2ـ مفهوم الأبوة عند فحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الرَّبَعي، المعروف بـ(أبو فراس الحمداني)، وهو صاحب
بيت شعر شهير؛ يقول فيه:
الشعر ديوان العرب *** أبداً وعنوان الأدب
وصاحب قصيدة (أراك عصي الدمع شيمتك الصبر/ 54 بيتا)، تغنت ـ ببعض أبياتها ـ سيدة الغناء العربي (أم
كلثوم)، وها هو يتجه ـ الآن ـ (افتراضيا) للمشاركة في ندوتنا؛ قائلا:
إنّي، وَإنْ كُنْتُ المُشَا *** رِكَ في الأبُوّةِ، وَالمُسَاهِمْ
لأقُولُ قَوْلاً لا يُرَدّ، *** ولا يرى لي فيهِ لاثمْ
لأبي المَعَالي في العُلا، *** وأبي المكارمِ في المكارمْ
بيتٌ رفيعٌ سمكهُ ** عَالي الذّرَى، ثَبْتُ الدّعَائِمْ
ـ فيضيف الشاعر جرير:
تَزَوّدْ مِثْلَ زَادِ أبِيكَ فِينَا، *** فنعمَ الزادُ زادُ أبيكَ زادا
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
قل لابنه والخير قولُك لابنه *** من كان مسعوداً فمثلك ينسلُ
ـ فيضيف الشاعر الباخرزي:
وما الأبُ إلاّ الأبُ ما عاشَ لابنِهِ *** وآبَ لهُ طيبُ الحَياة َ إذا بلي
ـ فيكمل الشاعر الفرزدق:
أوْ يَسْتَقِيمَ إلى أبِيهِ، فَإنّهُ *** ضَوْءُ النّهَارِ جَلا دُجَى الإظْلامِ
أَرجو الدُعاءَ مِنَ الَّذي تَلَّ اِبنَهُ *** لِجَبينِهِ فَفَداهُ ذو
الإِنعامِ
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
فتنظرُ من أَبيكَ إلى مِثال *** يُحيِّرُ في الكمالات الفهُوما
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
ذهب اللينُ في إرشادهِ *** كالأبِ المشفقِ والحدِّ الحدب
القَريبُ العَتبِ مِن مَعنى الرِضا *** وَالقَريبُ الجِدِّ مِن مَعنى
اللَعِب
وَالأَخُ الصادِقُ في الوُدِّ إِذا *** ظَهَرَ الإِخوانُ بِالوُدِّ الكَذِب
خاشِعٌ في دَرسِهِ مُحتَشِمٌ فَكِهٌ *** في مَجلِسِ الصَفوِ طَرِب
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
و انزل على خير الأبوّة رحمة *** تسع الحياة و عفّة و صلاحا
يشكو السقام فإن هتفت أمامه *** باسمي تهلّل وجهه و ارتاحا
و أطل حديثك يستعده تعلّلا *** بالذكر لا لتزيده إيضاحا
و إذا ألحّ فللحنان عذوبة *** في مقلتيه تحبّب الإلحاحا
ـ فيضيف الشاعر بدر شاكر السياب:
و رثناه الأبوة و هو باق *** سنورثه البنين منى عذابا
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
في نجله لاحت مخايل نبله *** موسومة بوسامه الخلاب
أخذ الفضائل عن أبيه فجئن في *** صور مجددة وحسن رابي
يا ابن الذي تنمي علاه أسرة *** هي محتد الأمجاد والصياب
ـ فيقول الشاعر خليل مطران:
ذي الهمة المثلى كهم *** أبيه في طلب المعالي
وَكَفَاهُ نُبْلاً أَنَّهُ *** يحْذُو بهِ أَسنَى مِثَالِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
جارى الأُصولَ فَجِدُّهُ مِنْ جَدِّهِ *** في النائباتِ ومنْ أبيه إباؤُهُ
مَنْ كُنْتَ أَنْتَ أَباهُ كانَ لِمَجْدِهِ *** أَنْ يَسْتَطِيلَ وَأَنْ
يُشادَ بِناؤُهُ
تُنمى الْفُرُوعُ إِلى الأُصُولِ وَخَيْرُها *** وَأَجَلُّها فَرْعٌ
إِلَيْكَ نَماؤُهُ
ـ فيقول الشاعر أبو تمام:
ورثوا الأبوة َوالحظوظُ فأصبحوا *** جَمَعوا جُدُوداً في العُلَى وجُدُودا
ـ فيضيف الشاعر أبو الفتح البستي:
لكُمْ تاجُ الأُبُوَّةِ راقَ حُسنا *** وفَوقِ الرِّزقِ دُونَكُمُ
الرِّتاجُ
تَشينُكُمُ حوائجُكُمْ إلينا *** وكيفَ يَروقُ للمُحتاجِ تاجُ
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
تحمّلْ عن أبيكَ الثّقلَ، يوماً، *** فإنّ الشّيخَ قد ضَعُفتْ قواهُ
وَلَستُ بِمُدرِكٍ أَمراً قَريباً *** إِذا ما خالِقي عَنّي زَواهُ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
وَإنْ جَاءَنَا يَحْكي أباهُ، فلَم تَزَل *** لَهُ مِنْ أبيهِ شِيمَةٌ
وَشَمَائِلُ
حَوَى، عن أبيهِ، الذي حَازَهُ *** أبُوهُ المُهَذَّب عَنْ جَدّهِ
ـ فيكمل الشاعر البحتري:
ما كانَ أفضَلَ مِنْ أبيكَ، وَقد مضَى *** في الذّاهباتِ مِنَ السّنينَ،
أبُوكَا
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
أسفي على الغصن النضير *** أسفي على القمر المنير
أسفي الكبير على أبيك *** الشاعر اللبق الكبير
ـ فيضيف الشاعر خليل مطران:
والأب الراشد الذي في بنيه *** خلقه السمح والضمير القويم
أَبَداً فِي ضَمِيرِنَا طِيبُ ذِكْرَا *** كَ وَفِي الْفِكْرِ وَجْهُكَ المَرْسُومُ
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
فهو فيه الأب الحبيب إلى كل *** امريء والمؤدب المشكور
لا يباري ذاك الذكاء ذكاء *** لا ولا ذلك الشعور شعور
ـ فيقول الشاعر محمد بن إبراهيم المراكشي
(شاعر الحمراء):
بالأمسِ كانَ مقَامُه فَوقَ السُّهَا *** واليومَ صار له الترابُ وِسَادا
فأثارَ في الأعمَاق حُزنا كَامِنا *** قد عمَّمَ الأغوَار والأنجَادَا
سِيمَا لدَى المولَى عَميدِ أُمُورهِ *** وصَداهُ إِن عندَ الشَّدائِد
نَادى
عَمٍّ تَزايدَ عطفُهُ وحُنُؤُهُ *** حتَّى على عَطفِ الأبُوَّةِ زادا
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
فما مثله بين الأبوة من أب *** وما مثله بين البعولة من بعل
جزاه بما أهدى من الخير ربه *** وعوضنا من ذلك الليث بالشبل
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
سَلْهُمْ عَلى شرَفِ الأُبُوَّةِ هَلْ رَعَوْا *** مَا سنَّ مِن أدب
الحياةِ وأوجبا
بَيْتٌ تفرّقَ في البلاد وأُسرةٌ *** صَدَع الزّمانُ كِيانَها فتشعّبا
وَهَنَ البِناءُ فَعاثَ في فَجواتِه *** عَادِي الفسادِ مُدَمِّراً
ومُخَرِّبا
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وأشقى بني هذا الزمان أريبه *** وأتعبُ من فيه من النَّاس حرُّه
وربَّ خميص البطن مما يشينه *** ينوءُ بأثقال الأُبوَّة ظهره
له كلّ يوم وقفة بعد وقفة *** يهيجُ جوى أحشائه وتقرّه
يطول مع الأيام فيها عتابه *** ويسهر ليلاً ما تبلّجَ فجره
يشيم سنا برق المطامع وامضاً *** تألَّقَ إلاَّ إنّه لا يغرّه
ـ فيقول الشاعر أبو العلاء المعري:
قَد اِختَلَّ الأَنامُ بِغَيرِ شَكٍّ *** فَجَدّوا في الزَمانِ وَأَلعَبوهُ
وَظَنّوا أَنَّ بوهَ الطَيرِ صَقرٌ *** بِجَهلِهِمُ وَأَنَّ الصَقرَ بوهُ
وَوَدّوا العَيشَ في زَمَنٍ خَؤونٍ *** وَقَد عَرَفوا أَذاهُ وَجَرَّبوهُ
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا *** عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن *** يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ
ـ فيختتم الشاعر إيليا أبو ماضي ندوتنا
(الافتراضية)؛ منشدا:
لَعَلّي أَفي تِلكَ الأُبُوَّةَ حَقَّها *** وَإِن كانَ لا يوفى بِكَيلٍ
وَلا وَزنِ
فَأَعظَمُ مَجدي كانَ أَنَّكَ لي أَبٌ *** وَأَكبَرُ فَخري كانَ قَولُكَ ذا
إِبني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/03/533909.html