مفهوم العمل عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن يُقبل ـ من القرن السادس الهجري ـ للمشاركة في ندوتنا (الافتراضية) الشاعر/
أبو الندى حسان بن نمير
بن عجل بن بني وبرة بن الحلاج الكلبي الدمشقي، المعروف باسم (عرقلة الكلبي/ عرقلة
الأعور)، وقبل أن يبدي البعض دهشته من قصر قامته؛ فاجأنا بقوله:
لا تعجبَنَّ لِقِصري عند طولِهِم *** فالفخر لِلَّيْثِ، ليس الفخر للجَمل
ـ فرأيت أن نمنحه استهلال هذه الندوة التي موضوعها (العمل)؛ فتأهب قائلا:
فارسٌ في قوله بين الورى عملٌ *** وغيره في الورى قول بلا عمل
ـ فيكمل الشاعر الباخرزي:
وإن تقلّدَ من ذي إمرة ٍ عملاً *** وجدتَهُ علماً في ذلك العمَلِ
ـ فيضيف الشاعر سبط ابن التعاويذي:
لَهُ عَمَلٌ بِالْعِلْمِ يَزْدَادُ زِينَة ً *** وَيَا رُبَّ ذِي عِلْمٍ
وَلَيْسَ بِعَمَّالِ
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
وَعْدُكَ فِعْلٌ قَبلَ وَعْدٍ لأنّهُ *** نَظيرُ فَعَالِ الصّادِقِ القوْلِ
وَعدُهُ
ـ فيكمل الشاعر سبط ابن التعاويذي:
فَعَلْتَ وَأَنْجَزْتَ فِعْلَ کلْكِرَامِ *** وَغَيْرُكَ إنْ قَالَ لاَ
يُنْجِزُ
ـ فيكمل الشاعر الشريف الرضي:
غَيرُكَ يَمطُلُ فِعْلَ الجَميلِ *** فإنْ فَعَلَ الفِعلَ يَوْماً أضَاعَا
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
عَمَلٌ كَلا عَمَلٍ، ووقتٌ فائتٌ، *** ويَدٌ إذا ملكَتْ رمَتْ ما تَملِكُ
ـ فيكمل الشاعر محيي الدين بن عربي:
نادانيَ الحقُّ بقرآنه *** يا فاعلاً ليس له فعل
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
منحتك قولي حين لا فعلَ في يدى *** ويا ليتني فيه أقولُ وأفعلُ
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
إذا عَمِلْتُ لِما يَزُو *** لُ، فذلكَ العَمَلُ المتَبَّرْ
ـ ويضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
تراءَتْ بوجه الحييّ الحليم *** وتفعَلُ فِعْلَ السفيه الوقاح
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
ناهُوكَ عن حسنِ فعلٍ آمِروكَ به، *** والآمرونَ بسُوءِ الفعلِ ناهونا
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
حتى سمعت عن الضغائن قولهم *** وفعالهم فعل الظلوم الحاسد
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
و لربَّ فعلٍ جاءني من فاعلٍ *** أحمدتهُ وذممتُ منْ يأتي بهِ
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري (إن):
مِن خير ما فَعَلَ الفاعلونَ، *** أنّهُمُ بتُقًى أخبتُوا
ـ فيقول الشاعر الهبل:
يا كادحا يجهد في كسبها *** أغرك المشرب والمأكل
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
فعلْتَ فعلَ تِجارٍ مُخسِرينَ به، *** فاعُبدْ إلهكَ تُرْزَق خيرَ متّجَرِ
ـ ويكمل الشاعر ابن حيوس؛ ناصحا:
ودع رأيَ أمة ٍ لستِ منهمْ *** وَافْعَلِ فِعْلَ مَنْ يَخافُ الْحِسابَا
ـ ويضيف الشاعر محيي الدين بن عربي:
واعمل عليه تُصِبْ دنيا وآخرة *** وإنما الفوزُ في العقبى مع العمل
ـ ويقول الشاعر أحمد محرم:
جدوا فإن الهون أشأم صاحبٍ *** وإن العلا للكادح المتجشم
ـ فيرد الشاعر الشريف الرضي؛ قائلا:
نالوا المعالي ولم تعرق جباههم *** فيها لُغُوباً، وَما نالَ الذي كَدَحَا
ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي:
نَأتي فيهِ إسجاحاً *** بلا كَدٍّ ولا كدحِ
ـ ويقول الشاعر كشاجم:
أصبحتُ لا مالَ لي سوى الأَمَلْ *** وأننَّي عاملٌ بلا عَمَلِ
ـ ويضيف الشاعر الشريف المرتضى:
