الأحد، 4 مايو 2014

ثانيا: مفهوم الأمل عند فحول الشعراء العرب (2 من 2) ـ بقلم/ مجدي شلبي


ثانيا: مفهوم الأمل عند فحول الشعراء العرب (2 من 2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
       لقد حضر فحول الشعراء العرب ندوة اليوم، متسلحين بما جادت بها قرائحهم؛ فها هو الشاعر إبراهيم ناجي؛ يعلن:
إذا المعدن الصافي دعا الشعرَ مرةً *** بذلنا له من أجود الشعرِ معدنا
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران:
خذ جيد الشعر مما أثبت الماحي *** ما جود الشعر مثل المثبت الماحي
ـ فيكمل الشاعر المتنبي:
إنّ هَذا الشّعرَ في الشّعْرِ مَلَكْ *** سارَ فَهوَ الشّمْسُ وَالدّنيا فَلَكْ
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
رياحينُ الرِّياضِ يملُّ منها *** وريحانُ القرائحِ لا يملُّ
ـ فيوضح الشاعر أبو العتاهية:
مَنِ استَظرَفَ الشيءَ استَلَذّ بظَرْفِه، *** ومَنْ مَلّ شَيئاً كانَ فيهِ لهُ مَجّ
ـ ومن ضيق الملل إلى سعة الأمل؛ يقول الشاعر الشريف الرضي:
أوسعته فرأى الآمال واسعة *** وَكُلُّ ساكِنِ ضِيقٍ وَاسِعُ الأمَلِ
ـ ويضيف الشاعر ابن المعتز:
لا تَسألَنّ سِوى الأسفارِ من رَجُلِ، *** فالمرءُ ما دامَ حياً خادمُ الأملِ
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
فمن أمل إلى يأس *** ومن يأس إلى أمل
ـ فيضيف الشاعر النابغة الشيباني:
كم من مؤمل شيءٍ ليس يدركه *** والمرءُ يُزْري بهِ في دهرِهِ الأملُ
ـ فيقول الشاعر أبو تمام:
لم يَبْقَ في صَدْرِ رَاجِي حَاجَة ٍ أَمَلٌ *** إِلا وقَدْ ذَابَ سُقْماً ذَلكَ الأملُ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
يرتاع من طول نومه الأمل *** ويشتكيه الرجاء والسأم
ـ (الأمل في حاجة إلى عمل)؛ هكذا يقول الشاعر محمد إقبال:
فذوى في القلب شوق العمل *** وهيام السعي خلف الأمل
راثيا وجه جديد الأمل *** ساعيا إثر جديد العمل
ـ فيؤكد المعنى الشاعر جبران خليل جبران:
فوق الكلام العمل *** به نجاح الأمل
ـ ويضيف الشاعر ابن معتوق:
لاَ يُدْرِكُ الأَمَلَ الأَسْنَى سِوَى رَجُلٍ *** يشقُّ بحرَ الرّدى عن جوهرِ الأملِ
ـ ويقول الشاعر السري الرفاء:
يدنو إلى الأملِ البعيدِ بهمَّة ٍ *** تغتالُ أبعدَ مِن مَداه وأسحَقا
ـ فيرد الشاعر ابن الرومي:
إذا ما أخو الخمسين أمَّل مثلها *** فيا ويحه إن خاب أو أدرك الأملْ
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
ما مع السبعين تسويف فلا *** يخدعنك الأمل الواهي الخدوع
عادت إلي الأماني منه آيسة ً *** فيا حياء المنى من خيبة الأمل
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
وإن سيفك والآمال خادعة *** لكا لمنية يطوى عندها الأمل
وأين النهى موفورة ً لا يزيغها *** من الأمل المكذوب ما ظن حالم
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
أسرى بيَ الأملُ اللاّهي بصاحبه، *** حتى ركبتُ سرايا، بينَ أسراب
والحيُّ دارٍ بالذي هو حادثٌ، *** ولهُ من الأمَلِ المضلَّلِ دار
وهمُ البِهامُ، قَصيرَةٌ أعمارُهمْ، *** ويؤمّلونَ أطاوِلَ الآمال
ـ فيقول الشاعر أبو العتاهية:
المَرْءُ يأمُلُ، وَالآمالُ كاذِبَة ٌ، *** والمرءُ تصحبُهُ الآمالُ ما بَقيَا
