النظرة
العوراء في أزمة الدواء!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيح أن أزمة الدواء في مصر تستحق الاهتمام البالغ لما لها من أثر سلبي على المرضى من محدودي الدخل، ولكن ألا ترون أن الفجوة بين نقص الدواء و ازدياد أعداد المرضى تحتاج لرؤية من منظور مختلف، لا تقتصر فقط على معالجة نقص الدواء و ارتفاع أسعاره، و لكن يجب أن تمتد لتشمل ضرورة العمل على التصدي للمرض قبل وقوعه، و بذلك نقلل أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى دواء، فقديما قالوا و ما زالوا يقولون: (الوقاية خير من العلاج)...
صحيح أن أزمة الدواء في مصر تستحق الاهتمام البالغ لما لها من أثر سلبي على المرضى من محدودي الدخل، ولكن ألا ترون أن الفجوة بين نقص الدواء و ازدياد أعداد المرضى تحتاج لرؤية من منظور مختلف، لا تقتصر فقط على معالجة نقص الدواء و ارتفاع أسعاره، و لكن يجب أن تمتد لتشمل ضرورة العمل على التصدي للمرض قبل وقوعه، و بذلك نقلل أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى دواء، فقديما قالوا و ما زالوا يقولون: (الوقاية خير من العلاج)...
ومن هذا المنطلق يصبح على الأجهزة المعنية أن
تراقب الله في عملها فلا تسمح بدخول المبيدات المسرطنة، و أن تتم الرقابة الصارمة
على المنتجات الزراعية و الصناعية، فلا يُسمح بتداول المنتجات التي تصيب الإنسان
بالعلل و الأمراض، و لا يُسمح بإنشاء (مصليات) على حواف الترع و البحار تصرف
مخلفات دورات مياهها في البحر الذي نشرب منه، فضلا عن مخلفات المصانع و غيرها...
إذا حدث هذا ستقل أمراض الفشل الكلوي و الكبدي
و الأمراض المزمنة و المتوطنة، و يتعافى الوطن بمعافاة مواطنيه؛ فلا يمكن لدولة في
العالم أن تنهض و الأمراض تفتك بمواطنيها...
إذا استمرت وسائل الإعلام في تناول موضوع أزمة الدواء بتلك الرؤية القاصرة؛ فسنظل ندور في حلقة مفرغة: الأمراض تزيد؛ فالدواء يرتفع سعره اتساقا مع البديهية الاقتصادية (العرض و الطلب) بغض النظر عن مسألة ارتفاع سعر الدولار.
المتناظرون مازالوا يتحدثون عن محاولة زيادة المعروض من الدواء و التحكم في ارتفاع أسعاره، و لا يحاولون التحدث عن تقليل الطلب عليه من خلال الوقاية من الأمراض
و هو نفخ في قربة مقطوعة، لا المريض وجد الدواء، و لا السليم وجد الوقاء!
إذا استمرت وسائل الإعلام في تناول موضوع أزمة الدواء بتلك الرؤية القاصرة؛ فسنظل ندور في حلقة مفرغة: الأمراض تزيد؛ فالدواء يرتفع سعره اتساقا مع البديهية الاقتصادية (العرض و الطلب) بغض النظر عن مسألة ارتفاع سعر الدولار.
المتناظرون مازالوا يتحدثون عن محاولة زيادة المعروض من الدواء و التحكم في ارتفاع أسعاره، و لا يحاولون التحدث عن تقليل الطلب عليه من خلال الوقاية من الأمراض
و هو نفخ في قربة مقطوعة، لا المريض وجد الدواء، و لا السليم وجد الوقاء!
بعد أن أصبحت الدعوة لتناول طعام ملوث، و مياه ملوثة أشبه
بالدعوة التي مفادها:
هيا بنا نمرض!، و كأننا من سفاهتنا نشتري المرض بباهظ الثمن، ثم
نبحث عن الدواء مع الإخوة الأعزاء ضيوف البرامج التلفزيونية و الحوارات الصحفية،
ناهيك عن المناقشات البرلمانية...!