ثنائية الراحة والشقاء من منظور شعري
1ـ مفهوم الراحة عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر نجم الدين أبو
محمد عمارة بن أبي الحسن بن علي بن زيدان بن أحمد الحكمي اليمني، المعروف بـ (عمارة اليمني)، ولد في مدينة
مرطان اليمنية عام 1121 م، وتوفي في القاهرة عام 1174 م، وها هو يتقدم (افتراضيا) نحو المنصة؛ قائلا
(بتصرف):
فرض على الشعر
أن يبدا بما يجب *** بصدق ما أودعت من ذكره الكتب
ـ فيضيف الشاعر
أبو القاسم الشابي:
يا ربَّةَ
الشِّعرِ والأَحلام غنِّيني *** فقد سَئِمْتُ وُجومَ
الكونِ مِنْ حينِ
إنَّ
اللَّيالي اللَّواتي ضمَّختْ كَبِدِي *** بالسِّحْرِ
أَضْحتْ مع الأَيَّامِ ترميني
نَاختْ بنفسي
مآسيها وما وَجَدَتْ *** قلباً عطوفاً يُسَلِّيها
فَعَزِّيني
ـ فيكمل الشاعر
عمر بن أبي ربيعة:
يا قَلبِ
أَخبِرني وَفي النَأيِ راحَةٌ *** إِذا ما نَوَت
هِندٌ نَوىً كَيفَ تَصنَعُ
أَتُجمِعُ
يَأساً أَم تَحِنُّ صَبابَةً *** عَلى إِثرِ
هِندٍ حينَ بانَت وَتَجزَعُ
ـ فيقول الإمام الشافعي:
ما في
المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ *** مِن راحَةٍ
فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ
سافِر تَجِد
عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ *** وَاِنصَب فَإِنَّ
لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ
إِنّي رَأَيتُ
وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ *** إِن ساحَ طابَ وَإِن
لَم يَجرِ لَم يَطِبِ
ـ فيقول الشاعر
البحتري:
وَذي راحَةٍ
مِثلَ صَوبِ الغَما *** مِ لَيسَ لَهُ في
العُلا مُؤنِسُ
أَقولُ لَهُ
عِندَ تَوديعِنا *** وَكُلٌّ بِحاجَتِهِ
مُبلِسُ
لَئِن قَعَدَت
عَنكَ أَجسامُنا *** لَقَد سافَرَت مَعَكَ
الأَنفُسُ
ـ فيضيف الشاعر
ابن داود الظاهري:
وإني لأدري أن
في الصبر راحةً *** ولكن إنفاقي علي من
الصبر
فلا تطف نار
الشوق بالشوق طالباً *** سلواً فإن الجمر يسعر
بالجمر
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
وَقَلَّبتُ
أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً *** إِذا البَينُ أَنساني
أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ
فَعُدتُ إِلى
حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها *** لَها الذَنبُ لا تُجزى
بِهِ وَلِيَ العُذرُ
ـ فيضيف الشاعر
ابن طاهر:
طلب الراحة في
الدنيا محال *** وأرى الأنس بها عين النكال
وأقل العيب
فيها أنها *** دار موت وانتقال وزوال
كيف ترضاها
وتستوطنها *** وهي لم تخلق محلا للحلال
فاز بالراحة
من يتركها *** راحة الدنيا مع أهل الكمال
راحة الدنيا
مع أهل الرضا *** غنموا بالأنس حالا ومآل
ـ فيقول علي
بن أبي طالب:
وَلَو أَنّا
إِذا مُتنا تُرِكنا *** لَكانَ المَوتُ راحَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنّا
إِذا مُتنا بُعثِنا *** وَنُسأَلُ بَعدَ ذا عَن كُلِ شَيءِّ
ـ فيقول الشاعر
الحلاج:
ما وَجدتُ
لِقَلبي راحَةً أَبَداً *** وَكَيفَ ذاكَ وَقَد
هُيّيتُ لِلكَدَرِ
لَقَد رَكِبتُ
عَلى التَغريرِ وَاِعجَبا *** مِمَّن يُريدُ النَجا
في المِسلَكِ الخَطِرِ
كَأَنَّني
بَينَ أَمواجٍ تُقَلِّبُني *** مُقَلِّباً بَينَ
إِصعادٍ وَمُنحَدَرِ
الحُزنُ في مُهجَتي
وَالنارُ في كَبِدي *** وَالدَمعُ يَشهَدُ لي
فَاِستَشهِدوا بَصَبري
ـ فيتساءل الشاعر
عبد الغفار الأخرس سؤالا استنكاريا:
وهل ظنَّ أنَّ
الدّمعَ يعقب راحة *** من الوَجد حتَّى خيَّبته ظنونه
ـ فيضيف الشاعر
المعتمد بن عباد:
أَما لانسكابِ
الدَمعِ في الخَدِّ راحَةٌ *** لَقَد آنَ أَن يَفنى وَيَفنى بِهِ الخَدُّ
هَبُوا
دَعوَةً يا آلَ فاسٍ لِمُبتَلٍ *** بِما مِنهُ قَد عافاكُمُ الصَمَدُ الفَردُ
ـ فيقول الشاعر
ابن نباتة المصري:
وقال أناسٌ إن
في الدمع راحة ً *** وتلك لعمري راحة ٌ قد نكرتها
سلامٌ على
الدنيا فقد رحلَ الذي *** تطلبتها من أجله
وأردتها
ـ فيقول الشاعر ابن
الرومي:
وما راحةُ المرزوءِ في
رُزءِ غيره *** أمُشرِكُهُ في حمل ما قد تحملا
كِلا حاملي أوقِ
الرزيةِ مثقلٌ *** وليس مُعيناً مثقلُ الظهر مُثقلا
ـ فيضيف الإمام
الشافعي:
إِذا المَرءُ
لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً *** فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ
أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ *** وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ
مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ *** وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم
يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً *** فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
ـ فيقول الشاعر الصاحب بن
عباد:
حِفظُ
اللِسانِ راحَةُ الاِنسان *** فَاِحفَظهُ حِفظَ الشُكرِ لِلاِحسانِ
ـ ويقول الإمام الشافعي:
أَرى راحَةً
لِلحَقِّ عِندَ قَضائِهِ *** وَيَثقُلُ يَوماً إِن
تَرَكتَ عَلى عَمدِ
ـ فيضيف الشاعر
أحمد شوقي:
أُعِدَّتِ
الراحَةُ الكُبرى لِمَن تَعِبا *** وَفازَ
بِالحَقِّ مَن يَألُهُ طَلَبا
وَلَن تَرى
صُحبَةً تُرضى عَواقِبُها *** كَالحَقِّ وَالصَبرِ
في أَمرٍ إِذا اِصطَحَبا
ـ فيكمل الشاعر
ابن علوي الحداد؛ ناصحا:
فاصبر هداك
اللَه صبر الأتقيا *** ء الأبريا الثابتين لدى الغير
واعلم بأن
الكون مطبوع على التك *** دير والتغيير فامعن للنظر
واغنم زمانك
راحة وتروحا *** ودع الهموم فإنها محض الضرر
وادخل ميادين
التوكل والرضا *** واشكر على ما ساء من حال وشر
واقتد بتاج الأصفيا
علم الهدى *** زين الوجود محمد خير البشر
ـ فيضيف الشاعر
ابن علوي الحداد:
نَحنُ في روحِ
وَراحِهِ *** وَحَبورِ وَاِستِراحِهِ
نِعمَةَ
الإِسلامِ أَعلى *** نِعمَةٍ حَلَّت بِساحِهِ
ـ فيقول علي
بن أبي طالب:
هَوِّنِ
الأَمرَ تَعِش في راحَةٍ *** كُلَّ ما هَوَّنَت إِلّا سَيَهونُ
لَيسَ أَمرُ
المَرءِ سَهلاً كُلّهُ *** إِنَّما الأَمرُ سَهولٌ وَحَزونُ
تَطلُبُ
الراحَةَ في دارِ العَنا *** خابَ مِن يَطلُبُ شَيئاً لا يَكونُ
ـ فيضيف الشاعر
أبو الحسين الجزار:
لي عجزٌ أراحَ
قلبي من الهمِّ *** ومن طول فكرتي في المُحال
طابَ عيشي
والحمد لله إذ *** كنتُ له حامداً على كل حال
راحةُ السرِّ
في التخلُّف عن *** كلِّ محل أضحى بَعيدَ المنال
ـ فيقول الشاعر ابن سناء الملك:
يا بعيدَ
المنالِ وهْو قَريبٌ *** وقريبَ الإِحْسانِ وهْوَ بَعِيدُ
ـ فيضيف الشاعر أبو مدين التلمساني:
أنت المحجّه
والدليل *** من ذا يطيق عنك البعاد
يا راحة
القلبِ العليل *** فيكَ اجتمع كلّ المراد
