الأحد، 4 مايو 2014

أولا: مفهوم الروح عند فحول الشعراء العرب (1 من 2) ـ بقلم/ مجدي شلبي


الروح والجسد من منظور شعري (2 من 2)
أولا: مفهوم الروح عند فحول الشعراء العرب (1 من 2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        ما بال بعض فحول الشعراء اليوم، قد حضروا متأهبين للحديث عن (الراح)، لا عن (الروح)!، فها هو الشاعر جبران خليل جبران؛ يقول:
أي ساقي الراح أجرها وأدر *** على الرفاق الأقداح تتقد
ـ ويحاول الشاعر صفي الدين الحلي أن يربط بين الراح والأرواح؛ فيقول:
إنّ الراحَ للأرواحِ روحٌ، *** إذا حضرتْ لدفعِ الهمّ غابا
ـ ويضيف الشاعر ابن شهاب:
روح الأرواح بالراح فما *** ذاق طيب العيش إلا من سكر
ـ فيرد الشاعر ابن الرومي؛ متعجبا:
تاللهِ ما أدري لأيَّة عِلَّة *** يدعونها في الرَّاحِ باسْم الرَّاحِ
ـ ويضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
هي الرّاحُ أهلاً لطولِ الهِجاءِ، *** وإن خصّها معشرٌ بالمِدَحْ
ـ فيعود الشاعر جبران خليل جبران، عما ذكره في مطلع اللقاء؛ ويوجه النصح؛ قائلا:
لا تتوخوا لذة في محرم *** فشر مبيد للشعوب المحرم
ـ فيصر الشاعر ابن النبيه على موقفه؛ قائلا:
الراح روحي فكيف أهجرها *** منظرها طيب ومخبرها
ـ حينئذ اعترض الجميع عليه؛ فمضى إلى حال سبيله، على نحو وصف الشاعر عبد الصمد بن المعذل:
فولى وفعل الراح في حركاته *** من السكر فعل الريح بالغصن الغضِّ
ـ الآن يبدأ الشاعر حيدر بن سليمان الحلي ندوتنا عن الروح؛ قائلا:
إنَّ روحَ المحبوب رَوحٌ لقلبي *** ما لقلبي آسٍ سوى المحبوبِ
ـ فيرد عليه الشاعر جبران خليل جبران:
من ذلك الروح الكبير وما به *** يزدان نظمك من سنى وسناء
يسلسل اللفظ فالألباب في طرب *** من نشوة الروح لا من نشوة الراح
ـ فيضيف الشاعر أبو إسحاق الألبيري:
فَقوتُ الروحِ أَرواحُ المَعاني *** وَلَيسَ بِأَن طَعِمتَ وَأِن شَرِبتا
ـ فيقول الشاعر الفرزدق:
أرَى الشّمس فيها الرّوحُ سيقتْ هديّةً *** إليّ وَقَدْ أعْيَتْ عَليّ المَضَاجِعُ
ـ فيقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
خلِّ الكرى عنكَ وخذْ قهوة ً *** تُهدى إلى الروح نسيم ارتياح
ـ فيرد الشاعر الخُبز أَرزي:
إذا لم يكن في الوصل رَوحٌ وراحةٌ *** هجرتُ وكان الهجر أشفى وأسلما
ـ فيقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
يجذبُ الرُّوحَ إليه روحُها *** ألطف الشيئين عندي ما انجذب
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
أويت إلى السمح من ظلها *** وفي ظلها الروح لي والشفاء
ـ فيكمل الشاعر أحمد شوقي:
تأوي إليها الروحُ من رمضائها *** فتُصيب ظِلاًّ، أَو تُصادِفُ ماءَ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
يا حبيبَ الروحِ يا روِحَ الأماني *** لستَ تدري عطش الروح إليكا
ـ فيكمل الشاعر أحمد محرم:
أغثنا بشرب كالذي ذاق قومنا *** فكان لهم نورا به الروح تهتدي
ـ فيضيف الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:
تَتَبّعَ الحبُّ روحي في مَسالِكِهِ *** حتى جرَى الحبُّ مجرَى الرّوحِ في الجسدِ
ـ فيقول الشاعر صريع الغواني:
سَلَبتِ روحي وَأَسكَنتِ الهَوى بَدَني *** فَصارَ فيهِ مَكانَ الروحِ في الجَسَدِ
ـ فيكمل الشاعر السري الرفاء:
لو غَضِبَتْ روحٌ على جِسمِها *** أصلحَ بينَ الروحِ والجِسمِ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
يا شفاء الروح، روحي تشتكي *** ظلمَ آسيها، إلى بارئها
ـ ويضيف الشاعر الهبل:
أرفق بجسم أنت سالب روحه *** أيعيش جسم فارقته الروح
ـ فيعزي الشاعر المتنبي نفسه؛ قائلا:
قَد أراني الشبابُ الرّوحَ في بَدَني *** وَقد أراني المَشيبُ الرّوحَ في بَدَلي
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
ضعضع الجسم عزم روحي المُعَنَّى *** يا اخا الروح بُث فيه قواكا
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
مشعشعة ً حياة ُالروح فيها *** وعنها صِحَّة ُ البدنِ السقيم
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
ما العيشُ إلا الجسمُ في ظلِّ روحهِ *** ولا الموتُ إلا الرُّوحُ فارقَتِ الجِسما
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
ومِنَ أينَ البقاءُ والجسمُ تُربٌ *** يَتَلاشى؟ وإنَّما الرُّوحُ روحُ
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
و الروح فيك وديعة أودعتها *** سنردّها بالرغم منك وتسلب
ـ فيضيف الشاعر أبو العتاهية:
مَا زلْتُ مُذْ كانَ فِيَّ الرُّوحُ منقَبِضاً *** يَمُوتُ، في كلّ يَوْمٍ مرّ بي، بعضِي
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
الرّوحُ تنأى، فلا يُدرى بموضعها، *** وفي الترابِ، لعَمري، يُرفَثُ الجسدُ
ـ فيضيف الشاعر ابن عبد ربه:
الجِسمُ في بَلَدٍ والرُّوحُ في بَلَدِ *** يَا وحشَة الرُّوحِ، بَلْ يَا غُرْبَة َ الجَسَدِ
ـ ويكمل الشاعر إبراهيم ناجي:
ذاق ما ذاق في الصبابة إلا *** ذبحة الروح وانفصال التوائمْ
ـ ويقول الشاعر لسان الدين الخطيب:
ساكن الدار روحها كيف يبقى *** جسد بعدما تولى الروح
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
من غاب عن عينَيهِ وجه حبيبه *** فعن روحه روحُ الحياة يُغَيَّبُ
ـ ويقول الشاعر أبو تمام:
كانَ اللَّحاقُ بهِ أَوْلى وأَحسنَ بي *** منْ أنْ أعيشَ سقيمَ الروحِ والبدنِ
ـ فيقول الشاعر ابن عبد ربه:
يا أطيبَ الناسِ رُوحاً ضمَّهُ بَدَنٌ *** أَستودعُ اللّهَ ذاك الروحَ والبَدَنا
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
فيه شهيدٌ بالكتاب مكفنٌ *** بمدامع الروحِ الأَمين غَسيل
فتًى بذَلَ الروحَ دونَ الرِّفاق *** إليكَ، وأَعطى الترابَ البَدن
ـ فيقول الشاعر قيس بن الملوح مجنون ليلى:
فلاَ تعْذلُونِي إنْ هَلَكْتُ تَرَحَّمُوا *** عَليَّ فَفَقْدُ الرُّوحِ ليْسَ يَعُوقُ
ـ ويخلص الشاعر ذو الرمة إلى الدعاء:
يَا مُخْرِجَ الرُّوحِ مِنْ جِسْمِي إِذَا احْتَضرَتْ *** وفارجَ الكربِ زحزحني عنْ النَّارِ
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
يا منتهى مجدي إلى منتهى الغنى *** غنىَ الروحِ بعد الضّنكِ والذلِّ والفقرِ
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
يَا ساكنى جنَّةٍ، رِضوانُ خَازنُها *** هنيتم العيش في روح وريحان
ـ ويضيف الشاعر بهاء الدين زهير:
يُوافيكَ فيها أينَما كنتَ رَوْضَة ٌ*** ويلقاكَ أنى كنتَ روحٌ وريحانُ
ـ وعن الذكرى الباقية ـ رغم وفاة صاحبها ـ يقول الشاعر جبران خليل جبران:
ورب ذكرى سرت في جسم سامعها *** وردت الروح فيه بعدما ذهبا
ذاك أن الروح المردد فيها *** روح شعب والصوت صوت بلاد
ويبعث في شباب العصر روحا *** هو الروح الذي يبني ويعلى
خفيف الروح نقاد برفق *** يبصر بالعيوب ولا يعيب
ـ فيرد عليه الشاعر البحتري:
رَضِيتُ منكَ بأخلاقٍ قدِ امتَزَجَتْ *** بالمَكْرُمَاتِ امتِزَاجَ الرّوحِ بالبَدَنِ
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
إنْ شئتَ أتبعتَ إحساناً بإحسانِ *** فكانَ جودكَ من روحٍ وريحانِ
من كلّ زَوج بهيج أنبتت ورَبَت *** لتنعش الروح في رَوح وريحان
ـ ويؤكد الشاعر البرعي أنه لا قنوط من روح الله؛ فيقول:
كيفَ ييأسُ منْ روحِ الإلهِ غداً *** عبدٌ عليهِ منِ الإسلامِ سرْبالُ
ـ فيهنئ الشاعر أحمد شوقي الحاضرين بموسم الحج، منهيا ندوتنا (الافتراضية) ببعض أبيات كتبها لصديقه الدكتور/ محجوب ثابت الذي أزمع السفر إلى الحجاز:
مَحجوبُ إِن جِئتَ الحِجا *** زَ وَفي جَوانِحِكَ الهَوى لَه
شَوقاً وَحُبّاً بِالرَسو *** لِ وَآلِهِ أَزكى سُلالَه
فَلَمَحتَ نَضرَةَ بانِهِ *** وَشَمَمتَ كَالرَيحانِ ضالَه
وَعَلى العَتيقِ مَشَيتَ تَنـ *** ـظُرُ فيهِ دَمعَكَ وَانهِمالَه
وَمَضى السُرى بِكَ حَيثُ كا *** نَ الروحُ يَسري وَالرِسالَه
وَبَلَغتَ بَيتاً بِالحِجا *** زِ يُبارِكُ الباري حِيالَه
اللَهُ فيهِ جَلا الحَرا *** مَ لِخَلقِهِ وَجَلا حَلالَه
فَهُناكَ طِبُّ الروحِ طِـ *** ـبُ العالَمينَ مِنَ الجَهالَه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر