الأحد، 11 مايو 2014

1ـ مفهوم الصبر عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم: مجدي شلبي

 ثنائية الصبر والجزع من منظور شعري

1ـ مفهوم الصبر عند فحول الشعراء العرب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ شاعر نجدي المولد عراقي النشأة، هو الشاعر أبو الفضل العباس بن الأحنف الحنفي اليمامي النجدي، المعروف بـ(أبو الفضل بن الأحنف)، وها هو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة؛ قائلا:

إذا ما دعوتُ الصبرَ بعدَكِ والبُكا *** أجابَ البُكا طوعاً ولم يجبِ الصّبرُ

فَإِن تَقطَعي مِنكِ الرَجاءَ فَإِنَّهُ *** سَيَبقى عَلَيكِ الحُزنُ ما بَقِيَ الدَهرُ

ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:

صبرتُ عنكَ بصبرٍ غيرِ مغلوبِ *** ودَمْعِ عَيْنٍ على الخَدّيْنِ مَسْكُوبِ

صَيَّرتَني مُستَقَرّاً لِلهَوى وَطَناً *** لِلحُزنِ يا مُستَقَرَّ الحُسنِ وَالطيبِ

ـ فيقول الشاعر إبراهيم اليازجي:

صبر وأن لم تملك الصبر فاجزع *** فما أغفل الأقدار عن صوب مدمع

ـ فيضيف الشاعر المتنبي:

بَادٍ هَوَاكَ صَبَرْتَ أمْ لم تَصْبِرَا *** وَبُكاكَ إن لم يَجْرِ دمعُكَ أو جَرَى

ـ فيكمل الشاعر البرعي:

ما صبرُ صبٍ لهُ في كلِّ جارحة ٍ *** جرحٌ أعادَ عليهِ صبرهُ صبرا

ـ فيقول الشاعر ديك الجن:

سَأَصْبِرُ عنكِ وأَعْصى الهوى *** إذا صَبَرَ الحُوتُ عنْ مائِهِ

ـ فيقول الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:

لو أنني كُنتُ مِن صخرة ٍ *** إذاً ما صبرتُ كما تَصْبِرُ

ـ فيقول الشاعر البحتري:

أغرك أني قد تصبرت جاهداً *** وفي النفس مني منك ما سيميتها

ـ فيضيف الشاعر أسامة بن منقذ:

فلأصبرن عليك لا من سلوة *** صبر الكليم على أداة السابر

ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:

إن كنت تخبر صبري *** لم يبق لي الشوق صبرا

ـ فيكمل الشاعر ابن رشيق القيرواني الأزدي:

وبتُّ أُداري الشَّوقَ والشَّوقُ مُقْبِلٌ *** عليَّ وأدعو الصَّبْرَوالصَّبرُ مُعْرِضُ

ـ فيضيف الشاعر علي بن محمد التهامي:

شوقٌ نأى جلَدي به وتجلّدي *** وهوى هوى صبري لهُ وتصبّري

ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:

قالوا: اصطبرْ قلتُ: قد جُرِّعتُ قبلكُمُ *** من التصبرِ كاساتٍ من الصبرِ

ـ فيضيف الشاعر ابن عنين:

قالوا اصطبرْ والريقُ في فيهِ سكرٌ *** فقلتُ بصبرٍ لا أقابلُ سكَّرا

ـ فيقول الشاعر البحتري:

أأصبر؛ لا والله ما لي تجلد ***  فأسلو، ولا عن حسن وجهك من صبر

ـ فيضيف الشاعر إبراهيم اليازجي:

نزل الفراق بنا فما لك موضع *** يا صبر عندي فارتحل بسلام

ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:

الناسُ من لم يَصْطبِر لِمصَابِهِ *** صبر الرضا صبر اصطبار الراغم

ـ فيكمل الشاعر أبوالعلاء المعري:

والنّفسُ ليسَ لها، على ما نالَها *** صبرٌ، ولكنْ بالكراهةِ تصبر

ـ فيقول الشاعر عبد الله الخفاجي:

لقدْ صبرتُ وكلُّ صبرٍ نعمة ٌ *** إِلاَّ إِذَا سَرَّ العِدَى أَنْ أَصْبُرَا

ـ فيضيف الشاعر ابن زيدون:

ورَابَكَ أنّني جَلْدٌ صَبُورٌ؛ *** وكمْ صبرٍ يكونُ عنِ اصطبارِ

ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:

صبرنا وهذا منتهى الصبر كله *** فأين أمانينا وأين المآرب

ـ فيكمل الشاعر عبد الغفار الأخرس:

صبرتُ على الحوادث صبرَ حرٍ *** يَرى بالصَّبرِ إبلاغ المرامي

ـ فيقول الشاعر النابغة الشيباني:

قَدْ يَصْبِرُ المِهْلاعُ لا بدَّ مَرّة ً *** ويَجْزَعُ صُلْبُ العودِ وهو صَبورُ

ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:

هو العيشُ فيه الصبرُ كاليأس تارةً *** إذا انهارت الآمالُ واليأسُ كالصبرِ

ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:

أُستُر هُمومَك بالتَّجمُّلِ، واصطَبِر *** إن الكريم على الحوادث يصبر

ـ فيكمل الشاعر عرقلة الكلبي:

لقد عِيلَ صبري بعدهم وتكاثرت *** همومي، ولكنَّ المحبَّ صبورُ

ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:

صبرت صبر كريم غير مبتئس *** ولا ملول ولا شاك على وصب

ـ فيقول الشاعر الشاب الظريف:

أيُّها الصَّابِرُ عَنِّي *** ليتني أُعطيتُ صَبْرَكْ

ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:

صبرتُ لكنْ ما صبرتْ جلادة ً *** عنها ولم أظفر بأجرِ الصَّابرِ

ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:

اصبرْ على ريبِ الزمانِ فإنهُ *** بالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ما تَتَطَلّبُ

ـ فيرد الشاعر ابن عنين:

فلأصبرنّ على الزمان وجوره *** صبر امريءٍ متجمّلٍ لم يخضعِ

ـ فيضيف الشاعر كثير عزة:

فيا قلبِ كنْ عنها صبوراً فإنَّها *** يُشيِّعُها بالصَّبرِ قلبٌ مُشَّيعُ

ـ فيقول الشاعر جرير:

يا قلبِ هلْ لكَ في العزاءِ فانهُ *** قد عيلَ صبركَ والكريمُ صبورُ

ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:

كدت أحب السهد مما ألفته *** وكاد لطول الصبر يحلو لي الصبر

ـ فيكمل الشاعر البوصيري:

الصبر من يدِ من أحببتهُ عسلٌ *** وَالشَّهْدُ مِنْ يَدِ مَنْ أبغَضْتَهُ صَبرُ

ـ فيقول الشاعر الفرزدق:

لَئِنْ صَبَرَتْ نَفْسِي لَقَدْ أُمِرَتْ به، *** وَخَيْرُ عِبَادِ الله مَنْ كَانَ أصْبَرَا

ـ فيضيف علي بن أبي طالب:

صبراً على شدة الأيام إنَّ لها *** عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ

ـ فيقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:

قد بلغنا بالصبر كل مراد *** وبلوغ المراد عقبى الصبر

ـ فيكمل الشاعر أحمد شوقي

فإن أَبطأنَ فاصبرْ غيرَ سالِ *** كصبرِ الأنبياءِ لها قديما

ـ فيضيف علي بن أبي طالب:

أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ *** وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ

ـ فيكمل الشاعر أبو فراس الحمداني:

انفقْ منَ الصبرِ الجميلِ، فإنهُ *** لمْ يَخشَ فَقراً مُنْفِقٌ مِنْ صَبرِهِ

ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:

من الاولى صبروا الصبر الجميل وقد *** ذاقوا الكريهين تقتيلا وتكليما

ـ فيضيف الشاعر أبو العتاهية:

اصْبِرْ عَلَى الحقِّ تستعذِبْ مغبَّتَهُ *** وَالصّبرُ للحَقّ أحياناً لَهُ مَضَضُ

ـ فيكمل الشاعر عرقلة الكلبي:

أرى الصبر عن نجدٍ أمرَّ من الصبرِ *** ومذ بَعُدت ليلى فَلَيْلي بلا فجرِ

ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:

قد عِيلَ صبرُك، والظلماءُ داجيةٌ، *** فاصبِرْ قليلاً، لعلّ الصبحَ ينبلجُ

ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:

إلى الله فارجع صابرا متشهدا *** فنعم ولي الصابر المتشهد

ـ فيكمل الشاعر أبوالعلاء المعري:

والصّبرُ، حزمٌ، على الرزايا، *** وقبلَنا فُضّلَ الصّبور

ـ فيقول الشاعر قطري بن الفجاءة:

فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً *** فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ

ـ فيكمل الشاعر المتنبي:

فإنْ صَبَرْنَا فَإنّنَا صُبُرٌ *** وَإنْ بَكَيْنَا فَغَيْرُ مَرْدودِ

ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:

لكن صبرت لحكم ربك مسلما *** وعرفت أن الفائز الصبار

ـ فيكمل الشاعر أبوالعلاء المعري:

فصبرُكَ فضلٌ فيك، إن كنت قادراً، *** وإلاّ فعجزٌ، من خلائِقكَ، الصبر

ـ فيضيف الشاعر البحتري:

صبْراً ومَعْرِفَةً باللهِ صادِقةً، *** والصَّبْرُ أَجْمَلُ ثَوْبٍ حِين يُبْتًذَلُ

ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:

لم أزلْ أصبرُ علما أنه *** أبدا يعقبُ خيرا من صبرْ

ـ فيكمل الشاعر أبو تمام:

اصبري أيتها النفسُ *** فان الصبرَ أحجى

ـ فيضيف الشاعر أبو فراس الحمداني:

وَأصْبِرُ، مَا لْم يُحْسَبِ الصَّبْرُ ذِلّة، *** وَألْبَسُ، للمَذْمُومِ، حُلّة حَامِدِ

ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:

لأصبِرنَّ لدهري صبرَ مُحتَسِبٍ *** حتَّى يَرى غيرَ ما قَد كان يَحسَبهُ

ـ فيضيف الشاعر أبو فراس الحمداني:

صبرتَ عليهِ حتى جاءَ، طوعاً، *** إلَيْكَ، وَتِلْكَ عَاقِبَة ُ الصّبُورِ

ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:

يَرى الصَّبْرَ مَحْمودَ العَواقِبِ مَعْشَرٌ *** وَما كُلُّ صَبْرٍ يَحْمَدُ المَرْءِ عُقْباهُ

ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:

يُعذِّبني وأصبرُ كلَّ يومٍ *** فينقِمُ أن صبرتُ على عَذابهْ

ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:

فإذا صبرتُ فقدْتُ مثليَ صابِراً *** وإذا بكيتُ وجدْتُ مَنْ يبْكي مَعي

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

فصبراً قد أرشَّ الغيثُ صبراً *** وجودُ الغيث يقدمُهُ الرّشاش

ـ فيكمل الشاعر الشريف الرضي:

صبراً فما الفايز الا من صبر *** إنّ اللّيَالي وَاعِداتٌ بالظَّفَرْ

ـ فيضيف الشاعر ابن المعتز:

إصبِرْ على حَسَدِ الحَسودِ، *** فإنّ صبركَ قاتله

ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:

سأصْبِرُ حَتّى يَعلَمَ الصّبرُ أنّني *** ملكت به دفع الخطوب الهواجم

ـ فيضيف الشاعر بهاء الدين زهير:

صبرتَ إلى أنْ أنزلَ اللهُ نصرهُ *** لذلكَ قد أحمَدْتَ عاقبَة َ الصّبرِ

ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:

صَبْراً عَلى الضّرّاءِ وَاحْتِسَابَا *** أصبرنا أعظمنا ثوابا

ـ فيختتم الشاعر ابن الرومي ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:

سأصبر موقناً بوفور حظي *** وأجرُ الصابرين بلا حسابِ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/13/534750.html