الخميس، 8 مايو 2014

2ـ مفهوم السفاهة عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم: مجدي شلبي

 ثنائية الأدب والسفاهة من منظور شعري

2ـ مفهوم السفاهة عند فحول الشعراء العرب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ شاعر مخزومي قرشي (لم يكن في قريش أشعر منه، وقد اشتهر بالغزل والنوادر)، وهو الشاعر عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، المعروف بـ (عمر ابن أبي ربيعة)، وها هو يتقدم (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة؛ منشدا:

يا صاحَ لا تَلحَني وَقُل سَدَدا *** إِنّي أَرى الحُبَّ قاتِلي كَمَدا

ما ذاكَ مِن نائِلٍ يُنيلُ وَلا *** أَسدَت فَتَجزي بِهِ إِلَيَّ يَدا

إلا سفاهاً، وإنني كلفٌ، *** أحسبُ غيي، من حبها، رشدا

أَحبَبتُ حُبّاً مِثلَ الجُنونِ فَقَد *** أَبلى عِظامي وَغَيَّرَ الجَسَدا

ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:

أَيا جَسَدَ المَرءِ ماذا دَهاكَ *** وَقَد كُنتَ مِن عُنصُرٍ طَيّبِ

وأنت سفيهٌ رأى مثلهُ، *** فقال السَّفاهُ له: عيِّبِ

ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:

فإن قُلْتُم نراكَ أخا سفاهٍ *** فقد يقعُ السفيهُ على السفيه

ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:

فلا تجلِسْ إلى أهلِ الدّنايا، *** فإنّ خلائقَ السّفَهاءِ تُعدي

ـ فيكمل الشاعر أسامة بن منقذ:

واحذَر مُصَاحَبة السَّفيه، فَشُّر ما *** جلبَ النَّدامَة َ صحبة ُ الأشْرارِ

ـ فيضيف الشاعر النابغة الشيباني:

ولا تصل السفيه ولا تجبه *** فإن وصال ذي الخربات داء

ـ فيكمل الشاعر البحتري:

وَمن السّفاهَةِ أن تَظّلّ مُكَفكِفاً *** دَمعاً على طَلَلٍ تأبّدَ مُقفِرِ

ـ فيضيف علي بن أبي طالب:

وَجانَبَ أَسْبَابَ السَّفاهَةِ والخنا *** عَفافا وَتَنْزِيها فَأَصْبَحَ عالِيا

ـ فيكمل الإمام الشافعي:

أَعرِض عَنِ الجاهِلِ السَفيهِ *** فَكُلُّ ما قالَ فَهُوَ فيهِ

ما ضَرَّ بَحرَ الفُراتُ يَوماً *** إِن خاضَ بَعضُ الكِلابِ فيهِ

ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:

قاطعوا كل جاهل وسفيه *** راقبوا الله في الحمى وبنيه

ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:

هل حارب الله إلا كل ذي سفه *** أو شاغب الحق إلا كل مأجور

ـ فيقول الشاعر أبو تمام:

حلمي عن الحلماءِ غيرُ مكدرٍ *** والحَتْفُ في سَفَهِي على السُّفَهاءِ

ـ فيضيف الشاعر معاوية بن أبي سفيان:

وإنّ سَفَاهَ الشّيخِ لا حِلْمَ بَعْدَه *** وإنّ الفتَى بعدَ السّفاهةِ يحلَمُ

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

إن كان شيخاً سفيهاً *** يَبذُّ كُلَّ سفيهِ

فقد أصابَ شبيهاً *** بهِ وفوقَ الشبيه

ـ فيضيف الشاعر السري الرفاء:

هيهاتَ جانبْتُ السَّفاهَ وأهلَه *** حَدَثاً فكيف أرى السَّفاهة َأشيَبا

ـ فيقول الشاعر الحطيئة:

جمعتَ اللُّؤْمَ لا حَيَّاكَ رَبِّي *** و أبوابَ السَّفاهةِ والضَّلالِ

ـ فيضيف الشاعر حسان بن ثابت:

حَوَتِ اللّؤمَ والسَّفاهَ جمِيعاً، *** فاحتَوَتْ ذَاكَ كلَّهُ في قَرَارِ

ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:

أني لا أميل إلى خليل *** سفيه الرأي شيمته الرياء

ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:

صدَقتَ يا عَقلُ، فليبعَدْ أخو سَفَهٍ، *** صاغَ الأحاديثَ إفكاً، أو تأوّلَها

ـ فيكمل الشاعر أسامة بن منقذ:

أذْنبتُ، ثُمَّ أحلْتُ الذَّنْبَ من سَفَهٍ *** عَلَى النَّوى، ولَبِئسَ العادَة ُالسَّفَهُ

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

سفهتُ على عمروٍ سفاهة َجاهلٍ *** وأبصرتُ ما في الحلمِ إبصارَ عالمِ

ـ فيضيف الإمام الشافعي؛ (إن):

منزلة ُ السفيهِ من الفقيهِ *** كمنزلة ِ الفقيه من السفيهِ

إذا غلبَ الشقاءُ على سفيهٍ *** تنطَّعَ في مخالفة ِالفقيهِ

ـ فيضيف الشاعر النابغة الشيباني:

بانَ السَّفاهُ وأودى الجهلُ والسَّرَفُ *** وفي التُّقى بعدَ إفراط الفتى خَلَفُ

ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:

وَجَدتُ سَفيهَ القومِ من سُوءِ رأيِه، *** إذا قيلَ: خَفْ من قادرٍ فوقَنا، هَزي

ـ فيكمل الشاعر ابن حيوس:

منَ السَّفاهةِ أنْ تضلَّ حلومهمْ *** منْ بعدِ ما وضحَ الطَّريقُ الأقومُ

ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:

(لأن) الجهلُ والسفاهة ُ فيهم *** بمكانٍ من القلوب مكين

ـ فيقول الشاعر السري الرفاء؛ مندهشا:

نُبِّئْتُ أنَّ الأغبياءَ تَوثَّبوا *** سَفَهاً عليَّ مع الزَّمانِ الواثبِ

ـ فيضيف الشاعر أبو نواس:

لا تثبوا وثبَ السفاه، فتركبوا *** على حدّ حامي الظهر غير ركوبِ

ـ فيقول الشاعر ابن عنين:

كيفَ ادَّعوا سفهاً *** من بعدما سمعوهُ أنهم شعرا

لولا التُّقى قلتُ لا شيءٌ يعادله *** أَستغفرُ اللّهَ إِلا النملُ والشُّعَرا

والشعرُ صيدٌ فهذا جُلُّ طاقتِه *** حرشُ الضِّبابِ وهذا صائدٌ بقرا

وليس مستنزِلُ الأوعال من يَفَعٍ *** كمَنْ أتى نَفَقَ اليَربوعِ فاحتفَرا

ـ فيضيف الشاعر السري الرفاء:

لا تُصغِيَنَّ إلى مَقالِ سَفِيهِ *** غادٍ عليكَ بزُخْرُفِ التَّمويهِ

لا تَظلِمَنْ شِعري ولا تَتَكَرَّهَنْ *** ألفاظَه فالمِسكُ غيرُ كَريهِ

ـ فيكمل الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:

ولا تخدعنك كثرة الزراع في *** تلك الحقول فجلها لا يثمر

أما وقد فرض الغثاء وجوده *** وغد الدعي من المثقف يسخر

فقل السلام على الثقافة والحج *** فالجهل في زمن كهذا أجدر

ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري؛ مستنكرا:

الضاحكينَ، إذا ما خِيضَ في سَفَهٍ؛ *** وإنْ أُريدوا على أُكرومَةٍ شفَنوا

ضَحِكنا، وكان الضّحكُ منّا سفاهةً، *** وحُقّ لسُكّانِ البَسيطةِ أن يَبكُوا

ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:

حتى متى نشتري دنيا بآخرة ٍ *** سفاهة ً ونبيعُ الفوْق بالدون

ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:

لا بارك الله منكم كل ذي سفهٍ *** ولا رعى الله منهم كل خوان

ـ فيضيف الشاعر حسان بن ثابت:

حَسِبْتُمْ، والسّفِيهُ أخو ظُنونٍ، *** وذلكَ ليسَ منْ أمرِ الصوابِ

ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:

إنّ المواهب كلّها عاريّةٌ، *** ومن السّفاهةِ غبطةٌ بعطائِها

ـ فيضيف الشاعر جرير:

لَقَدْ سَفِهَتْ حُلُومُهُمُ وَأُجْرُوا *** معَ المسبوقِ حيثُ جرى المليمِ

ـ فيكمل الشاعر أبوالعلاء المعري:

ولم تحظَ في ذاكَ النّزاعِ بطائلٍ *** من الأمرِ، إلاّ أنْ تُعَدّ سَفِيها

أمِنْ سَفَهِ الأحلامِ جاؤوا بقِرْدِهم *** إلىَّ وَما قردٌ لقرمٍ يصاوله

ـ فيقول الشاعر البحتري:

تَغَيّبَ أهلُ النصرِ عَنهُ وَأُحضِرَتْ *** سَفاهَةُ مَضْعُوفٍ، وَتَكثيرُ كاشحِ

ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:

غَلَبَ السّفاهُ، فكم تَلَقّبَ مَعشَرٌ *** بالمؤمنينَ، وهُمْ منَ الكفّار

ـ فيقول الشاعر حسان بن ثابت:

ماذا يحاولُ أقوامٌ بفعلهمِ، *** إذ لا يزالُ سفيهٌ همهُ حالي

ـ فيضيف الشاعر أبو فراس الحمداني:

يودونَ أنْ لا يبصروني، سفاهةً، *** وَلَوْ غِبتُ عن أمرٍ تَرَكتُهُمُ سُدَى

ـ فيقول الشاعر البحتري:

ما خَرْقُ السّفيهِ، وَإنْ تَعدّى، *** بأبْلَغَ فيكَ مِنْ حِقدِ الحَليمِ

ـ فيقول علي بن أبي طالب:

اِصبِر عَلى ظُلمِ السَفيهِ *** وَلِلزَمانِ عَلى خُطوبِه

وَدَعِ الجَوابَ تَفَضُّلاً *** وَكِلِ الظَلومَ إِلى حَسيبِه

وَاِعلَم بِأَنَّ الحِلمَ عِنـ *** ـدَ الغَيظِ أَحسَنُ مِن رُكوبِه

ـ فيضيف الشاعر معاوية بن أبي سفيان:

فلا تسفهْ، وإنْ مليتَ غيظاً *** عَلَى أحدٍ فإنّ الفحشَ لُومُ

ـ فيكمل الشاعر أبو الأسود الدؤلي:

وإذا جريتَ مع السفيه كما جرى *** فكلاكما في جريه مذمومُ

وإذا عتبتَ على السفيه ولُمْتَهُ *** في مثل ما يأتي فأنتَ ظلومُ

ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:

وإن سلّ سيفاً، من كلامٍ، مسفَّهٌ، *** عليك، فقابِلْهُ بصبرك تُنْبِه

ـ فيقول الإمام الشافعي:

إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ *** فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ

فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ *** وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ

ـ فيكمل الشاعر معاوية بن أبي سفيان:

فما قَتلَ السفاهة َ مثلُ حلمٍ *** يَعودُ بهِ على الجَهْلِ الحليمُ

ـ فيضيف الإمام الشافعي:

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ *** فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا

يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً *** كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا

ـ ثم يختتم ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:

سكتُّ عن السفيه فَظَنَّ أنِّي *** عييتُ عن الجواب وما عييتُ

ولكني اكتسيت بثوب حلم *** وجنبت السفاهة ما حييت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

 https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/10/534482.html