مفهوم الذكاء عند فحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرنا اليوم هو أبو الفضل
صفي الدين عبد العزيز بن سرايا بن علي الطائي، الذي ولد في مدينة (الحلة)
العراقية؛ فاستمد كنيته منها؛ إنه الشاعر صفي الدين الحلي، الذي يحضر من مثواه
الأخير في بغداد حضورا (افتراضيا)؛ فنخاله يقصدنا بقوله:
ذكاءُ قريحةٍ وذكاءُ نشرٍ، *** وأنوارٌ تفوقُ على ذكاءِ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
لا يباري ذاك الذكاء ذكاء *** لا ولا ذلك الشعور شعور
ـ فيقول الشاعر البحتري:
فَكَأَنَّما قَطَرَ السَّحَابُ عَلى الثَّرَى *** عِطْراً فأَذَكَاهُ
ذَكَاءَ بَيَانِ
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران:
يوقد فيه الذكاء شعلته *** ويجتني من كنوزه الغر
لا شيء يعزب عن مداركه ولا *** يخفى على ذاك الذكاء الساطع
ـ فيقول الشاعر ابن حيوس:
أَبَداً تَضِيقُ إذَا اُلسَّماءُ تَغَيَّمَتْ *** وَتعودُ إنْ ظهرتْ ذكاءُ
توسعُ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
وَكَأنّ الذّكَاءَ يَبعَثُ مِنْهُ، *** في سَوَادِ الأُمُورِ، شُعْلَةَ
نَارِ
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
ذكاء نوره أبدا مضيء *** فما يغشى أشعته ظلام
ـ فيضيف الشاعر ابن القيسراني:
كان برد الدجى نسيما وتهويما *** فأذكته نفحة من ذكاء
ـ فيكمل الشاعر ابن نباتة المصري:
وصغت ثلجاً فاكتسي برده *** ذكاء الفاظك حتى نفح
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
أو بالغٍ سرَّ الذكاءِ الذي *** يكادُ في لحظِكِ أن يتّقِدْ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
خير ما يأتي الذكاء به *** هو ما يأتي من القلب
ـ فيكمل الشاعر المتنبي:
تَخالُهُ من ذكاءِ القَلْبِ مُحْتَمِياً *** ومن تَكَرّمِهِ والبِشْرِ
نَشْوانَا
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
إذا ما بدت من خباء العفاف *** كما تتجلى صباحا ذكاء
ذكاء في حياء في وقار *** له أحلى التشبه بالدلال
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
ذي وقارٍ في ذكاءٍ وحَجى *** في بهاءٍ وحياء في لَسَن
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
تدرون ما في ذخائر الشرق *** من نبوغ ومن ذكاء
ولهم ما شهد الخلق به *** من ذكاء وثبات ومضاء
هم البشائر تجلو *** للراقبين ذكاء
وشبابهم هم هؤلاء وكلهم *** سامي السجية ذو ذكاء ثاقب
ـ فيكمل الشاعر السري الرفاء:
كأنَّ سَجاياه من نَشْرِها *** وإشراقِها عَبَقٌ في ذَكاءِ
ـ فيستدرك الشاعر جبران خليل جبران؛ قائلا:
لم نحدث فيما نحدث عن مبتكر ما ابتكرته في العطاء
وحلى العقل فيك شتى وأحلا ها لدى الأزمة ابتدار الذكاء
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
فتى ً كلُّ علمٍ فهو في سَكناتِهِ *** وكلُّ ذكاء فهو في حركاتِهِ
صِيغَ الحجا من سُكُونِه صِيغا *** راقتْ وصيغَ الذكاءُ من حَرَكهْ
فاخترعتم من الذكاءِ شُموساً *** وابتدعتمُ من السماح ظلالا
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
تنظر النظرة البعيد مداها *** فترى ما بكن قلب الخفاء
تتقي الخطب في مظنته وهو جنين في مهجة الظلماء
ذلك الفود الذي نمت له *** خلتا الفوز ذكاء وثبات
وفي ذكاء له شعاع *** يبدو على وجهك الصبيح
ـ فيكمل الشاعر كشاجم:
والعَضْبُ يَلمعُ في الظَّلامِ كأنَّهُ *** من نورِ وجهِكَ أَو ذُكائِكَ
مقتَبَسْ
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
قضى في جهاد الدهر أطول حقبة *** فما خانه فيها الذكاء ولا الجهد
ماضي العزيمة ذو ذكاء باهر *** متوافق النيات والأقوال
في أساريره لمن يجتليها *** يتراءى الذكاء والإقدام
ـ فيضيف الشاعر صفي الدين الحلي:
فإنّ لهُ غاية ً في الذكاء *** ولُطفَ البَديهَة والمِقوَلِ
ـ فيقول الشاعر ابن زمرك:
ذكاء إياس في سماحة حاتم *** وإقدام عمرو في بلاغة سحبان
