الجمعة، 11 أبريل 2014

مفهوم الغباء عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم/ مجدي شلبي

 

مفهوم الغباء عند فحول الشعراء العرب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       للغباء معانٍ ودلالات؛ منها: الخفاء من الأرض، الغُبار، والترابُ يُجْعَلُ فوق الشيء ليواريه... فضلا عن المعنى الشائع: عدم الفطنة، البلاهة، الحمق، الغفلة، وفساد العقل؛ وهاهو الشاعر الشريف المرتضى يبادر بتوجيه التحية لنجوم ندوتنا (الافتراضية)؛ بقوله:

يا أنجمًا يُهْدَى من اللهِ نورُها *** وإن حالَ عنها بالغبيِّ غباءُ

ـ فيبادله الشاعر ابن الرومي التحية؛ قائلا:

قد سُئل الحساد عنك بأسرهم *** فقالوا وما حابوا بوزن نَقير

مُهذَّبُ أخلاقٍ مشرَّفُ همّةٍ *** مثقّفُ آراءٍ مُمرُّ مرير

ـ فيرثي الشاعر سبط ابن التعاويذي حظه؛ قائلا:

ما للحظِّ يَحجُبُني أَرِيباً *** وَقَدْ دَخَلَ الْغَبِيُّ بِغَيْرِ إذْنِ

ـ فيضيف الشاعر ابن شهاب:

أسير للحوادث بين قوم *** شعارهم تراجيع الغناء

يرون المجد في الإنسان عارا *** وأن الفضل تطريز القباء

إلى الرحمن أشكو سوء حظي *** وحبسي في غمار الأغبياء

ـ فيرد الشاعر ابن دارج القسطلي:

ما أنت إلا الشمس تطلع للعدى *** فظلهم حتما بنورك زائل

كرمت فما يعيا بحمدك مفحم *** وسدت فما يغبى بقدرك جاهل

ـ ويضيف الشاعر البحتري:

يَعشى عنِ المَجْدِ الغَبيُّ، وَلَنْ تَرَى *** في سُؤدَدٍ أرَباً لغَيرِ أرِيبِ

ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:

قد كان يرتاب الغبيُّ بفطنتي *** ويريبني بالعجز فرطُ تلوُّمي

ـ فيقول الشاعر ابن خفاجة:

طايب وداعِبْ ولاعِبْ، *** و دعْ سجايا البداوهْ

فإنّ أوحَشَ شَيءٍ *** جساوة ٌ في غباوه

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

ليس يؤتى الخصمانِ من جَنَفٍ في *** ك ولا من جهالة ٍ وغباءِ

ـ فيرد الشاعر المتنبي:

بذي الغَباوَةِ مِنْ إنْشادِها ضَرَرٌ *** كمَا تُضِرّ رِياحُ الوَرْدِ بالجُعَلِ

ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:

عالَمٌ قُلَّبٌ وَأَحلامُ خَلقٍ *** تَتَبارى غَباوَةً وَفَطانَه

ورب معلِّمٍ تلقاه فظَّا *** غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا

ـ فيقول الشاعر حيدر بن سليمان الحلي؛ متحسرا:

أكرِّر الطرف لا أرى أبداً *** إلا غبيّاً أنّى تلفَّتُ

ـ فيرد الشاعر ابن الرومي:

ما القومُ بالجهّال بل أهل سؤددٍ *** تغابوا ولاحوهم على ذاك جهل جهالُ

ـ فيضيف الشاعر صفي الدين الحلي:

لاحَ إعراضُكُم، ولَستُ غَبيّاً *** بقِلاكمُ، لكِنّني أتَغابَى

ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:

يتغابَى لهم وليس لمُوقٍ *** بل لِلُبٍّ يفوقُ لبَّ اللبيب

ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:

لا لوم للدهر ولا عنابا *** تغاب ان الجلد من تغابا

ـ ويضيف الشاعر أبو تمام:

لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ *** لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي

ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:

تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوة ً*** بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ًوَتُرَابُ

ـ فيضيف الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:

عدتني العوادي لم تكن بي غباوة *** ولكنني كنت امرأ متغابيا

ـ فيقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:

يفيد العاقل اليقظ التغابي *** ليدرك في الغنى حظ الغبي

ـ فيكمل الشاعر الشريف المرتضى:

فما نالَ المُنى في العيشِ إلاّ *** غَبيُّ القومِ أو فَطِنٌ تَغابَى

ـ فيضيف الشاعر عماد الدين الأصبهاني:

أرى ربحي إذا أنفقت مالي *** وما أنا بالغبي ولا الغبين

ـ فيكمل الشاعر الشريف المرتضى:

وظنّك لا هياً عنه ويُرمى *** قَديمًا بالغَباوة ِ مَن تَغابى

ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:

مالي و للأخلاق يغمر سرّها *** عنت الغبيّ و خدعة المتغابي

ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:

فطنتُ لخلقه فزهدتُ فيه *** وبعضُ القوم يحسبني غبيَّا

وقد مَزجوا دَهاءً بالتَّداهي *** كما خلطوا الغباوة بالتّغابي

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

لَيْس يدري من الغباوة أين ال *** بأسُ منه وأين مَوْضِعُ وَهْنه

ـ فيضيف الشاعر الفرزدق:

سارَ وقدْ كانَتْ عليْهِ غَبَاوَةٌ، *** يَخَالُ حُزُونَ الأرْضِ سَهلاً وَوَاديا

جَعَلوا مَشيئَتَهُ الغَبِيَّةَ سُلَّمًا *** نَحوَ الأُمورِ لِمَن أَرادَ صُعودا

ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:

دفع ادعاءهم وأبطل زعمهم *** زمن طوى تحت الغباوة ظلمهم

ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:

الغَبنُ كَوني في الحَياةِ مصوَّراً، *** فمنَ الغَباوَة خِيفَتي أن أُغبَنا

ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:

و ما خفية ُ الإنسان إلاّ غباوة ٌ *** وخوفُ الرَّدى للمرءِ شرٌّ منَ الرَّدى

ولخيرٌ من أنْ تعيش غبيّاً *** باخسَ الحظِّ أن تموت كريما

ـ فيقول الشاعر علي بن محمد التهامي:

ذو العلم من ذي الفهم في كلّ راحة *** ولكنه من ذي الغباوة في جهد

ـ فيضيف الشاعر الشريف الرضي:

وما عفة الانسان الا غباوة *** اذا لم يكافح داء وجد مغالب

ـ ويكمل الشاعر ابن شهاب:

ضحكت لنا الأيام وهو مثبط *** لا يستطيع غباوة ًأن ينهضا

يخالون من فرط الغباوة أنهم *** من المهيع المحمود بالغاية القصوى

ـ فيكمل الشاعر البحتري:

قَطَعُوا أمرَهمْ، وَهو حِمارٌ *** مُوقَرٌ مِنْ بَلادَةٍ وَغَبَاءِ

ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:

أعمى عن المزحِ غبيّاً غافلاً *** يُلزمُني الجهلَ ولستُ جاهلا

ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:

أنتَ ألحقتَ بالذكىّ غبيّاً *** في اصطلامٍ وبالدّنىّ هماما

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

لم يصفُ عيشُك لكنْ *** عيشُ الغَبِيِّ هَني

ـ فيضيف الشاعر أسامة بن منقذ:

يعطى الغبي ويحرم الندب الفتى *** كالديك توج والبزاة عواطل

ـ ويقول الشاعر أبوالعلاء المعري:

رويدَكَ! لم تَبلُغْ، من الدّهرِ، لذّةً، *** إذا لم تَعِشْ عيشَ الغبيّ المذَمَّم

ـ فيقول الشاعر بشار بن برد:

