السبت، 12 أبريل 2014

مفهوم النصح عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم/ مجدي شلبي

 

مفهوم النصح عند فحول الشعراء العرب


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       يستمد لفظ (النصح) قيمته من معان: الصفاء (نصَحَ الْجَوُّ: صَفا)، والطهر (نَصَحَ قَلْبُهُ: خَلاَ مِنَ الغِشِّ) فضلا عن معنى الإخلاص (النَّصْحُ: إِخلاصُ المشورة)؛ هنا يبادر الشاعر لسان الدين الخطيب؛ فيقول: 

وشاور أولي الشورى إذا عن معضل *** فمن أعمل الشورى فما ضل عن قصد

ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:

وإنَّ مشيراً قد أشار بما رأى *** مشيرٌ لعمري في الحقيقة ناصح

ـ فيقول علي بن أبي طالب:

أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة *** فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب

ـ فيكمل الشاعر أحمد محرم:

بعد التحية والكرامة كلها *** أقضي النصيحة والنصيحة أوجب

ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:

أشرتُ عليكَ، فاستَغشَشتَ نُصحي *** لظنّكَ أنّ مَقصودي أذاكَا

وأغراكَ الخلافُ بضدّ قولي، *** فكانَ الفعلُ منكَ بضدّ ذاكَا

ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:

قوم يَرَوْن النُّصْحَ في أموالهم *** غِشَّا فقد سَخِطُوا على النُّصَّاحِ

ـ فيومئ الشاعر أبو العلاء المعري برأسه إيجابا؛ ويقول:

أطاعوا ذا الخداعِ وصَدّقوه، *** وكم نَصَحَ النّصيحُ، فكَذَّبوه

ـ ويضيف علي بن أبي طالب؛ قائلا:

و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي *** والنُّصْحُ أغلى ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ

ـ فيرد الشاعر أبوالعلاء المعري؛ قائلا:

عليكَ العقلَ، وافعَلْ ما رآهُ *** جميلاً، فهوَ مُشتارُ الشِّوار

ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:

وشاورِ الإقبالَ منْ قبلِ ما *** تشاورُ الرأي وتستامرُ

ـ ويكمل الشاعر النابغة الشيباني:

ولا تَثِقَنَّ بالنَمّامِ فيما *** حَبَاكَ مِنَ النصيحة ِ في الخَلاءِ

ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:

الغيّ ما أبصرته من رشده *** والغِشُّ نُصحُ الناصِح المَتقِّرب

ـ فيضيف الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:

إنْ تَقُلْ نُصحاً فَعَنْ ظَهْرِ غِشٍّ *** دائِمِ الغِمْرِ بَعِيدِ الذَّهابِ

ايها القائلُ غيرَ الصوابِ، *** أَمْسِكِ النُّصْحَ وأَقْلِلْ عِتَابي

كم قد عصيتُ إليكِ من متنصحٍ *** خَانَ القَرَابَة َ أَوْ أَعَانَ أَعَادي

ـ فيقول الشاعر علي بن الجهم:

أَحزَمُ ما يَكونُ الدَهرَ رَأياً *** إِذا عَيَّ المُشاوِرُ وَالمُشيرُ

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

في ضميريَ نُصحٌ لستُ أُغْمدُهُ *** عنكُمْوما نُصحُ ذي نُصح بمغْمُودِ

ـ فيرد الشاعر أبو الحسن الششتري:

قُلْ لمن جدَّ في نصحي فَديتُكَ لا *** تَنْصحْ فقد عُدْتُ لا أُصغيِ لمن نَصَحا

ـ فيضيف الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:

سؤالَ امرىء ٍ يبدي لنا النصحَ ظاهراً، *** يُجنُّ خِلاَلَ النُّصْحِ غِشَّا مُغَيَّبا

ـ فيرد الشاعر أحمد شوقي؛ قائلا:

أَدُّوا إِلى الغازي النَصيحَةَ يَنتَصِحْ *** إِنَّ الجَوادَ يَثوبُ بَعدَ جِماحِ

ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:

أصاب بما حباك به مشيرٌ *** مشيرٌ بالحقيقة والصواب

ـ ويعود الشاعر أحمد شوقي إلى التأكيد على حقيقة (أن):

آفة النُّصح أن يكونَ لجاجاً *** وأذى النصحِ أن يكون جهارا

لكَ نُصحي، وما عليكَ جدالي *** آفة ُ النصحِ أن يكون جدالا

ـ فيضيف الإمام الشافعي:

تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي *** وجنِّبني النصيحة َ في الجماعهْ

ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:

هم يعرفون الحق فانصح غيرهم *** إن كان هذا النصح مما ينفع

إني نصحتك فاتهمت نصيحتي *** وزعمت أنك ذو تجارب حول

ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:

هذا ولا نلزم من نصحنا *** ما ليس للناصح بالملزم

ـ فيكمل الشاعر الشريف المرتضى:

قد كنتُ أرجو طوعه بنصيحتى *** فلا خيرَ فى نصحٍ يساق بعانفِ

وكم لي من أخٍ أُوليهِ نُصْحي *** ومالي في نَصيحتهِ نَصيبُ

ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:

باذلا نصحه مشيرا بما فيه *** فلاح نعم النصيح المشير

هي الحقيقة عن نصح صدعت بها *** وما النصيحة إلا البر والرحم

ـ فيقول الشاعر بشار بن برد:

