أول من
استخدم مصطلح (جائحة) هم فحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عجبت لأمر فحول الشعراء
العرب الذين حضروا ندوتنا (الافتراضية) اليوم، وهم يدركون خطورة (الجوائح) وما
تفعله في البشر؛ فها هو الشاعر صفي الدين الحلي؛ يقول:
لي في كلّ يومٍ إلى العُلَى *** حوائجَ، لكنْ دونَهنّ جَوائحُ
ـ فيرد الشاعر أبو العتاهية:
فضَحتِ لا بل جرَحتِ، واجتحتِ يا *** دُنْيَا رِجَالاً عَلَيْكِ قَدْ
كَلِبَتْ
ـ فيكمل الشاعر أبو منصور الثعالبي:
وفُرِّقَ عنهُ الشَّملُ بالسَّملِ فاغتَدى *** أسيراً ضريراً تعتَرِيهِ
الجوائِحُ
ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:
وأقسمُ لوْ أنَّ عزّاً حمى *** مِنَ المَوْتِ ما اجْتاحَهُ جائِحُ
ـ ويقول الشاعر السري الرفاء:
و قد عَلِمَ الأعداءُ أنْ لستَ بادئاً *** بجائحة ٍإلا وأنتَ مُعيدُها
ـ ويقول الشاعر أحمد شوقي:
ما زال تاجُ الفن تياهاً بها *** حتى استبدّ بها الردى المجتاح
ـ ويقول الشاعر أحمد محرم:
سلب المغير حياته واستأصلت *** أيدي الجوائح عزة استئصالا
وهالت بني الدنيا جوائح جمة ٌ *** تغلغلن في أقطارها والممالك
غالت سلام العالمين جوائحٌ *** ما للنفوس ولا لهن نفاد
لقد حمل الردى المجتاح منها *** ومن أهوالها ما لا يطيق
نبت ببنيها الأرض واجتاح أمنهم *** حثيث الردى يفني النفوس ويحصد
ـ ويقول الشاعر هناءة بن مالك الأزدي:
حلّت على مالك الأملاك جائحة *** هدّت بناء العلا والمجد فانفصدا
ـ فيضيف الشاعر السري الرفاء:
إذا رمى بلداً منه بجَائِحَة ٍ *** خَرَّتْ أعاليهو ارتَجَّتْ أسافِلُه
ـ فيقول الشاعر صريع الغواني:
لَقَد بَعَثتَ إِلى خاقانَ جائِحَةً *** خَرقاءَ حَصّاءَ لا تُبقي وَلا
تَذَرُ
ـ فيكمل الشاعر الأعشى:
فَصَبّحَتْهُمْ مِنَ الدّوَاهي *** جَائِحَة ٌ عَقْبُهَا الدّمَارُ
ـ فيقول الشاعر ابن دريد:
إِنَّ العَزَاءَ إِذَا عَزَّتْهُ جَائِحَة ٌ *** ذَلَّتْ عَرِيكَتُهُ
فَانْقَادَ مَجْنُوبَا
ـ ويقول الشاعر يموت بن مزرع:
وإن يشتدَّ عظمك بعد موتي *** فلا تقطعك جائحةٌ سبوت
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
واحسرتاه ليوسفيّ محاسن *** عاداه صرف زمانه المجتاح
ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:
ثقلتْ ظهري الخطوبُ وضاعفتْ *** تكاليفَ عيشي وانتحتني الجوائحُ
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
لا بسطوا يمنى ببذلِ رغيبة ٍ *** ولا أوجدوا من بعد جائحة ٍ يسرا
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
فإن تُصبْكَ من الأَيَّام جائحة ٌ *** لم نبك منك على دنيا ولا دين
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
عليك بساحة الملك المرجى *** اذا خفت الجوائح والأعادي
ـ فيقول الشاعر علي بن الجهم:
مُصيبَةُ الإِنسانِ في دينِهِ *** أَعظَمُ مِن جائِحَةِ الدَهرِ
ـ فيقول الشاعر ديك الجن:
ذَلِكَ يَوْمٌ لَمْ تَرْمِ جائحَة ٌ *** بمثْلِهِ (الدنيا) ولَمْ تُصِبِ
ـ فيتهيأ الشاعر الفرزدق للانصراف عائدا إلى مثواه الأخير في البصرة؛ وهو
يقول:
مَا أصَابَتْ مِنَ الأيّامِ جَائِحَةٌ *** للأصْلِ إلاّ وَإنْ جَلّتْ
سَتُجتَبَرُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/07/22/528381.html