(دموع و شموع) و الكتابة
التأملية
بقلم الناقد/ أحمد الطنطاوى (*)
تمثل الومضة القصصية لمحة بؤرية
أداتها التركيز الشديد تكثيقًا اعتمادا على فن الحذف، فهى الميكروسكوبية التأملية
أو الميكرو سردية، هي تماثل (التغريب البريختي) الذي
يضع (العادي) أمام هياج التأمل و عصفه الكامل عندما يجعله (غريبًا) أمامنا، و
يزيل منه سمة الاعتيادية التي توقف التفكير بحكم الألفة و التعود...
فسمة التأمل و الغرابة و الفلسفية
كامنة فيها، و هي الربتة الداعية إلى إيقاظ إنسان من النوم، و الانطباعية تقترب
غالبًا من الشعرية و الحكمة إذا كان الاختصار و الاختزال أداتها...
فكل مفردة تختزن أثراً من مفردات
أخرى، تختلف عنها بقدر ما تتقاطع معها، و هنا تكمن المفارقة، و تستثمر هذه العلاقة
الجدلية بين السبب و النتيجة، الفعل و رد الفعل، الإشارة و الأثر...
هذه المجموعة من الومضات القصصية (دموع و شموع) للكاتب الأديب مجدي شلبي تمثيل ممتاز لهذا النوع من
الكتابة التأملية...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) أ/ أحمد الطنطاوي:
ناقد مصري