فَاسْتشرْ ناصحاً أريباً فَإِنَّ الْـ *** حظَّ في طاعة ِ النصيح الأريبِ

وما كلُّ ذِي رأي بمُؤْتيكَ نُصْحَه *** ولا كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَه بلَبِيب

ـ فيتعجب الشاعر أبوالعلاء المعري؛ ويقول:

مُستَشارٌ خائِنٌ في نُصحِهِ، *** وأمِينٌ ناصحٌ لم يُستَشَر

ـ فيقول الشاعر البحتري:

نَصَحْتُكُمُ، لوْ كان للنّصْحِ مَوضِعٌ *** لَدى سامعٍ عن موْضِعِ الفهم غائبِ

ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:

حبَوْتَ بنُصحِكَ مُستَكبراً، *** وما هوَ للنّصحِ بالقابل

ـ فيقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:

هذا أوان النصح إن كنت ناصحا *** أخا فقبيح تركه بغروره

ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:

مودة ُ نفسٍ شُبتُها بنصيحة ٍ *** وأنت حقيقٌ أن تُوَدَّ وتُنْصحا

ـ فيقول الشاعر أبو نواس:

لله دَرُّ الشَّيْبِ من واعظٍ، *** وناصِحٍ لو سُمِعَ الناصحُ

ـ فيقول الشاعر ابن عنين:

نصحي لهم أن يهربوا من عقابه *** إليهِ فإنَّ النُّصحَ في الدينِ واجبٌ

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

احفظْ فؤادَك إنْ شَربتَ ثلاثةً *** واحْذَرْ عليهِ أنْ يطِيرَ من الفرحْ

هذا دواءٌ للهُمُومِ مُجَرَّبٌ *** فاسْمَعْ نصيحَةَ حازِمٍ لك قدْ نَصَحْ

ودع الزمانَ فكَمْ نصيحٍ حازمٍ *** قد رام إصلاحَ الزمان فما صَلَحْ

ـ فيفاجئنا الشاعر ابن زريق البغدادي؛ بقوله:

جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّ بِهِ *** مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ

ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:

انصحْ لنفسك إنْ نصحتَ فكلُّ مَن *** تلقاه في الدّنيا يقلُّ قبولهُ

ـ فيضيف الشاعر بهاء الدين زهير:

نصَحتك لوْ صَحوْتَ قبلتَ نُصْحي *** ولكنْ أنتَ في سكرِ التجني

ـ فيقول الشاعر محيي الدين بن عربي:

إني نصحتكمُ لمَّا رحمتكُمُ *** وذا الوجودُ قليلٌ فيه نصَّاح

ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:

نصحتُ لهم لو أنّ النصحَ أجدى *** و لم يكن المشاورُ يستريبُ

وقلْ لهمْ ما قضى عنَّي نصيحتهمْ *** وأكثرُ النَّصحِ تخويفٌ وتحذيرُ

ـ فيقول الشاعر ابن عبد ربه:

فلَئِنْ سَمِعْت نَصيحَتي وَعَصَيْتَها *** ما كُنتُ أوَّلَ ناصِحٍ مَعْصيِّ

ـ فيرد الشاعر ابن نباتة المصري؛ قائلا:

مما غناني عاذلٌ متنصحٌ *** وما الغش الا ما سمعت من النصح

ـ فيقول الشاعر الحكم بن أبي الصلت:

جانبهم ما اسطعت واقبل نصيحتي *** ومن لم يطع يوما أخا النصح يندم

ـ ويضيف الشاعر الهبل:

نصحت والنصح مالي فيه من أرب *** ما كان أغناك عن هذا وأغناني

ـ فيقول الشاعر الأحوص:

إنّي لأَنْصَحُكُمْ وَأَعْلَمُ أَنَّهُ *** سِيَّانِ عِنْدَكِ مَنْ يَغُشُّ وَيَنْصَحُ

ـ فيضيف الشاعر الأخطل:

لقد علمتُم وإن أصبحتُ نائيكُمْ *** نُصْحي، قديماً، وفِعْلي غيرُ مُتّهَمِ

ـ فيقول الشاعر الحطيئة؛ محذرا:

شغلوا عليك نصيحتي *** فالآنَ فابْتغِ مَنْ تُؤازرْ

ـ فيقرر الشاعر الفرزدق، إن هؤلاء قد آزروا الشيطان، الذي أخرج آدم وحواء من الجنة بـ(نصحه)؛ قائلا:

وآدم قد أخرجته وهو ساكنٌ *** وزوجته من خير دار مقام

وأقسمت يا إبليس أنّك ناصحٌ *** له ولها إقسام غير أثام

وكم من قرون قد أطاعوك أصبحوا *** أحاديث كانوا في ظلال غمام

وما أنت يا إبليس بالمرء ابتغي *** رضاه ولا يقتادني بزمام

أطعتك يا إبليس سبعين حجّةً *** فلمّا انتهى شيبي وتمّ تمامي

فزعت إلى ربّي وأيقنت أنّني *** ملاقٍ لأيّام المنون حمامي

ـ وينهي الشاعر ابن الخيمي ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:

يا طالبا للعزّ هاك نصيحتي *** لفظا على المعنى البسيط وجيزا

ما الذل الا في مطاوعة الهوى *** فاذا عصيت هواك كنت عزيزا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/08/13/529895.html