ثنائية الإحساس والتبلد من منظور شعري
1ـ
مفهوم الإحساس عند فحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ شاعر تونسي، يُعد أول شاعر جدد في الشعر التونسي وأتي بما سمي الشعر الشعبي، وهو الشاعر الشاذلي خزنه دار، وها هو يتجه (افتراضيا) نحو المنصة؛ منشدا:
بلبل في الروض غنى *** بين لبات الغصون
حرك الإحساس منا *** والحديث ذو شجون
ـ فيقول الشاعر أحمد زكي أبو شادي:
يا من تفنن في ابتداع عوالم *** شتى وجدد من نهى الفنان
يا من رأته العبقرية ندها *** في الخلق والآداب والإحسان
يا من شأى صور الحياة مصورا *** عجبا من الإحساس والوجدان
ويطهر الجيل الجديد بشعره *** من كل شعوذة ومن كفران
ـ فيضيف الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي:
يقين مشى في كل قلب فهزه *** وغربله من كل شك وكفرانِ
وركن نفوس الناس من كل زلة *** فأصبح للإنسان إحساس إنسانِ
ـ فيكمل الشاعر عبد الغني النابلسي:
جل وجه يلوح من كل شيء *** فيزيل المشكاة بالنبراس
عميت كل مقلة لا تراه *** ظاهراً فهي مقلة الخناس
نابت عنه كل ما كان منه *** مثل نبت المعنى من الإحساس
ـ فيقول الشاعر أحمد زكي أبو شادي:
قالوا أَحب حديثه *** أصداء شعرِ الناس
وأنا أحسُّ بوقعه *** نَبعاً من الإحساسِ
ـ فيكمل الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
الشعر ما قاله الكرخيّ عبود *** ففيه للأدب الشعبي تجديد
شعر يفيض من القلب المشع له *** على اللسان فما ان فيه تعقيد
على ابتكار معانيه له حسدوا *** وكل مبتكر في الشعر محسود
ما في الذي لم يلن للشعر من صمم *** وانما عنده الاحساس مفقود
الشعر ليس بمبق فيه من أثر *** كأنما قلبه في الصدر جلمود
ـ فيقول الشاعر الشاذلي خزنه دار:
سمعا لصوتك
سمعا أيها الشادي *** إنا عهدناك ذا نصح وإرشاد
ـ فيضيف الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
الشعر ديوان العرب *** والشعر عنوان الادب
يصور الإحساس منهم *** في الرضى وفي الغضب
وهو سرور للذي *** فيه السرور قد نضب
ولا يزال الشعر يأ *** تي كل يوم بالعجب
ـ فيقول الشاعر الشاذلي خزنه دار:
ولو أشعرته يوما *** بفضل العلم إلماما
لأمسى فيه إحساس *** إذا استنهضته قاما
كتبنا ما كتبناه *** بإحساس كتبنا ما
وفي الإحساس أسلاك *** جرت في الناس أقلاما
ـ فيضيف الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
ربما كان ما أقول من الشعـ *** ـرِ عليه شيء من الإبهام
لا يهيج الإحساس بالنقص شيء *** كاحتكاك الأقوام بالأقوام
يعبس الجاهلون في الوجه منى *** فأداري عبوسهم بابتسامي
ـ فيضيف الشاعر نور الدين السالمي:
إن الناس أضحوا في الـ *** ـمعالي ليس بالناس
غدوا طلاب أطماع *** وأمسوا شر جلاس
تراهم يهرعون إلى المقا *** ل بغير إحساس
لعمرك إنهم لو عا *** ينوا ضربا على الرأس
لخلوا عن دنائتهم *** على رغم وإفلاس
ـ فيقول الشاعر الشاذلي خزنه دار:
في كل قلب بك الإحساس منبعث *** لا يسند الأمر إلا لليد الطولى
من كان يصحبه التوفيق في عمل *** كان النجاح له بالله مكفولا
ـ فيضيف الشاعر أبو القاسم الشابي:
قدْ كنتُ في زمنِ الطُّفولَةِ *** والسَّذاجَةِ والطُّهورْ
أَحْيا كما تحيا البلابلُ *** والجداولُ والزُّهورْ
واليومَ أحيا مُرْهَقَ *** الأَعصابِ مَشْبُوبَ الشُّعُورْ
متأَجِّجَ الإِحْساسِ أحفلُ *** بالعَظيمِ وبالحقيرْ
تمشي على قلبي الحَيَاةُ *** ويزحَفُ الكونُ الكبيرْ
هذا مصيري يا بني *** أُمِّي فما أَشقى المصيرْ
ـ فيكمل الشاعر إبراهيم ناجي:
أين يا ليلايَ عهدُ الهرم *** أين يا ليلاي حُلوُ الكَلِمِ
هامساتٍ بين أذني وفمي *** ساريات غرِداتٍ في دمي
ذهبت مثلَ ذهابِ الحُلُمِ *** إنني أعلمُ ما لم تعلمي
كيف صدَّقنا أضاليلَ الهوى *** بِنُهَى طفلٍ وإحساس صَبِي
ـ فيقول الشاعر
سليم عبدالقادر:
إِنِّي أَرَاهُ
يَقِينًا، حَيْثُمَا رَحَلَتْ *** خَوَاطِرِي عَبْرَ آفَاقٍ وَأَجْنَاسِ
كَأَنَّنِي
ضَائِعٌ فِي غَابَةٍ، طَمِعَتْ *** بِهِ الوُحُوشُ، وُحُوشٌ دُونَ إِحْسَاسِ
ـ فيكمل الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
حلمت بان الدهر لي يتبسم *** ورب شقى بالسعادة يحلم
فلما انقضى ليلي وعدت ليقظتي *** رأيت نهاري عابسا يتجهم
وللحر آلام كثار وانما *** على قدر الإحساس يأتي التألم
ـ فيقول الشاعر الشاذلي خزنه دار:
إني ناشر الإحساس فيهم *** وحسبك عن أقل قالت حذام
وإني باعث الموتى نشورا *** بإذن الله تنهض في ازدحام
فنودي يا هزبر الشعر مهلا *** عليك فلا سبيل إلى القيام
ولكنّي وجدت به مجالا *** فسيحا للترسل والنظام
وبات الفكر وقّادا وباتت *** جواهره الكريمة في انسجام
ـ فيكمل الشاعر الصرصري:
أهوى من الشعراء راس شامخ *** والرأس فيه الفكر والإحساس
لا ويل من موت بعضو قد طحا *** بل إنه في أن يموت الراس
ـ فيقول الشاعر أحمد زكي أبو شادي:
لا تحسبوه صديقي بعد خذلاني *** في العيش إن جاء بعد الموت يرعاني
وكان يغرق إطراء ويذكرني *** كأن ذكري تسبيح لديّان
حتى إذا الموت في أثواب ممتحن *** أتى تهارب من إحساس إنسان
وفاتني لأعاني أزمة عرضت *** كأن موتي الذي قاسيت موتان
فإن يكن في شفائي اليوم معجزة *** فبعضها بعد هذا البعث سلواني
أنا الغني بقلبي حين أرخصني *** من كنت أغليه فاستغنى وألقاني
ـ فيضيف الشاعر د. عبد الرحمن العشماوي:
إذا دَعَتِ المآذِنُ بالتَّآخِي *** فحُكْمُ إجابَةِ الدَّاعِي الوُجُوبُ
أخي، بيني
وبَيْنَكَ نهرُ حُب ***
وإخلاصٍ بهِ تَرْوَى القُلُوبُ
لِقَلْبَيْنَا
مـنَ الإحساسِ دِفْءٌ ***
أرى جبلَ الجليدِ بهِ يَذُوبُ
ـ فيقول الشاعر فهد العسكر:
الحب إحساس يجيـ
*** ـشُ بخافق الحرِّ الكريم
والحبّ إلهام
الجما *** لِ المحضِ للذوقِ السليم
ـ فيضيف الشاعر مصطفى التل:
أقفر القلب إلا
من رسيس جوى *** يكاد أن يوقر الأحشاء هجرانا
ومن بقية إحساس
وعاطفة *** تنم عنها دموع الشعر أحيانا
فانظر مغانيه
كيف الأنس أنكرها ***
وكيف ما عاد دوح العمر فينانا
ـ فيقول الشاعر أحمد زكي أبو شادي:
يا حامل الثمر
الرفاف من جذل *** إن الثمار لها
كالناس إحساس
تزهى بجهد نبيل
كنت باذله *** وما يئست فلم
يقرب لها الياس
هذا هو العيد
يعتز الحصاد به *** كما تعيد أقوام وأغراس
شتان بين صحارى
لا غناء بها *** وبين جنات عدن عند من قاسوا
ـ فيضيف الشاعر
أبو القاسم الشابي:
كلُّ شيءٍ
يُعاطِفُ العالَم الحيَّ *** ويُذكِي حياته ويُفيدُهْ
والذي لا
يُجاوِبُ الكونَ بالإِحساسِ *** عِبْءٌ على الوُجُودِ وُجُودُهْ
كلُّ شيءٍ
يُسايِرُ الزَّمنَ الماشي *** بعزمٍ حتَّى التُّرابُ ودُودُهْ
كلُّ شيءٍ إِلاّكَ
حَيٌّ عَطوفٌ *** يُؤْنِسُ الكونَ شَوْقُهُ ونَشيدُهْ
ـ فينهي الشاعر الشاذلي خزنه دار ندوتنا (الافتراضية)؛ منشدا:
عارفٌ ما الشعر
صاغيه *** إن أقامتني دواعيه
سالكٌ شعري
مسالكه *** أينما أورت معانيه
كلما استدعته
حيهلة *** خف والإحساس حاديه
هذه جمعية
القدما *** صوتها الصادي يناديه
منتدى للصادقية
ما *** كان أحظانا بناديه
ضم أفلاذا
لمدرسة *** حسبها منهم مساعيه
النوادي ها هي
انفتحت *** فلتحرض من تلاقيه
وليقم كل
بواجبه *** وليصافح كف عافيه
من سعى عن نية
صلحت *** سعيه صحت أمانيه
أيكم تدعوه
نخوته *** للسخا حتى نجاريه
دونكم مني
مشاركة *** فهي للإنشاد ثانيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/11/534556.html