ـ فيكمل الشاعر عبد الغفار الأخرس:
هذا الذكاء ولا مزيد على الذي *** أَبْصَرْتُ منك لمن أراد مزيدا
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
كم في الجموع يرى ذكاء شائع *** لكن ترى الاخلاق في أفراد
ـ فيضيف الشاعر حيدر بن سليمان الحلي:
بل ذكاء الهدى واقسمُ حقاً *** بنهارٍ للفضل منك تجلّى
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
قوم وادعون أولو ذكاء *** شمائلهم محببة جياد
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
أعطاك من كرم الشمائل ما به *** جُعِلَتْ ذكاء على النهار دليلا
ـ ويكمل الشاعر عبد الله الخفاجي:
لَو أَنَّ للأَّيَامِ نَارَ ذَكَائِهِ *** مَا كانَ فيها بكرة وأصيلُ
ـ فيرد الشاعر جبران خليل جبران؛ قائلا:
هلا قصصت حديث شهم لم يصب *** غير الشقاء من الذكاء نصيبا
أسفا على تلك الرجاحة في الحجى *** أسفا على ذاك الذكاء النادر
ـ فيقول الشاعر محمد إقبال:
لا ترم في الأرض رزقا بالبكاء *** لا ترج الماء من عين ذكاء
ـ فيضيف الشاعر دعبل الخزاعي:
مَا المَالُ جَاءَكَ مِنْ مَغْنمٍ *** ولا من ذكاءٍ ولا كسبهْ
ـ فيقول الشاعر محمد إقبال:
أيها العاقل مال الأمة *** ليس من عقيانها والفضة
إنه أولادها ملء الأمل *** في ذكاء ونشاط وعمل
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
شاعرٍ أَوْقَد الطبعُ الذكاءَ به *** فكاد يَحْرِقُه من فرط إذكاءِ
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
سلام على ذاك الذكاء الذي خبا *** وذاك المحيا السمح غيب في الرمل
ـ فيقول الشاعر السري الرفاء:
يَموتُ ذَكاءُ الطِّفْلِ ما دامَ عندَهُمْ *** و كيفَ صَلاحُ الفَرْعِ
والأصلُ فاسِدُ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
أفضى الذكاء إلى صفيح هامد *** وأوى المضاء إلى ضريح خالي
ـ ويقول الشاعر السري الرفاء:
و رميتُما المِسكَ الذَكيَّ بِغَيْبَة ٍ*** و ذَكاؤه يُربي على المُغتابِ
ـ ويقول الشاعر بهاء الدين زهير:
أخو يقظة ٍلوْ أنّ بعضَ ذكائهِ *** ألَمّ بأطْرَافِ الذُّبالِ لأشعَلا
ـ فيكمل الشاعر السري الرفاء:
طافَ الذكاءُ به يوماً يكلِّفُهُ *** فكادَ يُضرِمُ في أثوابِه اللَّهَبَا
ـ ويقول الشاعر الشريف الرضي:
كم صارخ ناداك لما تلببت *** بهِ السُّمْرُ في يَوْمٍ بغَيرِ ذُكَاءِ
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
فإذا زاره الرّجالُ فلا زا *** لَ عليهم منه الذُّكاءُ يفوحُ
ـ ويضيف الشاعر الخُبز أَرزي:
له حركات تنثر الشكل بينها *** إشارات لطفٍ واتِّقاد ذكاءِ
ـ ويكمل الشاعر الخُبز أَرزي:
وقريحةً نوريَّةً لو جُسِّمت *** كانت لأقراط الذكاء شهابا
ـ ويضيف الشاعر ابن الزقاق البلنسي:
وقد جمع الحسن فيه مع النب *** ل نو راً وطيب ذكاءِ
ـ ويقول الشاعر ابن دارج القسطلي:
فهن الماء في صفو ولين *** وسوغ وهي نار في الذكاء
وفاء لنفس أمدت سناها *** بنور النهى وبنار الذكاء
ـ فيقول الشاعر ابن سهل الأندلسي:
عند الخطوبِ النكرِ يبدو فضلكم *** والنارُ تُخبرُ عن ذكاء العَنبرِ
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
عجباً لنار ذكائهِ مشبوبة ً *** وبظلهِ تتفيأ الأفياء
ـ فيضيف الشاعر ابن معتوق:
فطنٌ تكادُ العميُ تبصرُ في الدّجى *** لو أنّها اكتحلتْ بنورِ ذكائهِ
ـ هنا يبادر الشاعر إبراهيم ناجي؛ بالقول:
هذا قليل قد شرحت دفينه *** وعلى ذكائك أنت فهم الباقي
ـ ويكمل الشاعر مهيار الديلمي:
هذا الذي حدّثك الشعرُ به *** عن آية الذكاء واستدلالها
ـ فيقول الشاعر ابن شهاب:
نعم الهداة من النصوص استنبطوا *** أحكامها كل بحسب ذكائه
ـ ويختتم الشاعر ابن دريد ندوتنا الافتراضية؛ قائلا:
فَاهْدَأ هُدِيتَ إِلَى الذَّكَا *** إنْ كنتَ منْ أهلِ الذَّكاءِ
وارغبْ لربِّكَ في الجدا *** مَا أَنْتَ عَنْهُ ذُو جَدَاءِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/08/10/529704.html