قصيدة وتعليق
تعليق على قصيدة للشاعر الكبير أ/
إبراهيم العدل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحسب مشاهدتي للفيديو الذي يتضمن إلقاء الشاعر الكبير أ/ إبراهيم
العدل إحدى قصائده في النادي الأدبي ببيت ثقافة دكرنس بتاريخ 19 ديسمبر 2024 وهذا
هو نصها بحسب ما سجلته كتابة من الفيديو:
يا شاعرا جلب القوافي وانبرى *** في نظمه الأشعار للفتياتِ
الشعر ليس عمارة بنيت *** من الأحجار والعمدان من حصواتِ
والشعر ليس تسولا من سائلِ *** لينال بعض دراهم وفتاتِ
الشعر صوت الكون أبجدة الهوى *** وحصانه الغجري في الغابات
عقلي أحاسيسي التي نصبتها *** فبدت إليه الشعر كالمشكاة
أذني التي سمعت جبالا سبحت *** في ليلة لله بين فلاةِ
أرجوحة في العيد تحمل طفلة *** من أرض مصر لنيلها لفراتِ
والشعر جيش العاشقين ومن غزا *** حصن الغرام برقة الكلماتِ
بفصاحة الكلمات يفتح دولة *** دون امتطاء الخيل للغزواتِ
خيل أصيل يعربي إن أتى *** رقصت على إيقاعه أبياتي
يا أيها الشعراء لستم من أتى *** كي يفسدوا الأذواق واللوحاتِ
بل أنتم الغيث الذي *** نزل القطارَ بقطرة فتحولت واحاتي
فلتكتبوا الأشعار كي تحيوا بها *** بعض الحروف كشهقة برئاتي
واختر جميلا إن كتبت قصيدة *** بسماعها تحييك بعد مماتي
واسموا بحرفك لا تكن متشاعرا *** فالشعر مثل الحي والأمواتِ
إن جاء من رحم الفصاحة وارتدى *** ثوبَ الجمال فقد أتي لحياتي
أما إذا جاء الوليد مشوها *** دسوه تحت ترابهم كرفاتِ
ولئن عجزت ولم تعنك مشاعر *** فاقرأ قصائد من سما بالذاتِ
يا أيها الموهوب شعرا لم تنل *** تاج البيان بحكمى وعظاتِ
إن الإمارة بيعة وأميرها *** لم يعتلِ بالرص للأبياتِ
أما الأمير فهو
الذي بقصيدة *** بعث الحياة وحرك الجماداتِ.
أعرض وجهة نظري
فيها وتعليقي عليها:
لقد تميزت هذه القصيدة شأنها شأن قصائد الشاعر الكبير أ/ إبراهيم
العدل بأنها تحمل رسالة موجهة بلغة شعرية جزلة الألفاظ، قوية التراكيب، مستخدما
صورا بلاغية مبتكرة مثل: "الشعر صوت الكون"، و"أذني التي سمعت جبالا
سبحت"، وغيرها من الصور البديعة، التي عبر من خلالها عن القيمة الفكرية للشعر
الراقي، ورفضه للتسطيح والابتذال، داعياً إلى السمو بالشعر نحو الغايات النبيلة،
وتميز شاعرنا ــ كالمعتاد ــ بالإلقاء الشعري الرصين لقصيدته التي التزم فيها بالوزن
والقافية، ودقة تشكيل الحروف أثناء النطق، مبرزا إيقاعها الموسيقي الجذاب الذي
تطرب له النفوس، مما يؤكد حقيقة تمكن شاعرنا المبدع من اللغة العربية ومن نظم
وإلقاء الشعر الفصيح.
وإذا كان هناك من ملاحظة فهي تكمن في اللغة الخطابية المباشرة؛
الموجهة للشعراء والتي تبدو فيها نبرة نقد حادة، تشي بشيء من الإقصاء والاستعلاء؛
مثل قوله: "يا أيها الشعراء لستم من أتى كي يفسدوا الأذواق واللوحات"،
فلو جاء النصح عاما له ولغيره، تلميحا وليس تصريحا ــ كما عودنا في قصائده السابقة
ــ لكان أفضل من التعبير القاسي الموجه لغيره، كما أن بعض الأفكار التي أوردها
الشاعر تكررت بأساليب مختلفة، كالتركيز على دور الشعر وسموه في أكثر من بيت، ورفض
الشعر الرديء والمتشاعرين في أكثر من بيت، مع اختلاف طفيف في التعبير هنا وهناك،
ومعلوم أن التكرار ــ عموما ــ يبعث على الملل، ولعل المشاهد للفيديو يلاحظ هذا
على وجوه الحاضرين.
هذه مجرد وجهة نظر قد أكون مخطئا فيها، أو متجاوزا في حق شاعرنا الذي
ربما عمد لهذا التكرار عمدا ليؤكد الفكرة، على طريقة (التكرار يعلم الشطار)!.
تحية تقدير واحترام للشاعر الكبير أ/ إبراهيم العدل (أحد أعمدة شعر
الفصحى والعامية في النادي الأدبي بقصر ثقافة منية النصر) الذي يتحفنا بإبداعاته
الشعرية الرائعة والهادفة، وبطريقة إلقائه المميزة، وبتمثيله المشرف لنادينا،
وبحضوره البهي، وأخوته الصادقة، ومشاعره النبيلة المخلصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر