مفهوم التهويل عند فحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف
ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو محمد بن أحمد بن محمد القرشي الأموي ـ أبو مظفر ـ شاعر
ومؤرخ وعالم بالأدب، ولد في إقليم خراسان قرب مدينة أبيورد؛ فاستمد لقبه منها (الشاعر
الأبيوردي)، وهو يتجه الآن (افتراضيا) نحو المنصة؛ منشدا:
بُشْراكَ قَدْ
ظَفِرَ الرّاعي بِما ارْتادا *** وبَثَّ في جَنَباتِ الرَّوضِ أذْوادا
يُلقي
الزِّمامَ إِلى كَفٍّ مُعَوَّدةٍ *** في نَدْوَةِ الحيِّ تَقبيلاً وإرْفادا
مُحَسَّدُ
المَجْدِ لمْ تُطْلَعْ ثَنيَّتُهُ *** إنَّ المكارِمَ لا يَعْدَمْنَ حُسّادا
ـ فيحييه الشاعر
أبو العلاء المعري، ويبادر بالمشاركة في موضوع ندوتنا اليوم (مفهوم التهويل عند
فحول الشعراء العرب)؛ فيقول:
دُنياكَ مِثلُ
سَرابٍ إِن ظَنَنتَ بِها *** ماءً فَخَدعٌ وَإِن عَضَبا فَتَهويلُ
في قَبضَةِ
اللَهِ أَعمارٌ مُقَسَّمَةٌ *** لَها إِذا شاءَ تَقصيرٌ وَتَطويلُ
ـ فيضيف الشاعر البوصيري:
هُوَ الشفيعُ
إِذَا كانَ المعادُ غَداً *** واشتَدَّ لِلحَشرِ تَخوِيفٌ وتَهوِيلُ
فَما عَلَى
غَيرِهِ لِلنَّاسِ مُعْتَمَدٌ *** وَلا عَلَى غيرِهِ للناسِ تَعوِيلُ
ـ فيقول الشاعر
أحمد زكي أبو شادي:
يطوفون سكرَى حول نعشكَ في الأَسى *** وبالأمس
كنتَ الشعرَ يُسكرُ من سكر
وما كان بالتهويلِ والرَّوعِ فَنُّهُ ***
ولكنَّه نبعٌ تَسلسلَ وازدهر
ـ فيضيف الشاعر
جبران خليل جبران:
والأناسي
حيارى ذهل *** غامروا هولا وساء الهول غمرا
سابقات في
تباريها وحسرى *** لاهيات مغربات ضحكا
ـ فيقول الشاعر
ابن المقرب العيوني:
فَكَم لِذا
اليَومِ مِن دَوِّيَّةِ قَذفٍ *** قَطَعتُ وَالقَلبُ في أَهوالِها يَجِبُ
تَبدو بِها
الجِنُّ لي حيناً وَآوِنَةً *** تَبثُّ أَضواءَها حَولي وَتَنتَحِبُ
فَحينَ
أَكثَرتِ التَهويلَ قُلتُ لَها *** هَذا التَّهَوُّلُ جِدٌّ مِنكِ أَو لَعِبُ
ـ فيضيف الشاعر
أبو الهدى الصيادي:
قد اكثر
التهويل اخلاط على *** صفحاتهم سطر المذلة قد رقم
تركوا على
تهويلهم لهوانهم *** وكذا الذباب لضعف صورته سلم
ـ فيقول الشاعر
ابن حيوس:
أَتَخونُكُم
عِندَ اللِقاءِ صَوارِمٌ *** وَتَخونُكُم بَعدَ الفِرارِ عُقولُ
مَن لَم
يَرُعهُ الهَولُ وَهوَ بِعَينِهِ *** لَم يَثنِهِ عَن عَزمِهِ التَهويلُ
ـ فيكمل الشاعر
الشريف المرتضى:
وكيفَ أعجزَهُ
هولٌ ألمَّ به؟ *** وهو المدفّعُ أهوالاً بأهوالِ
وناب عنك
جميلٌ كنتَ تَعمله *** حيث النّجاءُ لمن ينجو بأعمالِ
ـ ويضيف الشاعر
جبران خليل جبران:
يقتحم الهول
لا يبالي *** والهول قد شيب الرضيعا
ـ فيقول الشاعر
ابن الرومي:
أيَّ هَوْل
رأوا بهمْ أيّ هَوْلٍ *** حُقَّ منه تشيبُ رأسُ الغلام
لا تطيلوا