لا تك كالشاكي مضائض حاجة ٍ *** غَبِيًّا فلمَّا مَاتَ قيل له بُعْدَا

ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:

غَباوَة ُهاجرِ الدّنيا، وَكَيدٌ *** وَلا كَيْدُ الفَوَاجِرِ وَالبَغَايَا

ضممت يدي منه وكانت غباوة *** على ضرب مردود من الورق زائف

ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:

ذي فطنة ٍ في الشكر راغبة ٍ*** وغباوة ٍ بجوالب الشكرِ

ـ فيقول الشاعر جرير:

عَنِ النّكْرَاء كُلّهُمُ غَبيُّ، *** وَبالمَعْرُوفِ كُلّهُمُ بَصِيرُ

ـ ويقول الشاعر أحمد شوقي:

وما جهلَ العتيقَ الحرَّ منها *** ولا غَبِيَ المُقَلّدَ والدَّعِيَّا

ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:

وإني لأستصبي الغبي وأزدري *** أخا المال لا علمٌ لديه ولا فضل

كم نعمة نعم الغبي بنيلها *** من حيث جللها أسى وشقاء

ـ فيقول الشاعر البحتري:

لو تَغَابَى مُسامِحاً، فَكثِيراً *** ما أرَانَا الغِنَى تَغَابي الكَرِيمِ

ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:

يرمي بحكمته النفوس إذا التوت *** ورمى الغبي بمكره ودهائه

ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:

إني هجرتُ العالمين إلى الذي *** هجرَ الغبيَّ إلى الأبي صفاؤُهُ

ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:

بل أطعت النهى ففزت بحظ *** قصرت عنه فطنة الأغبياء

ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:

أيها العاذل الغبيّ تأمل *** من غدا في صفاته القلب ذائب

ـ فيضيف الشاعر ابن نباتة المصري:

تفهمه قلبي الشجيّ فهاما *** ولم يره طرف الغبيّ فلاما

ـ ويقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:

خفيتْ على الغبيّ مقاصد *** فيها وما عرف المرام بليد

ـ فيضيف الشاعر حيدر بن سليمان الحلي:

فويلُ القريض لقد أصبحتْ *** به أغبياء الورى تدَّعي

بقية ُعارٍ دنيّ الهجاء *** ترفَّع عن قدرها الأوضع

ـ فيقول الشاعر السري الرفاء:

نُبِّئْتُ أنَّ الأغبياءَ تَوثَّبوا *** سَفَهاً عليَّ مع الزَّمانِ الواثبِ

و كلُّ غَبيٍّ لو يُباشِرُ بَرْدُهُ *** لظَى النَّارِ أَضحَى حرَّها و هو بارِدُ

ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي:

سيُكشفُ عن قلبِ الغبيِّ غطاؤه *** إذا حتفُه يوماً على صدره جثم

وظنونُ الذكي أَنْفذ في الحقْ *** قِ سهاماً من رؤية الأغبياء

ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:

وَطارَ الّذي لا خيرَ فيه كأنّه *** عقيبَ اِنبلاجِ الصّبح طيفُ مَنامِ

وحقّكمُ في النّاس ما كان خافياً *** ولكنْ تغابٍ دونه وتعامِ

ـ فيضيف الشاعر بشار بن برد:

غَبِيُّ الْعَيْنِ عَنْ طَلَب الْمَعَالِي *** وفي السَّوآتِ شَيْطَانٌ مَريد

ـ فيقول الشاعر البوصيري:

كيف يهدي الله منهم عنيداً *** كلما أَبْصَرَ حقّاً تَغَابى

ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:

ما في النّاسِ أجهَلُ من غَبيٍّ، *** يَدومُ لهُ، إلى الدّنيا، رُكُون

تَزَوّجَ، دُنياهُ، الغبيُّ بجهلِه، *** فقد نَشَزَتْ من بعد ما قُبِضَ المهر

ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:

إن أغبى الناس في الدنيا لمن *** يذكر الأولى وينسى الآخرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/08/12/529878.html