فمن عاملٍ مالَهُ خِبرة ٌ *** وآخرَ يدري ولا يعملُ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
لأخسر به من عاملٍ قُدِرتْ له *** مع السنِّ أعمالٌ ثِقالٌ حوابطُ
أو عاملٌ من خلفهِ وأمامهِ *** عَمَلان يُقطع فيهما ويُعاثُ
ـ فيقول الإمام الشافعي:
لا يُدْرِكُ الحِكْمة َ مَنْ عُمْرُهُ *** يكدحُ في مصلحة ِ الأهلِ
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
مَا فيهِ شَيْءٌ خَالِدٌ لمُكَادِحٍ *** وكل لغايات الأمور طلوب
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
كدَحْنا لفانيةٍ حُلوةٍ؛ *** فكيفَ نلومُكِ إنْ تكدحي
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
غيرانُ حينَ يحامي عن مكارمهِ *** كالليث كادحَ ليثاً عن حلائلهِ
ـ فيرد الشاعر الأعشى:
بَلِ الله فَاعْبُدْ، لا شَرِيكَ لوَجههِ، *** يكنْ لكَ فيما تكدَحُ
اليَوْمَ رَاعِيا
ـ ويكمل الشاعر النابغة الشيباني:
فَهُمْ خِيارٌ فاعْمَلْ بِسُنَّتهمْ *** واحي بخيرٍ واكدح كما كدحوا
ـ فيتساءل الشاعر ابن الرومي:
وهبنيَ لم أبلغ من المدح مَبْلغاً *** رضيّاً ألمْ أَكْدَح لذلك مَكْدحا
ـ فيجيبه الشاعر ابن زمرك:
كم يكدح المرء لا يدري منيته *** أليس كل امرئ يجزى بما كدحا
ـ ويقول الشاعر أحمد محرم:
الشرق أبصر في الحياة سبيله *** ومضى فنعم العامل الكداح
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
ألوف رجال كادحين وصبية *** من الفتية اللدن المثقفة السمر
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
سَعَيْتَ إلى نيل العُلى غيرَ كادحٍ *** وغيرك يسعى للعلى وهو كادح
ـ فيرد الشاعر حسان بن ثابت:
اكْدَحْ بنفسِكَ لا تُكلِّفْ غَيْرَها، *** فبدينها تجزى، وعنها تدفعُ
ـ ويقول الشاعر أحمد محرم:
تعلم منك السعي لا يعرف الونى *** فما ارتد ساعيه ولا كف كادحه
ـ ويقول الشاعر ابن نباتة المصري:
إنسان عيني ساهر بك سافح *** يا أيها الانسان إنك كادح
ـ فيضيف الشاعر بدر شاكر السياب:
يكاد يبصر ما أبقاه مكتدح *** في جبهة و اغتذى من مقلة سهر
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
تعبان ذا سهرٍ وسحِّ مدامعٍ *** يا أيها الانسان انك كادح
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
عالم عامل إذا ما دعته *** فرص البر كان خير مجيب
ـ فيكمل الشاعر لسان الدين الخطيب:
فأنت أحق الناس أن يفعل الذي *** به فعل المختار دينا وإيمانا
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران:
عالم عامل أديب أريب *** ذو بيان يعز أن يتحدى
عالم عامل نقي تقي *** يملأ النفس روعة ووقارا
ـ فيقول الشاعر بشار بن برد:
ما خاب بين الأجر والحمد عاملٌ *** لَهُ مِنْهُمَا عِنْدَ الْعَوَاقِبِ
زَادُ
وما خاب بين الَّله والنَّاس عاملٌ *** له في التُّقى أو في المحامدُ سوقُ
ـ فيقول الشاعر محيي الدين بن عربي:
فلمثلِ هذا يعملُ الشخصُ الذي *** هو في الحقيقة بالشريعة عامل
ـ فيقول الشاعر النابغة الشيباني:
ألا أيها الإنسان هل أنت عاملٌ *** فإنك بعد الموت لابد ناشر
ـ فيحذر الشاعر عبد الغفار الأخرس كل غافل؛ فيقول:
قد زيَّنَ الشيطانُ أعماله له *** على أنَّه لم يدرِ ما الله عامل
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
يا كادحاً جامعاً للألوفِ *** وغيرُك يأخذها من غدِ
ـ ويضيف:
عهدتكمْ قولاً بلا عملٍ *** فالآنَ لا قولٌ ولا عملُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/08/12/529814.html