المقام عن جنَّة الخلـ *** ـدِ فأنتمْ في غير دار مُقام
ـ فيضيف الشاعر
أبوالعلاء المعري:
وإذا هَوّلَتْ
عليّ المَنايا، *** راقَني، من وعيدِها، التّهويل
لَيسَ فِعلُ
الدُنيا بِفِعلِ عَروسٍ *** بَل هِيَ الغولُ شَأنُها التَغويلُ
ـ فيكمل الشاعر
عدي بن الرقاع:
تنوش من صوة
الأنهار يطعمه *** من التهاويل والزباد ما أكلا
تَضُمُّهُ
لجَنَاحَيْهَا وجُؤجُؤُهَا; *** ضمَّ الفَتَاة ِ الصَّبيَّ المُغْيِلَ الصَغِلا
ـ فيقول الشاعر
أحمد شوقي:
عشقتْ تهاويلَ
الجمالِ، ولم تجدْ *** في العبقرية ما يحبُّ ويعشقُ
ـ فيضيف الشاعر
المتنبي:
وَلَكِنّهُ
يَأتي بكُلّ غَريبَةٍ *** تَرُوقُ عَلى استِغْرابِها وَتَهُولُ
فلا
تَطْمَعَنْ من حاسِدٍ في مَوَدّةٍ *** وَإنْ كُنْتَ تُبْديهَا لَهُ وَتُنيلُ
ـ فيقول الشاعر
أبوالعلاء المعري:
الشرُّ طَبعٌ،
ودُنيا المَرءِ قائِدةٌ *** إلى دَناياهُ، والأهواءُ أهوالُ
والمالُ يحويه
جدوى من يجودُ بهِ، *** إنّ المَكارمَ، للمُجدينَ، أموال
والقولُ إن يَبقَ يُحسَبْ للفتى أثراً، *** فلا تشِينَنْكَ، بعدَ الموتِ، أقوال
ـ فيقول الشاعر
أحمد محرم:
مضى على الحق
لم تعصف بهمته *** ريح الضلال ولم يحفل بتهويل
ما أَبعَدَ
النُجحَ عَمَّن لا مَضاءَ لَهُ *** وَأَضيَعَ الأَمرَ بَينَ القالِ وَالقيلِ
ـ فيضيف الشاعر
أبوالعلاء المعري:
رَغّبوا
النّاسَ في المُحا *** لِ، وراعوا وهوّلوا
ورأى اللَّهُ
أنّهُ *** كَذبٌ ما تَقَوّلوا
ضربوا، في
البلادِ، عصـ *** ـراً، فطافوا وجوّلوا
خُوّلوا
نِعمَةً، فلمْ *** يشكروا ما تَخوّلوا
ـ فيكمل الشاعر
عبدالله البردوني:
و العيان
الكبير ميعاد رؤيا *** أنكرت صدقه العيون الحوالم
و إذا فاجأ
اليقين على الشك *** حسبت اليقين تهويل واهم
ـ فيضيف الشاعر
جبران خليل جبران:
فما يرتاض إلا
مستثيرا *** كوامنها على قدم وساق
على متن ابن
أعوج في فلاة *** وفي أخرى على متن البراق
يلاقي ما يهول
الناس منها *** وقد يلهو بأخطر ما يلاقي
ـ فيقول الشاعر
أبو العتاهية:
أمَا يهولُكَ
يومٌ لا دِفَاعُ لَهُ *** إذْ أنتَ فِي غمراتِ الموْتِ تنغَمِسُ
إنّ المَنِيّة
َ حَوْضٌ أنْتَ تَكرَهُهُ *** وأَنْتَ عمَّأ قليلٍ فيهِ منغَمِسُ
ما لي رَأيتُ
بَني الدّنيا قدِ اقتَتَلُوا *** كأنّما هذِهِ الدّنْيا لَهُمْ عُرُسُ
ـ ويختتم الشاعر
أحمد محرم ندوتنا (الافتراضية)؛ منشدا:
أظل جموعهم
حدثٌ مهولٌ *** ليكشف عنهم الحدث المهولا
وَما شَقَّ
الدَواءُ عَلى مَريضٍ *** إِذا ما اِستَأصَلَ الداءَ الوَبيلا
قُلِ
اللَهُمَّ غَفّارَ الخَطايا *** إِلَيكَ نَتوبُ فَاِرزُقنا القُبولا
عَرَفنا
الحَقَّ بَعدَ الجَهلِ إِنّا *** وَجَدنا الجَهلَ لِلأَقوامِ غولا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/09/09/532009.html