الاثنين، 7 مايو 2012

النظرة العوراء في أزمة الدواء!


النظرة العوراء في أزمة الدواء!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
      صحيح أن أزمة الدواء في مصر تستحق الاهتمام البالغ لما لها من أثر سلبي على المرضى من محدودي الدخل، ولكن ألا ترون أن الفجوة بين نقص الدواء و ازدياد أعداد المرضى تحتاج لرؤية من منظور مختلف، لا تقتصر فقط على معالجة نقص الدواء و ارتفاع أسعاره، و لكن يجب أن تمتد لتشمل ضرورة العمل على التصدي للمرض قبل وقوعه، و بذلك نقلل أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى دواء، فقديما قالوا و ما زالوا يقولون: (الوقاية خير من العلاج)...
      ومن هذا المنطلق يصبح على الأجهزة المعنية أن تراقب الله في عملها فلا تسمح بدخول المبيدات المسرطنة، و أن تتم الرقابة الصارمة على المنتجات الزراعية و الصناعية، فلا يُسمح بتداول المنتجات التي تصيب الإنسان بالعلل و الأمراض، و لا يُسمح بإنشاء (مصليات) على حواف الترع و البحار تصرف مخلفات دورات مياهها في البحر الذي نشرب منه، فضلا عن مخلفات المصانع و غيرها... 
      إذا حدث هذا ستقل أمراض الفشل الكلوي و الكبدي و الأمراض المزمنة و المتوطنة، و يتعافى الوطن بمعافاة مواطنيه؛ فلا يمكن لدولة في العالم أن تنهض و الأمراض تفتك بمواطنيها...
      إذا استمرت وسائل الإعلام في تناول موضوع أزمة الدواء بتلك الرؤية القاصرة؛ فسنظل ندور في حلقة مفرغة: الأمراض تزيد؛ فالدواء يرتفع سعره اتساقا مع البديهية الاقتصادية (العرض و الطلب) بغض النظر عن مسألة ارتفاع سعر الدولار.
المتناظرون مازالوا يتحدثون عن محاولة زيادة المعروض من الدواء و التحكم في ارتفاع أسعاره، و لا يحاولون التحدث عن تقليل الطلب عليه من خلال الوقاية من الأمراض
و هو نفخ في قربة مقطوعة، لا المريض وجد الدواء، و لا السليم وجد الوقاء!
بعد أن أصبحت الدعوة لتناول طعام ملوث، و مياه ملوثة أشبه بالدعوة التي مفادها:
هيا بنا نمرض!، و كأننا من سفاهتنا نشتري المرض بباهظ الثمن، ثم نبحث عن الدواء مع الإخوة الأعزاء ضيوف البرامج التلفزيونية و الحوارات الصحفية، ناهيك عن المناقشات البرلمانية...!