الأحد، 4 مايو 2014

1ـ مفهوم الفساد عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم: مجدي شلبي

 ثنائية الفساد والصلاح من منظور شعري

1ـ مفهوم الفساد عند فحول الشعراء العرب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر العراقي أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي الدوسي، المعروف بـ(ابن دريد)، ومن شعره الذي هجا به (نفطويه/ عالم النحو) قوله:

أف على النحو وأربابه *** قد صار من أربابه نفطويه

أحرقه الله بنصف اسمه *** وصير الباقي صراخاً عليه

كان ضيفنا (ابن دريد) بارعاً في اللغة والأدب عالماً بأخبار العرب وأشعارهم وأنسابهم، وها هو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة؛ منشدا:

الناسُ مِثل زَمانِهِم *** قَدّ الحِذاءِ عَلى مِثالِه

وَرِجالُ دَهرِكَ مِثلُ دَهـ *** ـرِكَ في تَقَلُّبِهِ وَحالِه

وَكذا إِذا فَسَدَ الزَما *** نُ جَرى الفَسادُ عَلى رِجالِه

ـ فيضيف الشارع جبران خليل جبران:

به فاسدون أعوذ بحولك *** من شر خلق إذا ما فسد

مبيحون في السوق أهل الفسوق  *** محارم أزواجهم والولد

توخى مال حرام حلال *** على كل حال بلا منتقد

يرومونه من وراء الظنون *** ومن كل مأتى ومن كل يد

ـ فيرد عليهما الشاعر ابن مقبل:

خَلِيلَيَّ لاَ تَسْتَعْجِلاَ وانْظُرا غَداً *** عَسَى أَنْ يَكُونَ المُكْثُ في الأمْرِ أَرْشَدَا

دَعا الدهرَ يفعلْ ما أرادَ فإنَّهُ *** إذا كُلِّفَ الإفْسادَ بالناسِ أفسَدا

ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:

الدهْرُ يُفْسِدُ ما استطاع وأحمدٌ *** يتَتَبَّعُ الإفسادَ بالإصلاحِ

ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران

صان أعراضهم وصان حماهم *** من فساد وضلة وشقاء

ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:

يصلحُ اللهُ به ما أفسدتْ *** فَتَرَاتُ الدهر من دنيا ودين

ـ فيضيف الشاعر رفعت الصليبي:

لعبيدي الخيار فيما أرادوا *** من صلاح الأمور أو من فساد

عليهم غرم الفساد إذا ما *** سلكوا في الحياة سبلَ النكاد

ولهم الغنم في الحياة إذا ما *** سلكوا في الدنى طريق الرشاد

ـ فيكمل الشاعر أحمد محرم:

هم أطلقوا الدهر من أسر الفساد وهم *** ساسوا الأمور فزانوها بإصلاح

ـ فيضيف الشاعر ابن هانئ الأندلسي:

هُمْ أقَرُّوا جانبَ الدَّهرِ وهُمْ *** أصْلحوا الأيّامَ من بعدِ الفَساد

أسِواهم أبتغي يومَ النَّدى *** أم سواهم أرتجي يومَ المَعاد

ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:

ربّ شاك فساد (الدهر) يظلمه *** لم يفسد (الدهر) لكن أهله فسدوا

ـ فيضيف الشاعر مبارك بن حمد العقيلي:

وما نحن من يبغي الفساد ولا الأولى *** يضيعون حق الجار إلا الذي استجرا

وإن مارق أورى لنا نار فتنة *** جعلنا وقود النار ذاك الذي أورى

ـ فيقول الشاعر عرقلة الكلبي:

لئن كان الفساد لكم صلاحاً *** فمولانا الصلاحُ لكـم فسادُ

ـ فيضيف الشاعر صفي الدين الحلي:

فيقولُ الجهالُ: قد فسدَ الأمـ *** ـرْ، وذاكَ الفَسادُ عينُ الصّلاحِ

ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:

وإما رام جاهلها فساداً *** وزيغاً عن سبيلك وابتعادا

ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:

أفسدتُمونيَ لا إفسادَ تَنْحِيَة ٍ *** للخير عنِّي بلْ إفساد تَعويدِ

ـ فيقول الشاعر مصطفى صادق الرافعي:

أروهُ أن الفسادَ وإن طا *** لَ فعقبى أمورهِ للفسادِ

لم يكن يجهلُ الرشادَ ولكنْ *** عميَ الحبُّ عن سبيلِ الرشادِ

ـ فتقول الشاعرة باحثة البادية:

لا تتقى الفتيات كشف وجوهها *** لكن فساد الطبع منكم تتقى

ـ فيضيف الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:

قوم يسمون الفساد تقدم *** والرقص سموه رياضة راق

والخمر روحي الشراب وهكذ *** تمضي الحياة بخبثها البراق

ـ فيقول الشاعر محمد المعولي:

ثلاثٌ فساد الدين عند اتبِّاعها *** وليس لها إلا المذمَّمُ صاحباً

فطاعةُ إبليسٍ ونفسٍ وزوجةٍ *** فلا تك يا ذا للثلاث مُصاحباً

ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:

أضلتنا عن الإصلاح، حتى *** عَجَزْنا أَن نُناقشَها الفسادا

ـ فيقول الشاعر حسان بن ثابت:

وإنْ تَفْسُدْ، فَما أُلْفِيتَ إلاّ *** بَعيداً ما عَلِمتَ منَ السَّدادِ

ـ فيضيف الشاعر ابن عبد ربه:

فالمالُ إنْ أصلحتهُ *** يصلحْ وإنْ أفسَدْتَ يَفْسُدْ

لَحِفظُ المالِ أيسَرُ مِن بُغاهُ *** وَسَيرٍ في البِلادِ بِغَيرِ زادِ

وَإِصلاحُ القَليلِ يَزيدُ فيهِ *** وَلا يَبقَى الكَثيرُ مَعَ الفَسادِ

ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:

أفسدني إفراطها *** بعضُ العطاء يفسدُ

و الجود ما أسرفَ والـ *** إمساك فيه أجودُ

ـ فيرد علي بن أبي طالب:

الفضلُ من كرم الطبيعة *** وَالمَنُّ مَفْسَدَة ُالصَّنِيْعَه

ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:

نعم الجزاء لمن أضاء برأيه *** فجر الصلاح عشية الإفساد

ـ فيقول الشاعر الطغرائي:

جامِلْ أخاك إِذا استربْتَ بوُدِّهِ *** وانْظُرْ به عُقَبَ الزمان يعاودِ

وإنِ استَمَرَّ به الفَسادُ فخَلِّهِ *** فالغُصْنُ يُقْطَعُ للفسادِ الزائدِ

ـ فيكمل الشاعر أحمد فارس الشدياق:

وسوى كل امر ذي اعوجاج *** وأصلح كل شان ذي فساد

ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:

بالعلم والفن مصلحات *** ما بثه الجهل من فساد

ـ فيضيف الشاعر أبو الفتح البستي:

تَجنَّبْ مجالِسَ أهلِ الفَسادِ *** وقايِضْ دُنُوَّكَ مِنْهُم ببُعْدِ

فقدْ يُفسِدُ المْرءَ بعدَ الصَّلاحِ *** فَسادُ الأماكِنِ والشَّرُّ يُعدِي

ـ ويختتم الشاعر عبد الغفار الأخرس ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:

رضي الله عنك أغضبت قوماً *** ما أرادوا غير الفساد حصولا

فلبئس القوم الذين أرادوا *** بك من سائر الأنام بديلا

وسَعَوْا في خرابها فاستفادوا *** أملاً خائباً وعوناً خذولا

ويميناً لو يملكوها علينا *** تركوها معالماً وطلولا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/06/534265.html