الصدق والكذب في ميزان الضمائر الحية لفحول
الشعراء العرب (2 من 2)
(ثانيا) مفهوم
الكذب عند فحول الشعراء العرب (2 من 2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم أجد كلمة لها كل هذا
العدد من المرادفات؛ ككلمة (كذب): خداع، غش، تدليس، اختلاق، افتئات، افتراء، إفك،
باطل، بهتان، تضليل، تدجيل، تزوير، تزييف، تلفيق، جهالة، خداع، دجل، زعم، فرية،
مخاتلة، مخادعة، مداهنة، هتر، إفساد، باطل، ضلال، شر، برقلة، تخرص، دجل...
وهي كثرة مرادفات تتوافق مع
زيادة أعداد المنتسبين إليها، والمتصفين بها، بل والداعين إليها أيضا؛ يقول الشاعر
مهيار الديلمي:
وتكاثرَ الشعراءُ كثرة َ قلَّة ٍ *** فغدا السكوت فضيلة ً للمفحمِ
ـ ويقول الشاعر أمين تقي الدين أن للكاذب رجال كثر:
وحواليه من خداع ومن كذب *** جيوش ماجت بها الظلماء
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
اقْلِ الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ *** إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ
مَنْ يَصْحَبُ
و دع الكذب فلا يكن لك صاحباً *** إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
يا أكثرَ الناسِ وَعْداً حَشْوُهُ خُلُفٌ *** وأكثرَ الناسِ قَوْلاً
كُلُّهُ كَذِبُ
ـ ويقول الشاعر ابن حيوس:
ما استجاشَ نصيراً نطقهُ كذبٌ *** إلاْ ليمطى بعيراً خلقهُ عممُ
ـ ويضيف الشاعر ابن شهاب:
إلى التأويل والتحريف لاذوا *** فذا كذب يريك وذا خداع
ـ فيقول الشاعر ابن المعتز:
كأنهُ صاغهُ النفاقُ ، فما *** يخلصُ منهُ صدقٌ ولا كذبُ
ـ ويقول الشاعر أحمد محرم:
كذب الذي زعم المحال لقومه *** ومضى يقول مقالة الجهال
كذب المضلل ما الحياة لجامد *** إن الحياة حوادث وأمور
ـ فيقول الشاعر إبراهيم اليازجي:
كذب الغبي أيبتغي درك العلى *** بفؤاد مزهو ومنطق هاذر
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
قذف المغير بها يحاول مأربا *** كذب المغير لقد أراد محالا
ـ فيقول الشاعر بهاء الدين زهير:
ما حِيلَتي في كَذِبٍ *** من حاسِدٍ مُصَدَّقِ
ـ فيقول الشاعر عبدالرحيم محمود:
ظلنا نغرر بالوعود وينطلي *** كذب ويفعل فعلة الإيهام
ـ فيضيف الشاعر ابن عبد ربه:
كأنَّما صيغَ منْ بخلٍ ومنْ كذب *** فَكانَ ذاكَ لهُ رُوحاً وذا نَفسا
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
وقدْ كذبَ الإنسانُ في أنَّهُ أخي *** دعيٌّ يراني جائعاً وهو يشبعُ
ـ ويكمل الشاعر أحمد محرم:
إذا سألت القوت قالوا أساء *** وإن وصفت الفقر قال كذبٌ
ـ فيوجه الشاعر أبوالعلاء المعري نصحه للمنافقين؛ فيقول:
لا تكذبَنَّ، فإن فعلْتَ، فلا تقُلْ *** كَذِباً على ربّ السماءِ، تكسُّبا
ـ ويضيف الشاعر أحمد محرم:
ولا تخدعنك فيَّ نظرة (مكذب) *** وانظر إليَّ بعين من لا يكذب
ـ فيشير الشاعر المتنبي إلى صدق وكرم الشاعر أحمد محرم؛ فيقول:
كَذَبَ ابنُ فاعِلَةٍ يَقُولُ بجَهْلِهِ *** ماتَ الكِرامُ وَأنْتَ حَيٌّ
تُرْزَقُ
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
لَوْلا مَوَاهبُ يُخْفيهَا وَيُعْلِنُهَا، *** لَقُلْتُ ما حدثوا عن حاتِمٍ
كَذِبُ
ـ فيومئ الشاعر أحمد محرم برأسه شاكرا؛ ويقول:
كذب الوشاة وأخطأ اللوام *** أنتم أولو عهدٍ ونحن كرام
ـ فيحييه الشاعر أبوالعلاء المعري؛ قائلا:
ما لي علمتُكَ، إن أوضعتُ في كذِبٍ، *** كأنّكَ الشِّعرُ لم تكذُبْ
قَوافيكا
ـ فيعترض الشاعر السري الرفاء؛ ويقول:
لا أستريحُ إلى زُورٍ ولا كَذِبٍ *** يُهدَى إليه وشرُّ القولِ كاذبُه
ـ فيرد الشاعر الشاب الظريف نيابة عن أبو العلاء المعري:
إنْ كان أحسنُ ما في الشعر أكذبهُ *** فحسنُ شعري فيه غيرُ ذي كَذِبِ
ـ فيضيف الشاعر النابغة الشيباني:
أولاك السابقون بكل خيرٍ *** إذا كذبَ المسبَّقة ُ البِطاءُ
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
وفيتم ووفاء العهد شيمتكم *** وَلَمْ يُخالِطْ قديما صِدْقَكُمْ كَذِبُ
ـ فيحذر الشاعر الأبيوردي من الوشاة الذين كذبوا؛ فيقول:
أَمِنْ كَذِبِ الواشي وَتَكْثيرِ
حَاسِدٍ *** إِذا لَمْ يَجِدْ قَوْلاً صَحيحاً تَقَوَّلا
ـ فيقول الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:
كَذَبَ الرَّسُولُ فَسَلْ مَعَادَة، هَكَذَا *** كَانَ الحَدِيثُ، وَلاَ
تَكنْ عَجْلانا
لم نبحْ عنده بسرٍّ، ولكنْ *** كَذِبٌ ما أَتَاكِ والجَبّارِ
ـ ويضيف الشاعر كثير عزة:
كَذِبَ العَوَاذِلُ بلْ أرَدْنَ خيانتي *** وبدتْ روائعُ لِمَّتي وقتومُ
ـ ويحذر الشاعر لسان الدين الخطيب من افتضاح الكاذب، عندما ينكشف كذبه:
وخف إن كذبت طرو افتضاح *** فما كذب الفجر إلا افتضح
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
كذب المضلل لن ينالك سعيه *** إلا إذا نال السماء بسلم
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
متمرِّدٌ عاتٍ يضللني *** كذِبُ السَّرابِ على شواطئِهِ
ـ ويقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
كَذَبَ الظنُّ، لا إمامَ سوى الـ *** ـعقلِ، مشيراً في صبْحه والمساءِ
إن العقولُ، آلتْ أنّه كذِبٌ، *** والعقلُ غَرْسٌ، له، بالصدقِ، أثمار
ـ فيقول الشاعر أبو العتاهية:
إيَّاكَ والظُّلْمَ إنَّهُ ظُلَمٌ *** إيَّاكَ والظَّنُّ إِنَّهُ كذِبُ
ـ ويقول الشاعر ابن شهاب:
إلى التأويل والتحريف لاذوا *** فذا كذب يريك وذا خداع
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
تورّعوا، يا بني حوّاءَ، عن كَذبٍ، *** فما لكم، عند ربٍّ صاغكم، خَطَرُ
(الخطر: التبختر والتمايل عجبا)
(تكرم بمطالعة مقالي السابق بعنوان: المفاهيم المكررة في: الكبرياء ـ الكبر
ـ المكابرة)
ـ فينبري الشاعر بدوي الجبل مؤكدا على علاقة الكذب بالدهاء:
ذلّ الدّهاء أكاذيبا مزوّقة *** فكان أكذبنا بالقول أدهانا
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران:
خدعتك كاذبة المنى (بدهائها) *** والحر يخدع والأماني تكذب
كذبت على أن الأكاذيب ربما *** أطالت حياة للحبيب المودع
ـ فينهض الشاعر أحمد شوقي مغادرا ندوتنا، وهو يقول:
مصرُ العزيزة ُ، مالي لا أُودِّعُها *** وداعَ محتفظٍ بالعهد مذكر
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
كم أصوع الوداع إثر وداع *** في بعاد يجيء تلو بعاد
ـ فينظر الشاعر جحظة البرمكي إلى تاريخ اليوم في هاتفه الجوال!؛ ويقول:
وَما كَذَّبَ الَّذي قَد قالَ قَبلي *** إِذا ما مَرَّ يَومٌ مَرَّ بَعضي
ـ ويختتم اللقاء الشاعر ابن الرومي؛ بقوله:
وعند اللَّهِ خالق كلَّ شيءٍ *** تميّز كل ذي كذبٍ وصدقِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/07/10/527376.html