مفهوم الغباء عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي
شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للغباء معانٍ ودلالات؛ منها: الخفاء من
الأرض، الغُبار، والترابُ يُجْعَلُ فوق الشيء ليواريه... فضلا عن المعنى الشائع: عدم
الفطنة، البلاهة، الحمق، الغفلة، وفساد العقل؛ وهاهو الشاعر الشريف المرتضى يبادر بتوجيه
التحية لنجوم ندوتنا (الافتراضية)؛ بقوله:
يا أنجمًا
يُهْدَى من اللهِ نورُها *** وإن حالَ عنها بالغبيِّ غباءُ
ـ فيبادله الشاعر
ابن الرومي التحية؛ قائلا:
قد سُئل الحساد
عنك بأسرهم *** فقالوا وما حابوا بوزن نَقير
مُهذَّبُ
أخلاقٍ مشرَّفُ همّةٍ *** مثقّفُ آراءٍ مُمرُّ مرير
ـ فيرثي الشاعر
سبط ابن التعاويذي حظه؛ قائلا:
ما للحظِّ
يَحجُبُني أَرِيباً *** وَقَدْ دَخَلَ الْغَبِيُّ بِغَيْرِ إذْنِ
ـ فيضيف الشاعر
ابن شهاب:
أسير للحوادث
بين قوم *** شعارهم تراجيع الغناء
يرون المجد في
الإنسان عارا *** وأن الفضل تطريز القباء
إلى الرحمن
أشكو سوء حظي *** وحبسي في غمار الأغبياء
ـ فيرد الشاعر
ابن دارج القسطلي:
ما أنت إلا
الشمس تطلع للعدى *** فظلهم حتما بنورك زائل
كرمت فما يعيا
بحمدك مفحم *** وسدت فما يغبى بقدرك جاهل
ـ ويضيف الشاعر
البحتري:
يَعشى عنِ
المَجْدِ الغَبيُّ، وَلَنْ تَرَى *** في سُؤدَدٍ أرَباً لغَيرِ أرِيبِ
ـ فيقول الشاعر
مهيار الديلمي:
قد كان يرتاب
الغبيُّ بفطنتي *** ويريبني بالعجز فرطُ تلوُّمي
ـ فيقول الشاعر
ابن خفاجة:
طايب وداعِبْ
ولاعِبْ، *** و دعْ سجايا البداوهْ
فإنّ أوحَشَ
شَيءٍ *** جساوة ٌ في غباوه
ـ فيقول الشاعر
ابن الرومي:
ليس يؤتى
الخصمانِ من جَنَفٍ في *** ك ولا من جهالة ٍ وغباءِ
ـ فيرد الشاعر
المتنبي:
بذي الغَباوَةِ
مِنْ إنْشادِها ضَرَرٌ *** كمَا تُضِرّ رِياحُ الوَرْدِ بالجُعَلِ
ـ فيقول الشاعر
أحمد شوقي:
عالَمٌ قُلَّبٌ
وَأَحلامُ خَلقٍ *** تَتَبارى غَباوَةً وَفَطانَه
ورب معلِّمٍ
تلقاه فظَّا *** غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا
ـ فيقول الشاعر
حيدر بن سليمان الحلي؛ متحسرا:
أكرِّر الطرف
لا أرى أبداً *** إلا غبيّاً أنّى تلفَّتُ
ـ فيرد الشاعر
ابن الرومي:
ما القومُ
بالجهّال بل أهل سؤددٍ *** تغابوا ولاحوهم على ذاك جهل جهالُ
ـ فيضيف الشاعر
صفي الدين الحلي:
لاحَ
إعراضُكُم، ولَستُ غَبيّاً *** بقِلاكمُ، لكِنّني أتَغابَى
ـ فيكمل الشاعر
ابن الرومي:
يتغابَى لهم
وليس لمُوقٍ *** بل لِلُبٍّ يفوقُ لبَّ اللبيب
ـ فيقول الشاعر
الشريف الرضي:
لا لوم للدهر
ولا عنابا *** تغاب ان الجلد من تغابا
ـ ويضيف الشاعر
أبو تمام:
لَيْسَ
الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ *** لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي
ـ فيقول الشاعر
أبو فراس الحمداني:
تغابيتُ عنْ
قومي فظنوا غباوة ً*** بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ًوَتُرَابُ
ـ فيضيف الشاعر
إبراهيم عبد القادر المازني:
عدتني العوادي
لم تكن بي غباوة *** ولكنني كنت امرأ متغابيا
ـ فيقول الشاعر
عماد الدين الأصبهاني:
يفيد العاقل
اليقظ التغابي *** ليدرك في الغنى حظ الغبي
ـ فيكمل الشاعر
الشريف المرتضى:
فما نالَ
المُنى في العيشِ إلاّ *** غَبيُّ القومِ أو فَطِنٌ تَغابَى
ـ فيضيف الشاعر
عماد الدين الأصبهاني:
أرى ربحي إذا
أنفقت مالي *** وما أنا بالغبي ولا الغبين
ـ فيكمل الشاعر
الشريف المرتضى:
وظنّك لا هياً
عنه ويُرمى *** قَديمًا بالغَباوة ِ مَن تَغابى
ـ فيقول الشاعر
بدوي الجبل:
مالي و للأخلاق
يغمر سرّها *** عنت الغبيّ و خدعة المتغابي
ـ فيقول الشاعر
مهيار الديلمي:
فطنتُ لخلقه
فزهدتُ فيه *** وبعضُ القوم يحسبني غبيَّا
وقد مَزجوا
دَهاءً بالتَّداهي *** كما خلطوا الغباوة بالتّغابي
ـ فيقول الشاعر
ابن الرومي:
لَيْس يدري من
الغباوة أين ال *** بأسُ منه وأين مَوْضِعُ وَهْنه
ـ فيضيف الشاعر
الفرزدق:
سارَ وقدْ
كانَتْ عليْهِ غَبَاوَةٌ، *** يَخَالُ حُزُونَ الأرْضِ سَهلاً وَوَاديا
جَعَلوا
مَشيئَتَهُ الغَبِيَّةَ سُلَّمًا *** نَحوَ الأُمورِ لِمَن أَرادَ صُعودا
ـ فيكمل الشاعر
جبران خليل جبران:
دفع ادعاءهم
وأبطل زعمهم *** زمن طوى تحت الغباوة ظلمهم
ـ فيقول الشاعر
أبوالعلاء المعري:
الغَبنُ كَوني
في الحَياةِ مصوَّراً، *** فمنَ الغَباوَة خِيفَتي أن أُغبَنا
ـ فيضيف الشاعر
الشريف المرتضى:
و ما خفية ُ
الإنسان إلاّ غباوة ٌ *** وخوفُ الرَّدى للمرءِ شرٌّ منَ الرَّدى
ولخيرٌ من أنْ
تعيش غبيّاً *** باخسَ الحظِّ أن تموت كريما
ـ فيقول الشاعر
علي بن محمد التهامي:
ذو العلم من ذي
الفهم في كلّ راحة *** ولكنه من ذي الغباوة في جهد
ـ فيضيف الشاعر
الشريف الرضي:
وما عفة
الانسان الا غباوة *** اذا لم يكافح داء وجد مغالب
ـ ويكمل الشاعر
ابن شهاب:
ضحكت لنا
الأيام وهو مثبط *** لا يستطيع غباوة ًأن ينهضا
يخالون من فرط
الغباوة أنهم *** من المهيع المحمود بالغاية القصوى
ـ فيكمل الشاعر
البحتري:
قَطَعُوا
أمرَهمْ، وَهو حِمارٌ *** مُوقَرٌ مِنْ بَلادَةٍ وَغَبَاءِ
ـ ويقول الشاعر
ابن الرومي:
أعمى عن المزحِ
غبيّاً غافلاً *** يُلزمُني الجهلَ ولستُ جاهلا
ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:
أنتَ ألحقتَ بالذكىّ غبيّاً *** في اصطلامٍ وبالدّنىّ هماما
ـ فيقول الشاعر
ابن الرومي:
لم يصفُ عيشُك
لكنْ *** عيشُ الغَبِيِّ هَني
ـ فيضيف الشاعر
أسامة بن منقذ:
يعطى الغبي
ويحرم الندب الفتى *** كالديك توج والبزاة عواطل
ـ ويقول الشاعر
أبوالعلاء المعري:
رويدَكَ! لم
تَبلُغْ، من الدّهرِ، لذّةً، *** إذا لم تَعِشْ عيشَ الغبيّ المذَمَّم
ـ فيقول الشاعر
بشار بن برد:
لا تك كالشاكي
مضائض حاجة ٍ *** غَبِيًّا فلمَّا مَاتَ قيل له بُعْدَا
ـ فيقول الشاعر
الشريف الرضي:
غَباوَة ُهاجرِ
الدّنيا، وَكَيدٌ *** وَلا كَيْدُ الفَوَاجِرِ وَالبَغَايَا
ضممت يدي منه
وكانت غباوة *** على ضرب مردود من الورق زائف
ـ فيضيف الشاعر
مهيار الديلمي:
ذي فطنة ٍ في
الشكر راغبة ٍ*** وغباوة ٍ بجوالب الشكرِ
ـ فيقول الشاعر
جرير:
عَنِ
النّكْرَاء كُلّهُمُ غَبيُّ، *** وَبالمَعْرُوفِ كُلّهُمُ بَصِيرُ
ـ ويقول الشاعر
أحمد شوقي:
وما جهلَ
العتيقَ الحرَّ منها *** ولا غَبِيَ المُقَلّدَ والدَّعِيَّا
ـ فيضيف الشاعر
أحمد محرم:
وإني لأستصبي
الغبي وأزدري *** أخا المال لا علمٌ لديه ولا فضل
كم نعمة نعم
الغبي بنيلها *** من حيث جللها أسى وشقاء
ـ فيقول الشاعر
البحتري:
لو تَغَابَى
مُسامِحاً، فَكثِيراً *** ما أرَانَا الغِنَى تَغَابي الكَرِيمِ
ـ فيضيف الشاعر
أحمد محرم:
يرمي بحكمته
النفوس إذا التوت *** ورمى الغبي بمكره ودهائه
ـ فيقول الشاعر
ابن الخياط:
إني هجرتُ
العالمين إلى الذي *** هجرَ الغبيَّ إلى الأبي صفاؤُهُ
ـ فيضيف الشاعر
ابن الرومي:
بل أطعت النهى
ففزت بحظ *** قصرت عنه فطنة الأغبياء
ـ فيقول الشاعر
ابن نباتة المصري:
أيها العاذل
الغبيّ تأمل *** من غدا في صفاته القلب ذائب
ـ فيضيف الشاعر
ابن نباتة المصري:
تفهمه قلبي
الشجيّ فهاما *** ولم يره طرف الغبيّ فلاما
ـ ويقول الشاعر
عبد الغفار الأخرس:
خفيتْ على
الغبيّ مقاصد *** فيها وما عرف المرام بليد
ـ فيضيف الشاعر
حيدر بن سليمان الحلي:
فويلُ القريض
لقد أصبحتْ *** به أغبياء الورى تدَّعي
بقية ُعارٍ
دنيّ الهجاء *** ترفَّع عن قدرها الأوضع
ـ فيقول الشاعر
السري الرفاء:
نُبِّئْتُ أنَّ
الأغبياءَ تَوثَّبوا *** سَفَهاً عليَّ مع الزَّمانِ الواثبِ
و كلُّ غَبيٍّ
لو يُباشِرُ بَرْدُهُ *** لظَى النَّارِ أَضحَى حرَّها و هو بارِدُ
ـ ويضيف الشاعر
ابن الرومي:
سيُكشفُ عن
قلبِ الغبيِّ غطاؤه *** إذا حتفُه يوماً على صدره جثم
وظنونُ الذكي
أَنْفذ في الحقْ *** قِ سهاماً من رؤية الأغبياء
ـ فيقول الشاعر
الشريف المرتضى:
وَطارَ الّذي
لا خيرَ فيه كأنّه *** عقيبَ اِنبلاجِ الصّبح طيفُ مَنامِ
وحقّكمُ في
النّاس ما كان خافياً *** ولكنْ تغابٍ دونه وتعامِ
ـ فيضيف الشاعر
بشار بن برد:
غَبِيُّ
الْعَيْنِ عَنْ طَلَب الْمَعَالِي *** وفي السَّوآتِ شَيْطَانٌ مَريد
ـ فيقول الشاعر
البوصيري:
كيف يهدي الله
منهم عنيداً *** كلما أَبْصَرَ حقّاً تَغَابى
ـ فيضيف الشاعر
أبوالعلاء المعري:
ما في النّاسِ
أجهَلُ من غَبيٍّ، *** يَدومُ لهُ، إلى الدّنيا، رُكُون
تَزَوّجَ،
دُنياهُ، الغبيُّ بجهلِه، *** فقد نَشَزَتْ من بعد ما قُبِضَ المهر
ـ فيقول الشاعر
أحمد محرم:
إن أغبى الناس
في الدنيا لمن *** يذكر الأولى وينسى الآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو
النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/08/12/529878.html