مفهوم النصح
عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يستمد لفظ (النصح) قيمته من معان: الصفاء (نصَحَ الْجَوُّ: صَفا)، والطهر (نَصَحَ قَلْبُهُ: خَلاَ مِنَ الغِشِّ) فضلا عن معنى الإخلاص (النَّصْحُ: إِخلاصُ المشورة)؛ هنا يبادر الشاعر لسان الدين الخطيب؛ فيقول:
وشاور أولي الشورى إذا عن معضل *** فمن أعمل الشورى فما ضل عن قصد
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وإنَّ مشيراً قد أشار بما رأى *** مشيرٌ لعمري في الحقيقة ناصح
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة *** فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب
ـ فيكمل الشاعر أحمد محرم:
بعد التحية والكرامة كلها *** أقضي النصيحة والنصيحة أوجب
ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:
أشرتُ عليكَ، فاستَغشَشتَ نُصحي *** لظنّكَ
أنّ مَقصودي أذاكَا
وأغراكَ الخلافُ بضدّ قولي، *** فكانَ الفعلُ
منكَ بضدّ ذاكَا
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
قوم يَرَوْن النُّصْحَ في أموالهم *** غِشَّا فقد سَخِطُوا على النُّصَّاحِ
ـ فيومئ الشاعر أبو العلاء المعري برأسه إيجابا؛ ويقول:
أطاعوا ذا الخداعِ وصَدّقوه، *** وكم نَصَحَ النّصيحُ، فكَذَّبوه
ـ ويضيف علي بن أبي طالب؛ قائلا:
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي *** والنُّصْحُ أغلى ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ
ـ فيرد الشاعر أبوالعلاء المعري؛ قائلا:
عليكَ العقلَ، وافعَلْ ما رآهُ *** جميلاً، فهوَ مُشتارُ الشِّوار
ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:
وشاورِ الإقبالَ منْ قبلِ ما *** تشاورُ الرأي وتستامرُ
ـ ويكمل الشاعر النابغة الشيباني:
ولا تَثِقَنَّ بالنَمّامِ فيما *** حَبَاكَ مِنَ النصيحة ِ في الخَلاءِ
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
الغيّ ما أبصرته من رشده *** والغِشُّ نُصحُ الناصِح المَتقِّرب
ـ فيضيف الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:
إنْ تَقُلْ نُصحاً فَعَنْ ظَهْرِ غِشٍّ *** دائِمِ الغِمْرِ بَعِيدِ
الذَّهابِ
ايها القائلُ غيرَ الصوابِ، *** أَمْسِكِ النُّصْحَ وأَقْلِلْ عِتَابي
كم قد عصيتُ إليكِ من متنصحٍ *** خَانَ القَرَابَة َ أَوْ أَعَانَ أَعَادي
ـ فيقول الشاعر علي بن الجهم:
أَحزَمُ ما يَكونُ الدَهرَ رَأياً *** إِذا عَيَّ المُشاوِرُ وَالمُشيرُ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
في ضميريَ نُصحٌ لستُ أُغْمدُهُ *** عنكُمْوما نُصحُ ذي نُصح بمغْمُودِ
ـ فيرد الشاعر أبو الحسن الششتري:
قُلْ لمن جدَّ في نصحي فَديتُكَ لا *** تَنْصحْ فقد عُدْتُ لا أُصغيِ لمن
نَصَحا
ـ فيضيف الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:
سؤالَ امرىء ٍ يبدي لنا النصحَ ظاهراً، *** يُجنُّ خِلاَلَ النُّصْحِ
غِشَّا مُغَيَّبا
ـ فيرد الشاعر أحمد شوقي؛ قائلا:
أَدُّوا إِلى الغازي النَصيحَةَ يَنتَصِحْ *** إِنَّ الجَوادَ يَثوبُ بَعدَ
جِماحِ
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
أصاب بما حباك به مشيرٌ *** مشيرٌ بالحقيقة والصواب
ـ ويعود الشاعر أحمد شوقي إلى التأكيد على حقيقة (أن):
آفة النُّصح أن يكونَ لجاجاً *** وأذى النصحِ أن يكون جهارا
لكَ نُصحي، وما عليكَ جدالي *** آفة ُ النصحِ أن يكون جدالا
ـ فيضيف الإمام الشافعي:
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي *** وجنِّبني النصيحة َ في الجماعهْ
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
هم يعرفون الحق فانصح غيرهم *** إن كان هذا النصح مما ينفع
إني نصحتك فاتهمت نصيحتي *** وزعمت أنك ذو تجارب حول
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
هذا ولا نلزم من نصحنا *** ما ليس للناصح بالملزم
ـ فيكمل الشاعر الشريف المرتضى:
قد كنتُ أرجو طوعه بنصيحتى *** فلا خيرَ فى نصحٍ يساق بعانفِ
وكم لي من أخٍ أُوليهِ نُصْحي *** ومالي في نَصيحتهِ نَصيبُ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
باذلا نصحه مشيرا بما فيه *** فلاح نعم النصيح المشير
هي الحقيقة عن نصح صدعت بها *** وما النصيحة إلا البر والرحم
ـ فيقول الشاعر بشار بن برد:
فَاسْتشرْ ناصحاً أريباً فَإِنَّ الْـ *** حظَّ في طاعة ِ النصيح الأريبِ
وما كلُّ ذِي رأي بمُؤْتيكَ نُصْحَه *** ولا كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَه بلَبِيب
ـ فيتعجب الشاعر أبوالعلاء المعري؛ ويقول:
مُستَشارٌ خائِنٌ في نُصحِهِ، *** وأمِينٌ ناصحٌ لم يُستَشَر
ـ فيقول الشاعر البحتري:
نَصَحْتُكُمُ، لوْ كان للنّصْحِ مَوضِعٌ *** لَدى سامعٍ عن موْضِعِ الفهم
غائبِ
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
حبَوْتَ بنُصحِكَ مُستَكبراً، *** وما هوَ للنّصحِ بالقابل
ـ فيقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
هذا أوان النصح إن كنت ناصحا *** أخا فقبيح تركه بغروره
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
مودة ُ نفسٍ شُبتُها بنصيحة ٍ *** وأنت حقيقٌ أن تُوَدَّ وتُنْصحا
ـ فيقول الشاعر أبو نواس:
لله دَرُّ الشَّيْبِ من واعظٍ، *** وناصِحٍ لو سُمِعَ الناصحُ
ـ فيقول الشاعر ابن عنين:
نصحي لهم أن يهربوا من عقابه *** إليهِ فإنَّ النُّصحَ في الدينِ واجبٌ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
احفظْ فؤادَك إنْ شَربتَ ثلاثةً *** واحْذَرْ عليهِ أنْ يطِيرَ من الفرحْ
هذا دواءٌ للهُمُومِ مُجَرَّبٌ *** فاسْمَعْ نصيحَةَ حازِمٍ لك قدْ نَصَحْ
ودع الزمانَ فكَمْ نصيحٍ حازمٍ *** قد رام إصلاحَ الزمان فما صَلَحْ
ـ فيفاجئنا الشاعر ابن زريق البغدادي؛ بقوله:
جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّ بِهِ *** مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح
يَنفَعُهُ
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
انصحْ لنفسك إنْ نصحتَ فكلُّ مَن *** تلقاه في الدّنيا يقلُّ قبولهُ
ـ فيضيف الشاعر بهاء الدين زهير:
نصَحتك لوْ صَحوْتَ قبلتَ نُصْحي *** ولكنْ أنتَ في سكرِ التجني
ـ فيقول الشاعر محيي الدين بن عربي:
إني نصحتكمُ لمَّا رحمتكُمُ *** وذا الوجودُ قليلٌ فيه نصَّاح
ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:
نصحتُ لهم لو أنّ النصحَ أجدى *** و لم يكن المشاورُ يستريبُ
وقلْ لهمْ ما قضى عنَّي نصيحتهمْ *** وأكثرُ النَّصحِ تخويفٌ وتحذيرُ
ـ فيقول الشاعر ابن عبد ربه:
فلَئِنْ سَمِعْت نَصيحَتي وَعَصَيْتَها *** ما كُنتُ أوَّلَ ناصِحٍ
مَعْصيِّ
ـ فيرد الشاعر ابن نباتة المصري؛ قائلا:
مما غناني عاذلٌ متنصحٌ *** وما الغش الا ما سمعت من النصح
ـ فيقول الشاعر الحكم بن أبي الصلت:
جانبهم ما اسطعت واقبل نصيحتي *** ومن لم يطع يوما أخا النصح يندم
ـ ويضيف الشاعر الهبل:
نصحت والنصح مالي فيه من أرب *** ما كان أغناك عن هذا وأغناني
ـ فيقول الشاعر الأحوص:
إنّي لأَنْصَحُكُمْ وَأَعْلَمُ أَنَّهُ *** سِيَّانِ عِنْدَكِ مَنْ يَغُشُّ
وَيَنْصَحُ
ـ فيضيف الشاعر الأخطل:
لقد علمتُم وإن أصبحتُ نائيكُمْ *** نُصْحي، قديماً، وفِعْلي غيرُ مُتّهَمِ
ـ فيقول الشاعر الحطيئة؛ محذرا:
شغلوا عليك نصيحتي *** فالآنَ فابْتغِ مَنْ تُؤازرْ
ـ فيقرر الشاعر الفرزدق، إن هؤلاء قد آزروا الشيطان، الذي أخرج آدم وحواء
من الجنة بـ(نصحه)؛ قائلا:
وآدم قد أخرجته وهو ساكنٌ *** وزوجته من خير دار مقام
وأقسمت يا إبليس أنّك ناصحٌ *** له ولها إقسام غير أثام
وكم من قرون قد أطاعوك أصبحوا *** أحاديث كانوا في ظلال غمام
وما أنت يا إبليس بالمرء ابتغي *** رضاه ولا يقتادني بزمام
أطعتك يا إبليس سبعين حجّةً *** فلمّا انتهى شيبي وتمّ تمامي
فزعت إلى ربّي وأيقنت أنّني *** ملاقٍ لأيّام المنون حمامي
ـ وينهي الشاعر ابن الخيمي ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:
يا طالبا للعزّ هاك نصيحتي *** لفظا على المعنى البسيط وجيزا
ما الذل الا في مطاوعة الهوى *** فاذا عصيت هواك كنت عزيزا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/08/13/529895.html