مفهوم (الرواية) من منظور شعري
بقلم/ مجدي
شلبي (*)
لكلمة (رواية)
في المصطلحات الفقهية دلالات؛ منها:
(1) طبقا لعلم
قراءات القرآن الكريم؛ لها معنى: الإسناد إلى أحد الأئمة في طريقة التلاوة (رواية
حفص عن عاصم، أو رواية ورش عن نافع، ... إلخ)؛ وهنا ينبري الشاعر/ محمود غنيم؛
قائلا:
تمَّت على
نَغم القرآن وحدتهُ *** كأنما سحَرَ الألباب ساحره.
فيضيف الشاعر/
إبراهيم بديوي؛ موضحا:
جاءك اللهُ
بالقرآنِ معجزةً *** تَحَدَّتِ اللُّسْنَ تجويدًا وإتقانا
قالوا: هي
السحرُ أين السحرُ من غُرَرٍ *** ضَاءتْ فكانتْ يواقيتًا وعِقْيَانَا
السحرُ يَجْري
ضلالاتٍ مُزَوَّرةً *** وتلك تَجْري هِداياتٍ وفُرْقَانَا
اللهُ
أنْزَلَهَا بالحقِّ بيِّنةً *** فبانَ منها جبينُ الْحَقِّ وازْدانا.
فيقول الشاعر/
أحمد علي سليمان عبد الرحيم:
سبّحْ إلهك
بُكرة وأصيلا *** وأطلْ دعاءك، واقرأ التنزيلا.
(2) وللراوية
معنى آخر: طبقا لعلم الحديث الشريف؛ هو: نقل أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه
وسلم و(روايتها)؛ على نحو ما يرد في الأحاديث الشريفة (عن فلان: وهو ما يُطلق عليه
"العنعنة")؛ وهنا ينبري الشاعر/ الصرصري؛ قائلا:
سمعت حديثاً
من المسندا *** ت يسر فؤاد الفقيه النبيه
رواه ابن
إدريس شيخي الذي اسـ *** ـتقام على منهج يرتضيه.
فيضيف الشاعر/
أحمد الحملاوي:
هذا ابن إدريس
حبر العلم واسعه *** الشافعي له في الشرع آثار
ففي الحياة
لهم فضل وتكرمة *** وفي الممات لهم شأن وتذكار
فالكل من محكم
القرآن قد أخذوا *** ومع حديث رسول الله قد داروا.
فيضيف الشاعر/
عبد الغني النابلسي:
وبالتدبر في
القرآن تقرؤه *** وفي حديث رسول الله تعترف.
إن القناعة في
الدنيا هي الشرفُ *** وغيرها عندنا التبذير والسرفُ.
ـ أما في
(معاجم اللغة العربية): فكلمة (رواية) مصدرها: روى، يروي، فهو راوٍ؛ (يروي: يحكي)؛
وهنا يبادر الشاعر/ بدر شاكر السياب؛ قائلا:
اروي لنا نبأ
(الطريد) *** فأنت راوية الزمان.
فيضيف الشاعر
ابن نباتة المصري؛ قائلا:
بكف روت
أقلامه عن تميرها *** وزند روت آراؤه عن وريه.
فيقول الشاعر/
أحمد شوقي:
لقد نقل
الراوون عني حكاية *** وقالوا كلاما ما أشدّ وأشاما.
فيحييه
الشاعر/ عبد الغفار الأخرس؛ قائلا (بتصرف):
إنّ الرواة
التي تروي مناقبكم *** عنكم روتْ خبراً بالمجد مأثورا.
و(كلمة يروي)
لها معني آخر: يسقي؛ يقول الشاعر ابن نباتة المصري:
فترى الحق
كالصباح رواءً *** وترى الخير كالغمام رويا.
فيضيف الشاعر/
ابن الرومي:
وأرْوى
غُلَّتي لو كنتُ أُروى *** بما تُروَى به الهِيمُ العِطاش.
فيقول الشاعر/
ابراهيم ناجي:
ومن تنفست حر
الوجد في فمه *** فما ارتويت وهذا الري إظماءُ.
فيؤيده الشاعر
ابن دريد؛ بقوله:
ولربَّ ماءٍ
ذي روى *** يُحْتَاجَ فِيهِ إِلَى الرِّوَاءِ.
فيقول الشاعر/
جبران خليل جبران:
يا حسن ما
يروى إذا *** أروى معينا لا سرابا.
فيضيف الشاعر/
ابن سهل الأندلسي:
البحرُ لا
يروي بكثرة ِ مائهِ *** ظمأً ورُبَّ غمامة ٍ تروي الثرى.
ـ وإذا كان
المقصود هو (الرواية/ كجنس أدبي)؛ أمكننا الجمع بين المعنيين فنقول: (الرواية):
(حكاية) تدفع إلى التشوق، (التعطش) لمتابعة الأحداث المثيرة؛ فـ(يروي) (الراوي
"الروائي") تعطش القارئ للمعرفة؛ بسرد بقية (روايته)؛ فـ(بالرواية تنمو
الحكاية)؛ يقول الشاعر/ إبراهيم ناجي:
ورواية رويت
وموجزها *** صحبٌ مضوا وأحبّةٌ هجروا.
فيضيف الشاعر/
جبران خليل جبران:
ثم انبرى يروي
روايته *** وتتبعه الخواطر.
فيكمل الشاعر/
الشريف المرتضى:
ومقيمٌ على
خطارِ اللّيالى *** بينَ راوٍ يروي عليّ وعنِّي.
فيقول الشاعر/
أحمد محرم:
روى زيد وحدث
عنك عمروٌ *** فما صدق الحديث ولا الرواية.
فيرد الشاعر/
عبد الغفار الأخرس:
ما سُمِعت
منكم قديماً وحادثاً *** رواية من يروي الحديث تَوَهُّما.
فيضيف الشاعر/
الهبل:
يروونَ عنكَ
من المجدِ المؤثل يا *** فتى المكارمِ ما يروونَ عن هرم.ِ
ويكمل الشاعر/
عبد الغفار الأخرس:
تناقلها عنك
الثقاتُ رواية ً *** عن المجد عن علياك تُروى وتُسنَد.
ويوضح الشاعر/
بهاء الدين زهير؛ قائلا:
يروى حديثُ
الجودِ عنهُ مسنداً *** فعلامَ ترويهِ السحائبُ مرسلا.
فيختتم ندوتنا
(الافتراضية) الشاعر ابن نباتة المصري؛ قائلا:
يا جائداً رام
أن تخفى له مننٌ *** هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم
ثنائي بالخفيّ وقد *** رويته بالعطايا أي إرواء
منك استفدت
بليغَ اللفظِ أنظمه *** نظماً يهيم ألباب الألباء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو
النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر