الجمعة، 25 أبريل 2014

مفهوم التوبة عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم/ مجدي شلبي

 مفهوم التوبة عند فحول الشعراء العرب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو أبو الحسين مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (الشاعر مهيار الديلمي) وقد قيل عنه: "أنه جمع بين فصاحة العرب ومعاني العجم"؛ (لكونه فارسي الأصل، عربي النشأة والتعلم)، وهو يتقدم الآن (افتراضيا) نحو المنصة؛ قائلا:

العتبُ ذنبٌ قلت إني تائبٌ *** شريطة ُالتوبة ِتركٌ وندمْ

ـ فيحييه الشاعر أبوالعلاء المعري؛ ثم يقول:

وإذا الذّنوبُ طَمتْ، فأخلِص توبةً *** للَّهِ، يُلْفَ بفضلِهِ غفّارها

فاندَمْ على الذّنبِ، إذا جئتَهُ، *** فمن شروطِ التّائبينَ النّدَم

ـ فيقول الشاعر البحتري:

نَدِمتُ عَلى أَمرٍ مَضى لَم يُشِر بِهِ *** نَصيحٌ وَلَم يَجمَع قُواهُ نِظامُ

وَقد خَبّرُوا أنّ النّدَامَةَ تَوْبَةٌ، *** يُصَلّى بهَا أنْ تُقْتَنى، وَيُصَامُ

وَإِنَّ جُحودي سوءُ ظَنٍّ بِمُنعِمٍ *** وَعَدّي مَعاذيري عَلَيهِ خِصامُ

ـ فيقول الشاعر ابن عبد ربه:

إنِّي أتوبُ إليْكَ مُعْترَفاً *** إن كنتَ تقبلُ توبَ معترِفِ

ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:

اللَّهُ أدرانا بأمْرٍ، فَما *** نغسِلُ بالتّوبَةِ أدْرانا

أَجرَأَنا الجَهلُ عَلى إِثمِنا *** وَهوَ عَلى الإِحسانِ أَجرانا

لَو عَقَلَ الإِنسانُ رامَ الهُدى *** وَلَم يَبِت في النَومِ سَدرانا

ـ فتقول الشاعرة ليلى الأخيلية:

فيا تَوبُ ما في العَيْشِ خَيرٌ ولا ندًى *** يعد وقد أمسيت في ترب نفنفِ

ـ فيرد الشاعر أحمد شوقي:

بَخِلْتِ عليه في الحياة ِ بموكبٍ *** فُتوبي إليه في الممات بمأْتم

ـ ويقول الشاعر أبوالعلاء المعري:

هلا تتوبُ من الذّنوب خواطىءٌ *** قبلَ اعتراضِ الموت دون مَتابها

ما زالَ يمطُلُ دُنياهُ بتوْبتِهِ، *** حتى أتتهْ مناياها، وما تابا

ـ فيومئ الشاعر أبو نواس برأسه إيجابا، ويقول:

حَتّى مَتى يا نَفسُ تَغـ *** تَرّينَ بِالأَمَلِ الكَذوبِ

يا نَفسُ تُوبي قَبلَ أنْ *** لا تَستَطيعي أنْ تَتُوبي

وَاستَغفِري لِذُنوبِكِ الرَ *** حمَنَ غَفّارَ الذُنوبِ

ـ فيقول الشاعر البحتري:

أَتَيْتُكِ تَائِباً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ *** أُبَادِرُ مُنْيتي وحُلول َرَمْسِي

أَسَأتُ فَأَنعِمي وَتَدارَكيني *** بِعَفوٍ مِنكِ قَبلَ خُروجِ نَفسي

ـ ويضيف الشاعر بشار بن برد:

وأتوب مما تكرهين لتقبلي *** واللَّه يَقْبَلُ حُسْنَ فِعْلِ التَّائب

ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:

كن كيف شئت فلو هممت بتوبة ٍ *** لثناك عما رمت بابٌ مقفل

قل اللهم غفار الخطايا *** إليك نتوب فارزقنا القبولا

ـ فيكمل الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:    

إنِّي أَتُوبُ إلَيْكِ تَوْبَة َ مُذْنِبٍ *** يَخْشَى العُقُوبَة َمِنْ مَلِيكٍ مُنْعِمِ

ـ ويضيف الشاعر أبو العتاهية:

وامنُنْ عليَّ بتوبة ٍ ترضَى بهَا *** يا ذَا العُلَى والمنِّ والإحسانِ

ـ فيقول الشاعر قيس بن الملوح مجنون ليلى:

أتوب إليك يارحمن مما *** عملت فقد تظاهرت الذنوب

وكيف وعندها قلبي رهين *** أتوب إليك منها أو أنيب

فأما من هوى ليلى وتركي *** زِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُ

ـ فيضيف الشاعر البحتري:

أتىَ مستَجيراً بي مِنَ البَينِ تائِباً *** إليّ منَ الصّدّ الذي كانَ في الهَجرِ

فَلَمْ يَستَطعْ قَلبي امتِنَاعاً منَ الهَوَى *** وَلَمْ تَستَطِعْ نَفْسِي سَبِيلاً إلى الصّبْرِ

ـ فيرد الشاعر أبوالعلاء المعري؛ قائلا:

تمادَوا في العتاب، ولم يتوبوا؛ *** ولو سمعوا صليلَ السيف تابوا

ثم عاد؛ قائلا:

لو ضُرِبَ الغاوون بالسيف، لا *** بالسوط، حدُّ الخمرِ ما تابوا

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

كاد هذا المتابُ يُعْتدُّ إجرا *** ماً وبعض المتاب كالإجرام

توبة ٌ مثلُ حَوْبة ٍوقديماً *** أتبعَ الجهلُ زلة ًبارتطام

ـ فيقول الشاعر البحتري:

أَراكَ جَهلَ الشَوقِ بَينَ مَعالِمٍ *** مِنها وَجِدَّ الدَمعِ بَينَ مَلاعِبِ

في تَوْبَةٍ مِنْ تَائِبٍ، أوْ رَهْبَةٍ *** مِنْ رَاهبٍ، أوْ رَغبَةٍ مِنْ رَاغبِ

ـ فيقول الشاعر ابن حيوس:

زعمتَ لحاكَ اللهُ أنكَ تائبٌ *** وَما هذهِ الأفعالُ أفعالُ منْ تابا

ـ فيقول الشاعر البحتري:

أتُوبُ منَ الإسَاءةِ، إنْ ألَمّتْ، *** وَأعرِفُ مَنْ يُسِيءُ وَلا يَتُوبُ

ـ فيضيف الشاعر ابن المعتز:

وكم توبة ٍ قد فضَضْتُ خاتمَها *** عني، وللتائبينَ رجعاتُ

ـ ويكمل الشاعر البوصيري:

يَتُوبُ لسانُهُ عَنْ كلِّ ذَنْبٍ *** وَلم يَرَ قلبَهُ منه يَتُوبُ

ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:

قيمة الظاهر لا تأبه لها *** إنما القيمة للفضل اللباب

إنما التوبة الوسيلة للإصلاح *** في كل تائب لا يماري

ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:

أرجو توبة ً منكم نصوحاً *** وبعضُ القوم توبتهُ خُتُول

ـ فيقول الشاعر الفرزدق:

بِتَوْبَةِ عَبْدٍ قَدْ أنَابَ فُؤادُهُ، *** وَمَا كانَ يُعْطي النّاسَ غَيرَ ظِلامِ

ـ فتقول الشاعرة ليلى الأخيلية:

ونعم الفتى إن كان توبة فاجراً *** وفَوْقَ الفَتَى إنْ كانَ ليْسَ بفَاجِرِ

ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:

ثبت على الرأي الصحيح فإن يقع *** خطأ تجده الراجع التوابا

يبلغ المرء بالصلاة وبالتوبة *** أسنى مراتب الأبرار

ـ فيقول الشاعر المتنبي:

ترفق أيها المولى عليهم *** فإن الرفق بالجاني عتابُ

وَعَينُ المُخْطِئِينَ هُمُ وَلَيْسُوا *** بأوّلِ مَعْشَرٍ خَطِئُوا فَتَابُوا

ـ فيختتم علي بن أبي طالب ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:

فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا *** لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ

وَالدَهرُ في صَرفِهِ عَجيبٌ *** وَغَفلَةُ الناسِ فيهِ أَعجَب

وَالصَبرُ في النائِباتِ صَعبٌ *** لَكِنَّ فَوتَ الثَوابِ أَصعَب

وَكُلُّ ما يُرتَجَى قَريبٌ *** وَالمَوتُ مِن كُلِّ ذاكَ أَقرَب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/08/26/530825.html