أرقَدتَ في
قلبي هواك *** وقلتَ لي إيّاك تبوح
أم كيف لي أرى
سواك *** وأنتَ لي جسمٌ وروح
ـ فيكمل الشاعر
ابن نباته المصري:
وأخافني فيك
العذولُ وما درى *** إني لجودك في الهوى أتشوّق
قسماً بمن جعل
الأسى بك لذةً *** والدمع راحة من يحبّ ويعشق
إن العذول هو
الغني وأن من *** يفني عليك حياته لموفّق
لي من نصيب
هواك سهمٌ وافرٌ *** وسهام سحر من جفونك
ترشق
يمتار من دمعي
عليك ذوو البكا *** فاعجب له من سائلٍ
يتصدّق
ـ فيقول الشاعر
محمد المعولي:
فقلت أتبكي في
اللقاءِ وفي النوى *** فقال كلا الحالين فيه
متالفُ
فقلت فهلْ من
راحةٍ قال لي فلا *** أرَى راحةً إلا لمن
يؤالفُ
شدائدُ شتَّى
والحبيبُ مساعفٌ *** فكيفَ به إذْ كان وهْو
مخالِفُ
فما ساءَنا
سوءا ولا سامَنا أذَى *** من الخلق إلا من نرَى ونؤالفُ
فإني رأيتُ
البعد سعداً لمن نأى *** عن الناس او من لم
تمله المآلفُ
ـ فيضيف
الشاعر ابن الفارض:
لا ذُقْتُ
يوماً راحةً من عاذلٍ *** إنْ كنتُ مِلْتُ لقِيلهِ ولِقاله
فَوَحَقّ طيبِ
رضَى الحبيب ووَصلِهِ *** ما مَلّ قلبي حُبّهُ لمَلاله
واهاً إلى ماء
العُذَيْب وكيفَ لي *** بحَشَايَ لو يُطْفَى بِبَرْدِ زُلاله
ـ فيقول الشاعر
عمر الأنسي:
راحة كَم
جَلَبَت مِن راحة *** لَكَ في راحة مَعسول الرضابِ
علّنا مِن
بَعد نَهل فَشَفى *** علّة الصابي بِتَعليل المصابِ
وَلَقَد غَنّى
فَأَغنانا عَن النـ *** ناي وَالعود وَهند وَالرَباب
وَكَفى ما
وَكف الدَمع فَقَد *** بَلغ السَيل إِلى أَعلى الرَوابي
ـ فيصرح الشاعر
ابن زيدون؛ معاتبا:
سَأُحِبُّ
أَعدائي لِأَنَّكِ مِنهُمُ *** يا مَن يُصِحُّ بِمُقلَتَيهِ وَيُسقِمُ
أَصبَحتَ
تُسخِطُني فَأَمنَحُكَ الرِضى *** مَحضاً وَتَظلِمُني فَلا أَتَظَلَّمُ
يا مَن
تَآلَفَ لَيلُهُ وَنَهارُهُ *** فَالحُسنُ بَينَهُما مُضيءٌ مُظلِمُ
قَد كانَ في
شَكوى الصَبابَةِ راحَةٌ *** لَو أَنَّني أَشكو إِلى مَن يَرحَمُ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
ذقتُ الطعوم
فما التذذت كراحةٍ *** من صحبة الأشرار
والأخيارِ
أما الصديق فلا
أُحب لقاءهُ *** حذرَ القِلى وكراهة الإعوار
وأرى العدوّ
قذى فأكره قربهُ *** فهجرت هذا الخَلق عن
إعذار
أرني صديقاً
لا ينوء بسقطةٍ *** من عيبه في قدر صدر
نهار
أرني الذي
عاشرتَهُ فوجدتهُ *** متغاضياً لك عن أقل
عثار
ـ فيضيف الشاعر
عروة بن حزام؛ ناصحا:
في الوَحدَةِ
الراحَةُ العُظمى فَآخِ بِها *** قَلباً وَفي الكَونِ بَينَ الناسِ أَثقالُ
إِنَّ
الطَبائِعَ لَمّا أُلِّفَت جَلَبَت *** شَرّاً تَوَلَّدَ فيهِ القيلُ وَالقالُ
ـ فيكمل الشاعر
الشاذلي خزنه دار:
القول كالبرق
والأعمال كالمطر *** فاجعل مقالك برقا صادق الخبر
فلا يغرك دهر
في استطالته *** فانظر لماضيه تحكم فيه بالقصر
وفي اختلاف
الليالي ما يشير إلى *** أن الزمان وما يحويه في سفر
فليعلم الكل
أن لا بد من عدم *** للكون والحرص في الدنيا من الخور
فأسعد الناس
لو انصفت أزهدهم *** فازهد تجدر راحة فيها من الكدر
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
فلقد ركِبْتَ
الوَعَر غير مقصَّرٍ *** وقَطَعْتَ يومئذٍ
فدافد بيده
ولقد تَعِبْتَ
فخذ لنفسك راحةً *** واطلق عنان الأُنس من
تقييده
واسرح من
اللَّذات في مُتَنَزَّهٍ *** خَلَطَ الغرامُ ظِباءه
بأسوده
ـ فيقول الشاعر
الخبز أرزي:
إذا لم يكن في
الوصل رَوحٌ وراحةٌ *** هجرتُ وكان الهجر أشفى وأسلما
ـ فيضيف الشاعر ابن طاهر:
قلت الراحة في
هذا الزمن *** إن بقى شيء يكن بطن الخمول
والمتاعب
والمخاوف والحزن *** كلها بطن المظاهر
والفضول
إن ترد كل
المواهب والمنن *** فاتبع سنة سيدنا
الرسول
واترك الناس
ومل عنهم وعن *** كل ما هم فيه تظفر بالقبول
واطلب العلم
وخذ من كل فن *** منه ما استحسنه أهل العقول
والعمل بالعلم
مشروط لمن *** يبتغي القرب ويطلب للوصول
والزم الذكر
بسرك والعلن *** تحفظ الآن وفي حال القفول
يؤنسك في حين
موتك والكفن *** وكذا في القبر فاذكر ياغفول
ـ فيكمل الشاعر ابن طاهر:
عليك بذكر
الله يا طالب الأجر *** ويا راغبا في الخير
والفضل والبر
ـ فيقول الشاعر
مصطفى بن زكري:
يرزق الله من
يشاء بمقدا *** ر ولا يرزق الحجا والدهاء
وإذا كانت
الأمور بمقدا *** ر فحرص الفتى عليها شقاء
فدع الكدّ
واستلم راحة الرا *** حة واقنع بما قضاه القضاء
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
الحب باللوم
كالدنيا لصاحبها *** لم يخل من راحة فيها
ومن ملل
ودعتكم وفؤادي
خافق بيدى *** والبين يأخذ من حولي ومن حيلي
ـ فيكمل الشاعر ابن الوردي:
كَمْ مِنْ
صديقٍ صدوقِ الودِّ تحسبُهُ *** في راحةٍ ولديهِ
الهمُّ والنَّكَدُ
لا تغبطنَّ
بني الدنيا بنعمتهم *** فراحةُ القلبِ لم
يظفَر بها أحدُ
ـ فيقول الشاعر
مهيار الديلمي:
كم القعودُ
تحت أدراج الأذى *** فرصةَ مَن ضام ونهبَ مَن ظَلَمْ
تعدُّ كلّ
راحة ٍ قناعة ً *** وفي القنوع راحة ٌ ما لم تضمْ
ـ فيكمل علي بن أبي طالب؛ ناصحا:
فَاِقنَع فَفي
بَعضِ القَناعَةِ راحَةٌ *** وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَهوَ المَطلَبُ
وَإِذا
طَمِعتَ كُسيتَ ثَوبَ مَذَلَّةٍ *** فَلَقَد كُسِي ثَوبَ المَذَلَةِ أَشعَبُ
وَتَوَقَّ مِن
غَدرِ النِساءِ خِيانَةً *** فَجَميعُهُنَ مَكائِدٌ لَكَ تُنصَبُ
ـ فيقول الشاعر ابن الفارض:
وَاحَسرَتي
ضاعَ الزَّمانُ وَلَم أَفُز *** مِنكُم أُهَيلَ
مَوَدَّتي بِلِقاءِ
وَمَتى
يُؤَمِّلُ راحَةً مَن عُمرُهُ *** يَومانِ يَومُ
قِلىً ويَومُ تَنائي
ـ فيضيف الشاعر خليل مردم بك:
عسى ترين
راحةً *** من بعدِ طولِ التعب
يا حسرةً عَلَى
الأَديـ *** ـبِ والفتى المهذب
رنا إليه
دهرُه *** بوجهِه المقطَّب
ضاق عليه
وَحْدَه *** صدرُ الفضاءِ الأرحب
نهارُه
وَليلُه *** في سهرٍ وَنصب
فكفكفي يا
ميُّ من *** مدمعهِ المنسكب
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
وأنتِ وإنْ لم
نلق عندك راحةً *** أحبُّ إلينا من سواك
وأشغفُ
وسوّفتِنا
بالوصلِ منك وربّما *** قضى دون وصلٍ لم ينله
المسوِّفُ
وما الحبُّ
إِلّا ذلّةٌ وطماعةٌ *** جناها عليه فائلُ
الرّأي مُسرِفُ
ولولا الهوى
ما ذلّ ذو خُنْزُوانَةٍ *** ولا كان من لا يعرف
الضَّعْفَ يضعفُ
ـ ويختتم الشاعر الشهاب
السهروردي ندوتنا (الافتراضية)؛ منشدا:
فَإِلَى
لِقَاكُمْ نَفْسهُ مُرْتَاحَةٌ *** وَإِلَى رِضَاِكُمْ طَرَفِهِ طمَاح
عَوَّدُوا
بِنَوَرِ الْوَصْلِ مِنْ غَسَق الدُّجَى *** فَالْهَجْرُ لَيْلٌ وَالْوصَالُ
صَبَاح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/09/20/532856.html