ـ ويؤكد المعنى الشاعر السهروردي المقتول:
القَلبُ يَأملُ وَالآمالُ كاذِبة *** وَالمَغشي يَلهو وَفي الأَيّامِ مُعتبرُ
ـ فيقول الشاعر البحتري:
لا اتبع الطمع القليل، ولا أرى *** شرها إلى الأمل الضعيف الكاذب
ـ ويضيف الشاعر مهيار الديلمي:
لم أركب الأمل الغرورَ مطيّة ً *** بلهاءَ لم تبلغ مدىً بمؤمِّلِ
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ *** وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ
المَوتُ يَأتي بَغتَةً *** والقبرُ صندوقُ العَمَل
ـ فيؤكد المعنى الشاعر أبو العتاهية:
هوَ المَوْت الذي لا بُدّ منْهُ، *** فلا يَلعَبْ بكَ الأمَلُ الكَذوبُ
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
يأتي الحمام فينسى المرء منيته *** وَأعضَلُ الدّاءِ ما يُلهي عَنِ الأمَلِ
ـ ويضيف الشاعر ابن شهاب:
وكم ذي زهو افترست سباع *** الفناء وخانه الأمل المديد
ـ ويكمل الشاعر وضاح اليمن:
يا موتُ ما إنْ تزالُ معترضاً *** لآملٍ دونَ منتهى الأملِ
ـ فيتساءل الشاعر أسامة بن منقذ مستنكرا:
كيف استَنزَلَّكِ بَعد صد *** ق يقينك الأمل الكذوب
ـ فيقول الشاعر سبط ابن التعاويذي:
أَمْلأُ بِالآمَال صَدْرِيَ فِيكُمُ *** فَأَرْجِعُ عنْ أَبْوَابِكُمْ بِيَدٍ صِفْرِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
وَفي أيِّ مأمولٍ يَصِحُّ لآمِلٍ *** رَجاءٌ إذا ما اعتلَّ فِيكَ رَجائِي
ـ فيقول الشاعر ابن حيوس:
إذا عذرَ المأمولُ في البخلِ نفسهُ *** فَآمِلُهُ فِي مَنْعِهِ الشُّكْرَ أَعْذَرُ
ـ فيقول الشاعر البحتري متهكما:
ما كانَ في عُقَلاءِ النّاسِ لي أمَلٌ، *** فكَيفَ أمّلْتُ خَيراً في المَجانِينِ
ـ فيقول الشاعر كشاجم ناصحا:
لا تسألِ النّاسَ شيئاً وَاغْدُ معتصماً *** باللّه تلقَ الذي امّلتَ من أمَلِ
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
أنَلْتَ عِبادَكَ مَا أمّلَت *** أنَالَكَ رَبُّكَ مَا تَأمُلُ
ـ ويضيف الشاعر كشاجم:
ولا تَقطَعنْ أملي والرّجاءَ *** فأَنتَ الرجاءُ وأنتَ الأَمَلْ
ـ فيكمل الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
مُنَزِّهُ النّفسِ سمحٌ ما لَهُ أمَلٌ *** إلا مكارمُ يحويها بنو الأمل
ـ ويضيف الشاعر ابن الخياط:
أغرُّ مهذَّبٌ حَسباً وفِعْلاً *** يخفُّ لذكِرِهِ الأملُ الوَقُورُ
ـ فيرد الشاعر ابن زيدون:
ما زالَ رأيُكَ، فيّ، الجَميلَ، *** يفتِّحُ لي الأملَ الموصَدَا
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
اعلم بأنك مأمولٌ ومُرتقبٌ *** فاشفع شفاعة َ مأمولٍ ومُرْتَقَبِ
ـ ويضيف الشاعر السري الرفاء:
سِرْنا بآمالِنا إلى مَلِكٍ *** يُسَرُّ بالآمِلِ الذي وَفَدا
ـ فيقول الشاعر السري الرفاء:
يا خيرَ مأمولٍ تُنا *** خُ بعَقْوَتَيهِ رِكابُ آمِل
ـ ويضيف الشاعر الأبيوردي:
وَلَيْسَ بِبِدْعٍ أَنْ أنالَ بِكَ العُلا *** فَمِثْلُكَ مَأْمُولٌ، وَمِثْليَ آمِلُ
ـ ويقول الشاعر البوصيري:
وليسَ غيرَكَ لِي مَوْلى ً أؤَمِّلُهُ *** بَعْدَ الإلَهِ وَحَسْبِي مِنْكَ تَأْمِيلُ
ـ ويضيف الشاعر عبد الله الخفاجي:
لولاكَ ما ارتجتْ الأكفُّ فلمْ يكنْ *** فِي الدَّهْرِ لا أَمَلٌ وَلا مَأمُولُ
ـ ويقول الشاعر محمد بن حازم الباهلي:
لا تجبهنْ بالمنع وجهَ مؤمِّلٍ *** فبقاءُ عزِّكَ أنْ ترى مأمولا
ـ ويؤكد المعنى الشاعر ابن دريد:
لا تجبهنْ بالردِّ وجهَ مؤملٍ *** فبقاءُ عزكَ أنْ ترى مأمولا
ـ ويضيف الشاعر ابن شهاب:
أن تستجيب كما وعدت دعاءنا *** وبحقهم حقّق رجاء الآمل
ـ فيقول الشاعر ابن المعتز ناصحا:
دعِ الناسَ! قد طالَ ما اتعبوك، *** ورُدّ إلى الله وجهَ الأمَل
ـ فيوافقه الشاعر ابن دارج القسطلي، ويناجي الخالق العظيم جل في علاه؛ قائلا:
يا مدني الأمل البعيد وإن نأى *** ومبعد الخطب الجليل وإن دنا
ـ فيقول الشاعر ابن الخياط :
سِرْ فِي ضَمانِ اللَّهِ مُكتَنَفاً *** حتّى تَعودَ مُبَلَّغَ الأمَلِ
ـ فينقلنا الشاعر عبد الجبار بن حمديس إلى من تحقق أمله؛ فيقول:
عطفتْ وقالتْ: رُبّ ذي أملٍ *** ظفرتْ يداهُ بطائل الأملِ
فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
يا قِبلة الحب الخفيِّ *** وكعبة الأمل الدفينِ
ـ فيكمل الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
سلمتني إلى الآمال قائلة *** عني إلى أمل للروح غذاء
ـ فيرد الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:
غيرَ أني أؤملُ الوصلَ منها، *** أملَ المرتجي بغيبٍ ظنونا
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
فشروقُها الأَملُ الحبيبُ لمن رأَى *** وغروبُها الأَجلُ البغيضُ لمن درى
ـ ويعتب الشاعر بدوي الجبل على حبيبته التي غربت عنه؛ فيقول:
أهكذا يجزى المحبّ القديم *** و يوسع الآمل حرمانا
ـ فيعلن الشاعر إبراهيم ناجي؛ قائلا:
(لقد) لقيتكِ ذات أمسية *** فعرفت فيكِ مطالع الأمل
ـ فيضيف الشاعر المتنبي:
وَمَا صَبابَةُ مُشْتاقٍ على أمَلٍ *** مِنَ اللّقَاءِ كمُشْتَاقٍ بلا أمَلِ
ـ فيقول الشاعر بدر شاكر السياب
أنفاسي الحرى تهيم على *** صفحاته و الحب و الأمل
ـ ويكمل الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
ارتد طرفي عن ذواك *** وأقصر الأمل المديد
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
أعيدوا الحديث وقولوا أجل *** أجاب الرجاء ولبى الأمل
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
فذكره الأمل الهادي إذا انتبهوا *** و طيفه الحلم الهاني إذا رقدوا
ـ فيضيف الشاعر ابن النبيه:
لا تقنطن إذا ما حالة عسرت *** وكن بإصلاحها مستوثق الأمل
ـ فيقول الشاعر ابن رشيق القيرواني الأزدي:
لا بُدَّ لي منْ رِحلَة ٍ *** تُدني منَ الأملِ البَعيدِ
ـ فيعلن الشاعر السري الرفاء:
سِرْنا فلم يَثْنِ عَزمَنا مَلَلٌ *** عَنِ السُّرى إذ حَدا بنا الأَمَلُ
ـ فيقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
عَوّلْ على العزمِ إنّ العزمَ منقطعٌ *** عنه الخمولُ، وموصولٌ به الأمَلُ
ـ إلا أن الشاعر الشريف الرضي، يعلن عن موقفه؛ قائلا:
زهدت وزهدي في الحياة لعلة *** وحجة من لا يبلغ الأمل الزهد
ـ فيبتسم الشاعر بدوي الجبل لصراحته، وينهي الندوة؛ بقوله:
يا رغبة العين و القلب *** بعد يأس و زهدِ
هدهد همومك عندي *** على حيائي و صدّي
يا حسرة الشِعر بعدي *** يا حسرة الشِعر بعدي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر