الاثنين، 23 يناير 2023

مفهوم (المقالة) من منظور شعري ــ بقلم/ مجدي شلبي

 مفهوم (المقالة) من منظور شعري

بقلم/ مجدي شلبي (*)

أشرت فيما سبق إلى أن كلمة (مَقالَة) هي: مفرد مؤنث، جذرها (قول)، ومن ثم فكل (قول) يُنطق أو يُكتب؛ هو: (مقالة)، وأتناول هنا (القول/ المقال/ المقالة) من خلال مقاربات شعرية (افتراضية) بين بعض فحول الشعراء العرب؛ يقول الشاعر/ أحمد محرم:

ترد الموارد ما يكدر صفوها *** قول الوشاة وللوشاة شؤون.

فيضيف الشاعر/ محيي الدين بن عربي:

قدْ قالَ فيكَ الحاسدونَ مقالة ً *** ولمْ يخلُ منها قائلوها بطائلِ.

فيحذر الشاعر/ عمر ابن أبي ربيعة:

لا تسمعنّ بنا قولَ الوشاة، ومنْ *** يُطِعْ مَقَالَة َ واشٍ كَاشِحٍ يَضِعِ.

ويضيف (بتصرف):

(قولوا لهم): لا (تسمعون) لكاشحٍ *** مَقَالاً، وإنْ أَسْدَى لَدَيْكِ وَأَلْحَمَا.

ويضيف أيضا:

قَالَتْ لِجارِيَة ٍ لَهَا: قولي لَهُ *** مِنِّي مَقَالَة َ عَاتِبٍ لَمْ يُعْتِبِ.

فيوضح الشاعر/ ابن الزيات سبب العتاب:

صَدَّقتَ فِيَّ أَقاويلَ الوُشاةِ وَلَم *** تَسمَع مَقالي في عذري وَلا كَلمِي.

فيكمل الشاعر/ السيد الحميري:

فظن أولو الشك أهل النفاق *** ظنونا وقالوا مقالا فريا.

فيضيف الشاعر/ الأحوص:

وكُنْتُ أَرَى أَنَّ القَرَابَة َ لَمْ تَدَعْ *** بِأَمْرٍ كَرِهْنَاهُ، مَقَالاً لِقَائِلِ.

فيعترض الشاعر/ الشريف الرضي؛ قائلا:

بَعضُ مَقالِ القَائِلِينَ مُكَذَّبٌ *** وبعض وراد الاقربين خدوع.

فترد عليه الشاعرة/ الخنساء:

فَكَكْتَهُ، ومَقالٍ قُلْتَهُ حَسَنٍ *** بعدَ المَقالَة ِ لمْ يُؤبَنْ بتَكْذيبِ.

فيحييها الشاعر/ عبدالغفار الأخرس؛ قائلا:

ولم أسمع مقالاً فيك إلاّ *** مقالَ الخير آناً بعد آن.

فيضيف الشاعر/ ابن الرومي:

وأقول فيك مقال طبٍّ صادقٍ *** لا ما يقول الجاهل المتخرصُ.

فيقول الشاعر/ عبد الرحمن العشماوي مداعبا:

ربما تعلن قول الحق لكن *** بعد ما يعلنه في البحر حوت.

فيقول الشاعر/ عبد الغفار الأخرس (بتصرف):

إنْ قلت لم (أترك) مقالاً لقائل *** ولا (أخشي) في الله لومة لائم.

ويضيف الشاعر/ ابن الخياط:

(لو) عُطِّرَتْ يوماً مقالة ُ مادِحٍ *** لغدا مقالِي للغوالِي مِخْوَضا.

فيحييه الشاعر/ البحتري:

إِن الحكيمَ لهُ مَقَالٌ سائرٌ *** يَلتَذُّهُ ما قَالَ أُذْنُ السَّامِعِ.

فيضيف الشاعر/ ابن الرومي:

وسألتُ عنك الحاسدين فكُلُّهم *** قالوا مقالاً ليسَ فيه تقوُّل.

فيمدحهم الشاعر/ أحمد شوقي؛ قائلا:

إذا فعلوا فخيرُ الناس فعلاً *** وإن قالوا فأَكرمُهم مَقالا.

فيرد الشاعر/ الشريف المرتضى:

لا مقالٌ منهمْ يُرَجَّى ومَن ليـ *** ـس مقالٌ منه فليس فعالُ.

فيقول الشاعر/ ابن الخياط:

يقولُ أناسٌ كيفَ يُعزُكَ الغِنى *** وَمِثْلُكَ يَكْفِيهِ الفِعالِ مَقالُ.

فيقول الشاعر/ ابن الرومي:

حباني فلم يترك فعالاً لفاعلِ *** وقلتُ فلم أتركْ مقالاً لقائلِ.

فيقول الشاعر/ محيي الدين بن عربي:

أقولُ فيه مقالاً لا لا أقولُ بهِ *** حتى أعاينه في كلِّ مستند.

فيضيف الشاعر/ الشريف الرضي:

لَيْسَ مَقَالٌ حَرّكَتْهُ حَفِيظَة ٌ *** وعهد كقول القائل المتصنع.

فيقول الشاعر/ عمر ابن أبي ربيعة مداعبا:

إذا قَالَ مَقَالاً، جِئْتُهُ، *** وإذا قلتُ، تأبى وظلم.

هنا يشير الشاعر/ بهاء الدين زهير إلى هذه المقالة؛ قائلا: 

قد عابَها الواشي فقالَ طويلة ٌ *** مَقَالَ حَسودٍ مُظهِرٍ لعِنادِ.

فيضيف الشاعر/ ابن الرومي:

مقالة ُ وغْدٍ مثلُه قال مثلها *** وما زال قوَّالاً خلافَ مقالكا.

فيقول الشاعر/ عبد الجبار بن حمديس:

عفافُ اللّسانِ مقالُ الجميل *** وفُسْقُ اللّسانِ مقالُ القَبيح.

ويقول الشاعر/ ابن الرومي (بتصرف): 

وطال (مقالك) في (احتكامك) وربّما *** رأيتُ طويلَ القولِ غيرَ طويلِ.

فيضيف الشاعر/ مهيار الديلمي:

لم تغلُ في وصفك معْ طولها *** بل وجدَ الشعرُ مقالا فقالْ.

هنا يختتم الشاعر/ عمر بن أبي ربيعة ندوتنا (الافتراضية) هذه؛ قائلا:

إِنَّ هَمّى قَد نَفى النَومَ عَنّي *** وَحَديثُ النَفسِ قِدماً وَلوعُ

قالَ لي فيها عَتيقٌ مَقالاً *** فَجَرَت مِمّا يَقولُ الدُموعُ

قالَ لي وَدَّع سُلَيمى وَدَعها *** فَأَجابَ القَلبُ لا أَستَطيعُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر