السبت، 10 مايو 2014

2ـ مفهوم التبلد عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم: مجدي شلبي

 2ـ مفهوم التبلد عند فحول الشعراء العرب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ شاعر مغربي، هو محمد بن قاسم بن محمد بن الواحد بن زاكور الفاسي، المعروف بـ (ابن زاكور)، وها هو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة؛ منشدا:

يَا حُسْنَهُ وَالْحُسْنُ قَيَّدْ *** فِيهِ البَصيرَةَ إذْ تَأَوَّدْ

وَسَقَى رِيَاضَ فُنُونِهِ *** فَاخْضَرَّ مِنْها كلُّ أَمْلَدْ

تَخِذَ الْمَلاحَةَ مَلْبَساً *** وَكَسَا المَلامَةَ مَنْ تَبَلَّدْ

ـ فيقول الشاعر السري الرفاء:

تبلَّدَ هذا الدهرُ فيما نرومُه *** على أنَّه فيما نحاذرُه نَدْبُ

فهل يستوي عذْبُ المياهِ ومِلحُها *** وهل يتكافا الخِصبُ في الأرضِ والجَدبُ

فإن عَجِزَ الأقوامُ أو بانَ نقصُهم *** فليس لمن بانَتْ فضيلتُه ذَنبُ

ـ فيضيف الشاعر صردر:

يا من تبلَّد بين آثار الحِمَى *** يقفو مَعالِمها بعينَىْ مُنِكرِ

اِحذرْ عذارك والعذارُ مغلِّس *** فإذا بدا صبحُ المشيبِ فأقصرِ

وَضَحٌ تَجَنَّبَهُ الغوانى خِيفةَ الـ *** ـعَدوَى فإن يقرُبْ إليها تنِفُرِ

ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:

مثلكِ في تبلُّدِ المهجورِ *** قَصَّ جَناحي زمني فطيري

لكِ الخيارُ أنجدي أو غوري *** وحيثما صار هواكِ صيري

ـ فيضيف الشاعر بشار بن برد:

لَعَمري لَقَد هَذَّبتُ قَولي وَلَم أَدَع *** مَقالاً لِمُغتابٍ وَدَعوى لِمَن لَحا

وَمَن كانَ ذا فَهمٍ بَليدٍ وَعَقلُهُ *** بِهِ عِلَّةٌ عابَ الكَلامَ المُنَقَّحا

ـ فيقول الشاعر أسامه محمد زامل:

الفكرُ في تجمّدْ *** والحسُّ قدْ تبلُّدْ

والأهلُ في تصيُّدْ *** والجارُ في ترصُّدْ

والهمّ قد تجسّدْ *** والقلبُ صارَ أصْلدْ

ـ فيكمل الشاعر حسان بن ثابت:

زادَت هُمومٌ فَماءُ العَينِ مُنحَدِرُ *** سَحّاً إِذا أَغرَقَتهُ عَبرَةٌ دِرَرُ

ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:

هُمُومٌ تُبَلِّدُ فَهْمَ الْبَلِيغِ *** وَتُعْيِي نَوافِثَ سِحْرِ الْكَلامِ

فَكُلُّ اجْتمِاعٍ بِهِ لِلشَّتاتِ *** وَكُلُّ رِضَاعٍ بِهِ لِلْفِطامِ

عَلَى أَنَّ أَدْمُعَنا بِالْجُفُو *** نِ أَغْرى مِنَ الْوجْدِ بِالمُسْتَهامِ

ـ فتقول الشاعرة الخنساء:

يا اِبنَ الشَريدِ وَخَيرَ قَيسٍ *** كُلَّها خَلَّفتَني في حَسرَةٍ وَتَبَلُّدِ

فَلَأَبكِيَنَّكَ ما سَمِعتُ حَمامَةً *** تَدعو هَديلاً في فُروعِ الفَرقَدِ

ـ فيقول الشاعر أبو الفتح البستي:

يا مُبتلىً بضَناهُ يرجو رحمةً *** من مالِكٍ يشفيهِ من أوصابِهِ

أوصاكَ تسحَرُ عينَهُ بتَسهُّدٍ *** وتبلُّدٍ فقبلتَ ما أوصى بِهِ

اِصبِرْ على مضَضِ الهوى فلرُبَّما *** تحلُو مرارةُ صَبرِه أوصابِهِ

ـ فيقول الشاعر إيليا أبو ماضي:

دَع عَنكَ نُصحي بِالتَبَلُّدِ ساعَةً *** يا صاحِ قَد ذَهَبَ الأَسى بِتَبَلُّدي

ما زادَ في أَسَفِ الحَزين وَشَجوِهِ *** شَيءٌ كَقَولِكَ لِلحَزينِ تَجَلَّدِ

ما زُلتُ أَعصيهِ إِلى أَن هاجَني *** ذِكرُ الحِمى فَعَصَيتُ كُلَّ مُفَنَّدِ

وَأَطارَ عَن جَفني الكَرى وَأَطارَني *** عَن مَرقَدي مَشيُ الهُمومِ بِمَرقَدي

ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:

فَلِلَّهِ كاسٌ صَرَعتُ الهُمو *** مَ بِسَورَتِها وَعَقَرتُ الأَسى

سَناءٌ تَبَلَّدُ عَنهُ السَماءُ *** وَمَجدٌ سَها عَن مَداهُ السُها

ـ فيضيف الشاعر محمد ولد ابن ولد أحميدا:

إِذَا مَا جُلتُمُ في النحو يوماً *** تَبَلَّدَ بَينَ قَائِلَةٍ وقِيلا

إِذَا جَاءَ الكُهُولَ بِهِ استَخَفُّوا *** فَطُرِّدَ فَاسِقاً فَجًّا جَهُولا

ـ فيكمل الشاعر أحمد محرم:

تَبَلَّدَ مُغبَرّاً وَأَرعَدَ خائِفاً *** وَأَحجَمَ مُزوَرّاً وَأَعرَضَ نائِيا

وَإِن يَدعُهُ داعي الغِوايَةِ يَستَجِب *** وَيَغشَ الدَنايا طائِعاً وَالمَخازِيا

فَهَوِّن عَلَيكَ الخَطبَ لا تَبتَئِس بِهِ *** فَما لَكَ أَمرُ الجاهِلينَ وَلا لِيا

ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:

لما تيقَّظ عزمه من غفلةٍ *** فيها عقول الجاهلين رقود

نظم القريض ليستميل قلوبنا *** عنه وذاك من المريد بعيد

خَفِيَتْ على فهم البغيّ مقاصد *** فيها وما عرف المرام بليد

والله خير الناصرين ولم يكن *** إلاَّ لديه النصر والتأكيد

ـ فيقول الشاعر الأحنف العكبري:

تعالى الله أمري فيه فكرٌ *** لمعتبر بليد أو سديد

أرى الدنيا وفتنتها كحبلى *** وليست باليؤوس ولا الولود

ـ فيقول الشاعر قسطاكي الحمصي:

اتلفت مالي وها عقلي شريد *** تركته في بكاه وعويل

ما رآه شامت الا بكى *** ومضت تصطاد للوقت خليل

وتنادي ان من منا اشتكى *** عد بين الناس مجنونا بليد

ـ فيقول الشاعر محمد بن صالح المنتفقي:

هاكم خصال الخير فاتصفوا بها *** لتصفوا ويغدو مظلم القلب نيّرا

جد وجاهد وابذل المال مخلصاً *** واحي الليالي واجعل الوقت عامرا

ثم لا تكن في كثرة الأكل راغب *** فقاسٍ بليد كل من منه أكثرا

ـ فيقول الشاعر الأحنف العكبري:

وما هذه الأيّام إلا معارة *** تمتّع بها فالمستعار رديد

وكل جديد أخلقته يد البلى *** فرتّ لقوم قادمين جديد

وبين صروف النيرين عجائبٌ *** تناهى إليها العقل وهو بليد

حياة وموت وافتراق وألفة *** ونحس وسعد والسعيد سعيد

ـ فيختتم الشاعر الأمير الصنعاني ندوتنا (الافتراضية)؛ منشدا:

أمِنْ بعد الثمانين اللواتي *** قطعت يكون لي عقد فريد

أراها صيرت فكري بليداً *** وما هو قبل مقدمها بليد

واسأله الرضا في كل حين *** وتوفيقاً إلى التقوى يقود

وينزلنا به جنات عدن *** تكون بها الإِقامة والخلود.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/12/534643.html