2ـ مفهوم الصلاح عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ شاعر من أهل تهامة ـ بين الحجاز واليمن ـ هو أبو الحسن علي بن محمد بن فهد
التهامي (أبو الحسن التهامي)، وقد قال عنه
(ابن بسام الشنتريني) في كتابه الذخيرة: "كان مشتهر الإحسان، ذرب اللسان،
مخلياً بينه وبين ضروب البيان، يدل شعره على فوز القدح، ودلالة برد النسيم على
الصبح"، وها هو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة للمشاركة في ندوتنا؛ منشدا:
وأردت إصلاح الأمورِ فأفسدت *** فنهضت حتى استحكمت إصلاحا
إِنَّ النَفيس وَلَو أَبيحَ أَبى لَهُ *** عِزُّ النَفاسَة أَن يَكون
مُباحا
مَدحاً يُصَدقه فَعالَك آنِفاً *** إِنَّ الكَريمَ يُصَدِّق المدّاحا
فَلَو ارتَقى شَخص امرىءٍ كَمحلِّهِ *** يَوماً لَصافَحَت النُجوم صِفاحا
ـ فيضيف الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
مَنْ حُبّهُ النهجُ القويمُ إلى الهدى *** فصلاح مبغضهِ الشقي صلاح
وبقيتَ للأعياد عيداً مبهجاً *** ما لاجَ في الليل البهيم صَبَاحُ
ـ فيقول الشاعر ابن زمرك:
كل مصلحة للخلق تحكمها *** وكل صالحة في الدين تنويها
ـ فيضيف الشاعر محيي الدين بن عربي:
وإنَّ شؤونَ البِرّ إصلاحُ خلقه *** لمنْ يطلبُ الإصلاحَ فالمحسنُ اللهُ
ـ فيكمل الشاعر سبط ابن التعاويذي:
بِصَلاَحِهِ صَلُحَتْ لَنَا الدُّنْيَا وَفِي *** أيامِهِ ابتسمَتْ لنا
أيامُها
ـ فيقول الشاعر الأعشى:
إنّمَا نَحْنُ كَشَيْءٍ فَاسِدٍ، *** فَإذا أصْلَحَهُ الله صَلَحْ
ـ فيتساءل الشاعر أبو فراس الحمداني؛ مستنكرا:
كَيفَ أَرجو الصَلاحَ مِن أَمرِ قَومٍ *** ضَيَّعوا الحَزمَ فيهِ أَيُّ
ضَياعِ
فَمُطاعُ المَقالِ غَيرُ سَديدٍ *** وَسَديدُ المَقالِ غَيرُ مُطاعِ
ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:
أرقعُ أيامي أروم صلاحها *** و قد فسد العيشُ الذي كنت تصلحُ
ـ فيقول الشاعر جرمانوس فرحات:
ما كلُّ من يهوى الصلاح موفقٌ *** ما كل من يُعطَى الولاء مقلَّدُ
ما كل من نهج الطريقة منجحٌ *** ما كل من يبغي المعارف مرشَدُ
ما كل من يَروي العفاف مصدَّقٌ *** ما كل من طلب الزهادة يزهد
إن لم تلاحظه بذلك نعمة الـ *** ـتوفيق من لدن الإله فيسعد
ـ فيقول الشاعر جميل بثينة:
بنو الصالحينَ الصالحونَ، ومن يكنْ *** لآباءِ سَوءٍ، يَلقَهُمْ حيثُ
سُيّرا
ـ فيضيف الشاعر محمود الوراق:
رَأَيتُ صَلاحَ المَرءِ يُصلِحُ أَهلَهُ *** وَيُعديهِمُ داءُ الفَسادِ
إِذا فَسَد
يُعَظَّم في الدُنيا بِفَضلِ صَلاحِهِ *** وَيُحفَظُ بَعدَ المَوتِ في
الأَهلِ وَالوَلَد
ـ فيقول الشاعر أبو العلاء المعري:
حَوَتنا شُرورٌ لا صَلاحَ لِمِثلِها *** فَإِن شَذَّ مِنّا صالِحٌ فَهوَ
نادِرُ
وَما فَسَدَت أَخلاقُنا بِاِختِيارِنا *** وَلَكِن بِأَمرٍ سَبَّبَتهُ
المَقادِرُ
وَفي الأَصلِ غِشٌّ وَالفُروعُ تَوابِعٌ *** وَكَيفَ وَفاءُ النَجلِ
وَالأَبُ غادِرُ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
وليس بمصلح للناس شيء *** كزوجات صلحن وأمهات
صرفت في إصلاحه وصلاحه *** رفق الحليم وفطنة المتبصر
ـ فيقول الشاعر جرمانوس فرحات:
الصلاحَ الصلاحَ إن كان منا *** صالحٌ فالطلاح عنه حساب
لا تضع فترةً بها فتر القلـ *** ـبُ فإن الصِغارَ منا صِعاب
طالما زلَّت النفوسُ فضلَّت *** بهواها وعاث فيها الخراب
ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:
فما نبل الصّلاح على ضعيف *** فبعض الذلّ تحسبه صلاحا
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
لا تطرق الإصلاح عن عرض *** بل تطرق الإصلاح من أمم
ـ فيضيف الشاعر البوصيري:
وآمُرُ الناسَ بالصَّلاحِ ولاَ *** أصلحُ نفسي، حرمتها حسْبَه
فمنْ تَبَاهَى بأَنَّهُ وتدٌ *** فلْيَحْتَمِلْ دَقَّ كلِّ مِرْزَبَّهْ
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
إنما الصالح يبقى صالحا *** آخر الدهر ويبقى الشر شرا
ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:
لا تصلح الدّنيا و يصلح أمرها *** إلاّ بفكر كالشعاع صراح
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
كان في قومه صلاحا وإصلاحا *** فعاشوا في عفة ورخاء
ـ فيكمل الشاعر البحتري:
صَلُحَت بهِ أَسْبَابُ قَوْمً لَمْ يَكُنْ *** إِلاَّ التُّقَى
بِصَلاَحِهَا مُتَكَفّلاَ
ـ فيضيف الشاعر السري الرفاء:
أصلحَ اللّهُ لكَ الدَّهرَ فقد *** أصلحَتْ يُمناك دهري فصَلُح
ـ فيقول الشاعر سبط ابن التعاويذي؛ معاتبا:
هْوَ الذي أعطا وأَقْنى *** وأَفادَ ومنَحْ
لم يُبقِ إحسانُكَ لي ***على الزمانِ مُقتَرَحْ
صالَحَني من بعدِ ما *** عذَّبَ قلباً ما صلَحْ
ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:
وعادت الأرضُ إذ عمَّت مصالحُهم *** دارَ اصطلاحٍ وكانت دارَ مُحتربِ
ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:
فلا تَظنُّوا اصطلاحًا أنْ يكونَ لنا *** فلمْ يدعْ ما أتيتُمْ بيننا
صُلُحا
ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:
لقَد أَيقَنَ الأَعداءُ أَنَّكَ راحِمٌ *** فَباهَوا بِأَفعالِ الخَناءِ
وَثُجِّحوا
إِذا ما فَعَلتَ الخَيرَ ضوعِفَ شَرُّهُم *** وَكُلُّ إِناءٍ بِالَّذي فيهِ
يَنضَحُ
وَلَو تابَعوا قَولَ الإِلَهِ وَأَمرَهُ *** لَقالوا بِأَنَّ الصُلحَ
لِلخَلقِ أَصلَحُ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
دع الزمانَ فكَمْ نصيحٍ حازمٍ *** قد رام إصلاحَ الزمان فما صَلَحْ
ـ فيقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
برأي من الدهر المضلل فاسد *** متى صلحت للصالحين دهور
ـ فيختتم الشاعر عبد الغني النابلسي ندوتنا (الافتراضية)؛ ناصحا:
كن لمن يدعي الصلاح محبّاً *** واحترم منه خرقة الأكياسِ
واترك الشك والتردد فيه *** وابن أمراً على أتم أساس
وتمسك بما ادعاه ودع عنـ *** ــك احتمالاً يلقيك في الأرجاس
وتيقن أن الصلاح بحار *** زاخرات والله ما شاء كاسي
واغرس الخير في المساكين تحصد *** يوم حشر الورى ثمار الغراس
واترك المنكرين تعساً لهم *** من عصبة للفساد بين الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/06/534201.html