مفهوم (المقالة) من منظور شعري
بقلم/ مجدي
شلبي (*)
أشرت فيما سبق
إلى أن كلمة (مَقالَة) هي: مفرد مؤنث، جذرها (قول)، ومن ثم فكل (قول) يُنطق أو
يُكتب؛ هو: (مقالة)، وأتناول هنا (القول/ المقال/ المقالة) من خلال مقاربات شعرية
(افتراضية) بين بعض فحول الشعراء العرب؛ يقول الشاعر/ أحمد محرم:
ترد الموارد
ما يكدر صفوها *** قول الوشاة وللوشاة شؤون.
فيضيف الشاعر/
محيي الدين بن عربي:
قدْ قالَ فيكَ
الحاسدونَ مقالة ً *** ولمْ يخلُ منها قائلوها بطائلِ.
فيحذر الشاعر/
عمر ابن أبي ربيعة:
لا تسمعنّ بنا
قولَ الوشاة، ومنْ *** يُطِعْ مَقَالَة َ واشٍ كَاشِحٍ يَضِعِ.
ويضيف
(بتصرف):
(قولوا لهم):
لا (تسمعون) لكاشحٍ *** مَقَالاً، وإنْ أَسْدَى لَدَيْكِ وَأَلْحَمَا.
ويضيف أيضا:
قَالَتْ
لِجارِيَة ٍ لَهَا: قولي لَهُ *** مِنِّي مَقَالَة َ عَاتِبٍ لَمْ يُعْتِبِ.
فيوضح الشاعر/
ابن الزيات سبب العتاب:
صَدَّقتَ
فِيَّ أَقاويلَ الوُشاةِ وَلَم *** تَسمَع مَقالي في عذري وَلا كَلمِي.
فيكمل الشاعر/
السيد الحميري:
فظن أولو الشك
أهل النفاق *** ظنونا وقالوا مقالا فريا.
فيضيف الشاعر/
الأحوص:
وكُنْتُ أَرَى
أَنَّ القَرَابَة َ لَمْ تَدَعْ *** بِأَمْرٍ كَرِهْنَاهُ، مَقَالاً لِقَائِلِ.
فيعترض
الشاعر/ الشريف الرضي؛ قائلا:
بَعضُ مَقالِ
القَائِلِينَ مُكَذَّبٌ *** وبعض وراد الاقربين خدوع.
فترد عليه
الشاعرة/ الخنساء:
فَكَكْتَهُ،
ومَقالٍ قُلْتَهُ حَسَنٍ *** بعدَ المَقالَة ِ لمْ يُؤبَنْ بتَكْذيبِ.
فيحييها
الشاعر/ عبدالغفار الأخرس؛ قائلا:
ولم أسمع
مقالاً فيك إلاّ *** مقالَ الخير آناً بعد آن.
فيضيف الشاعر/
ابن الرومي:
وأقول فيك
مقال طبٍّ صادقٍ *** لا ما يقول الجاهل المتخرصُ.
فيقول الشاعر/
عبد الرحمن العشماوي مداعبا:
ربما تعلن قول
الحق لكن *** بعد ما يعلنه في البحر حوت.
فيقول الشاعر/
عبد الغفار الأخرس (بتصرف):
إنْ قلت لم (أترك)
مقالاً لقائل *** ولا (أخشي) في الله لومة لائم.
ويضيف الشاعر/
ابن الخياط:
(لو)
عُطِّرَتْ يوماً مقالة ُ مادِحٍ *** لغدا مقالِي للغوالِي مِخْوَضا.
فيحييه الشاعر/
البحتري:
إِن الحكيمَ
لهُ مَقَالٌ سائرٌ *** يَلتَذُّهُ ما قَالَ أُذْنُ السَّامِعِ.
فيضيف الشاعر/
ابن الرومي:
وسألتُ عنك
الحاسدين فكُلُّهم *** قالوا مقالاً ليسَ فيه تقوُّل.
فيمدحهم
الشاعر/ أحمد شوقي؛ قائلا:
إذا فعلوا
فخيرُ الناس فعلاً *** وإن قالوا فأَكرمُهم مَقالا.
فيرد الشاعر/
الشريف المرتضى:
لا مقالٌ منهمْ
يُرَجَّى ومَن ليـ *** ـس مقالٌ منه فليس فعالُ.
فيقول الشاعر/
ابن الخياط:
يقولُ أناسٌ
كيفَ يُعزُكَ الغِنى *** وَمِثْلُكَ يَكْفِيهِ الفِعالِ مَقالُ.
فيقول الشاعر/
ابن الرومي:
حباني فلم
يترك فعالاً لفاعلِ *** وقلتُ فلم أتركْ مقالاً لقائلِ.
فيقول الشاعر/
محيي الدين بن عربي:
أقولُ فيه
مقالاً لا لا أقولُ بهِ *** حتى أعاينه في كلِّ مستند.
فيضيف الشاعر/
الشريف الرضي:
لَيْسَ
مَقَالٌ حَرّكَتْهُ حَفِيظَة ٌ *** وعهد كقول القائل المتصنع.
فيقول الشاعر/
عمر ابن أبي ربيعة مداعبا:
إذا قَالَ
مَقَالاً، جِئْتُهُ، *** وإذا قلتُ، تأبى وظلم.
هنا يشير
الشاعر/ بهاء الدين زهير إلى هذه المقالة؛ قائلا:
قد عابَها
الواشي فقالَ طويلة ٌ *** مَقَالَ حَسودٍ مُظهِرٍ لعِنادِ.
فيضيف الشاعر/
ابن الرومي:
مقالة ُ وغْدٍ
مثلُه قال مثلها *** وما زال قوَّالاً خلافَ مقالكا.
فيقول الشاعر/
عبد الجبار بن حمديس:
عفافُ
اللّسانِ مقالُ الجميل *** وفُسْقُ اللّسانِ مقالُ القَبيح.
ويقول الشاعر/
ابن الرومي (بتصرف):
وطال (مقالك)
في (احتكامك) وربّما *** رأيتُ طويلَ القولِ غيرَ طويلِ.
فيضيف الشاعر/
مهيار الديلمي:
لم تغلُ في
وصفك معْ طولها *** بل وجدَ الشعرُ مقالا فقالْ.
هنا يختتم الشاعر/
عمر بن أبي ربيعة ندوتنا (الافتراضية) هذه؛ قائلا:
إِنَّ هَمّى
قَد نَفى النَومَ عَنّي *** وَحَديثُ النَفسِ قِدماً وَلوعُ
قالَ لي فيها
عَتيقٌ مَقالاً *** فَجَرَت مِمّا يَقولُ الدُموعُ
قالَ لي
وَدَّع سُلَيمى وَدَعها *** فَأَجابَ القَلبُ لا أَستَطيعُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو
النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر