العلاقة بين (الرؤيا)
و(الرؤية)
من خلال رؤى
ثاقبة لفحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلوم أن (الرؤيا: ما يراه النائم في نومه "الأحلام")؛ يقول
الشاعر قيس بن الملوح:
تُحَدِّثُني الأحلامُ أنِّي أراكم *** فيا لَيْتَ أحْلاَمَ المَنَامِ
يَقِينُ
أي: ليت (الرؤيا المنامية) تكون (رؤية
حقيقية): يتم إدراكها بحاسة البصر)؛ فيقول الشاعر البحتري:
فأحْيَتْ مُحِبّاً رُؤيَةٌ مِنْ حَبِيبِهِ، *** وَسَرّتْ خَليلاً أوْبَةٌ
مِنْ خَليلِهِ
ـ غير أن الشاعر جبران خليل جبران؛ يتحدث عن قوة البصيرة التي تفوق قوة
البصر:
قد تفتن الأبصار بهرجة وقد *** تغشى البصائر فتنة الأبصار
ـ ويقول الحق في محكم التنزيل: (قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ
فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم
بِحَفِيظٍ) الآية 104 من سورة الأنعام
وهو ما سيجعلنا نخصص مقالا قادما
عن (البصر والبصيرة) لارتباطه بموضوع ندوة اليوم: (الرؤيا والرؤية)؛ يقول الشاعر
أحمد محرم:
رؤيا العزيز تأولت ومن الرؤى *** لذوي البصائر واقعٌ مشهود
ـ فيقول الشاعر ابن شهاب:
منوط بهم تفسير ما كان غامضا *** وتفصيله إن كان في الأمر إجمال
ـ ويقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
وكأنّما رؤياكَ رؤيا نائمٍ، *** بالعكس، في عُقبَى الزّمان، تُعبَّر
ـ فيقول الشاعر عزيز أباظة:
كَانَ حُلمًا فخَاطِرًا فاحتِمَالاً *** ثمَّ أضحَى حقِيقةً لا خيَالَ
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
رؤية أربت على الرؤيا بما *** لم يكن يوما بظن ليمرا
إلعيش فيما يراه يقظة شغلت *** بالسعي والجد لا رؤيا ولا حلم
ـ فيتهكم الشاعر أبو تمام على أحد المستسلمين لأحلام اليقظة؛ فيقول:
إني أراكَ حلمتَ أنَّكَ سالمٌ *** مِنْ بَطْشِهِمْ ما كلُّ رُؤيا تَصْدُقُ
ـ ويقول الشاعر إبراهيم ناجي:
كَانَ رُؤْيَا مَنَامْ *** طُيْفُكِ الْمَسْحُورْ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
ما خلت رؤيته ببهجتها سوى *** رؤيا بدت لي في لذيذ منام
يهوى وفي قلبه رؤيا تصاحبه *** من آية الفتح حيث العمر يختتم
ـ ويقول الشاعر محيي الدين بن عربي:
قدْ يخطيءُ العابرُ الرؤيا يعبرها *** وقد يصيبُ كما رويته خبرا
ـ فينقلنا الشاعر ابن معتوق إلى رؤيا تحمل الخير كل الخير:
رؤيا خليل الله فيهْ تعبرتْ *** حَقّاً وَتَأْوِيلُ الْكِتَابِ تَفَسَّرَا
ـ ويكمل الشاعر علي بن الجهم:
وَنَفرَحُ بِالرُؤيا فَجُلَّ حَديثِنا *** إِذا نَحنُ أَصبَحنا الحَديثُ
عَنِ الرُؤيا
ـ فيقول الشاعر محيي الدين بن عربي:
فإنْ كان عن كشفٍ ومشهدِ رؤية ٍ *** فنورُ تجلِّيه عليه عميم
ـ ويقول الشاعر ابن نباتة المصري:
فرؤياك رؤيا للسماح صحيحة *** وبابك بابٌ للنجاحِ مجرَّب
ـ ويبدع الشاعر بهاء الدين زهير في الوصف؛ فيقول:
إنّي عَشِقتُكَ لا عن رُؤيَة ٍ عرَضَتْ *** والقلبُ يدركُ ما لا يدركُ
البصرُ
ـ هنا ينقلنا الشاعر الخُبز أَرزي إلى خبر يقيني يخص رؤيته لحبيبته رؤية
العين؛ فيقول:
فُزتُ من رُؤية الحبيب بعيشٍ *** تِهتُ من طِيبهِ على العشّاقِ
ـ فيتحسر الشاعر ابن معتوق على ما آلت إليه محبوبته:
محجوبة ٌ لا ينالُ الوهمُ رؤيتها *** ولا تصيدُ شراكَ النَّومِ رؤياها
ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:
شوقاً إلى رؤية ِ من أشقاهُ، *** كأنما عافاهُ من أبلاهُ
ـ ويقول الشاعر الشريف الرضي:
عِبْءٌ عَلى عَيْنيّ رُؤيَة ُ غَيْرِها *** ولو كان لي فيه منى وطلاب
ـ فيصف الشاعر علي بن محمد التهامي محبوبته؛ (بأن):
لها مقلة ٌ في رؤية العين مقلة ٌ *** وإن جربت فهي الحسام المجرّب
ـ ويضيف الشاعر ابن معتوق:
خودٌ تصوَّبَ عند رؤية ِ خدِّها *** آرَاءُ مَنْ عَكَفُوا عَلَى
النِّيرَانِ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
أراه كضوء الشمس بالعين رؤية ً *** ويمنعني من لمسه بالأصابع
ـ فيقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
وَصَفْتُ حُسْنَكُ للسّالي فَجُنّ بهِ *** كأن للسمع منه رؤية البصرِ
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
ووصفه الوصف الذي *** عن رؤية الرائي ينوب
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
عجب من الأيام رؤية مثله *** نجم العلى اذ كل نجم غارب
ـ فيرد الشاعر بشار بن برد؛ قائلا:
وما بالُ قلْبي لاَ يزُولُ عن الصِّبى *** وقد زعموا أن القلوب تقلبُ
ـ فيعلن الشاعر ابن نباتة المصري أن أهل بيته هم الأولى بحبه:
يسر فؤادي ما بلغت وان يكن *** سيسلو بأهل (بيتي) عن رؤية الصحب
ـ فيحييه الشاعر علي بن محمد التهامي؛ بقوله:
يشابههُ في رؤية العين غيره *** ويبعد شبهاً حين تأتي مفاخره
ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي:
وارتأى فيه رؤية وارتياء *** قال رأس الرؤوس لما رآه
وظنونُ الذكي أَنْفذ في الحقْ *** قِ سهاماً من رؤية الأغبياء
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس عن رؤية هؤلاء الأغبياء:
رَأَتْ عيونهم من بأسكم بعض رؤية *** فكانت لهم إذ ذاك إيقاظ نائم
على وجوههم من خالص اللؤم شاهد *** متى استشهدتهُ رؤية العين تشهد
ـ ويتهكم الشاعر محيي الدين بن عربي على نفاقهم؛ فيقول:
وكم مِن مُصَلٍّ ما له من صلاته *** سوى رؤية المحرابِ والكدِّ والعنا
ـ فيقول الشاعر البحتري:
إِياكَ تغْتَرّ أَو تَخْدعْكَ بارِقَةٌ *** مَنْ ذِي خِداعٍ يُرِي بِشْراً
وإِلْطَافا
ـ ويضيف الشاعر الشريف المرتضى ناصحا بالابتعاد عن المنافقين والمخادعين؛
فيقول:
أقمْ واحِداً فرداً ودعْ عنك مرّة ً *** نفاقَ فلانٍ أوْ خداعَ فلانِ
ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي مستبشرا خيرا، وهو يهم بالرحيل:
(فأبشر) بالفرجِ المُرْتَجَى *** وصدِّق رُؤْيايَ في الخاتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/07/11/527394.html
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/07/11/527394.html