2ـ مفهوم الشقاء عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم/ مجدي شلبي

 2ـ مفهوم الشقاء عند فحول الشعراء العرب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج ابن طعمة، (من شعراء المهجر)؛ ولد بلبنان، وتخرج بمدرسة الحكمة، ثم هاجر إلى أمريكا الجنوبية؛ فأصدر جريدة أسبوعية، واتخذ لنفسه اسماً جديداً هو (أبو الفضل الوليد) فكان يوقع به ما يكتبه فيها، وها هو يتجه (افتراضيا) نحو المنصة؛ منشدا:

شقاءُ الفتى من فِكرهِ وشعورهِ *** فأعظِم ببَلوى شاعرٍ وحكيم

شقيتُ بعبءٍ ما خُلِقتُ لحملِهِ *** فكم بدميمٍ جاءني وذميم

إذا شَغَلَ الإنسانُ غيرَ محلِّهِ *** يضلُّ بليلٍ في الشقاءِ بَهيم

لعمرُكَ إنّ العَقلَ في الجهلِ ضائعٌ *** كما ضاعَ ماءُ المزنِ فوقَ هشيم

لا خيرَ في القومِ الألى أنا بينَهم *** كَثَوب غريبٍ أو كمالِ يتيم

فهم بينَ أشرارٍ وبلهٍ تقاسموا *** حماقةَ مجنونٍ وغَدرَ أثيم

ـ فيضيف الشاعر أبو القاسم الشابي:

لو مَشَى فيهُمُ حيًّا لحطَّمَهُ *** قومٌ وقالوا بخبثٍ إنَّهُ صَنَمُ

ولا يعبدُ النَّاسُ إلاَّ كلَّ منعدمٍ *** مُمنَّعٍ ولمنْ حاباهُمُ العَدَمُ

حتَّى العَباقرةُ الأَفذاذُ حُبُّهُمُ *** يلقى الشَّقاءَ وتَلقى مجدَها الرِّمَمُ

النَّاسُ لا يُنْصِفونَ الحيَّ بينهُمُ *** حتَّى إِذا مَا توارى عنهُمُ نَدِموا

الويْل للنَّاسِ من أَهْوائهمْ أَبداً *** يمشي الزَّمانُ وريحُ الشَّرِّ تحتدمُ

ـ فيقول الشاعر أبو الفضل الوليد:

أخنى الزمانُ على فَتاكِ وطالما *** أخنى على الأحرارِ والشُّرَفاء

إن كان أخلق بُردتي وشَبيبَتي *** فالنّفسُ ذاتُ تجدُّدٍ وبقاء

ستَهبُّ أرواح الرّجاء فَينجلي *** غيمُ الشَّقاءِ وتبصِرينَ بهائي

فتَبسَّمي مثلَ الكواكِبِ وارقُبي *** نجماً إليكِ رَنا من الظّلماء

عن حالتي لا تَسأليني رُبَّما *** راعَتكِ من قَلبي جروحُ شقاء

ـ فيضيف الشاعر أبو الفتح البستي:

ترحَّلْتُ عنكَ لفَرط الشَّقاءِ *** وحلَّفتُ رُشدي ورائي ورائي

إلى مَطمَع فيكَ حتّى أراكَ *** فيُروى صَدايَ بذاكَ الرُّواءِ  

وأصبحْتُ في شغُلٍ شاغلٍ *** قليلَ الغناءِ كثيرَ العناء

ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:

لا تعلم الدنيا بما في قلبه *** من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاءِ

كلٌّ له ليلى ومن لم يَلقها *** فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ

كلٌّ له ليلى يرى في حبها *** سرّ الدٌّنى وحقيقةَ الأشياءِ

ويرى الأماني في سعير غرامها *** ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ

ـ فيضيف الشاعر أبو الفضل الوليد:

المجدُ عندَ الأكرمينَ أخو الهوى *** من لم يحبَّ قضى حَزيناً خائبا

واحسرتاه على فؤادٍ لم يكن *** يوماً ليعرفَ وعدَ حبٍّ كاذبا

عبثَ الشقاءُ به وهل من راحةٍ *** لِفتى تراهُ للفضائلِ صاحب

ـ فيقول الشاعر جورج جريس فرح:

كم مِن رفيقٍ عندَ ضحكي *** يختفي عند البكاءْ؟

كَم من قريبٍ عندَ أخذٍ *** غابَ في وقتِ العَطاءْ؟

كَم مِن حبيبٍ في الهنا *** أينَ الأحبَّةُ في الشقاءْ؟

كَم مِن صديقٍ عابِرٍ *** هل مِن صديقٍ للبقاء؟!

ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:

نداؤك يا فؤادُ كفى نداء *** أما تنفك تسقيني الشقاء

أنا ظمآن لم يلمع سراب *** على الصحراء إلا خلتُ ماءَ

وأنت فراش ليل كلّ نور *** تبعت وكلَّ برق قد أضاءَ

ـ فيقول الشاعر عبدالله البردوني:

أعود أحتضن الشّقاء *** لأنّني أمّ الشقاء

و مواكب الأشباح في *** جوّي كحيّات العراء

كتثاؤب الأحزان في *** مقل اليتامى الأبرياء

و الظلمة الخرساء تفنى *** قريتي قبل الفناء

و تشدّ أعينها و توصيها *** بصبر الأغبياء

فيتاجر الحرمان فيها *** بالصلاة و بالدعاء

بالحوقلات، و بالأنين *** و حشرجات الكبرياء

ـ فيضيف الشاعر حافظ ابراهيم:

هَذا صَبِيٌّ هائِمٌ *** تَحتَ الظَلامِ هُيامَ حائِر

أَبلى الشَقاءُ جَديدَهُ *** وَتَقَلَّمَت مِنهُ الأَظافِر

فَاُنظُر إِلى أَسمالِهِ *** لَم يَبقَ مِنها ما يُظاهِر

هُوَ لا يُريدُ فِراقَها *** خَوفَ القَوارِسِ والهَواجِر

لَكِنَّها قَد فارَقَتـ *** ـهُ فِراقَ مَعذورٍ وَعاذِر

ـ فيقول الشاعر معروف الرصافي:

أيها الناظر ذا الفقـ *** ــر بعين الازدراء

لا تزد بلواه من فعـ *** ــلك هذا ببلاء

إنه يكفيه ما يجـ *** ــرع من مرّ الشقاء

ـ فيضيف الشاعر أبو القاسم الشابي:

إنَّ الحَيَاةَ صِراعٌ *** فيها الضَّعيفُ يُداسْ

مَا فازَ في ماضِغِيها *** إلاَّ شَديدُ المِراسْ

للخِبِّ فيها شجونٌ *** فكُنْ فتى الإحتراسْ

الكونُ كونُ شقاءٍ *** الكونُ كونُ التباسْ

الكونُ كونُ اختلاقٍ *** وضجَّةٌ واختلاسْ

سِيَّانَ عِنديَ فيهِ *** السُّرورُ والابتئاسْ

ـ فيقول الشاعر صالح الشرنوبي:

يا طهاة الحظوظ حسبكم الصمـ *** ـت دليلا على شقاء الجياع

تسمنون الذئب السمين ليس *** تشري على الشاة فيه داء الصراع

يا صحارى الحرمان ما أصنـ *** ـع اليوم وقد هزني نداء الروابي

لا تلومي سؤلي فقد آدني السيـ *** ــر ولما أفز بغير السراب

ـ فيقول الشاعر خليل مطران:

حَاشَاكِ بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الْورَى *** وَالْحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ

نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي *** أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ

نِعْمَ الشَّفَاءُ إِذَا رَوِيْتُ بِرشْفَةٍ *** مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاء

ـ فيضيف الشاعر أبو القاسم الشابي:

على ساحِلِ البَحْرِ أَنَّى يضجُّ *** صُراخُ الصَّباحِ ونَوْحُ المَسَا

تنهَّدتُ من مُهْجَةٍ أُتْرِعَتْ *** بدَمْعِ الشَّقاءِ وشوْك الأَسى

ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:

الناسُ غادٍ في الشَقاءِ وَرائِحٌ *** يَشقى لَهُ الرُحَماءُ وَهوَ الهاني

وَمُنَعَّمٌ لَم يَلقَ إِلّا لَذَّةً *** في طَيِّها شَجَنٌ مِنَ الأَشجانِ

فَاِصبِر عَلى نُعمى الحَياةِ وَبُؤسِها *** نُعمى الحَياةِ وَبُؤسِها سِيّانِ

ـ فيضيف الشاعر ناصيف اليازجي:

إذا رَجوتَ منَ الزَّمانِ سَلامةً *** فهيَ الصَّلاحُ رَجَوتَهُ من فاسدِ

مَنْ عاشَ في الدُّنيا رأى في يَقْظةٍ *** ما لا تَرَى في الحُلمِ عينُ الراقِدِ

ـ فيقول الشاعر خلفان بن مصبح:

كم لهذا النوم من فضل يرى *** يبعد الإنسان عن دنيا الورى

تسكن النفس وتنسى ما جرى *** من شقاء الكون في هذي الحياة

غير أن الدهر لا يعطي الأمان *** يبعث الآلام في كل مكان

وإذا ما المرء عاداه الزمان *** تعلن العدوان حتى الحشرات

ـ فيضيف الشاعر الطغرائي:

أرادَ وقد حاقَ الشقاءُ بجدِّهِ *** مغالبةَ الأقدارِ وهي غلوبُ

ولم يكن المقدارُ فيما علمْتُهُ *** لِيُسْعَدَ عبداً أوبقَتْهُ ذُنوبُ

ـ فيقول الشاعر الطرماح:

لَقَد شَقيتُ شَقاءً لا اِنقِطاعَ لَهُ *** إِن لَم أفُز فَوزَةً تُنجي مِنَ النارِ

وَالنارُ لَم يَنجُ مِن رَوعاتِها أَحَدٌ *** إِلّا المُنيبُ بِقَلبِ المُخلِصِ الشاري

ـ فيضيف الشاعر أبو العلاء المعري:

تَقواكَ زادٌ فَاِعتَقِد أَنَّهُ *** أَفضَلُ ما أَودَعتَهُ في السَقاء

وَقَد بَلَونا العَيشَ أَطوارَهُ *** فَما وَجَدنا فيهِ غَيرَ الشَقاء

ـ فيقول الشاعر أبو الفضل الوليد:

مرُّ الشَّقاءِ الذي يهدي النفوسَ حَكى *** مرَّ الدواءِ الذي يَشفي من السَّقم

إنَّ المرارةَ في الحالينِ نافعةٌ *** للجسمِ والنفسِ فلنشرب ولا نلم

ـ فيضيف الشاعر عبد الغني النابلسي:

بلاء الأنبياء هو البلاءُ *** وقد عانت عناها الأولياءُ

ومن يكثر عليه الصبر يعظم *** به عند الإله له الجزاء

وأما الدين فاحذر من بلاء *** يصيبك فيه ذاك هو الشقاء

ومنه الأنبيا عصموا وعنه *** شعار الصالحين الأتقياء

نصحتك لا تخف في قطع رزق *** أذى الدنيا فلله العطاء

وكن بالانفراد سليم صدر *** لأن مصاحبات الناس داء

ـ فيقول الشاعر حافظ إبراهيم:

إِنَّ الَّذي أَغرى السُهادَ بِمُقلَتي *** مُتَعَنِّتٌ قَلبي بِهِ مُتَعَلِّقُ

واثَقتُهُ أَلّا أَبوحَ وَإِنَّما *** يَومَ الحِسابِ يُحَلُّ ذاكَ المَوثِقُ

وَشَقيتُ مِنهُ بِقُربِهِ وَبِعادِهِ *** وَأَخو الشَقاءِ إِلى الشَقاءِ مُوَفَّقُ

صاحَبتُ أَسبابَ الرِضا لِرُكوبِهِ *** مَتنَ الخِلافِ لِما بِهِ أَتَخَلَّقُ

وَصَبَرتُ مِنهُ عَلى الَّذي يَعيا بِهِ *** حِلمُ الحَليمِ وَيَتَّقيهِ الأَحمَقُ

ـ فيقول الشاعر إيليا أبو ماضي:

يا عامَنا هَل فيكَ ثَمَّةَ مَطمَعٌ *** بِالسِلمِ أَم هَذا الشَقاءُ يَطولُ

مَرَّت عَلَيها حِجَّتانِ وَلَم تَزَل *** تَتلو الفُضولَ مَشاهِدٌ وَفُصولُ

لا يَخدَعَنَّ العارِفونَ نُفوسَهُم *** إِنَّ المَخادِعَ نَفسَهُ لَجَهولُ

جَهِلوا وَلَم تَجَهل نُفوسُهُمُ الأَسى *** أَشقى الأَنامِ العارِفُ المَجهولُ

رُبّاهُ قَد بَلَغَ الشَقاءُ أَشَدَّهُ *** رُحماكَ إِنَّ الراحِمينَ قَليلُ

ـ فيضيف الشاعر حافظ إبراهيم:

خَلَقتَ لي نَفساً فَأَرصَدتَها *** لِلحُزنِ وَالبَلوى وَهَذا الشَقاء

فَاِمنُن بِنَفسٍ لَم يَشُبها الأَسى *** لَعَلَّها تَعرِفُ طَعمَ الهَناء

ـ فيقول الشاعر أبو العلاء المعري:

كُتِبَ الشَقاءُ عَلى الفَتى في عَيشِهِ *** وَليَبلُغَنَّ قَضاءَهُ المَكتوبا

وَإِذا عَتَبتَ المَرءَ لَيسَ بِمُعتَبٍ *** أُلفيتَ فيما جِئتَهُ مَعتوبا

يَبغي المَعاشِرُ في الزَمانِ وَصَرفِهِ *** رُتَباً كَأَنَّ لَهُم عَليهِ رُتوبا

ـ فيضيف الشاعر أبو الفضل الوليد:

فلقد مشينا لا نخافُ من الرّدى *** ومن الشَّقاءِ ولم نكن دارينا

فَجَرَت بنا أمواجُ بحرٍ لم تكن *** يوماً لتَشفِيكنَّ أو تَشفينا

إن السعادةَ خدعةٌ قتَّالةٌ *** نزَقُ الشَّبابِ بِنَيلِها يُغرينا

ـ فيقول الشاعر خليل مطران:

خَانَ عَزْمِي الشَّبَابُ وَاقْتَصَّ ضَعْفِي *** مِنْ ثَبَاتِي فَكَيْفَ مِثْلِي يُقَاوِمْ

وَالذِي دِرْعُهُ فُؤَادٌ رَقِيقٌ *** فَجَريحٌ إِنْ يُقْتَحَمْ أَوْ يُقَاحِمْ

أيُّهَا الرَّوْضُ كَنْ لِقَلْبِي سَلاماً *** وَمَلاذاً مِن الشَّقَاءِ المُلازِمْ

ـ فيضيف الشاعر أبو الفضل الوليد:

بكيتِ لباكٍ واشتكيتِ لشاكِ *** فما كانَ أحلى مُقلتيكِ وفاكِ

سمعتِ نشيدي للجمالِ وللهوى *** فلبّيتِ هذا القلبَ حينَ دعاك

ولولا غُروري لم تنالي التِفاتةً *** ولا بسمةً منِّي تُنيرُ دُجاك

ـ فيقول الشاعر الخبز أرزي:

هذا وصالٌ وهذا دونه طمعٌ *** فأرصُد العيشَ والتنغيص في رصدِ

فيا لها نعمةً ذقتُ الشقاءَ بها *** ففي فمي علقم من مضغة الشهد

القرب أفتن للمُبلى من البعدِ *** وإنما حسرتي إذ نحن في بلدِ

ـ فيضيف الشاعر محمد الثبيتي:

هنا يومض اللحن في أضلعي *** وينزع أسرارَهُ من دمِي

وينحتُ من مقلتيّ الرؤى *** وتطربُ أوتاره أنجمي

ويغرقني في الشقاء اللذيذِ *** وتملأ أوهامه عالمي

ـ فيقول الشاعر ابن سناء الملك:

تركتَني لشقاءٍ لسْتُ أَعْرِفُهُ *** وأَنْتَ من جنَّةِ الفردوسِ في نِعَمِ

يا ساكناً بينَ جنَّاتٍ مُزَخْرَفَةٍ *** بالنُّورِ إِنِّي من الأَحزانِ في الظُّلَمِ

كم قلتُ يا لَيْتَ قومِي يَعلمُون بِمَا *** هُمْ يَعْلَمُونَ فَلاَ تَعْلمْ بمَا بِهم

لمْ تنس في جنَّةِ الفِرْدوسِ ذكْرَهمُ *** وأَنت ما زلتَ لا تَنْسَى ذَوي الرَّحمِ

وقد حَفِظْت عليهم عادةً لَهُمُ *** حاشَا لِمِثْلكَ يَنْسَى عَادَة الكَرَمِ

ـ فيضيف الشاعر ابن عنين:

الرِزقُ يَأتي وَإِن لَم يَسعَ صاحِبُهُ *** حَتماً وَلكِن شَقاءُ المَرءِ مَكتوبُ

وَفي القَناعَةِ كَنزٌ لا نَفادَ لَهُ *** وَكُلُّ ما يَملِكُ الإِنسانُ مَسلوبُ

ـ فيقول الشاعر معروف الرصافي:

برئت للموت من حياة *** ما نكبّت مهيع الشقاء

لم يكفها أنها احتياج *** حتى غدت حومة البلاء

يا أيها المترف المهنَّا *** يمرح في ثوب كبرياء

مهلاً أخا الكبر بعض كبر *** ألست تقني بعض الحياء

أنت ابن فقر إلى أمور *** بهنّ تدعى يا ابن الثراء

ـ فيضيف الشاعر ابن قلاقس:

أُخيَّ دعِ البطالة والْهُ عنها *** وجانِبْها فعُقباها الشّقاءُ

جمالُ المرءِ في الدنيا صلاحٌ *** وخيرُ بضاعةِ الحرِّ الحياءُ

عجبتُ لمن يميل الى المعاصي *** وتعجِبُه الملاهي والغِناءُ

ـ فيقول الشاعر ابن حمديس:

نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ *** لقد أظلمَ الشيبُ لمّا أضاءَ

أتعرفُ لي عن شبابي سُلُوّاً *** ومَن يجدِ الداءَ يبغِ الدواءَ

ديارٌ تمشّتْ إليها الخطوبُ *** كما تتمشّى الذئابُ الضراءَ

وراءَك يا بحرُ لي جَنّةٌ *** لبستُ النّعيم بها لا الشقاءَ

إذا أنا حاولت منها صباحاً *** تعرضتَ من دونها لي مساءَ

ـ فيضيف الشاعر محمود درويش:

تعلّمت الحياة بما استطعت من الشقاء

وعلّمتني كيف أنساها لأحياها ...

ـ فيقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي:

تعلموا تعلموا *** من الشقاء تسلموا

فإنما الذين قد *** تعلموا تنعموا

ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:

فَإِذا الْقَضاءُ عَلَى الْمَضاءِ مُرَكَّبٌ *** وَإذا الشَّقاءُ موَكَّلٌ بِأَخِي الشَّقا

حَتَّى إِذا حَسَرَ الصّبَاحُ كَأَنَّهُ *** وَجْهُ الْوَجِيهِ تَبَلُّجَاً وَتَأَلُّقا

ـ فيقول الشاعر أبو الفضل الوليد:

أمّا الحياةُ كما عَلِمتَ فصعبةٌ *** والسَّعدُ من نيلِ الثُّريَّا أصعَب

سببُ الشَّقاوةِ حرصُنا وطموحُنا *** إنَّ الشقاءَ مع الرجاءِ لطِّيب

لكن إذا طالَ الزمانُ ولم نجد *** فرَجاً يُخَفِّفُ ما به نتَعذَّب

ـ فيضيف الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:

خلق الإله الكون أروع منظراً *** وأجل تصويراً وأبدع حالا

واختص آدم بالشقاء ونسله *** وحباهم الآلام والآمالا

ـ فيقول الشاعر صالح الشرنوبي:

أتُفّاحةٌ سرُّ هذا الشقاء *** ومن أجلها كلُّ هذا البلاء

تعاليت يا ربّ ماذا أقول *** وأنت القدرُ على ما تشاء

أنا ابن الطريدين أشكو إليك *** وملءُ دمى ثورة الأبرياء

ألم تكُ قدّرتَ أن يعصياك *** فلم يخرجا عن محيط القضاء

ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:

فيا حبذا قبل الشقاء نعيمه *** ويا حبذا بعد النعيم شقاؤه

ـ فيقول الشاعر الحطيئة:

فَأَبْقُواـ لاَ أَبالَكُمُ ـ عَلَيْهم *** فإن ملامة المولى شقاءُ

إِذا ذَهَبَ الشَبابُ فَبانَ مِنهُ *** فَلَيسَ لِما مَضى مِنهُ لِقاءُ

يَصَبُّ إِلى الحَياةِ وَيَشتَهيها *** وَفي طولِ الحَياةِ لَهُ عَناءُ

ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:

ترجو بنجدته انقضاء شقائها *** وهو الذي بقعوده يشقيها

وَتَوَدُّ جاهِدَةً بِهِ دَفعَ الأَذى *** عَن نَفسِها وَهوَ الَّذي يُؤذيها

ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:

أَجِدُ الحَياةَ حَياةَ دَهرٍ ساعَةً *** وَأَرى النَعيمَ نَعيمَ عُمرٍ مُقصِرا

ما زلتُ أسمعُ بالشَّقاءِ رواية ً *** حتى رأيتُ بكِ الشَّقاءَ مصوَّرا

ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:

يرى الأماني في سعير غرامها *** ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ

ـ فيقول الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:

وأذعت لنا سرّاً شقينا بمثله *** زماناً وفي غصن الشبيبة لين

فيا ليتني لما ذوى الغود وانحنى *** برئت ولكن الشقاء فنون

ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:

كلّ الحتوف سلامة

كلّ الشقاء سعادة

ما دمت حتّى اليوم سالمةً سعيدة

لا قصد لي في العيش

إلاّ أن تعيشي أنت

أيتها القصيدة

ـ ويختتم الشاعر إبراهيم ناجي ندوتنا الافتراضية؛ منشدا:

ذلك الشاعر قد واساكمُ *** وبكى آلامكم كل البكاء

ذلك الشاعرُ قد غناكمُ *** صادحاً في أيككم بشرى الهناء

وأولو الشعر المصابيح التي *** حطمتهن رياح الصحراء

خلدت أنوارهم رغم البلى *** وبها المدلج في الليل استضاء

سوف يفنى القول إلا قولهم *** ويموت الناس إلا الشعراء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/09/22/532972.html