ترحموا على حمدي شلبي رائد الثقافة
الجماهيرية في منية النصر
بقلم/ مجدي شلبي (*)
لقد استطاع الراحل الكبير أ/ حمدي شلبي (الشاعر والمؤلف والمخرج) أن يبدع ثقافة
جماهيرية في منية النصر، قبل سنوات من إنشاء بيت ثقافة فيها.
وكان لمركز شباب منية النصر ـ وقتها ـ الدور الكبير في دعم النشاط الثقافي
الذي كان يقوم به هذا الرجل، بإخلاص وحب منقطع النظير.
ورغم أنه لم يكن أول شاعر في منية النصر ـ في العصر الحديث ـ فقد سبقه
الشاعر والزجال الكبير الحاج/ سليمان الصواف؛ إلا أن الشاعر حمدي شلبي لم يكتف
بإلقاء الشعر في الحفلات والمناسبات العامة فقط، ولكن أضاف إلى إبداعه الشعري
إبداعا في مجال آخر: هو الإبداع المسرحي كتابة وتمثيلا وإخراجا؛ فعرفت وشاهدت منية
النصر ـ عن طريقه ـ لأول مرة في تاريخها (المسرح الجماهيري)؛ حيث قدم عددا ـ غير
قليل ـ من المسرحيات الهادفة، أشهرها مسرحية (العمل شرف) التي تُعد بحق أحد النماذج
الناجحة للمسرح الشعري.
وقد تعلم منه وسار على دربه عديد من المبدعين في مختلف المجالات الأدبية
والفنية؛ ففي مجال الشعر؛ تأثر به وتعلم منه وسار على دربه:
أ/ عبدالعظيم طرابيه ـ أ/ السيد شبانة ـ أ/ عبدالوهاب منصور ـ أ/ ياسر
عبدالعظيم ـ أ/ محمد عبدالشافي...
وفي مجال التمثيل والإخراج المسرحي تأثر به وتعلم منه وسار على دربه:
أ/ محمود هاشم ـ أ/ زيد الوصيف...
ولأن الرجل رحل عن دنيانا (الجمعة 1/1/1999)؛ وجب من باب الوفاء أن نترحم
عليه، ذاكرين للأجيال الحالية ما قدمه هذا الرائد من جهود ـ بكل تواضع ودون انتظار
لتكريم أو حتى كلمة شكر ـ فلا أقل من أن نترحم عليه، ولا ننسى ـ أو نتناسى ـ أنه كان
ملهما لمبدعينا الحاليين، غارسا في نفوسهم عشق الأدب والفن؛ فأثمر الغرس وأينع،
وأبدع السائرون على دربه وأضحوا علامات فارقة في المشهد الثقافي.
ستظل ذكراك باقية في نفوس المخلصين يا أستاذ حمدي، وستظل رمزا للثقافة في
بلدنا منية النصر، ونعتبر كل نجاح يحققه تلاميذك؛ هو نجاح لك، وشاهد ودليل على
ريادتك التي لا ينازعك فيها أحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر