الاثنين، 5 مايو 2014

2ـ مفهوم الصلاح عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم: مجدي شلبي

 2ـ مفهوم الصلاح عند فحول الشعراء العرب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم/ مجدي شلبي (*)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ شاعر من أهل تهامة ـ بين الحجاز واليمن ـ هو أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي (أبو الحسن التهامي)، وقد قال عنه (ابن بسام الشنتريني) في كتابه الذخيرة: "كان مشتهر الإحسان، ذرب اللسان، مخلياً بينه وبين ضروب البيان، يدل شعره على فوز القدح، ودلالة برد النسيم على الصبح"، وها هو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة للمشاركة في ندوتنا؛ منشدا:

وأردت إصلاح الأمورِ فأفسدت *** فنهضت حتى استحكمت إصلاحا

إِنَّ النَفيس وَلَو أَبيحَ أَبى لَهُ *** عِزُّ النَفاسَة أَن يَكون مُباحا

مَدحاً يُصَدقه فَعالَك آنِفاً *** إِنَّ الكَريمَ يُصَدِّق المدّاحا

فَلَو ارتَقى شَخص امرىءٍ كَمحلِّهِ *** يَوماً لَصافَحَت النُجوم صِفاحا

ـ فيضيف الشاعر عبد الجبار بن حمديس:

مَنْ حُبّهُ النهجُ القويمُ إلى الهدى *** فصلاح مبغضهِ الشقي صلاح

وبقيتَ للأعياد عيداً مبهجاً *** ما لاجَ في الليل البهيم صَبَاحُ

ـ فيقول الشاعر ابن زمرك:

كل مصلحة للخلق تحكمها *** وكل صالحة في الدين تنويها

ـ فيضيف الشاعر محيي الدين بن عربي:

وإنَّ شؤونَ البِرّ إصلاحُ خلقه *** لمنْ يطلبُ الإصلاحَ فالمحسنُ اللهُ

ـ فيكمل الشاعر سبط ابن التعاويذي:

بِصَلاَحِهِ صَلُحَتْ لَنَا الدُّنْيَا وَفِي *** أيامِهِ ابتسمَتْ لنا أيامُها

ـ فيقول الشاعر الأعشى:

إنّمَا نَحْنُ كَشَيْءٍ فَاسِدٍ، *** فَإذا أصْلَحَهُ الله صَلَحْ

ـ فيتساءل الشاعر أبو فراس الحمداني؛ مستنكرا:

كَيفَ أَرجو الصَلاحَ مِن أَمرِ قَومٍ *** ضَيَّعوا الحَزمَ فيهِ أَيُّ ضَياعِ

فَمُطاعُ المَقالِ غَيرُ سَديدٍ *** وَسَديدُ المَقالِ غَيرُ مُطاعِ

ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:

أرقعُ أيامي أروم صلاحها *** و قد فسد العيشُ الذي كنت تصلحُ

ـ فيقول الشاعر جرمانوس فرحات:

ما كلُّ من يهوى الصلاح موفقٌ *** ما كل من يُعطَى الولاء مقلَّدُ

ما كل من نهج الطريقة منجحٌ *** ما كل من يبغي المعارف مرشَدُ

ما كل من يَروي العفاف مصدَّقٌ *** ما كل من طلب الزهادة يزهد

إن لم تلاحظه بذلك نعمة الـ *** ـتوفيق من لدن الإله فيسعد

ـ فيقول الشاعر جميل بثينة:

بنو الصالحينَ الصالحونَ، ومن يكنْ *** لآباءِ سَوءٍ، يَلقَهُمْ حيثُ سُيّرا

ـ فيضيف الشاعر محمود الوراق:

رَأَيتُ صَلاحَ المَرءِ يُصلِحُ أَهلَهُ *** وَيُعديهِمُ داءُ الفَسادِ إِذا فَسَد

يُعَظَّم في الدُنيا بِفَضلِ صَلاحِهِ *** وَيُحفَظُ بَعدَ المَوتِ في الأَهلِ وَالوَلَد

ـ فيقول الشاعر أبو العلاء المعري:

حَوَتنا شُرورٌ لا صَلاحَ لِمِثلِها *** فَإِن شَذَّ مِنّا صالِحٌ فَهوَ نادِرُ

وَما فَسَدَت أَخلاقُنا بِاِختِيارِنا *** وَلَكِن بِأَمرٍ سَبَّبَتهُ المَقادِرُ

وَفي الأَصلِ غِشٌّ وَالفُروعُ تَوابِعٌ *** وَكَيفَ وَفاءُ النَجلِ وَالأَبُ غادِرُ

ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:

وليس بمصلح للناس شيء *** كزوجات صلحن وأمهات

صرفت في إصلاحه وصلاحه *** رفق الحليم وفطنة المتبصر

ـ فيقول الشاعر جرمانوس فرحات:

الصلاحَ الصلاحَ إن كان منا *** صالحٌ فالطلاح عنه حساب

لا تضع فترةً بها فتر القلـ *** ـبُ فإن الصِغارَ منا صِعاب

طالما زلَّت النفوسُ فضلَّت *** بهواها وعاث فيها الخراب

ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:

فما نبل الصّلاح على ضعيف *** فبعض الذلّ تحسبه صلاحا

ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:

لا تطرق الإصلاح عن عرض *** بل تطرق الإصلاح من أمم

ـ فيضيف الشاعر البوصيري:

وآمُرُ الناسَ بالصَّلاحِ ولاَ *** أصلحُ نفسي، حرمتها حسْبَه

فمنْ تَبَاهَى بأَنَّهُ وتدٌ *** فلْيَحْتَمِلْ دَقَّ كلِّ مِرْزَبَّهْ

ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:

إنما الصالح يبقى صالحا *** آخر الدهر ويبقى الشر شرا

ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:

لا تصلح الدّنيا و يصلح أمرها *** إلاّ بفكر كالشعاع صراح

ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:

كان في قومه صلاحا وإصلاحا *** فعاشوا في عفة ورخاء

ـ فيكمل الشاعر البحتري:

صَلُحَت بهِ أَسْبَابُ قَوْمً لَمْ يَكُنْ *** إِلاَّ التُّقَى بِصَلاَحِهَا مُتَكَفّلاَ

ـ فيضيف الشاعر السري الرفاء:

أصلحَ اللّهُ لكَ الدَّهرَ فقد *** أصلحَتْ يُمناك دهري فصَلُح

ـ فيقول الشاعر سبط ابن التعاويذي؛ معاتبا:

هْوَ الذي أعطا وأَقْنى *** وأَفادَ ومنَحْ

لم يُبقِ إحسانُكَ لي ***على الزمانِ مُقتَرَحْ

صالَحَني من بعدِ ما *** عذَّبَ قلباً ما صلَحْ

ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:

وعادت الأرضُ إذ عمَّت مصالحُهم *** دارَ اصطلاحٍ وكانت دارَ مُحتربِ

ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:

فلا تَظنُّوا اصطلاحًا أنْ يكونَ لنا *** فلمْ يدعْ ما أتيتُمْ بيننا صُلُحا

ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:

لقَد أَيقَنَ الأَعداءُ أَنَّكَ راحِمٌ *** فَباهَوا بِأَفعالِ الخَناءِ وَثُجِّحوا

إِذا ما فَعَلتَ الخَيرَ ضوعِفَ شَرُّهُم *** وَكُلُّ إِناءٍ بِالَّذي فيهِ يَنضَحُ

وَلَو تابَعوا قَولَ الإِلَهِ وَأَمرَهُ *** لَقالوا بِأَنَّ الصُلحَ لِلخَلقِ أَصلَحُ

ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:

دع الزمانَ فكَمْ نصيحٍ حازمٍ *** قد رام إصلاحَ الزمان فما صَلَحْ

ـ فيقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:

برأي من الدهر المضلل فاسد *** متى صلحت للصالحين دهور

ـ فيختتم الشاعر عبد الغني النابلسي ندوتنا (الافتراضية)؛ ناصحا:

كن لمن يدعي الصلاح محبّاً *** واحترم منه خرقة الأكياسِ

واترك الشك والتردد فيه *** وابن أمراً على أتم أساس

وتمسك بما ادعاه ودع عنـ *** ــك احتمالاً يلقيك في الأرجاس

وتيقن أن الصلاح بحار *** زاخرات والله ما شاء كاسي

واغرس الخير في المساكين تحصد *** يوم حشر الورى ثمار الغراس

واترك المنكرين تعساً لهم *** من عصبة للفساد بين الناس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/10/06/534201.html