ثنائية الصبر والجزع من منظور شعري
1ـ مفهوم الصبر عند فحول
الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية)
اليوم؛ شاعر نجدي المولد عراقي النشأة، هو الشاعر أبو الفضل العباس بن الأحنف
الحنفي اليمامي النجدي، المعروف بـ(أبو الفضل بن الأحنف)، وها هو يتجه (افتراضيا)
ـ الآن ـ نحو المنصة؛ قائلا:
إذا ما دعوتُ الصبرَ بعدَكِ والبُكا *** أجابَ البُكا طوعاً ولم يجبِ
الصّبرُ
فَإِن تَقطَعي مِنكِ الرَجاءَ فَإِنَّهُ *** سَيَبقى عَلَيكِ الحُزنُ ما
بَقِيَ الدَهرُ
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
صبرتُ عنكَ بصبرٍ غيرِ مغلوبِ *** ودَمْعِ عَيْنٍ على الخَدّيْنِ مَسْكُوبِ
صَيَّرتَني مُستَقَرّاً لِلهَوى وَطَناً *** لِلحُزنِ يا مُستَقَرَّ
الحُسنِ وَالطيبِ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم اليازجي:
صبر وأن لم تملك الصبر فاجزع *** فما أغفل الأقدار عن صوب مدمع
ـ فيضيف الشاعر المتنبي:
بَادٍ هَوَاكَ صَبَرْتَ أمْ لم تَصْبِرَا *** وَبُكاكَ إن لم يَجْرِ دمعُكَ
أو جَرَى
ـ فيكمل الشاعر البرعي:
ما صبرُ صبٍ لهُ في كلِّ جارحة ٍ *** جرحٌ أعادَ عليهِ صبرهُ صبرا
ـ فيقول الشاعر ديك الجن:
سَأَصْبِرُ عنكِ وأَعْصى الهوى *** إذا صَبَرَ الحُوتُ عنْ مائِهِ
ـ فيقول الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:
لو أنني كُنتُ مِن صخرة ٍ *** إذاً ما صبرتُ كما تَصْبِرُ
ـ فيقول الشاعر البحتري:
أغرك أني قد تصبرت جاهداً *** وفي النفس مني منك ما سيميتها
ـ فيضيف الشاعر أسامة بن منقذ:
فلأصبرن عليك لا من سلوة *** صبر الكليم على أداة السابر
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
إن كنت تخبر صبري *** لم يبق لي الشوق صبرا
ـ فيكمل الشاعر ابن رشيق القيرواني الأزدي:
وبتُّ أُداري الشَّوقَ والشَّوقُ مُقْبِلٌ *** عليَّ وأدعو الصَّبْرَوالصَّبرُ
مُعْرِضُ
ـ فيضيف الشاعر علي بن محمد التهامي:
شوقٌ نأى جلَدي به وتجلّدي *** وهوى هوى صبري لهُ وتصبّري
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
قالوا: اصطبرْ قلتُ: قد جُرِّعتُ قبلكُمُ *** من التصبرِ كاساتٍ من الصبرِ
ـ فيضيف الشاعر ابن عنين:
قالوا اصطبرْ والريقُ في فيهِ سكرٌ *** فقلتُ بصبرٍ لا أقابلُ سكَّرا
ـ فيقول الشاعر
البحتري:
أأصبر؛ لا
والله ما لي تجلد *** فأسلو، ولا عن حسن
وجهك من صبر
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم اليازجي:
نزل الفراق بنا
فما لك موضع *** يا صبر عندي فارتحل بسلام
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
الناسُ من لم يَصْطبِر لِمصَابِهِ *** صبر الرضا صبر اصطبار الراغم
ـ فيكمل الشاعر أبوالعلاء المعري:
والنّفسُ ليسَ لها، على ما نالَها *** صبرٌ، ولكنْ بالكراهةِ تصبر
ـ فيقول الشاعر عبد الله الخفاجي:
لقدْ صبرتُ وكلُّ صبرٍ نعمة ٌ *** إِلاَّ إِذَا سَرَّ العِدَى أَنْ
أَصْبُرَا
ـ فيضيف الشاعر ابن زيدون:
ورَابَكَ أنّني جَلْدٌ صَبُورٌ؛ *** وكمْ صبرٍ يكونُ عنِ اصطبارِ
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
صبرنا وهذا منتهى الصبر كله *** فأين أمانينا وأين المآرب
ـ فيكمل الشاعر عبد الغفار الأخرس:
صبرتُ على الحوادث صبرَ حرٍ *** يَرى بالصَّبرِ إبلاغ المرامي
ـ فيقول الشاعر النابغة الشيباني:
قَدْ يَصْبِرُ المِهْلاعُ لا بدَّ مَرّة ً *** ويَجْزَعُ صُلْبُ العودِ وهو
صَبورُ
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
هو العيشُ فيه الصبرُ كاليأس تارةً *** إذا انهارت الآمالُ واليأسُ كالصبرِ
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
أُستُر هُمومَك بالتَّجمُّلِ، واصطَبِر *** إن الكريم على الحوادث يصبر
ـ فيكمل الشاعر عرقلة الكلبي:
لقد عِيلَ صبري بعدهم وتكاثرت *** همومي، ولكنَّ المحبَّ صبورُ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
صبرت صبر كريم غير مبتئس *** ولا ملول ولا شاك على وصب
ـ فيقول الشاعر الشاب الظريف:
أيُّها الصَّابِرُ عَنِّي *** ليتني أُعطيتُ صَبْرَكْ
ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:
صبرتُ لكنْ ما صبرتْ جلادة ً *** عنها ولم أظفر بأجرِ الصَّابرِ
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
اصبرْ على ريبِ الزمانِ فإنهُ *** بالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ما تَتَطَلّبُ
ـ فيرد الشاعر ابن عنين:
فلأصبرنّ على الزمان وجوره *** صبر امريءٍ متجمّلٍ لم يخضعِ
ـ فيضيف الشاعر كثير عزة:
فيا قلبِ كنْ عنها صبوراً فإنَّها *** يُشيِّعُها بالصَّبرِ قلبٌ مُشَّيعُ
ـ فيقول الشاعر جرير:
يا قلبِ هلْ لكَ في العزاءِ فانهُ *** قد عيلَ صبركَ والكريمُ صبورُ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
كدت أحب السهد مما ألفته *** وكاد لطول الصبر يحلو لي الصبر
ـ فيكمل الشاعر البوصيري:
الصبر من يدِ من أحببتهُ عسلٌ *** وَالشَّهْدُ مِنْ يَدِ مَنْ أبغَضْتَهُ
صَبرُ
ـ فيقول الشاعر الفرزدق:
لَئِنْ صَبَرَتْ نَفْسِي لَقَدْ أُمِرَتْ به، *** وَخَيْرُ عِبَادِ الله
مَنْ كَانَ أصْبَرَا
ـ فيضيف علي بن أبي طالب:
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها *** عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ
ذِي الحَسَبِ
ـ فيقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
قد بلغنا بالصبر كل مراد *** وبلوغ المراد عقبى الصبر
ـ فيكمل الشاعر أحمد شوقي
فإن أَبطأنَ فاصبرْ غيرَ سالِ *** كصبرِ الأنبياءِ لها قديما
ـ فيضيف علي بن أبي طالب:
أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ *** وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ
الجَميلِ
ـ فيكمل الشاعر أبو فراس الحمداني:
انفقْ منَ الصبرِ الجميلِ، فإنهُ *** لمْ يَخشَ فَقراً مُنْفِقٌ مِنْ
صَبرِهِ
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
من الاولى صبروا الصبر الجميل وقد *** ذاقوا الكريهين تقتيلا وتكليما
ـ فيضيف الشاعر أبو العتاهية:
اصْبِرْ عَلَى الحقِّ تستعذِبْ مغبَّتَهُ *** وَالصّبرُ للحَقّ أحياناً
لَهُ مَضَضُ
ـ فيكمل الشاعر عرقلة الكلبي:
أرى الصبر عن نجدٍ أمرَّ من الصبرِ *** ومذ بَعُدت ليلى فَلَيْلي بلا فجرِ
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
