

فيرد الشاعر/ الشريف المرتضى:

ومنَ الشَّجا أنَّا نكلِّم في الثَّرى *** من لا يصيخُ لنا ولا يتكلّمُ.

فيضيف الشاعر/عبد الغفار الأخرس:

كلَّمتنا الديار وهي سكوتٌ *** إنَّ بعضاً من السكوت كلام.

فيقول الشاعر/ أبو العتاهية:

إِن كانَ يُعجِبُكَ السُكوتُ فَإِنَّهُ *** قَد كانَ يُعجِبُ قَبلَكَ الأَخيارا

وَلَئِن نَدِمتَ عَلى سُكوتِكَ مَرَّةً *** فَلَقَد نَدِمتَ عَلى الكَلامِ مِرارا

إِنَّ السُكوتَ سَلامَةٌ وَلَرُبَّما *** زَرَعَ الكَلامُ عَداوَةً وَضِرارا.

فيعترض الشاعر/ بهاء الدين زهير؛ قائلا:

يا منْ كلامي له إن كانَ يسمعه *** يَجدْ كَلاماً على ما شاءَ يَشتَملُ.

ويضيف:

فردّ ليَ الجوابَ بما تراهُ *** وكَلّمْني فَما حَرُمَ الكَلامُ.

فيقول الشاعر/ جبران خليل جبران:

قد يمارون بالكلام إباء *** وبهم غير ما يبين الكلام.

ويضيف الشاعر/ ابن مقبل:

ولوْ كلَّمَتْ دهماءُ أخرسَ كاظِماً *** لَبَيَّنَ بالتّكْليمِ أَوْ كَادَ يُفْصِحُ.

يقول الشاعر/ أبو فراس الحمداني:

وَإني لَلصّبُورُ عَلى الرّزَايَا، *** وَلَكِنّ الكِلامَ عَلى الكِلامِ.

ويضيف الشاعر/ أبو العلاء المعري:

وما كانتْ كِلامُ السّيفِ، يوماً، *** لتَبلُغَ مثلَ ما بلَغَ الكَلام.

ويقول الشاعر/ جرير:

يَحْسَرُ مَنْ تَرَكْتَ فلَم تُكَلِّمْ، *** وَيغْبَطُ مَنْ تُرَاجِعُهُ الكَلامَا.

فيضيف الشاعر/ محمد بن حازم الباهلي:

متى يتكلَّمْ يلغ حسنُ كلامهِ *** وإنْ لمْ يقلْ قالوا عديمُ بيانِ.

فيقول الشاعر/ عرقلة الكلبي:

ما كلام الوشاة ِ إلا كلامُ *** وحَمامُ الأَراكِ إِلاّ حِمامُ.

فيضيف الشاعر/ ابن الخياط:

فَلا تعدِلْ إلى الواشِينَ سمْعاً *** فإنَّ كلامَ أكثرِهِمْ كِلامُ.

ويقول الشاعر/ الشريف المرتضى:

أعِذْنيَ من قولِ الوُشاة ِ ومعشَرٍ *** لهمْ كلماتٌ حشوهنّ كلامُ.

فيضيف الشاعر/ ابن حيوس:

يبثُّ منْ كلماتهِ الفقرَ الَّتي *** ملأتْ قلوبَ الحاسديهِ كلوما.

فيقول الشاعر/ الشريف المرتضى:

ألقَى كلاماً لم يَضِرْني وانثنى *** وندوبه في جلده وكلامهُ.

فيقول الشاعر/ البحتري:

لا بُدَّ مِنْ كَلِمٍ يَسِيرُ، ورُبَّمَا *** جَازَي الفَعَالَ نما جَناهُ كَلامُ.

فيضيف الشاعر/ ابن الرومي:

وأنت الذي يدعو الكلامَ بقدرة ٍ *** فيأتيه وَحْشي الكلامِ وآنسُه

تكاد تعوق الشعرَ عنك عوائق *** إذا قاسه يوماً بشعرك قائسه.

فيقول الشاعر/ الشريف المرتضى:

إذا التوى الكلمُ الفصيحُ على امرئٍ *** يوماً فأحرارُ الكلامِ عبيدي.

فيضيف الشاعر/ المتنبي:

وَهَبني قُلتُ هَذا الصُبحُ لَيلٌ *** أَيَعمى العالَمونَ عَنِ الضِياءِ

وهاجي نَفْسِهِ مَنْ لم يُمَيّزْ *** كَلامي مِنْ كَلامِهِمِ الهُراءِ.

فينبري الشاعر/ السري الرفاء؛ قائلا:

إنْ عَزَّ موجودُ الكلامِ عليهما *** فأنا الذي وقفَ الكلامُ ببابي

أو يَهبُطا من ذَلَّةٍ فأنا الذي *** ضُربَتْ على الشَّرَفِ المُطِلِّ قبابي

كم حاولا أمدِي فطالَ عليهما *** أن يُدرِكا إلاّ مثار تُرابي.

فيضيف الشاعر/ الشريف المرتضى:

وأى ُّ كلامٍ لم يكنْ بمفاخرٍ *** سبقتْ بها سِلْكاً فليسَ كلامي.

فيقول الشاعر/ ابن حيوس:

تَوَلَّجَ فِي مَسَامِعِهِمْ كلاَماً *** وَصَارَ إِلى قُلُوبِهِمُ كِلاَما.

فيضيف الشاعر/ جبران خليل جبران:

هل بح صوت فخارنا وكلامه *** في كل قوم فوق كل كلام

زيدوا وسائلكم ليرقى فنكم *** ويعز بالغرض البعيد السامي.

ويختتم الشاعر/ البرعي ندوتنا (الافتراضية) عن (الكلام)؛ قائلا:

كلام بلا نحو طعام بِلا ملح *** وَنحو بلا شعر ظلام بلا صبح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر