الخطوط العريضة لمحاضرتي عن ثورة
1919
التي كان من المفترض أن ألقيها في
قصر ثقافة منية النصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد/ مجدي شلبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أولا): المعنى اللغوي لكلمة (ثورة): حالة تمرد و اندفاع لتغيير الواقع.
ترجمتها في اللغة الإنجليزية Revolution
(ثانيا): أشكال (الثورات) و
أنواعها: إما أن تكون (ثورات خارجة عن سيطرة البشر): (ثورة الطبيعة: الزوابع
أو الأعاصير أو الزلازل أو البراكين)، و إما أن تكون (ثورات من صنع البشر): (ثورة
زراعية أو صناعية أو معلوماتية أو ثقافية أو سياسية).
(ثالثا): تعريف كلمة (الثورة) طبقا
لدلالتها السياسية:
ـ انتفاضة و تمرد يطيح بحكم ما
باستعمال القوة و يعوض الحكم القديم بحكم جديد.
(رابعا): لماذا الاهتمام بثورة 1919
تحديدا؟:
ـ تستمد ثورة 1919شهرتها من كونها:
1ـ كانت أول ثورة سياسية في أفريقيا
و الشرق الأوسط.
2ـ ثورة أبرزت دور المرأة المصرية و
مشاركاتها الفاعلة.
3ـ ثورة تجلت فيها مشاعر الوحدة
الوطنية بين عنصري الأمة في أرقى صورها.
4ـ ثورة لم يكن قائدها من الشباب ـ
كما اعتدنا في كل الثورات ـ (كان عمر سعد زغلول وقتها 60 سنة)
5ـ ثورة مر عليها 100 عام بالتمام و
الكمال (1919 ـ 2019) اليوبيل المئوي.
ـ معلومة إضافية:
(يوبيل): اسم عبري معناه بوق و المقصود:
النفخ بالبوق، احتفالا في يوم معين بمناسبة مرور عدد محدد من السنوات:
ـ يوبيل نحاسي (الاحتفال بمرور 15سنة)،
اليوبيل الفضي (الاحتفال بمرور 25 سنة)، يوبيل لؤلؤي (الاحتفال بمرور 30 سنة)،
اليوبيل الذهبي (الاحتفال بمرور 50 سنة)، اليوبيل الزمردى (الاحتفال بمرور 60
سنة)، اليوبيل الماسي (الاحتفال بمرور 75 سنة)، اليوبيل المئوي (مرور 100 سنة).
(خامسا): أهداف ثورة 1919:
قاد تلك الثورة الزعيم سعد زغلول (المولود
عام 1859ـ المتوفي 1927)، للمطالبة باستقلال مصر من الاحتلال البريطاني (التخلص من الوصاية على مصر).
(سادسا): أسباب ثورة 1919م: رغم احتفاظ الإمبراطورية العثمانيّة
بسيادتها الاسميّة على مصر، و بقاء الخديوي حاكما لمصر و السودان 1883-1914م؛ إلّا
أنّ سلطة الاحتلال البريطاني لمصر في عام 1882م قد تعززت، و تركّزت في يدي القنصل
العام البريطانيّ.
ـ في عام 1914م انفصلت مصر عن
الحكومة العثمانية، وأعلنت بريطانيا الأحكام العرفيّة فيها و وضعتها تحت حمايتها، أثناء
الحرب العالمية الأولى (1914/ 1918)
ـ لاقى الشعب المصري الكثير من
الظُّلم و الاستبداد طوال الحرب العالمية
الأولى؛ معتقدين أنّ هذه أمور مؤقّتة و سيتمّ تغييرها بعد انتهاء الحرب.
ـ بعد انتهاء الحرب 1918 و انتصار
الحلفاء، قدم سعد زغلول، و مجموعة من الوفديين للمفوّض السامي البريطانيّ (وينجت)
طلب الاستقلال الرسميّ لمصر.
ـ رفض البريطانيون الطلب؛ فتصاعدت
الأحداث، بسبب استمرار تدهور الوضع المعيشيّ؛ اعتقل البريطانيّون سعد زغلول و اثنين
من زملائه، و نفوهم إلى مالطا وكان ذلك في 8 مارس عام 1919م.
ـ أدّى هذا الأمر إلى حدوث العديد
من التظاهرات و الاضطرابات، انتهت بحدوث الثورة، التي استمرت حتى شهر أبريل 2019،
و قد شارك فيها العديد من الرجال و النساء من المسلمين و الأقباط.
(سابعا) رد فعل الاحتلال البريطاني
على تلك الثورة:
ـ قامت قوات الاحتلال بقُتِل ما لا
يقلّ عن 3 آلاف مصري، كما أُحرِقت العديد من القرى، وتمّ نهب الكثير من الممتلكات؛
فامتدت الثورة لتشمل جميع أنحاء مصر بشكل عنيف و غير مسبوق.
ـ أدركت الحكومة البريطانيّة أنّ
الأمور بدأت تخرج عن سيطرتها في مصر، فعمدت إلى تنفيذ مجموعة من التغييرات في
البلاد؛ منها إقالة المفوّض السامي (وينجت)، و تعيين (الجنرال إدموند ألنبي) الذي التقى
إدموند مجموعةً من القوميين، وجرت بينهم عدّة مفاوضات أسفرت عن الإفراج عن القادة
المنفيّين و السماح لهم بالسفر إلى باريس.
ـ إلا أن أضراب المصريّون، و استمرّار
التظاهرات و الاحتجاجات استمر إلى 23 أبريل1919، بهدف إلغاء الوصاية البريطانيّة،
و الاعتراف بحزب الوفد ليكون الحزب الرسميّ الذي يمثل مصر.
ـ في شهر ديسمبر عام 1919م أرسلت
الحكومة البريطانية بعثة (ميلنر) إلى مصر، للتحقيق في أسباب الفوضى، و تقديم
توصيات تدور حول المستقبل السياسيّ لمصر.
ـ في شهر فبراير من عام 1921م نشر
ميلنر تقريراً مفاده أنّه يجب التخلي عن الوصاية على مصر، لأن الوضع غير قابل
للسيطرة.
ـ في الرابع من أبريل من عام 1921م
عاد سعد زغلول إلى مصر، إلّا أنّه تم ترحيله مرّةً أخرى إلى سيشل، و ردّ المصريون
على ذلك بالعديد من المظاهرات.
(ثامنا) نتائج ثورة 1919:
ـ في 22 فبراير من عام 1922م أجبرت
هذه الثورات بريطانيا على إصدار إعلان يقضي باستقلالٍ أحاديّ الجانب لمصر.
ـ وفي 28 فبراير من عام 1922م أعلنت
بريطانيا استقلال مصر بشكل محدود، و قد حافظت بريطانيا على سيطرتها على السودان،
كما أسفرت المفاوضات على احتفاظ بريطانيا بحقّها في الدفاع عن المصالح الأجنبية في
مصر.
ـ ثم ألغت بريطانيا الحماية
المفروضة على مصر منذ 1914. وفي 1923، صدر الدستور المصري وقانون الانتخابات
وألغيت الأحكام العرفية.
ـ و في عام 1924م أصبح سعد زغلول
أوّل رئيس وزراء مُنتخَب من قِبَل الشعب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات إضافية ذات صلة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكام مصر من أسرة محمد علي باشا:
ـ بدأ حكم أسرة محمد علي بعد أن
قامت الحملة الفرنسية على مصر، و تولى نابليون بونابرت حكم مصر، أرسلت الدولة
العثمانية عام 1801م قائداً عسكرياً بجيشه على وجه السرعة إلى مصر لطرد الفرنسيين،
كان هذا القائد هو محمد علي باشا مؤسس الأسرة. نجح محمد علي في طرد وهزيمة
الفرنسيين. ثم أعلن نفسه واليا على مصر.
ـ حكم محمد علي مصر 43 عاماً (1805-1867)
وهذه المدة هي أطول فترة حكم في تاريخ مصر.
ـ استمر حكم أسرة محمد علي باشا
لمصر في الفترة ما بين 1867م و1953م (التبعية للسلطان العثماني حتى عام 1914):
ـ الخديوي إسماعيل باشا/ الخديوي توفيق
باشا/ الخديوي عباس حلمي الثاني/ السلطان حسين كامل/ السلطان محمد فؤاد/ الملك
فؤاد الأول/ الملك فاروق الأول.
ـ نظام الحكم في مصر:
والي مصر (1805–1867) خديوي مصر
(1867–1914) سلطان مصر (1914–1922) ملك مصر (1922–1951) ملك مصر والسودان
(1951–1953) رئيس جمهورية مصر (1953 حتى الآن).
الحرب العالمية الأولى:
ـ وتسمى (الحرب العُظمى)، نشبت
بدايةً في أوروبا من 28 يوليو 1914 و انتهت في 11 نوفمبر 1918. شارك فيها أكثر من
70 مليون فرد عسكري، لقي أكثر من تسعة ملايين مقاتل، و سبعة ملايين مدني مصرعهم
نتيجة تلك الحرب.
ـ أحد أسباب نشوب الحرب العالمية
الأولى اغتيال وريث العرش النمساوي فرانز فرديناند و زوجته أثناء زيارتهم لسراييفو
عاصمة البوسنة و الهرسك، على يد مجموعة من ستة قتلة من التابعين لتنظيم اليد
السوداء السرية.
ـ دارت رحي الحرب العالمية في عدة
مواقع: أوروبا، أفريقيا جزر المحيط الهادئ المحيط الأطلسي الصين الشرق الأوسط و قبالة
سواحل أمريكا الجنوبية و الشمالية.
ـ دول الحلفاء: في فترة الحرب
العالمية الأولى الدّول التاليّة: المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى و إيرلندا،
فرنسا و الإمبراطورية الروسية.
ـ دول المحور: تضم أساسا ألمانيا
النازية بقيادة هتلر وإيطاليا الفاشية بقيادة موسوليني واليابان بقياده هيروهيتو.
ثم انضم إليهم دول أخرى مثل فنلندا، رومانيا، بلغاريا، المجر.
الحرب العالمية الثانية:
هي حرب دولية بدأت في الأول من
سبتمبر من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، شاركت فيه
الغالبية العظمى من دول العالم منها الدول العظمى في حلفين عسكريين متنازعين هما:
قوات الحلفاء، ودول المحور، كما
أنها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من
أكثر من 30 بلدًا، أدت الحرب إلى وقوع ما بين 50 و85 مليون قتيل حسب التقديرات؛
لذلك تعد الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية.
