مفهوم (الكلمة) من منظور شعري
بقلم/ مجدي
شلبي (*)
ضيوف ندوتنا (الافتراضية)
اليوم؛ 26 شاعرا من فحول الشعراء العرب؛ وهم:
عبد الغفار
الأخرس ـ ابن الرومي ـ إيليا أبو ماضي ـ جبران خليل جبران ـ ابن عبد ربه ـ مهيار
الديلمي ـ ذو الرمة ـ أبو نواس ـ ابن القيسراني ـ المتنبي ـ الخبز أرزي ـ الشريف
المرتضى ـ أبو العتاهية ـ بهاء الدين زهير ـ ابن مقبل ـ أبو فراس الحمداني ـ أبو
العلاء المعري ـ جرير ـ محمد بن حازم الباهلي ـ عرقلة الكلبي ـ ابن الخياط ـ ابن
حيوس ـ البحتري ـ السري الرفاء ـ ابن حيوس ـ البرعي.
من المدهش أن
يبدأ ندوتنا الافتراضية عن (الكلام) الشاعر/ عبد الغفار الأخرس بقوله:
يزينُ كلامي
وجوهَ الكلام *** ومن كلمِ المرءِ ما يبهر.
فيومئ برأسه
الشاعر/ ابن الرومي؛ مضيفا:
كلامُك ما
أُترجِمُ لا كلامي *** وإن أصبحتُ لي فيه نصيبُ
عساهم أن
يُجيلوا الطرف فيه *** فإن سألوا أجابهمُ مجيبُ.
فيقول الشاعر/
إيليا أبو ماضي:
قالَت
لِجارَتِها يَوماً تُسائِلُها *** عَنّي وَفي طَرفِها الوَسنانِ أَشجانُ
ما بالُ هَذا
الفَتى في الدارِ مُعتَزِلاً *** كَما تَوَحَّدَ نُسّاكٌ وَرُهبانُ.
فيرد عليه
الشاعر/ جبران خليل جبران:
أفما شعرتم
أنه متكلم *** بلسان مفطور الفؤاد مكلم.
فيضيف الشاعر/
ابن عبد ربه:
مَنعَ الكلامَ
سِوى إشارَة ِ مُقْلَة ٍ *** فبها يُكلِّمني وعنها يسمعُ.
فيقول الشاعر/
جبران خليل جبران؛ متأثرا:
يذكى الكلام
لظى الكلام وإنما *** أشفى المواساة البكاء الصامت.
فيعترض عليه
الشاعر/ ابن عبد ربه؛ قائلا:
تكلَّمْ ليسَ
يوجعُكَ الكلامُ *** ولا يمْحو محاسِنَكَ السَّلامُ.
فيوضح الشاعر/
قيس بن الملوح؛ سبب عزلته وصمته:
خود إذا كثر
الكلام تعوذت *** بحمى الحياء وإن تكلم تقصد.
فيضيف الشاعر/
مهيار الديلمي:
تكْلمُهُ
الألحاظُ من رقَّة ٍ *** فهْوَ بلحْظِ العَينِ مَكْلومُ.
فيؤيده الشاعر
ذو الرمة؛ قائلا:
تَدَاوَيْتُ
مِنْ مَيٍّ بِتَكْلِيمَة ٍ لَهَا *** فما زادَ إلاّ ضعفَ دائي كلامُها.
فيقول الشاعر/
جبران خليل جبران:
وإذا أشجت
المسامع مي *** بكلام فهل لمثلي كلام.
فيرد عليه
الشاعر/ أبو نواس:
أيا مَنْ لا
يُرامُ لَهُ كَلامُ، *** فكَيْفَ سوَى الكلاَمِ إذا يُرامُ.
ويضيف الشاعر/
ابن القيسراني:
كل دعوى شجاعة
لم تؤيد *** بكلام الكلام دعوى محال.
فيقول له
الشاعر/ المتنبي:
مِثْلُكَ مَن
كانَ الوَسيطَ فُؤادُهُ *** فَكَلّمَهُ عَنّي وَلَمْ أتَكَلّمِ.
فيضيف الشاعر/
أبو نواس:
وداوِ كُلُومَ
قَلْبِ أخيكَ لَيلاً، *** فإنّ فُؤادَهُ أبَداً كَليمُ.
فيقول الشاعر/
الخبز أرزي:
لا بدَّ من
نفثة المصدور ينفثها *** لولا الكلام لكان القلب مكلوما.
فيرد الشاعر/
الشريف المرتضى:
ومنَ الشَّجا
أنَّا نكلِّم في الثَّرى *** من لا يصيخُ لنا ولا يتكلّمُ.
فيضيف
الشاعر/عبد الغفار الأخرس:
كلَّمتنا
الديار وهي سكوتٌ *** إنَّ بعضاً من السكوت كلام.
فيقول الشاعر/
أبو العتاهية:
إِن كانَ
يُعجِبُكَ السُكوتُ فَإِنَّهُ *** قَد كانَ يُعجِبُ قَبلَكَ الأَخيارا
وَلَئِن
نَدِمتَ عَلى سُكوتِكَ مَرَّةً *** فَلَقَد نَدِمتَ عَلى الكَلامِ مِرارا
إِنَّ
السُكوتَ سَلامَةٌ وَلَرُبَّما *** زَرَعَ الكَلامُ عَداوَةً وَضِرارا.
