مفهوم (الفكرة) من منظور شعري
بقلم/ مجدي
شلبي (*)
ضيوف ندوتنا
(الافتراضية) اليوم؛ 19 شاعرا من فحول الشعراء العرب؛ وهم:
أبو تمام ـ ابن
حيوس ـ أبو القاسم الشابي ـ أبو العلاء المعري ـ حيدر بن سليمان الحلي ـ جبران
خليل جبران ـ عبد الغفار الأخرس ـ الحكم بن أبي الصلت ـ محيي الدين بن عربي ـ أسامة
بن منفذ ، ابن سهل الأندلسي ـ ابن الرومي ـ ابن نباتة المصري ـ كشاجم ـ الشاب
الظريف ـ حذيفة العرجي ـ البرعي ـ أبو حيان الأندلسي ، أبو العتاهية.
يبادر الشاعر/
أبو القاسم الشابي؛ في بداية ندوتنا (الافتراضية)؛ بقوله:
أَوَدُّ أَنْ
أَحيا بفِكْرَةِ شاعرٍ *** فأَرى الوُجُودَ يضيقُ عَنْ أَحلامي.
فيرد الشاعر/
أبو تمام:
تذكر وفكّر في
الذي أنت صائرٌ *** إليه غداً إن كنتَ ممن يفكّرُ.
فيقول الشاعر/
أبو العلاء المعري:
لقد تفكّرتُ
في الدّنيا وساكنِها، *** فأحدَثَ الفكرُ أشجاناً وتأريقا.
فيرد الشاعر/
جبران خليل جبران:
كل ما في
الحياة حسا وفكرا *** هو حس في أصغريك وفكر.
ويضيف الشاعر/
عبد الغفار الأخرس:
ذكيٌّ ثاقب
الأفكار ذهناً *** فلم يصلد له بالفكر زند.
ويكمل الشاعر/
ابن حيوس:
وإذا همُ
افتكروا وضلَّ رشادهمْ *** أوضحتَ غيرَ مفكِّرٍ ما أشكلا.
فيقول الشاعر/
الحكم بن أبي الصلت:
أبدعه رب فكرة
بعدت *** غايتها أن تقاس بالفكر
فاستوجب الشكر
والثناء به *** من كل ذي فطنة من البشر
فهو لذي اللب
شاهد عجب *** على اختلاف العقول والفطر.
فيكمل الشاعر/
حيدر بن سليمان الحلي:
بدايعُ أفكارٍ
لها الصِيدُ أذعنت *** وفي حجبِ الأفكارِ عنهم تحصَّنت.
فيضيف الشاعر/
جبران خليل جبران:
خلدته في مسمع
الدهر، *** له صدى في القلب والفكر
لكنه مشج
بترجيعه; *** لما جرى في ذلك القفر.
فيقول الشاعر/
محيي الدين بن عربي:
اعلمْ بأنَّ
ذوي الأفكارِ في عمهٍ *** فكنْ من الفكرِ يا هذا على حذرِ.
فيضيف الشاعر/
أبو العلاء المعري:
وقد أمَرنا
بفكْرٍ في بدائعِهِ، *** وإن تفكّرَ فيهِ مَعشَرٌ لحدوا.
فيوضح الشاعر/
محيي الدين بن عربي؛ قائلا:
العلمُ بالله
لا ينالُ *** لكن بتوحيدِه يُنالُ
فليس للعقلِ
يا خليلي *** بالفكر في ذاته مجال
لأنه واحدٌ
تعالى *** ليس له في النهى مثال
قد حرم الفكر
فيه شرعا *** فالفكر في ذاته محال
غايته العجز
إن تناهى *** فعجزه ذلك الكمال
فما ترى فيه
من جدال *** فإنه كله ضلال.
فيقول الشاعر/
عبدالغفار الأخرس (بتصرف):
عصمة للأفكار
من خطأ الرأ *** ي وهادٍ للفكر من أن يضلاّ
عيال ذوو
العقول عليه *** في أُمور (لا تجوز شرعا) وعقلا.
فيضيف الشاعر/
محيي الدين بن عربي:
ببيتُ التفكرِ
بيتُ العنكبوتِ وبيتُ *** الكشفِ عندهمْ في فكرهم واهي.
فيصف الشاعر/
أسامة بن منفذ أفكارهم الواهية تلك، بقوله:
يزيدُ
سامِعَها تكرارُها شغَفا *** بها وكم جلب التكرير من سأم.
فيرد الشاعر/
ابن سهل الأندلسي:
لما تكررَ
كلَّ حينٍ حمدهُ *** نسيَ الورى ثقلَ الحديثِ مكررا.
فيقول الشاعر/
ابن الرومي:
يا حسن الوجه
والشمائل إن *** ردَّد فيه مردِّدٌ نظره
يا حسن الهدْي
والخلائق إن *** كرَّر فيه مُكرر فِكرَه.
فيضيف الشاعر/
ابن نباتة المصري:
يحلو اذا (ما)
كررته وحسبكم *** بالسكر المصري حين يكرر.
فيقول الشاعر/
كشاجم:
وتفكَّرتُ في
الهدايا وفيما *** بعثَ الفكرُ من لَطيفِ المَعاني.
فيضيف الشاعر/
الشاب الظريف؛ متأثرا:
كَمْ بِتَّ
تَفْكُر بُغْضاً كَيْف تُسْخِطُني *** وَبِتُّ أَفْكرُ حُبّاً كَيْفَ أُرْضِيكَا.
فيقول الشاعر/
حذيفة العرجي:
أنا خلاصَةُ
أفكارٍ معقَدةٍ *** أرادها اللهُ من ماضٍ ومن آتِ
وأغلِبُ
الكونَ، إلا الذاتَ تغلبُني *** ولستُ أدري لماذا الذاتُ، بالذاتِ؟.
فيوضح الشاعر/
البرعي:
إذا همَّ وهمُ
الفكرِ إدراكَ ذاتهِ *** تعارضَ أوهامٌ عليهِ وأفكارُ.
فيقول الشاعر/
أبو حيان الأندلسي:
ما لِقَلبي
مُقَسَّم الأَفكارِ *** وَكَأن قَد حُشِيَ بِجَمرَةِ نارِ
قَد دَهَتني
مِن الزَمانِ خُطوبٌ *** ضاقَ عَن حَملِها جَميلُ اِصطِباري.
فيقول الشاعر/
أبو العتاهية:
إِذا المَرءُ
كانَت لَهُ فِكرَه *** فَفي كُلِّ خَيءٍ لَهُ عِبرَه
وَكُلُّ
اِمرِئٍ فَلَهُ جَوهَرٌ *** تُكَشِّفُ مَكنونَهُ الخِبرَه.
فيختتم ندوتنا
الافتراضية الشاعر/ ابن عنين؛ قائلا:
فَديتُ فَتىً
ما زالَ ثاقِبُ فِكرِهِ *** يُقَلّدُ دراً مِن نَفائِسِ نظمِهِ
فَلا زالَ في
كُلِّ الأُمورِ مُظَفَّراً *** بِطولِ أَياديهِ وَصادِقِ عَزمِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو
النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر