فن الإلقاء:
بين المسموح و المقبوح!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بادئ بَدْءٍ نبحث في تعريف فن الإلقاء:
ـ فن الإلقاء:
هو أحد فنون الخطابة، الذي يعتمد على
المشافهة وجها لوجه، ومن هذا المنطلق يكون وقعه أكثر جاذبية للناس وتأثيرا فيهم، ويتجلى
هذا الفن فيما يُعرف بـ(الإلقاء الإنشادي): أي الإلقاء الشعري أو القصصي الذي
يصاحبه لحن موسيقي أثناء تأديته... فضلا عن الوصف الشامل لكل حديث موجه لجمهور: كإلقاء
خطاب، إلقاء محاضرة، إلقاء سؤال، إلقاء سلام... إلخ.
ـ الأهداف التي يسعى لها (الإلقاء) بوجه عام:
* نشر العلم والمعرفة، الحث على القيم والمثل والمبادئ، إيصال أفكار
ومأثورات وأقوال وأشعار الآخرين إلى السامعين (مع ضرورة إعلان نسبها لأصحابها).
ـ كيفية جعل (الإلقاء) مؤثرا:
يعتمد الإلقاء المؤثر على عناصر أربعة مجتمعة:
1ـ أن يمتلك الشخص الملقي: القدرة على مواجهة الجمهور، وأن يكون ملما بقواعد
هذا الفن ولديه رسالة يعيها ويريد توصيلها.
2ـ اختيار المكان المناسب للشخص الملقي، والحرص على أن يكون واقفا؛ حتى
يراه الناس.
3ـ الملقى إليه (المستمع): يجب أن يتوافق ـ ما يُلقى إليه ـ مع عمره
ومستواه الثقافي.
4ـ المكان المناسب للجمهور، والحرص على الهدوء، لحسن الاستقبال، وتحقيق
التأثير المطلوب.
ـ (الإلقاء): فن أم أدب؟:
خلصنا مما سبق إلى أن (الإلقاء): هو نقل الأفكار ـ أو الأشعار ـ إلى المتلقين عن طريق المشافهة؛ فإذا لم تكن الأفكار أو الأشعار من إبداع
ملقيها؛ فهو في هذه الحالة مجرد ناقل لها، شأنه في هذا شأن (الممثل) الذي يتفاعل
مع الكلمات بأداء صوتي وحركي، معبر ومؤثر وفعال...
ـ الفرق بين (فن الإلقاء) و (فنون الأدب):
* يعتمد (فن الإلقاء) على التعبير الإبداعي من خلال الأداء الحركي والصوتي،
أما (فنون الأدب) فتعتمد على التعبير الإبداعي من خلال الأعمال المكتوبة... وعندما تتم المزاوجة بين الفنين؛ لا ينبغي
بحال من الأحوال أن يدعي (الممثل) أنه أديب، و لا يدعي (الأديب) أنه ممثل، كما لا
ينبغي أن يوصف من يقوم بإلقاء علم غيره على الناس بأنه عالم، و لا من يقوم بإلقاء
شعر غيره على الناس بأنه شاعر... بل علينا أن نطلق عليه الوصف الدقيق (فنان إلقاء
وتمثيل) وهو فن راق يستحق التقدير والاحترام؛ أما الذي لا يستحق ذلك؛ فهو الذي دفعني
لكتابة هذا المقال:
ـ ظاهرة استعماء الشعراء والاعتداء على
أعمالهم:
فقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن بعض من يمتلكون
موهبة (الإلقاء) وحدها، قد تمكنوا من اختراق الساحة الأدبية من باب الشعر، دون ذكر
أسماء الشعراء الذين يصدحون بأشعارهم، ودون خجل ولا وجل، ودون خشية من تطبيق قانون
حماية الحقوق الفكرية عليهم، وفضحهم حين يُكتشف أمرهم.
المدهش حقا أنه في ظل حالة الاستعماء
السائدة؛ ما زال بعض الجهلاء يرحبون بهؤلاء ـ في تلك الأمسيات والندوات والملتقيات
ـ باعتبارهم (شعراء)!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو اتحاد كتاب مصر
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي على الرابط التالي:
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/02/25/514496.html
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي على الرابط التالي:
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/02/25/514496.html