ثنائية الأُمومة والأُبوة من منظور شعري
1ـ مفهوم
الأمومة عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر التونسي أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي (أبو القاسم الشابي) الملقب بـ(شاعر الخضراء/
انتسابا إلى تونس الخضراء)، وها هو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ للمشاركة في ندوتنا؛
منشدا:
الأُمُّ تَلْثُمُ طِفْلَها وتَضُمُّهُ *** حرمٌ سَمَاويُّ الجمالِ مُقَدَّسُ
تَتَألَّهُ الأَفكارُ وهي جِوارَهُ *** وتَعودُ طاهرةً هناكَ الأَنفُسُ
حَرَمُ الحَيَاةِ بِطُهْرِها وحَنَانِها *** هل فوقَهُ حَرَمٌ أَجلُّ وأَقدسُ
بوركتَ يا حَرَمَ الأُمومَةِ والصِّبا *** كم فيكَ تكتملُ الحَيَاةُ وتَقْدُسُ
ـ فيضيف الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي:
قلبُ الأمومة ما يزال كبيرا
*** فمتى البنوَّة تحسن التقديرا
لو أبصر الأبناء من آبائهم
*** والأمهاتُ الحانيات صدورا
لاستنبتوا القبلات في أقدامهم
*** فُلاًّ ووردا ناضرا وزهورا
ـ فيقول الشاعر محمد إقبال:
إنما الأم علينا رحمة *** وإلى الرسل لديها نسبة
لفظة الأمة فيها نكت *** أترى فكرك فيها يثبت
إنما الأمة من وصل الرحم *** دونه أمر حياة لا يتم
قال خير الخلق وهو الحجة *** تحت رجل الأمهات الجنة
ـ فيعبر الشاعر محمد الشوكاني عن حزنه لما آلت إليه علاقة بعض الأبناء
بأمهاتهم؛ فيقول:
لِتَبْكِ عُيونُ العِلْمِ فَهْيَ جَديرَةٌ *** بِفَيْضِ دُموعٍ مُتْرَعاتٍ
مَوارِدُهْ
لِتَبْكِ عُيونُ الأُمهاتِ فإنّها *** غَدَتْ في عُقُوقٍ من بَنِيها
تُكابِدُهْ
ألا يا رَسولَ اللهِ قَوْمٌ تلاعَبَتْ *** بِهَدْيكَ وَهْوَ العَذْبُ فِينا
مَوارِدُهْ
ـ فيقول الشاعر الشاذلي خزنه دار؛ ناصحا هؤلاء:
ارع الأمومة فيمن كنت مجهدها *** حملا ووضعا وإرضاعا وأنت صبي
واعطف عليها التي شاطرتها كبدي *** عطف الشقيقين محفوظا من الوصب
أوصيكما بالذي أوصى الاله به *** فلترعياه وهذا غاية الأرب
ـ فيضيف الشاعر كريم معتوق:
أوصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ *** والشعرُ يدنو بخوفٍ ثم ينصرفُ
ما قلتُ والله يا أمي بقافيةٍ *** إلا وكان مقاماً فوقَ ما أصفُ
يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها *** غيمٌ لأمي عليه الطـيبُ يُـقتطفُ
والأمُ مدرسةٌ قالوا وقلتُ بها *** كل المدارسِ ساحاتٌ لها تـقـفُ
ها جئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي *** كأنما الأمُ في اللاوصفِ تتصفُ
إن قلتُ في الأمِ شعراً قامَ معتذراً *** ها قد أتيتُ أمامَ الجمعِ أعترفُ
ـ فيقول الشاعر معروف الرصافي:
هي الأخلاق تنبت كالنبات *** إذا ُسقِيَت بماء المكرُمات
تقوم إذا تعهّدها المُرَبّي *** على ساق الفضيلة مثمرات
وتسمو للمكارم باتِّساق *** كما اتّسقت أنابيب القناة
وتُنعش من صميم المجد روحاً *** بأزهار لها ُمتَضوِّعات
ولم أر للخلائق من محلِّ *** يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ *** بتربية ِ البنين أو البنات
وأخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً *** بأخلاق النّساءِ الوالداتِ
ـ فيضيف الشاعر محمد إقبال:
سيرة الأولاد صنع الأمهات *** وخلال الخير طبع الأمهات
إنما تنبت هذه الزهرات *** ناضرات في رياض الأمهات
ـ فيقول الشاعر إيليا ابو ماضي:
يا حَبَّذا الأُمَّهاتُ اللَواتي *** يَلِدنَ النَوابِغ وَالنابِغات
فَكَم خَلُدَت أُمَّةٌ بِيَراعٍ *** وَكَم نَشَأَت أُمَّةٌ في دَواة
أَنا شاعِرٌ أَبَداً تائِقٌ *** إِلى الحُسنِ في الناس وَالكائِنات
ـ فيضيف الشاعر ابن الساعاتي:
همُ أسرةُ المجد التليد فمنهمُ *** صدور النوادي أو صدور الجحافل
وهنَّ بناتٌ الفكر حتى إذا ثوتْ *** بناديك أضحتْ أمّهاتِ الفضائل
ـ فيقول الشاعر كريم معتوق:
كبرتُ الآن قد صرتُ أباً *** بعد أن
ألقيتُ أحمالي على ركبِ الحياةْ
ودخلنا دورةَ العمر دخلناها معاً *** مرةً حلواً وأخرى نائباتْ
أمس بالصدفةِ من بعد سنينٍ *** عابراتٍ تاركاتٍ آخذاتْ
قد رأيتُ الطفلةَ الأجملَ من بين البناتْ *** تحضرُ الآن اجتماعَ الأمهاتْ
ـ فيضيف الشاعر ابن حمديس:
والأمّهاتُ على البناتِ عَواطِفٌ *** والمشفقاتُ على اللّداتِ حوانِ
ـ فيكمل الشاعر خليل مردم بك:
تحنو الغصونُ على مَنْ يستظلُّ بها *** كأُمهاتٍ إذا يرأمنَ أطفالا
غنّتْ عَلى فَنَنٍ منها مطوقةٌ *** إذا هوى راجحاً من تحتها شالا
سقْياً ورَعْيالها من سَرْحةٍ كرمتْ *** ويا نعيم الذي في ظلِّها قالا
ـ فيقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
اغتنم كل فرصة في الحياة *** لاقتناص السرور قبل الفوات
ساعة للسرور من وقتك الحا *** ضر خير من الف ماض وآت
وإن أردت الذكرى فحسبك في الار *** ض قبور الآباء والامهات
ـ فيضيف الشاعر لسان الدين بن الخطيب:
يا مَنْ يُؤمِّلُ واعِظاً ومُذَكِّراً *** يوْماً لِيوقِظَهُ منَ
الغَفَلاتِ
هَلاّ اعْتَبَرْتَ وَيا لَها منْ عَبْرة *** بمَدافِنِ الآباء والأمّهاتِ
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
صَحيفَةُ غابِرٍ طُوِيَت وَوَلَّت *** عَلى آثارِ مَن دَرَجوا وَفاتوا
يَقولُ الآخَرونَ إِذا تَلَوها *** كَذَلِكَ فَليَلِدنَ الأُمَّهاتُ
بَنو الدُنيا عَلى سَفَرٍ عَقيمٍ *** وَأَسفارُ النَوابِغِ مُرجَعاتُ
أَرى الأَمواتَ يَجمَعُهُم نُشورٌ *** وَكَم بُعِثَ النَوابِغُ يَومَ ماتوا
ـ فيختتم الشاعر اللواح ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:
يحبب لي المقابر قبر أمي *** فأمزج عندها
دمعاً بدمي
يخضب جيب سربالي وكمي *** على خدي جرى
فسقى شفات
فمن ذا لائمي إِن عشت أَبكي *** وعاد الحزن في المقسوم شركي
فإِن بكاي فقد الأم نسكي *** وما أمي
كمثل الأمهات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/01/533800.html