مفهوم (القِصّة) من منظور شعري
بقلم/ مجدي
شلبي (*)
من محاسن
الصدف أن تبدأ ندوتنا الافتراضية هذه عن (القصة من منظور شعري)؛ بإقبال الشاعر/
محمد إقبال؛ الذي يقول:
قصة أخرى بها
أدلى إليك *** يفتح الحق بها بابا عليك.
فيبادر الشاعر
/ ابن الرومي؛ قائلا:
ولديّ منكَ
متى أثرتَ كوامني *** ما لا يُقصِّصُه سواي مقصِّص.
فيقاطعه
الشاعر/ أبو الفرج الأصفهاني؛ قائلا:
اسمع حديثي
تسمع قصة عجبا *** لا شيء أعجب منها تبهر القصصا.
فيشير إليهم
الشاعر/ عبدالله البردوني؛ قائلا:
فانصت إليَّ
فلم تزل *** من قصة الماضي بقيه
جاءت بها
الذكرى، وما *** الذكرى؟ خلود الآدميه
حدق ترى ماضيك
فيها، *** فهي صورته الجليه.
فيومئ برأسه
إيجابا الشاعر/ العباس بن الأحنف؛ قائلا:
هَلّا
أُحَدِّثُكُم بِأَطرَفِ قِصَّةٍ *** بَلَغَتكُمُ في سالِفِ الأَحقابِ
إِنسانَةٌ
عَرَضَت عَلَيَّ وِصالَها *** دَسَّت إِلَيَّ رَسولَها بِكِتابِ
كَتَبَت
تُعَيِّرُني بِطولِ صُدودِكُم *** وَاللَهُ يَعلَمُ كَيفَ كانَ جَوابي.
فيبتسم
الشاعر/ ابن الفارض؛ ويضيف:
واقصصْ قصصي
عليهمْ وابكِ عليّ *** قلْ ماتَ ولمْ يحظَ منَ الوصلِ بشيْ.
فيكمل الشاعر/
أحمد سالم باعطب (بتقديم وتأخير):
حُلُماً
تألَّقَ في السَّماء زرَعتُهُ *** في القلب أطعمُهُ وأسقيه الهَوَى
من أين أبدأُ
قصَّةَ الحُبِّ الذي *** لم ُبْقِ لي إلا الصبابةَ والجَوىَ.
فيضيف الشاعر/
ابن حجاج:
استمع شرح
قصةٍ أنا منها *** بين وصلٍ ممن أحبُ وهجر
لي وعدٌ على
غزالٍ غريرٍ *** ينجز الوعد كل غرةِ شهر.
فيكمل الشاعر/
بلبل الغرام الحاجري؛ قائلا:
بِالذُلِّ
رَفَعتُ قِصَّةَ الهَجرِ إِلَيهِ *** وَالأَرضُ لَثَمتُ خاضِعاً بَينَ يَدَيهِ
في الحالِ
إِلى حاجِبِهِ وَقَعَ لي *** هَذا الشاكي يَزادُ في الجَورِ عَلَيهِ.
فيقول الشاعر/
خليل شيبوب:
هذه قصة قلبين
*** قضى كلٌّ شهيدا
وقليلٌ لهما
إن *** يُذكرا ذكراً حميدا.
فيضيف الشاعر/
ابن زريق البغدادي؛ قائلا:
وَمَن
يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا *** جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
عَل اللَيالي
الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا *** جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ.
فيقول الشاعر/
ابن عنين؛ متأثرا:
أَبُثُّكَ ما
لقيتُ من الليالي *** فقد قصَّتْ نوايبها جناحي.
فيسأل الشاعر/
أحمد شوقي؛ مستنكرا:
ماذا تقص
علينا غير أن يدا *** قصت جناحك جالت في حواشينا.
فيؤيده الشاعر/
جبران خليل جبران؛ قائلا:
قص علينا قصصا
شائقا *** في كلم أنقى من القطر
مَسْرودَةً
سَرْداً عَلى صفوِهِ *** أَفعلَ فِي النفْسِ مِنَ الْخَمْرِ
جَلتْ خَيَالَ
الشعْرِ فِي صُورَةٍ *** أَغارَتِ الشِّعرَ مِن النَّثرِ.
فيعترض
الشاعر/ جميل صدقي الزهاوي؛ قائلا:
الشعر ديوان
العرب *** والشعر عنوان الادب
طوبى لمن مارسه
*** ومن رواه او كتب
ان يكن النثر
من الفضة *** فالشعر ذهب.
فيرد عليه
الشاعر/ محيي الدين بن عربي؛ مختتما ندوتنا (الافتراضية) بقوله:
أصحو إذا عمَّ
التجلِّي وجوده *** وإن خصه بالذاتِ إني لفي سكر
يخاطبني من كل
ذاتِ عناية *** بما شاءه في كلِّ نظم وفي نثر
فنثري الذي
يدريه ما هو من نثري *** وشِعري الذي أبديه ما هو من شعري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو
النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر