مفهوم
السعادة والفرح عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحضر ندوتنا اليوم ـ من القرن الرابع الهجري ـ حضورا (افتراضيا) عالم جليل
وشاعر كبير؛ قيل فيه أنه: "إمام
أئمة العراق بين الاختلاف والافتراق، إليه فزع علماؤنا، وأخذ عنه عظماؤنا، صاحب
مدارسها وجامع شاردها وآنسها، ممن سارت أخباره وعرفت بها أشعاره..."؛ إنه الشاعر
الشريف المرتضى، الذي يقول:
من القريض سعادة ٌ وشقاوة ٌ *** ومن القريض نباهة ٌوخمولُ
ـ فيحييه الشاعر أحمد محرم؛ قائلا:
سر فالسعادة حيث كنت تكون *** ومن السعادة سيرك الميمون
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران:
مهما يكن فرح فليس ببالغ *** فرح اللقاء وما به ميعاد
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
فرحٌ على فرحٍ يدوم سروره *** تجلو القلوب به من الأحزان
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
عَبَرَتْ بي نَشوةٌ مِن فَرَحٍ *** فَرَقَصْنَا أنا والقلبُ سُكَارَى
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
في ذراك العالي ملائك بر *** فرح العيد عاقها أن تناما
ـ فيضيف الشاعر المتنبي:
فمَقيلُ حُبّ مُحبّه فَرِحٌ بِهِ *** ومَقيلُ غَيظِ عَدُوِّهِ مَقْرُوحُ
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
لا زال في نعمائه وولائه *** فرح الودود ورغم أنف الحاسد
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
للنّاظِرِينَ إلى إقْبالِهِ فَرَحٌ *** يُزيلُ ما بِجباهِ القَوْمِ مِنْ
غَضَنِ
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
وَغَدَا النّاسُ يَنْظُرُونَ، وَفِيهِمْ *** فَرَحٌ أن رأَوْكَ
واسْتِبْشَارُ
ـ فيقول الشاعر البحتري:
فأعطَيتَ ما أعطَيْتَ، والبِشرُ شاهِدٌ *** على فَرَحٍ بالبَذْلِ، منكَ،
مُبَشِّرِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
تَتَغَنَّى الطيْرُ في حَافَاتِها *** بِلُحُونٍ تدع القلب فَرحْ
فرحٌ يُنتَجُ منه ترح *** وأمانٌ يُجتَنى منه فزعْ
ـ فيقول الشاعر النابغة الشيباني:
إن تلق بلوى فصابرٌ أنفٌ *** وإن تلاق النعمى فلا فرح
ـ فيرد الشاعر ابن الرومي:
كيف بِهَدْمي ما بنتْهُ سعادة ٌ *** وليس لما تبني السعادة ُهادم
ـ فيقول الشاعر عبد الله الخفاجي مؤيدا قول الشاعر النابغة الشيباني:
عرفتُ دهري فلمْ أحفلْ بحادثة ٍ *** فِيْهِ فَلا فَرَحٌ عِنْدِي وَلا
حَزْنُ
ـ فيقول الشاعر أبو العتاهية:
وَلنَفسي حِينَ تُعطَى فَرَحٌ، *** واضطرابٌ عندَ منعٍ وجزعْ
دارُ سُوءٍ لم يَدُمْ فَرَحٌ *** لامرئٍ فيهَا ولا حزنُ
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
يبكون من فرحٍ به بمدامعٍ *** كالدر فوق خدودهم تتحدر
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
رزقتَ سعادة الدارين فيها *** وإنْ رغِمَت عداك الأشقياء
ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:
سَعِدْتَ سعادتين بغير شكٍّ *** ولم يجمعهما إلا سعيدُ
ـ فيضيف الشاعر ابن النبيه:
نيطت سعادة دنياه بأخراه *** فهو السعيد ودنياه كأخراه
ـ فيقول الشاعر أبو العتاهية:
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَة ٍ *** يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ
شَقاءِ
فَلَهَوْنَا وفَرِحْنَا، ثمّ لَمْ *** يَدَعِ المَوْتُ لذي اللّبّ فَرَحْ
الحَمدُ لله، طُوبَى للسّعيدِ، وَمَنْ *** لم يُسعِدِ الله بالتّقوَى، فقَد
شَقِيَا
ـ فيدعو الشاعر البوصيري؛ قائلا:
هَبْ لي مِنَ الغُفْرانِ رَبِّ سعادة ً *** ما تستعادُ ونعمة ًماتسلبُ
ـ فيقول الشاعر ابن زمرك:
اذكره إن الذكر منك سعادة *** وبها على كل الأنام قد افتخر
ـ فيضيف الشاعر محيي الدين بن عربي:
إنَّ السعادة َ بالإيمانِ قدْ قرنتْ *** والسعدُ يسعدُ ما وهمي يصوِّره
ـ فيقول الشاعر جرير:
لَقَدْ كانَ ظَنّي يا ابنَ سَعدٍ سَعادة ً *** و ما الظنُّ إلاَّ مخطئٌ
ومصيبُ
ـ فيقول الشاعر أبو نواس:
فاقدَمْ قدومَ سعادة ٍ وسلامَة، *** فلقد جرى لكَ بـالسّعودِ الطائِرُ
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
في مَوكِبٍ كالغيْثِ سار ركابُهُ *** بشراً، وحلَّ سعادة ورخاءَ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
هاتِ أسعدْني وَدَعْني أسْعدُكْ *** قَدْ دَنا بعدَ التَّنائي موردُكْ
ـ فيكمل الشاعر الشاب الظريف:
عانقيني باليدينِ كَما *** يَفْعَلُ الأَحبابُ مِنْ فَرَحِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
حسبي بذاك سعادة ً *** فيها الأمانُ من الشقاء
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
سعادة ُ المَرْءِ في السّرَاءِ إنْ رَجَحَتْ، *** وَالعَدْلُ أنْ يَتَساوَى
الهَمّ وَالجذَلُ
ـ ويقول الشاعر أحمد محرم:
يا عيد أسعد ذا الهموم إذا اشتكى *** إن الحزين يعينه الإسعاد
ـ فيضيف الشاعر الحداد القيسي:
كم من خليلٍ ساعَدَتْهُ سَعَادَة ٌ *** وطوى بها كشحا على الأضغانِ
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
لي صاحب قد غيرته سعادة *** فما كدت من بعد التواصل ألقاه
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
كيف عفت أزهارها وانقضت *** سعادة الشمل الهنيء الجميع
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
إلا خيال سعادة قد أقلعت *** ووداع أحبابٍ ودمع مسافر
خليقٌ بأن تَنْسي هوايَ فتنطوي *** سعادةُ أيامي التي ذُقتُها منكِ
ـ فيضيف الشاعر ابن عنين:
قد أسعدتْني بعدَ فقدك أدمعٌ *** ذرفٌ وخامَ الصبرُ عن إسعادي
ـ فيقول الشاعر ابن القيسراني:
ناحت ونحت وفي البكا فرج *** فظللت أسعدها وتسعدني
ـ فيقول الشاعر الأبيوردي:
قد كنتما لي مسعدين على البكا *** فما لكما لا تسعدان أخاكما
ـ فيتساءل الشاعر جبران خليل جبران؛ مندهشا:
ذاك النبوغ ولا تنال سعادة *** ترضيه إلا من أعز منال
ـ فيقول الشاعر ابن حيوس:
أرادَ شقاءً فاستحالَ سعادة ً *** ورامَ قبيحاً حينَ صالَ فأجملا
ـ ويضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
سمّيتَ نجلَكَ مَسعوداً، وصادَفَهُ *** رَيبُ الزمانِ، فأمسى غيرَ مسعودِ
ـ فيقول الشاعر البرعي؛ ناصحا:
اثبتْ بنورِ العلمِ والحلمِ منكَ لي *** سعادة َحظٍ ما لمثبتها حذفُ
ـ ويقول الشاعر سبط ابن التعاويذي:
كمِنُوا وكم لكَ من كَمينِ سعادة ٍ*** فِي الْغَيْبِ يَظْهَرُ مِنْ وَرَاءِ
كَمِينِ
ـ فيضيف الشاعر ابن دارج القسطلي:
قد ساعدتك نجوم السعد طالعة *** فاسعد وأعطيت غايات المنى فسل
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
لا ينزع الله هذا السرّ من رجل *** فيه السعادة والمسعود مسعود
ـ فيضيف الشاعر النابغة الذبياني:
الرفقُ يمنٌ، والأناة ُسعادة ٌ، *** فتأنّ في رفقٍ تنالُ نجاحاَ
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ *** فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم
تُسعِدِ الحالُ
ـ ويضيف الشاعر ابن دارج القسطلي:
قد أبصر النجح في ناظريكا *** وساعده السعد من ساعديكا
ـ فيرد الشاعر أبوالعلاء المعري؛ قائلا:
لم تبلُغِ الآرابَ شدّةُ ساعدٍ، *** ما لم يُعِنْها اللَّهُ بالإسْعاد
ـ ويؤكد المعنى الشاعر عبد الغفار الأخرس؛ فيقول:
من لم تساعده العناية لم يكن *** له ساعد يشتدُّ عن لين ساعد
ـ فيقول الشاعر الحطيئة:
ولست أرى السّعادة جمع مالٍ *** و لكنّ التقيّ هو السّعيدُ
ـ فيرى الشاعر الباخرزي رأيه في السعادة؛ فيقول:
أسعى لأسعدَ بالوصالِ وحقَّ لي *** إنَّ السعادة َ في وصالِ سُعادُ
يبكي فأسعدهُ وصدقُ عنايتي *** بسُعادَ، تَحملُني على الإسعاد
ـ فيقول الشاعر ابن دارج القسطلي:
بسعدك لا بسعد أو سعاد *** تنقل كل هم عن فؤادي
ـ ويضيف الشاعر بدوي الجبل:
نلعب في الكرم و لا بدعة *** سعادة الطفلين أن يلعبا
ـ فيقول الشاعر ابن معتوق:
نجمٌ أتى منْ نيّرينِ كلاهما *** وهباهُ أيَّ سعادة ٍ وضياءِ
ـ ويضيف الشاعر ابن نباتة المصري:
سعادة جدّ بها يحتذى *** ونهج أبٍ في العلى يشهر
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
أَراني سعيدَ الجَدِّ يا ابن سعيد *** وما هو من شكري له ببعيدِ
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
سعادة ٌ يعرفها *** في الناس من كان أَبَا
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
ليس في الدهر محض سعد ولكن *** تلد السعد محنة الأكدار
ـ ويضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
وقد زَعَموا أنّ الشقيّ هوَ الذي *** حَوى السّعدَ فيها، والسّعادةُ للأشقى
ـ فيقول الشاعر البحتري:
لو كان يسعد إنسان بصدق هوى *** كنت السعيد الذي لم يمس محتقرا
كم سعيد أحذاه ثوب شقي *** وشقي أحذاه ثوب سعيد
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
ومحال أن يسعد السعداء ال *** دهر إلا بشقوة الأشقياء
ـ فيقول الشاعر ابن المعتز:
عادَ السرورُ إليكَ في الأعيادِ، *** وسعدتَ من دنياكَ بالإسعادِ
ـ فيكمل الشاعر البرعي:
فآنسْ غريباً لا بليتَ بغربة ٍ *** و أسعدهُ بالتدريبِ يا خيرَ مسعدِ
ـ ويضيف الشاعر البوصيري؛ ناصحا:
وتجنب التأويل في أقوال من *** صاحبت من أهل السعادة تسعدِ
كلِفٌ بِمَا يَعْنِيهِ مِنْ إِسعادِ ذِي الْـ *** ــحاجات في الزمنِ
القليلِ المسعدِ
ـ فيقول الشاعر السري الرفاء:
فَاسْعَدْ بعيدٍ عادَ كوكبُ سَعْدهِ *** طَلْقَ الضِّياءِ مؤكَّدَ الأسبابِ
فأَسعدَ جُودُه جَدّاً شقيّاً *** و أَشقى بأْسُه جَدّاً سَعيدا
ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:
أتأْمُلُ إسْعادَ قَوْمٍ إذا *** كُفِيتَ أذاهُمْ فأنْتَ السَّعِيدُ
ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:
وأسعدك الإلهُ بكلِّ يومٍ *** سعوداً لا تحطّ له منارا
ـ فيهم الشاعر عبد القادر الجيلاني، بالعودة إلى الحضرة القادرية (ضريحه
ومسجده الذي يقع في منطقة باب الشيخ من جهة الرصافة ببغداد)؛ قائلا:
شَرَعْتُ بِتَوْحِيدِ الإِلهِ مُبَسْمِلاَ *** سَأَخْتِمُ بِالذِّكْرِ
الْحَمِيدِ مُجَمِّلاَ
فيَا نُورُ أَنْتَ النُّورُ فِي كُلِّ مَا بَدَا *** وَيَا هَادِ كُنْ
لِلنُّورِ فِي الْقَلْب مُشْعِلاَ
وَيَا وَاجِدَ الأنَوَار أَوْجِدْ مَسَرَّتِي *** وَيَا مَاجِدَ
الأَنْوَارِ كُنْ لِي مُعَوِّلاَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/08/06/529302.html