قد عِيلَ صبرُك، والظلماءُ داجيةٌ، *** فاصبِرْ قليلاً، لعلّ الصبحَ ينبلجُ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
إلى الله فارجع صابرا متشهدا *** فنعم ولي الصابر المتشهد
ـ فيكمل الشاعر أبوالعلاء المعري:
والصّبرُ، حزمٌ، على الرزايا، *** وقبلَنا فُضّلَ الصّبور
ـ فيقول الشاعر قطري بن الفجاءة:
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً *** فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
ـ فيكمل الشاعر المتنبي:
فإنْ صَبَرْنَا فَإنّنَا صُبُرٌ *** وَإنْ بَكَيْنَا فَغَيْرُ مَرْدودِ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
لكن صبرت لحكم ربك مسلما *** وعرفت أن الفائز الصبار
ـ فيكمل الشاعر أبوالعلاء المعري:
فصبرُكَ فضلٌ فيك، إن كنت قادراً، *** وإلاّ فعجزٌ، من خلائِقكَ، الصبر
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
صبْراً ومَعْرِفَةً باللهِ صادِقةً، *** والصَّبْرُ أَجْمَلُ ثَوْبٍ حِين
يُبْتًذَلُ
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
لم أزلْ أصبرُ علما أنه *** أبدا يعقبُ خيرا من صبرْ
ـ فيكمل الشاعر أبو تمام:
اصبري أيتها النفسُ *** فان الصبرَ أحجى
ـ فيضيف الشاعر أبو فراس الحمداني:
وَأصْبِرُ، مَا لْم يُحْسَبِ الصَّبْرُ ذِلّة، *** وَألْبَسُ، للمَذْمُومِ،
حُلّة حَامِدِ
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
لأصبِرنَّ لدهري صبرَ مُحتَسِبٍ *** حتَّى يَرى غيرَ ما قَد كان يَحسَبهُ
ـ فيضيف الشاعر أبو فراس الحمداني:
صبرتَ عليهِ حتى جاءَ، طوعاً، *** إلَيْكَ، وَتِلْكَ عَاقِبَة ُ الصّبُورِ
ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:
يَرى الصَّبْرَ مَحْمودَ العَواقِبِ مَعْشَرٌ *** وَما كُلُّ صَبْرٍ
يَحْمَدُ المَرْءِ عُقْباهُ
ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:
يُعذِّبني وأصبرُ كلَّ يومٍ *** فينقِمُ أن صبرتُ على عَذابهْ
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
فإذا صبرتُ فقدْتُ مثليَ صابِراً *** وإذا بكيتُ وجدْتُ مَنْ يبْكي مَعي
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
فصبراً قد أرشَّ الغيثُ صبراً *** وجودُ الغيث يقدمُهُ الرّشاش
ـ فيكمل الشاعر الشريف الرضي:
صبراً فما الفايز الا من صبر *** إنّ اللّيَالي وَاعِداتٌ بالظَّفَرْ
ـ فيضيف الشاعر ابن المعتز:
إصبِرْ على حَسَدِ الحَسودِ، *** فإنّ صبركَ قاتله
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
سأصْبِرُ حَتّى يَعلَمَ الصّبرُ أنّني *** ملكت به دفع الخطوب الهواجم
ـ فيضيف الشاعر بهاء الدين زهير:
صبرتَ إلى أنْ أنزلَ اللهُ نصرهُ *** لذلكَ قد أحمَدْتَ عاقبَة َ الصّبرِ
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
صَبْراً عَلى الضّرّاءِ وَاحْتِسَابَا *** أصبرنا أعظمنا ثوابا
ـ فيختتم الشاعر ابن الرومي ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:
سأصبر موقناً بوفور حظي *** وأجرُ الصابرين بلا حسابِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/13/534750.html