الثلاثاء، 24 يناير 2023

مفهوم (الرواية) من منظور شعري ــ بقلم/ مجدي شلبي

 مفهوم (الرواية) من منظور شعري

بقلم/ مجدي شلبي (*)

لكلمة (رواية) في المصطلحات الفقهية دلالات؛ منها:

(1) طبقا لعلم قراءات القرآن الكريم؛ لها معنى: الإسناد إلى أحد الأئمة في طريقة التلاوة (رواية حفص عن عاصم، أو رواية ورش عن نافع، ... إلخ)؛ وهنا ينبري الشاعر/ محمود غنيم؛ قائلا:

تمَّت على نَغم القرآن وحدتهُ *** كأنما سحَرَ الألباب ساحره.

فيضيف الشاعر/ إبراهيم بديوي؛ موضحا:

جاءك اللهُ بالقرآنِ معجزةً *** تَحَدَّتِ اللُّسْنَ تجويدًا وإتقانا

قالوا: هي السحرُ أين السحرُ من غُرَرٍ *** ضَاءتْ فكانتْ يواقيتًا وعِقْيَانَا

السحرُ يَجْري ضلالاتٍ مُزَوَّرةً *** وتلك تَجْري هِداياتٍ وفُرْقَانَا

اللهُ أنْزَلَهَا بالحقِّ بيِّنةً *** فبانَ منها جبينُ الْحَقِّ وازْدانا.

فيقول الشاعر/ أحمد علي سليمان عبد الرحيم:

سبّحْ إلهك بُكرة وأصيلا *** وأطلْ دعاءك، واقرأ التنزيلا.

(2) وللراوية معنى آخر: طبقا لعلم الحديث الشريف؛ هو: نقل أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم و(روايتها)؛ على نحو ما يرد في الأحاديث الشريفة (عن فلان: وهو ما يُطلق عليه "العنعنة")؛ وهنا ينبري الشاعر/ الصرصري؛ قائلا:

سمعت حديثاً من المسندا *** ت يسر فؤاد الفقيه النبيه

رواه ابن إدريس شيخي الذي اسـ *** ـتقام على منهج يرتضيه.

فيضيف الشاعر/ أحمد الحملاوي:

هذا ابن إدريس حبر العلم واسعه *** الشافعي له في الشرع آثار

ففي الحياة لهم فضل وتكرمة *** وفي الممات لهم شأن وتذكار

فالكل من محكم القرآن قد أخذوا *** ومع حديث رسول الله قد داروا.

فيضيف الشاعر/ عبد الغني النابلسي:

وبالتدبر في القرآن تقرؤه *** وفي حديث رسول الله تعترف.

إن القناعة في الدنيا هي الشرفُ *** وغيرها عندنا التبذير والسرفُ.

ـ أما في (معاجم اللغة العربية): فكلمة (رواية) مصدرها: روى، يروي، فهو راوٍ؛ (يروي: يحكي)؛ وهنا يبادر الشاعر/ بدر شاكر السياب؛ قائلا:

اروي لنا نبأ (الطريد) *** فأنت راوية الزمان.

فيضيف الشاعر ابن نباتة المصري؛ قائلا:

بكف روت أقلامه عن تميرها *** وزند روت آراؤه عن وريه.

فيقول الشاعر/ أحمد شوقي:

لقد نقل الراوون عني حكاية *** وقالوا كلاما ما أشدّ وأشاما.

فيحييه الشاعر/ عبد الغفار الأخرس؛ قائلا (بتصرف):

إنّ الرواة التي تروي مناقبكم *** عنكم روتْ خبراً بالمجد مأثورا.

و(كلمة يروي) لها معني آخر: يسقي؛ يقول الشاعر ابن نباتة المصري:

فترى الحق كالصباح رواءً *** وترى الخير كالغمام رويا.

فيضيف الشاعر/ ابن الرومي:

وأرْوى غُلَّتي لو كنتُ أُروى *** بما تُروَى به الهِيمُ العِطاش.

فيقول الشاعر/ ابراهيم ناجي:

ومن تنفست حر الوجد في فمه *** فما ارتويت وهذا الري إظماءُ.

فيؤيده الشاعر ابن دريد؛ بقوله:

ولربَّ ماءٍ ذي روى *** يُحْتَاجَ فِيهِ إِلَى الرِّوَاءِ.

فيقول الشاعر/ جبران خليل جبران:

يا حسن ما يروى إذا *** أروى معينا لا سرابا.

فيضيف الشاعر/ ابن سهل الأندلسي:

البحرُ لا يروي بكثرة ِ مائهِ *** ظمأً ورُبَّ غمامة ٍ تروي الثرى.

ـ وإذا كان المقصود هو (الرواية/ كجنس أدبي)؛ أمكننا الجمع بين المعنيين فنقول: (الرواية): (حكاية) تدفع إلى التشوق، (التعطش) لمتابعة الأحداث المثيرة؛ فـ(يروي) (الراوي "الروائي") تعطش القارئ للمعرفة؛ بسرد بقية (روايته)؛ فـ(بالرواية تنمو الحكاية)؛ يقول الشاعر/ إبراهيم ناجي:

ورواية رويت وموجزها *** صحبٌ مضوا وأحبّةٌ هجروا.

فيضيف الشاعر/ جبران خليل جبران:

ثم انبرى يروي روايته *** وتتبعه الخواطر.

فيكمل الشاعر/ الشريف المرتضى:

ومقيمٌ على خطارِ اللّيالى *** بينَ راوٍ يروي عليّ وعنِّي.

فيقول الشاعر/ أحمد محرم:

روى زيد وحدث عنك عمروٌ *** فما صدق الحديث ولا الرواية.

فيرد الشاعر/ عبد الغفار الأخرس:

ما سُمِعت منكم قديماً وحادثاً *** رواية من يروي الحديث تَوَهُّما.

فيضيف الشاعر/ الهبل:

يروونَ عنكَ من المجدِ المؤثل يا *** فتى المكارمِ ما يروونَ عن هرم.ِ

ويكمل الشاعر/ عبد الغفار الأخرس:

تناقلها عنك الثقاتُ رواية ً *** عن المجد عن علياك تُروى وتُسنَد.

ويوضح الشاعر/ بهاء الدين زهير؛ قائلا:

يروى حديثُ الجودِ عنهُ مسنداً *** فعلامَ ترويهِ السحائبُ مرسلا.

فيختتم ندوتنا (الافتراضية) الشاعر ابن نباتة المصري؛ قائلا:

يا جائداً رام أن تخفى له مننٌ *** هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء

ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد *** رويته بالعطايا أي إرواء

منك استفدت بليغَ اللفظِ أنظمه *** نظماً يهيم ألباب الألباء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر