ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنا قد تناولنا في ندوتنا (الافتراضية)
السابقة مفهوم الفن، واليوم نتناول مفهوم العلم؛ باعتبارهما: خدم الحياة وحشمها؛
اتساقا مع قول الشاعر محمد إقبال:
للحياة العلم والفن خدم *** للحياة العلم والفن حشم
ـ والمقصود بالعلم: المعرفة والإدراك؛ يقول الشاعر جبران خليل جبران
(بتصرف):
إن (الثقافة) موسوعات معرفة *** يزود العقل منها خير تزويد
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
أقولُ موعظة ً لرائد منزلٍ *** تَهديه معرفة ٌوآخر خابط
ـ فيرد الشاعر المتلمس الضبعي:
لِذي الحِلمِ قَبلَ اليَومِ ما تُقرَعُ العَصا *** وَما عُلِّمَ الإِنسانُ
إِلا لِيَعلَما
ـ ويضيف الشاعر عروة بن الورد:
وأُكفى، ما علمتُ، بفضل علمٍ *** وأسأل ذا البيان إذا عميت
ـ فيشير الشاعر أبو فراس الحمداني إلى أهمية الموهبة، التي هي هبة من الله؛
فيقول:
يَرْجُونَ إدْرَاكَ العُلا (بعلومهم) *** وَلَمْ يَعْلَمُوا أنّ المَعَالي
مَوَاهِبُ
ـ فيومئ الشاعر البحتري برأسه؛ مضيفا:
تُجَاوِزُ غَايَاتِ العُقُولِ مواهِبٌ، *** نَكَادُ لهَا، لَوْلا العِيانُ،
نُكذِّبُ
ـ ويكمل الشاعر ابن الخياط:
مَواهِبُ تُنْتَجُ قَبلَ المَخا *** ضِ جوداً وتُثْمِرُ قبلَ الأوانِ
ـ فيقول الشاعر البوصيري؛ متأثرا:
خلائِقُهُ مَوَاهِبُ دُونَ كَسْبٍ *** وشَتَّانَ المَوَاهِبُ والكُسُوبُ
ـ فيرد الشاعر ابن الرومي:
فعل امرىء للعلا كَسوبٍ *** يرى العلا خير ما استفادا
ـ ويضيف الشاعر ابن نباتة المصري:
عندي استفاد ذوو التأدب والذكا *** قولاً نباتياً رعوا روضاته
أصبح شمس العلا فريداً *** في صنعتيه بغير نكر
علم كلامٍ وعلم نحوٍ *** فما ابن بحرٍ وما ابنُ بري
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
وتعلم أنِّي من لا يقو *** لُ في الشعر إلاّ بما قد علمْ
ـ فيحييه الشاعر ابن نباتة المصري؛ قائلا:
يا ظاهر القول والافعال علَّمه *** بالخير من علّم الإنسان بالقلم
جاورتُ مدحك بالمدح احتوى علما *** فحبّذا أنتم يا جيرَة العلم
ـ فيقول الإمام الشافعي:
تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً *** وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ
جَاهِلُ
ـ فيحييه الشاعر ابن دريد؛ قائلا:
فمنْ يكُ علمُ الشافعي إمامهُ *** فَمَرْتَعُهُ فِي بَاحَة ِ العِلْمِ
وَاسِعُ
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
وانثر على الوادي من علم ومن أدب *** فإن ذا الشعب يهوى العلم والأدبا
تعلموا كل علم وانبغوا وخذوا *** بكل خلق نبيه أخذ تشديد
ـ فيجيب الشاعر ابن الرومي:
تعلَّمْ أبا (خليل) بأنيَ عالمٌ *** على علمِ ذي علمٍ بعلمي وذي جَهْل
ـ ويضيف الشاعر عدي بن الرقاع:
وعلمتُ حتى ما أسائلُ عالماً *** عنْ علمِ واحدة ٍ لكيْ أزدادها
ـ فيقول الشاعر ابن شهاب:
أخذ العلم عن ذوي العلم حتى *** صار أعلى من الجميع وأعلم
ـ فيقول الشاعر سبط ابن التعاويذي:
يا مَنْ له قدَمٌ في الفضلِ راسِخة ٌ *** ومَنْ له عَلَمٌ في العِلمِ
مَرفوعُ
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
علم جمعت إلى الأصول فروعه *** والعلم ما أتممته تفصيلا
ـ فيسأله الشاعر ابن القيسراني:
هل علمت علم تلك الديار *** أن المقيم بها راحل
ـ فيجيب الشاعر زهير بن أبي سلمى نيابة عنه:
أَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ *** وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في
غَدٍ عَم
ـ ويضيف الشاعر لسان الدين الخطيب:
نبيت على علم يقين من الدهر *** ونعلم أن الخلق في قبضة القهر
ـ فيقول الشاعر ابن زيدون:
قَدْ عَلِمْنَا عِلْمَ ظَنٍّ، *** هِوَ، لا شَكّ، مُصِيبُ
ـ فيرد الشاعر المتلمس الضبعي:
أَعلَمُ عِلمَ حَقٍّ غَيرَ ظَنٍّ *** وَتَقوى اللَهِ مِن خَيرِ العَتادِ
ـ فيومئ الشاعر جبران خليل جبران برأسه إيجابا؛ ويقول:
اليوم أنصفها وأيدها *** علم رعاه الله من علم
ـ فيضيف الشاعر محيي الدين بن عربي:
فإذْ ولا بد من علمٍ فأحسنُه *** العلمُ باللهِ لا بالكونِ فاستزدِ
ـ ويقول الشاعر البوصيري:
علمَ الله منهم ما جهلنا *** وكَفَاهُمْ شُكْرُ العليم الخَبِيرِ
فالله عَلّمَ كلَّ عِلْمٍ آدَماً *** وأطاعَ آدمُ ناسِياً إبْلِيسا
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
إن كان إبليسُ ذا جُندٍ يَصولُ بهمْ، *** فالنّفسُ أكبرُ مَن يَدعوه إبليسُ
ـ ويضيف الشاعر الطرماح:
مستقبلٌ، ولدتْهُ الجنُّ، أوْ ضربَتْ *** فِيهِ الشَّياطِينُ، ذُو ضِغْنٍ وذُو حَسَدِ
ـ فيقول الشاعر أحمد الصافي النجفي:
رأيتُ العلمَ يُفسد جُلَّ قومي *** كأن العلم مجبولٌ بشرّ
ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:
كلّ علم يغزو النجوم و يغزو *** بالمنايا الشعوب علم حقير
ـ فيؤكد المعنى الشاعر أحمد شوقي؛ قائلا:
أفٍّ على العلم الذي تدَّعونه *** إذا كان في علم النفوس رَدَاها
ـ ويضيف الشاعر بدوي الجبل:
والعلم ويل العلم يوم حسابه *** إن كان عن نزواتها مسؤولا
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران؛ متهكما:
علمتها علم الفناء مداويا *** ما صحة الأقوام بعد زوال
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى؛ متأثرا:
لو علمَ الحَمامُ كما علمنا *** منَ الدُّنيا لما طَرِب الحَمامُ
ـ فيقول الشاعر محيي الدين بن عربي أنه لا قيمة للعلم إذا لم يفد البشر
ويدفع عنهم الضرر؛ منشدا:
من علم الحقَّ علمَ ذَوقٍ *** لمْ يقرنِ الغيَّ بالرشادِ
من علم السرَّ الذي في القضا *** قد علم الأمر الذي ينبغي
ـ فيصرح الشاعر أبوالعلاء المعري؛ بقوله:
إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ *** ولا دافعٍ، فالخُسْرُ للعلماءِ
ـ فيوجه الشاعر أبو العتاهية النصح؛ قائلا:
من طلبَ العلمَ علمْ *** منْ صدقَ اللهَ علاَ
ـ فيضيف الشاعر السيد الحميري:
يمحو ويثبت ما يشاء وعنده *** علم الكتاب وعلم ما لم يكتب
ـ فيقول الشاعر ابن هانئ الأندلسي:
لولا حجابٌ دونَ علمكَ حاجزٌ *** وَجَدوا إلى عِلمِ الغُيُوبِ سَبيلا
ـ فيقول الشاعر محيي الدين بن عربي:
فصمْ وصلِّ وفكرْ وافتقرْ أبداً *** تنلْ معالمَ من علمِ الخفياتِ
وأُشهدتُ من علمِ الغيوبِ عجائباً *** تصانُ عن التذكارِ في عالمِ الحسِّ
فعلمهُ أكملُ علمٍ *** شانُه أعظم شانِ
ـ فيضيف الشاعر حيدر بن سليمان الحلي:
يمسي عليه طالبوا العلم عُكَّفا *** فيلقي إلى أذهانِها علمَ ما اختفى
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
يا عَلَمَ العلم الذي يُهتدَى بهِ *** كما في السُّرى تهدى النجومُ
الطوالعُ
ـ فيوجه الشاعر أحمد محرم النصح؛ قائلا:
دع ما أحدث العلماء وارجع *** إلى علم الثقات الأولينا
ـ ويضيف الشاعر محيي الدين بن عربي:
فكل شخصٍ على علم ويجهله *** الغير منه فذاك العلمُ في كتبه
فيبثُّون علمَه لشخوصٍ *** ما لديهم علمٌ بذاك نثيثا
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
ذو العلم قلدَ طلاب الهدى منناً *** حتى وصفناه عن علم وتقليد
ـ فيضيف الشاعر الهبل:
لا زال يروي علوم الآل مغترفا *** من بحر علم بعيد القعر زخار
ـ فيشير الشاعر سبط ابن التعاويذي إلى أهمية ارتباط العلم بالعمل؛ فيقول:
لَهُ عَمَلٌ بِالْعِلْمِ يَزْدَادُ زِينَة ً *** وَيَا رُبَّ ذِي عِلْمٍ
وَلَيْسَ بِعَمَّالِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
رأيتُ الورى من عالم غيرِ عاملٍ *** إذا اختُبِروا أو عاملٍ غيرِ عالم
ـ وينهي الشاعر الشريف المرتضى ندوتنا (الافتراضية)؛ مشيرا إلى بعض الشعراء
الراحلين:
عهدتكمْ قولاً بلا عملٍ *** فالآنَ لا قولٌ ولا عملُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر