مفهوم الفنون
عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ندوتنا (الافتراضية) اليوم عن
الفنون بأنواعها المتعددة؛ نبدأها بالفنون السبعة: (فن العمارة ـ فن الرسم ـ فن
النحت ـ فن الموسيقى ـ فن الشعر ـ فن الرقص ـ فن السينما)؛ فيبدأ الشاعر الطرماح؛
قائلا:
دعيُّ حرامٍ، والحرامُ عمارة ٌ *** متابعة ٌمنْ كانَ خسفاً يسومُها
ـ ويضيف الشاعر أبو العتاهية:
وكل سَلامَة ٍ تَعِدُ المَنَايَا؛ *** وكلُّ عِمارَة ٍ تَعِدُ الخَرابَا
ـ فينقلنا الشاعر جميل بثينة إلى فن الرسم:
رسمِ دارٍ وقفتُ في طَلَلِهْ، *** كدتُ أقضي، الغداة َ من جللهِ
ـ فيكمل الشاعر مهيار الديلمي:
جرتْ مع الرسم لي محاورة ٌ *** فهمتُ منها ما قاله الرسمُ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
يُخَبِّرك أنَّ الموتَ رَسْمٌ مؤبد *** ولن تعدو الرسمَ القديم الذي رسَمَ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
إن كان للمشجياتِ رسمٌ *** إني تمثالها المقامْ
ـ فيلتقط الشاعر الطرماح الخيط ليحدثنا عن فن النحت؛ فيقول:
تخيَّرَ منْ سرارة ِ أثلِ حجرٍ *** ولاحكَ بينَهُ نحتُ القيونِ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
نحت فيداس حير الناس حتى *** لغدت تدعي الحياة الصخور
ـ فيربط الشاعر البحتري بين فن النحت وفن الشعر؛ قائلا:
عَليّ نَحْتُ القَوَافي مِنْ مَقَاطِعِها، *** وَمَا عَليّ لَهُم أنْ
تَفهَمَ البَقَرُ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
إذا المعدن الصافي دعا الشعرَ مرةً *** بذلنا له من أجود الشعرِ معدنا
ـ فيقول الشاعر علي بن محمد التهامي؛ متباهيا:
من الشعر في الحضيض حضيضٌ *** ومن الشعر في الكواكب شعرى
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
إن كان بعض الشعر هذا شأنه *** ما الشعر كل الشعر محض خيال
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
في الشعر وهو سقيم الشعر والنسبِ *** الحظُّ أعمى ولولا ذاك لم نَرَهُ
ـ فيربط الشاعر بدوي الجبل بين فن الشعر وفن الموسيقى؛ فيقول:
سكر الشعر من سلافي و عبّت *** من دناني فجنّت الموسيقا
ـ فيضيف الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
ولحونٍ حارَ فيها معبدٌ *** وله علمٌ بِموسيقى الهَديل
ـ فيلتقط الشاعر صفي الدين الحلي الخيط ليحدثنا عن فن الرقص؛ فيقول:
وكم لدينا بها شادٍ وشادية ٍ *** تشجي، وراقصة ٍ تعصو ورقاصِ
ـ فيكمل الشاعر صفي الدين الحلي:
وتعربُ الرقصَ من لحنٍ فتلحقهُ، *** ما يلحقُ النحوَ من حذفٍ وتقديرِ
ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:
ما حركتهُ نسيمُ الرقصِ من مرحٍ *** إلاَّ وماجَتْ به أمواجُ أردافِ
ـ فينقلنا الشاعر أبو الفضل بن الأحنف من فن الرقص إلى فن التصوير (حيث لم
تكن السينما معروفة لديهم)؛ فيقول:
ومثقلة ِ الأردافِ مهضومة ِ الحشا *** لصورتها في الحسنِ فضلٌ على الصورْ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
هكذا التصوير أحيا ما يرى *** هكذا التطريب مؤتا أو أحرا
من كل مفخرة تصور حسنهم *** فيراه في تصويرها الأشهاد
ـ فيقول الشاعر البحتري:
كأنّما أبْدَعَ، في تَشْهِيرِهَا، *** مُصَوِّرٌ حَسّنَ مِنْ تَصْوِيرِهَا
ـ فيشير الشاعر جبران خليل جبران إلى أن الفنون ليست قاصرة على تلك السبعة
فنون فقط؛ فيقول:
أتى هذا الزمان بألف لون *** جديد في الفنون وفي العلوم
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
إذا فرغوا من فنون خلت *** أتوا بعدها بفنون أخر
ـ فيقول الشاعر الواواء الدمشقي:
ألوانها شتى الفنونِ وَإنما *** غذيتْ بماءٍ واحدٍ منْ منهلِ
ـ فيقول الشاعر الخُبز أَرزي:
تلك الفنون إذا اجتمع *** نَ فهنَّ مجتمع السرورِ
ـ فيؤكد الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني على أهمية الفنون؛ فيقول:
وإني لا درى إن للعيش مطلباً *** ولكن غايات الحياة فنون
ـ فيحدثنا الشاعر ابن معتوق عن فنون الفخر باعتبارها أول فنون الأدب؛ فيقول:
إذا عدّت فنونُ الفخرِ يوماً *** فَمَفْخَرُهُ مُقَدَّمَة ُ الفُنُونِ
ـ فيضيف الشاعر ابن نباتة المصري:
و حسبك يا فرع السيادة والعلى *** فنونٌ أضاءت في الفخار وأفنان
ـ فيقول الشاعر أبو نواس:
فما لُمتُ قيسًا بعدها في قُتَيْبَة ٍ *** و فخرٍ بهِ، إنَّ الفخارَ فنونُ
ـ فينقلنا الشاعر الخُبز أَرزي إلى فنون الغزل؛ فيقول:
حيَّرتنا تلك العيونُ الكحيلا *** تُ ومن تحتها فنونٌ لطافُ
ـ فيضيف الشاعر ابن النبيه:
أجفانه شرك القلوب كأنما *** هاروت أودعها فنون فتونه
ـ فيقول الشاعر ابن زيدون:
يا غزالاً جمعَتْ فيهِ، *** منَ الحسنِ، فنونُ
ـ فيصرح الشاعر جبران خليل جبران، دون تحفظ؛ قائلا:
في صدره بحر فنون كلها *** فرائد لطالب التحصيل
ـ فيبتسم الشاعر ابن زيدون، محاولا تبرير قوله:
وجوهُ الّلفظِ شتّى ، *** وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ
ـ ويبدع الشاعر أحمد شوقي في التماس العذر له؛ فيقول عنه:
(إنه) يُجَلُّ قدْرُ قِلادة ٍ في صدره *** وله القلائدُ سمطها الإلهام
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
لو تأملتَ في علوم حراها *** قلتَ هاتيك منحة الإلهام
ـ فيقول الشاعر ابن حيوس؛ ساخرا:
كمْ أخذتْ بي في فنونٍ كثيرة ٍ *** مساعيكَ لمَّا رُمتُ منْ وصفها فنّا
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
تلفَّتَتِ الفنونُ وقد تَوَلَّى *** فلم تجد النصيرَ ولا الوليّا
ـ فيضيف الشاعر ابن شهاب:
خدم المعارف والعلوم وألف الكتب *** النفسية في الفنون ورتبا
فتجاذبوا فيها الفنون فتلكم *** أم ونعم الأكرمون عيالها
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
لولاه في أولى الليالي لم تكن *** لهم فنون جددت وعلوم
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وتَفَنُّنُ الورقاء في أفنانها *** ينبيك أنَّ الورق ذات فنون
بكلّ قصيدٍ يحسُد العقد نظمها *** تفنَّنَ فيها المادحون تفنّنا
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
في كل فن من فنون قريضه *** ما زال فوق مطامع النظراء
فنون ثقافة رعيت وصينت *** فزال الريب وانتعش الرجاء
ـ فيكمل الشاعر بدوي الجبل:
أبدعت هذا العقل نعمى قطافها *** فنون كأطياب الهوى وعلوم
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
(من) شتى العلوم وشتى الفنون *** تألف منهن عقد نضيد
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
وانطوى في شذى الرّبيع و قد *** ضمّ فنون العبير عطر الورد
ـ فيعيد الشاعر عبد الغفار الأخرس الأمر إلى أصله؛ فيقول:
إنَّك يا ربَّ المكارم والعلى *** تفَنَّنْتَ بالفعل الجميل تَفَنُّنا
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران:
وأوحى إليهم من أفانين بره *** أفانين ما في العالمين من البر
وعلم الطير في أفنان روضتها *** شتى الأفانين من شدو وتغريد
ـ ويكمل الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
مرجعة فوق الغصون حمامها *** فنون هدل بين أفنانها الهدل
ـ ويضيف الشاعر ابن شهاب:
وعليها عاكفات الطير تتلو *** فنون السجع في أفنانها
ـ فيقول الشاعر حيدر بن سليمان الحلي:
وطائر البشرِ غدا مُغرِّداً *** يبدي فنونَ سجعِه على فَنن
ـ فيضيف الشاعر ابن زمرك:
واسمعتها فنون السحر مبدعة *** ورق الحمام وغناها مغنيها
ـ فيقول الشاعر محمد إقبال:
وأي عود ذي فنون تسحر *** نغمات الأمس فيه تؤثر
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
بك ردت إلى الفنون حياة *** فارقتها في مصر منذ عصور
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
حويت ذرا المجد لما حويت *** فنون العلوم وأفنانها
ـ فيكمل الشاعر أحمد شوقي:
تفننت قبل خلق الفن، وانفجرت *** علماً على العُصُرِ الخالي وعِرفانا
خَطَّتْ يداكَ الرَّوْضَة َ الغَنَّاءَ *** وفرغتَ من صرحِ الفنونِ بناءَ
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
ذوق سليم في الطرائف والحلى *** يهوى الفنون وينكر التزويقا
ـ ويقول الشاعر ابن زيدون:
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً *** قِطَافُها، فَجَنَيْنَا
مِنْهُ ما شِينَا
ـ فيوجه الشاعر أحمد محرم تحذيرا من مخاطر الإرهاب وما يصنعه أهل الشر من
تعويق لمسيرة البناء؛ فيقول:
تفنن في المهالك موقدوها *** وبعض تفنن الحذاق موق
ويح المعارف والفنون فإنهم *** جعلوا الشرور معارفاً وفنونا!
ـ فيضيف الشاعر ابن نباتة المصري؛ قائلا:
(يامصر) جن الذي يبغي مقامك في العلى *** ويروم شأوك والجنون فنون
ـ وهنا تشدو سيدة الغناء العربي بكلمات الشاعر أحمد رامي وألحان رياض
السنباطي:
مصر التي في خاطري وفي فمي *** أحبها من كل روحي ودمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر