الأحد، 13 أبريل 2014

مفهوم العتاب عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم/ مجدي شلبي


مفهوم العتاب عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
       عقب انتهاء ندوتنا (الافتراضية) اليوم، والتي موضوعها (العتاب)؛ بدأت في إعداد هذا المقال التقريري؛ فيفاجأني الشاعر عمر ابن أبي ربيعة برسالة مفادها:      
قَالَتْ لِجارِيَة ٍ لَهَا: قولي لَهُ *** مِنِّي مَقَالَة َعَاتِبٍ لَمْ يُعْتِبِ
ـ ثم يبادر الشاعر عبد الغفار الأخرس؛ بالقول:
بي فيها من حُرِّ الكلام وجَزله *** مقالٌ من العتبى وعتبٌ تضمَّنا
ـ ويفد الشاعر حُذيفة بن أنس الهذليّ؛ معلنا:
قولا له مِنِّي مَقَالَةَ شَاعِرٍ *** أَلَمَّ بِقَوْلٍ لِمْ يُحَاوِلْ لِيَفْخَرَا
ـ فأوجه للجميع الشكر والتحية؛ مستعيرا قول الشاعر أحمد شوقي:
دارُكم مصرُ، وفيها قومُكم *** مرحباً بالأقربين الكرماء
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
قد قضينا لبانة ً من عتاب *** وجميلٌ تعاتُبُ الأكفاء
وأنا المرءُ لا أسومُ عتابي *** صاحباً غيرَ صَفوةِ الأصفياءِ
ـ فيضيف الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:
كُلّ يومٍ لنا عتابٌ جديدُ *** وهَوانا على العِتابِ يَزيدُ
ـ ويقول الشاعر عفيف الدين التلمساني:
إِذْ أَنَا والمَلِيحَةُ فِي عِتَابٍ *** يُلِينُ بِلُطْفِهِ عِطْفَ الجَمَادِ
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
دارَ من الأشواق بيني وبينها *** حديثُ عتاب كالرحيق المعتّق
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ *** ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ
ـ فيضيف الشاعر الأبيوردي:
وَيَأْتيه أَحْياناً عِتابي، وَرُبَّما *** يروضُ أبيَّ الودِّ منه عتابُ
ـ فيقول الشاعر أبو نواس:
عِتابٌ لَيسَ ينصَرِمُ ، *** وحبُّ لَيسَ يَنكَتِمُ
ـ فيعير الشاعر عبد الجبار بن حمديس عن حالة صد لا يعالجها عتاب؛ فيقول:
صدّتْ سليمى فما تأتي معاتبة ً *** ولا عتابَ إذا حبلُ الهوى انصرما
ـ فيضيف الشاعر الأخطل:
وإنْ أعْفُ عَنْها، أوْ أدَعْها لجهْلِها *** فما لبني قيسٍ عتابٌ ولا عذرُ
ـ ويقول الشاعر مهيار الديلمي:
طالبني بالعتبِ حتّى إذا *** عوتبَ ظلَّ العتبُ يجفو عليهْ
ـ فيضيف الشاعر الخُبز أَرزي:
فإذا أردتُ عتابَه لجنايةٍ *** جعل التقطُّبَ للعتاب جوابا
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
عتاب كالجمر صنتك عنه *** جزعا أن ينال منك عذول
ـ ويضيف الشاعر علي بن محمد التهامي:
أنت أخي في كلّ حال وإنما *** عتبتك هذا العتب إذ نفث الصدر
ـ فيقول الشاعر بشار بن برد:
كل يوم أعتبَ الود منهُ *** ليت شعري: أيحسبُ الود عتبا
ـ ويضيف الشاعر بهاء الدين زهير:
قد كانَ ذاكَ العَتبُ عن فَرْطِ غَيرَة ٍ *** ويا طيبَ عَتبٍ بالمَحَبّة ِيَشْهَدُ
ـ فيرد الشاعر صريع الغواني؛ قائلا:
وَاللَهِ لَولا أَنَّ قَلبَكِ عاتِبٌ *** ما كانَ طَيفُكِ في المَنامِ بِعاتِبِ
ـ فيضيف الشاعر علي بن محمد التهامي:
وقد نثرت در الكلام بعتبها *** ولذّ بسمعي عتبها وملامها
ـ فيرد الشاعر مهيار الديلمي؛ مستنكرا:
أعاتبها لو كانَ يجدي عتابها *** ومنْ حالمَ الخرقاءَ أصبحَ أخرقا
ولمَّا رايتُ العفوَ لا يستردُّهمْ *** ولا العتبَ صيّرتُ العتابَ التفرُقا
ـ فيتعاطف معه الشاعر ابن زيدون؛ ويقول:
أتاني عِتابٌ متى أدّكِرْ *** هُ، في نشواتِ الكرَى، أسهدَا
ـ فيضيف الشاعر بشار بن برد:
عتابُ الفتى في كلِّ يومٍ بليَّة ٌ *** وتقويمُ أضغانِ النِّساء عناء
ـ فيكمل الشاعر ابن شهاب:
تقص عليك ما الواشون قالوا *** وتعتب أن تذيع ولات معتب
ـ فيقول الشاعر الواواء الدمشقي:
يا عاتباً لي بغيرِ عتبِ *** وهاجراً لي بِغَيْرِ ذَنْبِ
ـ فيقول الشاعر عفيف الدين التلمساني:
هُوَ الشَّهْدُ مَمْزُوجاً بِسُمِّ وَعَلْقَمٍ *** أُؤَمَّلُ عَتْبَاهُ وَأَحْذَرُ عَتْبَهُ
ـ فيضيف الشاعر حيدر بن سليمان الحلي:
لا خير في ود إمرئِ تستديمه *** بعتبٍ، وأوشك أن يزول مع العتب
ـ ويقول الشاعر الشريف المرتضى:
كم ذا نداءٍ لماضٍ غيرِ مُلتفتٍ *** وكم عتابٍ لجانٍ ليس يعتذرُ
ـ فيضيف الشاعر الشريف الرضي:
نعاتبها والذنب منها سجية *** ومن عاتب الخرقاء مل عتابها
ـ ويقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
وغدتْ عقولُكمُ تعاتبُ أنفُساً، *** ليستْ تَريعُ لنُصْحها وعِتابها
ـ فيعلن الشاعر البحتري موقفه إزاء أمثال هؤلاء؛ فيقول:
أُعَاتِبُ المَرْءَ فِيما جاءَ وَاحِدَةً، *** ثُمّ السّلامُ عليْهِ لا أُعاتِبُهُ
ـ فيضيف الشاعر أسامة بن منقذ:
عاتبتُه فى صَدّه قبلَ النّوى *** فكأنَّ عْتبي زادَه إصرارَا
ـ فيقول الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:
صَحائفُ عِندي للعِتابِ طَوَيتُها *** ستنشر يوما والعتاب يطولُ
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ؛ ناصحا:
لا تعتبن من مل إن عتابه *** كثقاف معوج الظلال المائل
ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي:
كنتُم تريدون علّة ً *** فهيَّجَكُمْ أدْنَى عتاب إلى الصَّدِّ
ـ ويكمل الشاعر ابن حيوس:
ذو عتابٍ لغيرِ معنى ً وسخطٍ *** لاَ لِجُرْمٍ وَهِجْرَة ٍ عَنْ مَلالِ
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة ً، *** فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
رَدَدْتُ العِتابَ عَلَيكَ، حتى *** سَئِمتُ، وَآخِرُ الوِدّ العِتابُ
سأرْحَلُ عاتِباً، وَيَكُونُ عَتبي *** عَلى غَيرِ التّهَدّدِ، والوَعيدِ
ـ ويقول الشاعر ابن المعتز:
فطولُ عتابٍ في التلاقي يريبني ، *** و ينبي بعجزٍ أو تغيرِ قلبينِ
ـ فيضيف الشاعر صفي الدين الحلي:
فلا تَعتُبْ على ذَنْبٍ حَبيباً، *** فكَم هَجراً تَوَلّدَ من عِتابِ
ـ فيقول الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:
فلا مرحباً بالشامتين بهجرنا، *** وَلاَ زَمَنٍ أَضْحَى بِنا قَدْ تَقَلَّبا
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
فلا هذا يمل عتاب هذا *** ولا هذا يكل عن الجواب
ـ ويقول؛ معاتبا:
عتبت فديتك يا مذنب *** فجئتك أبكي وأستعتب
أكرهت العتاب من مستزيد *** أم كرهت العتاب من مستحث
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
لم أخفْ منك غلطة ًحين عاتب *** تُك تدعو العتابَ باسم الهجاء
ـ ويقول الشاعر ابن المعتز:
قَطَعتَ عُرَى ودّي، وخُنتَ أمانتي، *** و أبديتَ لي عتباً، ولم تقبلِ العتبى
ـ ويضيف الشاعر الخُبز أَرزي:
وكلُّ عتاب كانَ صعباً تضيَّقت *** مسالكُه تلجا إلى الكَذِب السَّهلِ
ومَن يتَّخذ سوء التخلُّف عادةً *** فليس لديه في عتابٍ مُعَوَّلُ
ـ ويضيف الشاعر الشريف المرتضى:
يَجْني عليَّ ولا أُعاتبُه *** مَن ليس ينفعُ عندَه العَتْبُ  
ـ ويكمل الشاعر جميل بثينة:
أُعاتِبُ مَن يحلو لديّ عتابُهُ، *** وأتركُ من لا أشتهي، وأُجانبُهْ
ـ فيقول الشاعر الخُبز أَرزي:
تَعاتُبُنا يزري علينا وإنما *** تعاتُبُ أهل العقل من أكمل العقلِ
ـ فيقول الشاعر سمنون المحب:
يعاتبني فينبسط انقباضي *** وتسكن روعتي عند العتاب
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
هم الأُلى يَنصُرُون الحقَّ نُصْرَتَهُ *** ولا يبالون فيه عَتْبَ من عتبا
مَعاتبُ المخلصين ناطقة ٌ *** ولا أحبُّ المعاتب الخرُسا
وكم عاتبٍ أهدى إليك عتابَه *** فكافأته بالجاه والنائل الجزلِ
ـ فيقول الشاعر ابن عبد ربه:
عَاتِبٌ ظَلْتُ لَهُ عَاتِبا *** ربَّ مطلوبٍ غدا طالبا
ـ فيضيف الشاعر الخُبز أَرزي؛ ناصحا:
فلا تتسرع بالعتاب فمنكرٌ *** تسرُّع خِلٍّ بالعتاب إلى خلّ
ـ ويكمل الشاعر الشريف المرتضى:
ولا تعاتب يوماً عليه فإنما *** صديقُك مَنْ صاحبتَهُ لا تُعاتِبُهْ
ـ ثم هاهو الشاعر بشار بن برد يهم بالرحيل إلى مثواه الأخير في (بغداد)، مارا بمسقط رأسه (البصرة)؛ وهو ينشد بيت حكمته:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صَديقَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ
ـ فيودعه الشاعر ابن نباتة المصري؛ قائلا:
قد كان لي عتبٌ على الدهر والورى *** فلما تلاقينا عتبتُ على العتب
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
... إلى اللقاء ولن أقول وداعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/07/27/528783.html