فيعترض
الشاعر/ بهاء الدين زهير؛ قائلا:
يا منْ كلامي
له إن كانَ يسمعه *** يَجدْ كَلاماً على ما شاءَ يَشتَملُ.
ويضيف:
فردّ ليَ
الجوابَ بما تراهُ *** وكَلّمْني فَما حَرُمَ الكَلامُ.
فيقول الشاعر/
جبران خليل جبران:
قد يمارون
بالكلام إباء *** وبهم غير ما يبين الكلام.
ويضيف الشاعر/
ابن مقبل:
ولوْ كلَّمَتْ
دهماءُ أخرسَ كاظِماً *** لَبَيَّنَ بالتّكْليمِ أَوْ كَادَ يُفْصِحُ.
يقول الشاعر/
أبو فراس الحمداني:
وَإني
لَلصّبُورُ عَلى الرّزَايَا، *** وَلَكِنّ الكِلامَ عَلى الكِلامِ.
ويضيف الشاعر/
أبو العلاء المعري:
وما كانتْ
كِلامُ السّيفِ، يوماً، *** لتَبلُغَ مثلَ ما بلَغَ الكَلام.
ويقول الشاعر/
جرير:
يَحْسَرُ مَنْ
تَرَكْتَ فلَم تُكَلِّمْ، *** وَيغْبَطُ مَنْ تُرَاجِعُهُ الكَلامَا.
فيضيف الشاعر/
محمد بن حازم الباهلي:
متى يتكلَّمْ
يلغ حسنُ كلامهِ *** وإنْ لمْ يقلْ قالوا عديمُ بيانِ.
فيقول الشاعر/
عرقلة الكلبي:
ما كلام
الوشاة ِ إلا كلامُ *** وحَمامُ الأَراكِ إِلاّ حِمامُ.
فيضيف الشاعر/
ابن الخياط:
فَلا تعدِلْ
إلى الواشِينَ سمْعاً *** فإنَّ كلامَ أكثرِهِمْ كِلامُ.
ويقول الشاعر/
الشريف المرتضى:
أعِذْنيَ من
قولِ الوُشاة ِ ومعشَرٍ *** لهمْ كلماتٌ حشوهنّ كلامُ.
فيضيف الشاعر/
ابن حيوس:
يبثُّ منْ
كلماتهِ الفقرَ الَّتي *** ملأتْ قلوبَ الحاسديهِ كلوما.
فيقول الشاعر/
الشريف المرتضى:
ألقَى كلاماً
لم يَضِرْني وانثنى *** وندوبه في جلده وكلامهُ.
فيقول الشاعر/
البحتري:
لا بُدَّ مِنْ
كَلِمٍ يَسِيرُ، ورُبَّمَا *** جَازَي الفَعَالَ نما جَناهُ كَلامُ.
فيضيف الشاعر/
ابن الرومي:
وأنت الذي
يدعو الكلامَ بقدرة ٍ *** فيأتيه وَحْشي الكلامِ وآنسُه
تكاد تعوق
الشعرَ عنك عوائق *** إذا قاسه يوماً بشعرك قائسه.
فيقول الشاعر/
الشريف المرتضى:
إذا التوى
الكلمُ الفصيحُ على امرئٍ *** يوماً فأحرارُ الكلامِ عبيدي.
فيضيف الشاعر/
المتنبي:
وَهَبني قُلتُ هَذا الصُبحُ لَيلٌ ***
أَيَعمى العالَمونَ عَنِ الضِياءِ
وهاجي
نَفْسِهِ مَنْ لم يُمَيّزْ *** كَلامي مِنْ كَلامِهِمِ الهُراءِ.
فينبري
الشاعر/ السري الرفاء؛ قائلا:
إنْ عَزَّ
موجودُ الكلامِ عليهما *** فأنا الذي وقفَ الكلامُ ببابي
أو يَهبُطا من
ذَلَّةٍ فأنا الذي *** ضُربَتْ على الشَّرَفِ المُطِلِّ قبابي
كم حاولا
أمدِي فطالَ عليهما *** أن يُدرِكا إلاّ مثار تُرابي.
فيضيف الشاعر/
الشريف المرتضى:
وأى ُّ كلامٍ
لم يكنْ بمفاخرٍ *** سبقتْ بها سِلْكاً فليسَ كلامي.
فيقول الشاعر/
ابن حيوس:
تَوَلَّجَ فِي
مَسَامِعِهِمْ كلاَماً *** وَصَارَ إِلى قُلُوبِهِمُ كِلاَما.
فيضيف الشاعر/
جبران خليل جبران:
هل بح صوت
فخارنا وكلامه *** في كل قوم فوق كل كلام
زيدوا وسائلكم
ليرقى فنكم *** ويعز بالغرض البعيد السامي.
ويختتم
الشاعر/ البرعي ندوتنا (الافتراضية) عن (الكلام)؛ قائلا:
كلام بلا نحو
طعام بِلا ملح *** وَنحو بلا شعر ظلام بلا صبح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو
النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر